تكتيكات النقاش باختصار هي الطريقة التي استند إليها بنقاشي لأكون قادرة على التعبير بقوة عن وجهة نظري، أو إقناع الطرف الآخر به أو توجيه النقاش ليخدم مصلحتي، وفقا لهدف النقاش الأساسي، فلنفترض مثلا أني أريد إقناع زميلي أو مديري بتغيير خطة العمل في الشركة من أجل زيادة الإنتاجية، فغالبا إما سأطرح أمثلة لشركات مشابهة لشركتنا وحققت نجاحا أو أقدم دراسات حديثة تؤكد صحة ما أقول، أو استخدم احصائيات تظهر الفوائد التي سنحصل عليها من هذا التغيير، هذه هي تكتيكات النقاش، طبعا بالمواضيع النقاشية هناك أنواع كثيرة ولكل منا طريقة يجد أنها الأكثر توفيقا بالنقاش، لذا شاركنا بها لنستفيد
ما هي تكتيكات المناقشة التي تجدها فعالة بالنقاش وغالبا ما تعتمد عليها بنقاشك؟
أنا بنقاشاتي وخاصة تلك التي من وراءها مصلحة معيّنة أريد تحقيقها استخدم الأسئلة المُعدّة مسبقاً بتسلسل مقصود، يجعل الآخر الذي أناقشه مدفوعاً للتفكير، وهذا لا يحدث فقط بتسلسل الأسئلة المقصود بل يتم معي عبر طرح أسئلة مفتوحة تتعلّق بموضوع المناقشة مترافقة مع حقيقة مُفاجِئة فعلاً للجهة التي تناقشني، هذه الحقيقة المفاجئة اسمّيها الدفعة الأولى لمجرى النقاش، صدمة أو مفاجئة تحرّك الحديث للأمام وغالباً لأنّي أنا من صممت الأسئلة مسبقاً فالغالب أنني أستطيع أنا تحويل وإدارة النقاش كيفما أردت وأكون في أفضلية أعلى بكثير بسبب التحضير المسبق لهذه المناقشة.
يعني بالمختصر نقاشي يتم عادةً بهذه الطريقة: مجموعة أسئلة محضرة مسبقاً + حقيقة صادمة/ غريبة/ مفاجئة
يعني بالمختصر نقاشي يتم عادةً بهذه الطريقة: مجموعة أسئلة محضرة مسبقاً
حسنا قد حضرت أسئلتك بدقة وهذا سيعتمد على أنك بالفعل على دراية بالموضوع مسبقا وقمت بدراسته دراسة مركزة طبعا، وأنت مستعد بذلك لتوجيهها للاخرين هذا سيكون في صالحك إذا كنت أنت مدير النقاش أو طارح الفكرة الأساس، ماذا إذا كنت طرف في نقاش مطروح مثلا والآخر له أسئلته أيضا ودلائله وأفكاره المثبتة، كيف ستواكبه؟
أنا بنقاشاتي وخاصة تلك التي من وراءها مصلحة معيّنة أريد تحقيقها استخدم الأسئلة المُعدّة مسبقاً بتسلسل مقصود، يجعل الآخر الذي أناقشه مدفوعاً للتفكير
هذا النوع من النقاشات يجعل الطرف الآخر يشعر وكأنه بتحقيق يقوده طرف واحد وهو أنت، وهذا يجعله إما ينسحب أويمل من استجراء النقاشبهذه الطريقة، على عكس تكتيكات النقاش الأخرى، لذا لا أحبذ تكتيك الأسئلة المفتوحة.
طبعًا كل نقاش له أهدافه المختلفة، سأتناول ما إذا كان الهدف من النقاش لنفترض "الإقناع" وليس مجرد عرض وجهات النظر وتبادل الآراء، إذا استهدفت إقناع شخص ما، فأنا أبني استراتيجيتي في النقاش على عاملين أساسيين أمزج ما بينهما وأُكامل بأحدهما الآخر في الحور، الأول: منطقية ما لدي من معلومات وحبكة تلك المعلومات وصياغتها في الموضوع، والثاني: الفهم العميق للشخص الذي أستهدِف إقناعه والطريقة تفكيره، لا يمكن إجراء نقاش مقنع لدرجة التغيير بدون هاذين العاملين معًا، لأن عرض معلومات منطقية لمجرد أنها منطقية لن يكون كفيلًا بالإقناع إلا إذا صغت تلك المعلومات وصنعت لها حبكة تناسب فكر الشخص الذي أحاوره، وإدراكي لكيفية استقباله للموضوع، وهذا ينقلنا فيما يتعلق -بالإقناع- أن الفكرة نفسها والمعلومات نفسها وطريقة عرض الموضوع نفسه تختلف تمامًا في طريقة صياغتها باختلاف الشخص الذي أناقشه بناء على طريقه تفكيره وشخصيته ومستواه الفكري.
منطقية ما لدي من معلومات
كيف تتأكدي من منطقية ما لديكِ من معلومات؟ أسأل هذا السؤال لأنني أعرف من منطلق تجربتي أن المعلومات أحياناً بمنطقيتها لا تتكشف إلا بعد أن تتصادم مع حجج أخرى في ساحة النقاش نفسها، كثيرة هي المرات التي شعرت فيها بالخزي من معلومات مع انني كنت قد اقتنعت بها سابقاً كثيراً ورأيتها قمة المنطقية، ولذلك أسأل ما هي الطريقة التي تتأكدي فيها فعلاً من منطقية كلامك قبل إظهاره في النقاش؟
أسأل هذا السؤال لأنني أعرف من منطلق تجربتي أن المعلومات أحياناً بمنطقيتها لا تتكشف إلا بعد أن تتصادم مع حجج أخرى في ساحة النقاش نفسها، كثيرة هي المرات التي شعرت فيها بالخزي من معلومات مع انني كنت قد اقتنعت بها سابقاً كثيراً ورأيتها قمة المنطقية
هذه النقطة تحديدا أحد الوسائل لتتحقق من منطقية المعلومات التي نحملها، وهذه الطريقة رغم عدم تفضيلي لها ولكنها تحدث كثيرا معنا هنا على المنصة ومع استمرار النقاش قد نجد أن الفكرة التي طرحناها خطأ أو مغلوطة، لذا ما تعلمته من ذلك أن أتحقق من صحة معلوماتي عبر مراجعة المصادر وهذه أضمن طريقة تقريبا
قد نجد أن الفكرة التي طرحناها خطأ أو مغلوطة، لذا ما تعلمته من ذلك أن أتحقق من صحة معلوماتي عبر مراجعة المصادر وهذه أضمن طريقة تقريبا.
لا بأس وإن كانت خاطئة، أعتقد أن من أهم الأهداف للنقاش هو التعلم وتوسيع الآفاق، ليس بالضرورة أن يكون هدفه الإقناع أو إثبات صحة فكرتنا أو وجهة نظرنا، ولهذا لا يجب بالضرورة أن ندخل أي نقاش بالاستعداد والتحضير المسبق له، يمكن أن نسمح لأنفسنا بالخطأ والاستفادة من مفهوم النقاش نفسن بتصحيح هذا الخطأ.
بالتأكيد بالنقاشات اليومية العادية لن نذاكر قبلها أو نحضر، لكن من المفترض الا تناقشي بشيء وأنت لست على دراية به، يعني لن نكتسب المعلومات من النقاش وإلا لن يكون نقاش سيكون حلقة تعلم بين شخص متمكن من الموضوع وشخص متلقي لا أكثر، فلن يكون هناك حوار قوي بين الطرفين.
اما لو النقاش بموضوع يفوق خبراتي ومضطرة له مثل النقاشات مع الأساتذة بأبحاث الجامعة فالتجهيز والتحضير مهم جدا لأكون طرف مكافىء للنقاش بالطرف الأخر
دائماً يجب التحضير للنقاشات، حتى العادية منها، الفارق ربما فقط بكمية التحضير والاهتمام ليس إلا، كثيرة هي المواقف التي نجلس فيها ونشتكي بالجملة الثانية: "أنا الحق عليّ.. أنا منحه هذا الأسلوب بالتعامل" بسبب عدم تفكيرنا وتحضيرنا في مرات كثيرة بالأمور العادية نرى أنفسنا في انغماس تدريجي بسبب الأخطاء الصغيرة التي لا ننتبه لها بسبب عدم الانتباه والتحضير.
تناولت التعليق من زاوية واحدة محددة وهي "النقاش مع شخص أعرفه بهدف الإقناع للتغيير"، وبديهي أنني في التوقيت الذي أسعى فيه لهذا الهدف أن أكون قد توصلت إلى نتائج تُطمئِن قلبي وعقلي إلى منطقية ما أريد إقناع الشخص به، وإلا لما سعيت لإقناعه ما دمت لست مقتنعة، وهذا لا يعني بالضرورة أن تلك النتائج لا بد أن تكون منطقية مطلقًا وأبدًا، بل من الوارد بمرور الزمن ونضج التفكير أن تتطور أفكارنا أو حتى تتغير ولا أجد حرجًا في ذلك ولا حتى في التصريح به أو التراجع عنه، المهم أن نكون في اللحظة التي نسعى فيها لإقناع غيرنا قد بذلنا وسعنا للوصول إلى أفضل معلومة أو فكرة قبل أن ننقلها للغير. وللوصول أو الاقتراب من المنطقية يحب أن يكون الشخص منفتحًا في المطلق على اكتشاف وجهات نظر مختلفة وقادرًا على معايرتها وتقييمها، ولا بأس بالاستلهام منها أو البناء عليها، وإذا كان الموضوع متخصصًا فلابد من بذل الجهد للوصول إلى المصادر الموثوقة وأهل الخبرة قبل أن يتادول المعلومات.
الفهم العميق للشخص الذي أستهدِف إقناعه
يحضرني في هذا شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان يتعامل ويناقش كل شخص بحكمة كبيرة وبما يناسبه تمامًا، فنجد مواقف متشابهة يتعامل فيها بشكل مختلف على حسب شخصية وذكائه وقدرته على الاستيعاب، وأعتقد أن الكثير من العلاقات والنقاشات الآن تفتقد التعلم من هذا الفهم وهذه الحكمة.
هذا العامل قد لايتوافر من البداية خاصة بمنصات النقاش والتي قد لا نعرف بعضنا البعض لهذه الدرجة أو الدخول بنقاشات مع اشخاص غرباء في لقاء ما، يعني أتذكر كنت بنقاش مع أحد الأساتذة بالجامعة بسبب جملة قيلت أمامنا بالصدفة وأحدنا أيدها والثاني لا، هنا أنا لم أكن أعرفه مطلقا ولا علم لي بتوجهاته، لكن معرفتي بمحور النقاش هو كان السبيل لاختيار التكتيك المناسب، والذي كان بحث بالمناسبة لأن الموضوع كان علمي بحت، لذا لا يسهل ضحد هكذا الدليل إلا بحالات معينة مثل التطرق لطريقة البحث نفسها ونقدها
كما أشرت سابقًا فإن النقاشات لها أهداف مختلفة، ولا أعتقد أن غالب النقاش عبر منصات النقاش يكون الهدف الأساسي منه هو الإقناع للتغيير الذي قد نسهتدفه من نقاش شخص نعرفه على أرض الواقع، بل يكون غالب الأهداف هو إما تبادل وجهات النظر وإثراء المعرفة أو إثبات ودعم وجهة النظر والاستنصار لها، وبالتالي فلا ضرورة لفهم الأشخاص أنفسهم لأننا لا نستهدف إقناعهم وتغيير وجهة نظرهم من كل نقاش.
أحب ان أكون مرنة في المناقشة، يعني ذلك الاستجابة المثلى والتكيف مع متغيرات النقاش ومواضيعه لأن ذلك له تأثير أكبر في تحقيق هدف النقاش، فمن ذلك عندما أشارك في نقاش لابد وأن تجد أن الأفكار تتطور وتتغير مع تقدم الحوار، في هذه الحالة سيكون من الأفضل أن تكون مرنًا وتكيف استراتيجيتك بناءً على الاحتياجات الجديدة للمناقشة، فقد تحتاج إلى تغيير كيفية تقديم حججك أو طرح أفكارك بناءً على التفاعل مع الآخرين، فعلى سبيل التوضيح، قد تحتاج إلى توضيح أوجه معينة أو توجيه الحوار نحو جوانب جديدة، ومن ذلك أيضا إذا لاحظت أن أسلوبي الحالي غير فعال، يمكن تغييره لاستخدام استراتيجية تواصل مختلفة كاستخدام أمثلة جديدة، أو الاعتماد على بيانات أكثر، أو تقديم حجج أكثر دقة، كما أن دخول مشارك جديد للنقاش بأراء جديدة يستدعي منا مواكبة فورية واعادة توجيه النقاش من جديد وفق الموضوع الأساس.
لا أرى أن المرونة كصفة نقاشية قد تصلح لكل ألوان النقاش أو بمختلف أنواع مواضيع النقاش، فمثلا لو ستناقشي ظاهرة نفسية أو طبية سيكون التكتيك المناسب للنقاش من البداية هو الأدلة والبيانات من أبحاث متعلقة بمحور النقاش لتؤيده وتضيف عليه أو تضحده
المرونة في النقاش هي ضد التشدد، أي أنني أعطي فرص لنفسي لمحاولة فهم وجهة نظر المحاور وبذلك أصيغ ما يناسب النقاش من أساليب ولا أتشدد في وضع استراتيجية محدد أسير عليها، والمواضيع التي قلت بأن المرونة لا تناسبها فأنا أرى العكس، فالظاهرة النفسية مثلا "موضوع السعادة" لا تعتمد فقط على الأدلة والبيانات لشرحها أو تأيدها من عدمه، فيمكن أيضا الإعتماد على التجارب الشخصية والملاحظات في المحيط كما يمكن استخدام أساليب نفسية توجيهية أو النظر للأمر من منظور فلسفي.
هذه المرونة لها جانب سلبي يتجسّد بالنقاش حين نسمع عبارة شخص يشتكي من النقاش: "لِمَ غيّرت الحديث؟" يقول لك أنا لم أغيّره، ولكن اضرب مثال وهكذا.. - هذه الطريقة برأيي إن كنا مرنين فيها ف بالغالب لن نتوصل إلى حل في نقاشنا أو فائدة، لإن هناك إمكانية دائمة بالتملص من الفكرة إلى فكرة أخرى عوضاً عن التوسع فقط في ذات النطاق.
المرونة التي أقصدها هنا هي القدرة على تلبية توجهات النقاش وعدم التشدد في رأي أو استراتيجية معينة، ومن ذلك إدارة النقاش بطريقة ترجع الحوار إلى أساس الفكرة، كما يمكن مواكبة تطوره في ضرب الأمثلة أيضا، رغم أننا قد نلاحظ أن الطرف الأخر يضرب مثلا بعيدا عن الموضوع لكن للأخر نظرة معينة يريد إبرازها، ولها علاقة فعلية بالموضوع لذلك أطرح سؤال "ما صفة الشبة التي رصدتها بين الموضوع والمثال" لأكون ضمن الصورة التي يريد إيصالها، لكن عندما نضع صيغة محدد للنقاش فنحن بذاك نقيده، ولا نسمح له بالخروج عن تلك الحدود، فبالمرونة نحن نسمح للأفكار بالنماء ضمن أطر مختلفة فلسفيا أخلاقيا اجتماعيا دينيا عاطفيا... وغيرها من المتحكمات في الفكرة.
لذلك أطرح سؤال "ما صفة الشبة التي رصدتها بين الموضوع والمثال
هذا الأمر رائع ولكن أريد أن أنوّه إلى أن لو شعرت بأنه غير متوافق معك في سبب طرحه للمثال انتبهي من مسألة أن تكون الأهداف غير متطابقة بينك وبينه، في بعض الأحيان، يتعامل الأشخاص مع المناقشات بأهداف مختلفة، كل شخص يرغب أمر معيّن مختلف، قد يرغب الشخص الذي يطرح السؤال حقاً في فهم العلاقة بشكل أفضل مثلك، لكن الشخص الذي يقدم المثال قد يشعر أن مصداقيته تتعرض للتحدي، خاصة إذا قدّم مثالاً يبدو ذا صلة بالنسبة له!
من أكثر التكتيكات الفعالة في النقاش والاقناع هو استخدام الأدلة الاجتماعية أي أن نقوم بدعم رأينا ببيان موافقة عدد كبير من الأشخاص عليه بالأخص لو كانت وجهة النظر المقدمة يدعمها شخصيات معروفة ومشهود لها بالخبرة أو العلم، هذا له تأثير نفسي على الطرف الآخر كذلك لأنه يجعله يشعر أن وجهة نظره تخصه هو فقط ولا أحد يدعمها أو يوافق عليها، وهذا يعطي لي فرصة ومساحة أكبر لإقناعه بوجهة نظري وذلك لأن الكثير منا يتأثر بظاهرة التبعية المجتمعية أي يتبنوا ويؤيدوا آراء وأفكار المجموعة وكأنها حقائق وليست مجرد آراء تحتمل الصواب أو الخطأ.
هذا الدليل رغم قوته بنقاش المواضيع الاجتماعية، إلا أنه يعيبه نقطة وهي غالبا النقطة التي يتم نقده من خلاله وهي أن ليس كل توجه اجتماعي عام هو صحيح وصائب، فممكن جدا أن تتفق الجماعة على شيء ولكن لا يكون هو الصائب، قد نتوارث عادة معينة كدليل اجتماعي ولكن لا تكون صائبة وتجاهلت تقييم الحقائق والأدلة في نفس النقطة.
كأن أقول لك كل الناس تسير من هذا الشارع للوصول للمشفى، رغم أن هناك شارع آخر قد يكون أكثر أمانا وأقصر من الاول ولكن لا أحد حاول التحقق منه، الكل يكون تحت التأثير الاجتماعي
فكرة استخدام أمثلة مشابهة قد لا تكون دائمًا ناجحة تماما، حتى لو كانت هناك شركات طبقت فكرة معينة ونجحت بها، فقد يكون هناك عوامل أخرى وراء الكواليس ساهمت في نجاحها، من المهم أيضا التفكير في ظروف الشركة الخاصة واحتياجاتها الفريدة، حيث قد لا يكون النهج الذي نجح في شركة أخرى مناسبا أو ممكنا في شركتنا، يجب أن نكون قادرين على فهم الفروق الدقيقة والتأكد من أن الاقتراحات تتناسب مع احتياجات الشركة المناسبة.
هذا كان مجرد مثال فقط لتوضيح ما أقصده بتكتيكات النقاش، لذا ما هو تكتيك النقاش الذي تعتمده بنقاشك مع الآخرين؟
من ناحيتي أفهم أولا طريقة تفكير الشخص الذي أحاوره، و أحاول أولا الوصول إلى نقطة مشتركة بيننا لأبني عليها حججي و براهيني، فإذا وصلنا لهذه النقطة فأحاول إقناعه بهذه الطريقة، و لكن بعض الأشخاص يكون منغلق تماما ولا يسمع رأيك و بالتالي حتى الوصول إلى نقطة مشتركة معه يعتبر أمر صعب، و بالتالي صعب إقناعه.
أميل إلى استخدام القصص الواقعية لدعم وجهة نظري أو ما يدور في ذهني وإقناع الطرف الآخر به، كما أن مزج القصص بالعواطف يكون له تأثير ممتاز على عملية الإقناع، ويصلح ذلك في الكثير من المواقف الحياتية التي أمر بها خصيصاً مع مدراء العمل.
القصص الواقعية رغم مصداقيتها لكن من الطرق التي يسهل نقدها ومهاجمتها، فما ينطبق على فرد بقصة ما ليس شرطا أن يكون حجة قوية للتعميم.
اما بالنسبة للعواطف إن لم تكن صادقة ويتم توظيفها لإقناع الطرف الآخر وفقط، فهذا أراه تلاعب ولا أميل له لأنه سيأتي بنتائج عكسية خاصة إن كان الطرف الآخر بالنقاش لديه الوعي الكافي لإدراك ذلك.
لدي تجربة مميزة مع القصص الواقعية، فقد ساعدتني كثيرًا على بيع بعض المنتجات عبر الإنترنت، ووجدت أنها تساعد بشكل كبير على ترسيخ الأفكار في الأذهان، وهذا ما تتبعه شركة أبل أحياناً عند التحدث عن منتجاتها ومحاولة إقناع جمهورها بشرائها بدلاً من استخدام مصطلحات تقنية معقدة قد لا يفهمها البعض.
كما أنه دائماً عندما يسمع الجمهور أو الطرف الآخر في النقاش أن رأيك أو منتجك أو اقتراحك له صلة بتجاربهم الحياتية يكون تركيزهم واهتمامهم بحديثك أكبر، كما أنهم لا ينسون أفكارك بسهولة.
التعليقات