ما هي الاستراتيجيات التي استخدمتها لتحسين مهاراتك بالنقاش بحياتك؟
ما هي الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتحسين مهارات النقاش الخاصة بك مع مرور الوقت؟
على مدار سنوات من إدارة النقاش في ندوات ثقافية بحسب عملي، أقول أن ما استخدمته وطورته هو الموضوعية في تناول النقاش بحيث لا أتأثر بأي بالانفعالات الشخصية من طرفي أو المشتتات لو كانت من غيري فيما يسمى بضبط النفس وهذا عن طريق الاستماع الجيد واعطاء غيري الفرصة كاملة لقول رأيه بوضوح كيفما يريد حتى لو أخطأ في معلومة ما، أتركه ينهي كلامه وأسجل تعليقاتي عليه سواء في عقلي أو بتدوينها، وعند دوري في التحدث أولا أجيب عن الأسئلة التي طرحها التي لا تحتاج إلى مجهود وأجعل أخر سؤال أجيب عليه السؤال الذي يحتاج إلى تحدث وشرح وتوضيح وجهات النظر المختلفة فيه. ومن الأشياء المهمة التي أطورها حتى باستمرار هي تجنب توجيه لوم للشخص كما قلنا الالتزام بالموضوعية أيضا من جوانبها هي تناول الأفكار وليس الأشخاص.
هي تجنب توجيه لوم للشخص كما قلنا الالتزام بالموضوعية أيضا من جوانبها هي تناول الأفكار وليس الأشخاص.
أرى أن أفقر طرف هو الذي يوجه النقاش من الأفعال والأفكار إلى الأشخاص أنفسهم، فلو كان يملك نقدًا موضوعيًا لأدلى به، لكنه يعتقد أن الشخصنة قد تدير دفة الحوار الذي يفتقر لمهاراته، أرجو أن تفيدني من واقع خبرتك عن أنسب استراتيجيات الرد عندما يبدأ الطرف الآخر في الشخصنة.
أرجو أن تفيدني من واقع خبرتك عن أنسب استراتيجيات الرد عندما يبدأ الطرف الآخر في الشخصنة.
أوضح له بشكل حازم وأعيده إلى سياق الموضوع الذي نناقشه، بكلمات واضحة بأننا هنا نناقش الفكرة ولو أنك ستتحدث من منظور شخصنة الأمور فأنت ليس لديك حجة فيما تقول.
بهذه الطريقة يكون أمامه طريقتين يا أما أن ينصاع ويعيد ترتيب أفكاره أو سيكون موقفه أمام الجميع بأنه يتهرب من الموضوع المناقش نفسه. ولا أفضل طريقة أن أقوم بالرد بنفس الطريقة وأشخصن الموضوع أيضا لأنني حسب دوري فأنا أدير النقاش نفسه ولو فعلت كما فعل فهذا معناه فقدان الدفة الكاملة بالنقاش وبالتالي فقدان ثقة الحضور، في حالة الندوات وفي حالة المناقشات مع الأصدقاء فأيضا سأفقد هنا الموضوعية التي أتبناها.
وعند دوري في التحدث أولا أجيب عن الأسئلة التي طرحها التي لا تحتاج إلى مجهود وأجعل أخر سؤال أجيب عليه السؤال الذي يحتاج إلى تحدث وشرح وتوضيح وجهات النظر المختلفة فيه.
وهل هكذا ستجد الوقت لطرح أفكارك وتوضيح أسئلتك؟
في رأيي هو هكذا سيطر على مجريات الحوار.
وهل هكذا ستجد الوقت لطرح أفكارك وتوضيح أسئلتك؟
في رأيي هو هكذا سيطر على مجريات الحوار.
على العكس هذا لم يحدث مطلقا ولا مرة تقريبا في المواقف التي مرت عليّ، لأنني من أدير النقاش نفسه وبالتالي أعطيه مساحته المحددة والمتفقة والواضحة أمام الجميع وهذا حقه أن يعبر كيفما يريد وبالمناسبة كلما كان صاحب رأي واضح حتى لو به أخطاء فالمناقشة تكون مثمرة وواضحة للجمهور بدلا من الجمود الذي يحدث والملل أحيانا لو قمنا بالرد على كل سؤال ومقاطعة المتحدث وهذا ما تجده مثلا في البرامج التلفزيونية التي يكون فيها المذيع يفقد أدنى معايير إدارة النقاش، ولنا في عمرو أديب مثال واضح على المقاطعة مما يجعل الجمهور ينفر منه.
وبالمناسبة كلما كان صاحب رأي واضح حتى لو به أخطاء فالمناقشة تكون مثمرة وواضحة للجمهور
نقطة عظيمة. أحسنت.
لأنني من أدير النقاش نفسه
لست هنا مع أن يدير أحد الطرفين النقاش، ولا مع أن مقاومة تسلط الآخر تعني رد التسلط، فسيخرج في النهاية الحوار بأسوء صورة.
بل أقصد أنه إن أجبته على كل أسئلته فقد سيطر على الحوار وأخذ الطرف الآخر في طريق على غير رغبته، وإن أهملت أسئلته بات كأن الطرفين كل في وادي.
بل أُفضل أن أطرح وجهة نظري وخلال طرحي إن ظهرت نقطة إجابة على أسئلته فأقولها عابرًا بين شرطتين -وها هو الجواب على أحد أسئلتك- ثم أتابع.
ولنا في عمرو أديب مثال واضح على المقاطعة مما يجعل الجمهور ينفر منه.
لكنه هو الأعلى مشاهدة!
وربما السبب لأنه يتحدث بالطريقة الخاطئة التي يفعل بها الجميع، فهو بهذا أقرب لهم.
أهم المهارات التي أتبعها:
- الإنصات: يعد الإنصات الجيد أولى خطوات النقاش الجيد، لهذا انصتُ جيداً للمتكلم قبل الرد عليه
- طلب إيضاح ما استشكل : و هذا من خلال طرح الأسئلة التوضيحة كي اتجنب الوقوع في مغالطات غير منطية و عدم الفهم
- الإستدلال : حتي لا يكون النقاش قائم على أراء شخصية دون ادلة علمية/شرعية
- إحتمالية الخطأ: و في هذا السياق يستحضرني قول الامام الشافعي " رأيي صواب يحتمل الخطأ ، و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
إحتمالية الخطأ: و في هذا السياق يستحضرني قول الامام الشافعي " رأيي صواب يحتمل الخطأ ، و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
تلك النقطة تمثل مغالطة لدى الكثيرين، وتجعل من أغلب النقاشات طبلًا أجوفًا لا إفادة من ورائها ولا طائل، وهي الاحتداد بالرأي الشخصي وافتراض صوابه المطلق، بل إن البعض يا جمال يدخل إلى بعض النقاشات تحديدًا وهدفه الوحيد هو إثبات أن الطرف الآخر على خطأ، في حين أن كثير من الآراء قد تكون مختلفة لكنها ليست متضادة لدرجة أن أحدها خطأ والآخر صواب، وهو ما يجعل الحوار ثريًا بالإفادة أكثر من كونه ساحة معركة للاستنصار للآراء الشخصية.
بل إن البعض يا جمال يدخل إلى بعض النقاشات تحديدًا وهدفه الوحيد هو إثبات أن الطرف الآخر على خطأ، في حين أن كثير من الآراء قد تكون مختلفة لكنها ليست متضادة لدرجة أن أحدها خطأ والآخر صواب، وهو ما يجعل الحوار ثريًا بالإفادة أكثر من كونه ساحة معركة للاستنصار للآراء الشخصية.
بعض النقاشات لابد أن يكون هذا هدفها، وأن نثبت خطأ رأي الطرف الآخر، وغالبا المناظرات يكون هذا هدفها، رأي ورأي آخر، ومن يتمكن من إثبات رأيه وضحد وجهات نظر الطرف الآخر، وهذا ليس سيئا ولا يسيء للأشخاص أنفسهم لأن هناك مواضيع النقاش فيها يسير بضحد الافكار مثلا مقابلة باسم يوسف مع بيرس مورغان كان لابد أن يثبت باسم خطأ الرأي الآخر وكذلك المناظرات السياسية وحتى العلمية، المهم في هذه المناقشات أن يكون الضحد والهجوم موضوعي ولا يحمل شخصنة ومغالطات
صحيح تختلف الإستراتيجيات من شخص لآخر و كل حسب طريقة إتقانه لها، لكن في بعض الأحيان تجذبني فعلا طريقة بعض الأشخاص لدرجة أنني أصبح أستخدم نفس النهج الذين يستخدمونه، و هذا بالفعل ما حدث عندما كنت أتحدث مع أحد أصدقائي حتى بدأ يطرح في أسئلة مضادة لفكرة تماما، و في لحظة من اللحظات خسرت النقاش و كان هو على حق، و مع مرور الوقت أصبحت أستخدم النهج نفسه حيث أنني أطرح سؤال مضاد لنفس فكرة الشخص الآخر و أحاول التحاور معه بهذه الطريقة و أقناعه، و ربما مع مرور الوقت أحسن من هذه الطريقة أكثر، أو أكتشف طريقة أفضل من شخص آخر.
الاسمتاع والإنصات الجيد قبل الإدلاء بما عندي؛ هذا يعود عليّ بفائدتين، الأولى: أني أتيح لنفسي الفرصة في الاستفادة من الآخرين إن كانوا على صواب وتعلّم استراتيجيات أفضل واكتشاف وجهات نظر مختلفة، والثانية: أني أتيح لنفسي الفرصة أيضًا في استيعاب وجهة نظر الآخر واكتشاف مواطن القوة والضعف بها، لأتمكن من تجهيز رد وافي حولها، مما يجعل النقاش مثمرًا في كافة الأحوال.
من وجهة نظري بداية النقاش هي التي تحدد كل المسارات التالية. كان يضيع وقتي بسبب هذه المشكلة وهي عدم تحديد المسألة التي نتحدث عنها بل النقاش في كل نقطة جانبية وهذا يشتت الأفكار. للخروج بفائدة من أي نقاش حالياً أتبع طريقة إغلاق النقاش قبل بدايته عن طريق توجيه أسئلة للطرف الآخر أتأكد من خلالها إذا كان لديه تصور دقيق عن الموضوع وإلا بطريقة ودودة أخبره عن مصادر تحتوي معلومات عن الموضوع حتى يطلع عليها وإذا وجد اختلاف نتناقش فيه وفي الغالب هذا لن يحدث لأن أغلب من يناقش يناقش لأجل التعبير عن وجوده فقط ليس لأنه لديه اهتمام حقيقي بموضوع النقاش. أما إذا كان النقاش موضوعي فكما تفضل به الإخوة في التعليقات وهي نقطة الاستماع و إعطاء كل طرف وقت كافي ويطلب منه توضيح الفكرة كاملة وذكر أدلته. أما مازلت بحاجة لتعلمه لو أحد يفيدنا بحل وهي تجنب الأمور الشخصية والعاطفية خصوصا عند النقاش مع شخص قريب من نفسي، أيضاً استثارة أحداث قديمة في الذاكرة عند ذكر شخصية عامة أحمل لها مشاعر إما بالسلب أو الإيجاب
. للخروج بفائدة من أي نقاش حالياً أتبع طريقة إغلاق النقاش قبل بدايته عن طريق توجيه أسئلة للطرف الآخر أتأكد من خلالها إذا كان لديه تصور دقيق عن الموضوع وإلا بطريقة ودودة أخبره
هذه طريقة جيدة للتواصل الفعال للطرفين، فمن المفترض ألا أناقش بموضوع ليس لدي المعلومات الكافية لإدارة النقاش فيه
أما مازلت بحاجة لتعلمه لو أحد يفيدنا بحل وهي تجنب الأمور الشخصية والعاطفية خصوصا عند النقاش مع شخص قريب من نفسي، أيضاً استثارة أحداث قديمة في الذاكرة عند ذكر شخصية عامة أحمل لها مشاعر إما بالسلب أو الإيجاب
أهم نقطة تركز عليها هنا هي فصل الأفكار عن الأشخاص، وهذه النقطة عززتها من خلال مناقشاتي هنا بحسوب، فنحن نتناقش مع بعض ونحن لا نعرف بعض وأحيانا نناقش الطرف الآخر كمجهول، فتجد أن المطروح للنقاش هي الفكرة وليس الشخص وميوله أو معتقداته، وهذا الأهم، النقاش حول الموضوع وليس حول الأشخاص أنفسهم.
أما عن العاطفة، حاول أن تستخدم لغة محايدة وبدلا من كلمات قد تحمل معاني عاطفية قد تستفز الطرف الآخر، وتحقق من أنك فهمت جيدا ما قصده الطرف الآخر دون مبالغة خاصة إن كنت تحمل له مشاعر سلبية، وإن لم تتمكن بالتحكم بعواطفك فالأفضل حينها عدم تكملة النقاش أو أخذ استراحة لتهدئة الأمور ثم العودة
حاول أن تستخدم لغة محايدة وبدلا من كلمات قد تحمل معاني عاطفية قد تستفز الطرف الآخر
لو امكنك توضيح الصورة أكثر وذكر معايير يتفق عليها الغالبية، وماذا إذا كان الخطأ من الطرف الآخر أفضل طريقة برأيك للتعامل؟
وإن لم تتمكن بالتحكم بعواطفك فالأفضل حينها عدم تكملة النقاش أو أخذ استراحة لتهدئة الأمور ثم العودة.
فكرة عظيمة هل لديك عبارات مجربة لا تترك أثر رجعي في النفس أو عند الطرف المقابل وكيفية التدرب على الزام النفس بتطبيقها
لو امكنك توضيح الصورة أكثر وذكر معايير يتفق عليها الغالبية، وماذا إذا كان الخطأ من الطرف الآخر أفضل طريقة برأيك للتعامل؟
أبسط مثال للغة المحايدة لو أن أخي شخص كسول ولا يسعى للحصول على عمل ويقضيها بالسرير أو على الإنترنت طوال الوقت، هنا إن كنت عاطفيا بالنقاش سأستثار وسأبدأ بلومه وانت فاشل أنت أحمق وهلم جرا، لكن لو استخدمت لغة محايدة يمكنني القول لم تنجح في تحقيق ذلك، وبدلا من أحمق، أقول أنت لم تكن مدركا لكافة الجوانب أو لمتطلبات الحياة
فكرة عظيمة هل لديك عبارات مجربة لا تترك أثر رجعي في النفس أو عند الطرف المقابل وكيفية التدرب على الزام النفس بتطبيقها
عادة إن كان الطرف الذي أمامي غاضبا وقد يخطىء بحديثه أقول له، أعتقد أن الوقت غير مناسب لتكملة النقاش الآن، يمكننا تكملته عندما تهدأ، واتركه، يمكنك انت ايضا انت تقول ذلك أعتقد أنني بجحاجة لبعض من الوقت للتفكير فيما قلته، هل يمكننا استئناف النقاش لاحقا؟ أو مثلا هذا النقاش مهم وأريد أن أقدم أفضل ما لدي به، فهل يمكن التوقف هما والعودة مرة أخرى عندما أكون جاهزا؟
أصبحت أتفادي الانحراف والتشتت وراء الأراء والأفكار التي تغرد خارج السرب، لأن هذا الجانب يعتبر أساسيًا في استراتيجية التواصل الفعّال في أي نقاش، وعند الوقوع في فخ التشتت والتشعب والخروج عن الموضوع الأساس والذي يرتبط به النقاش من الأول سنخرج منه بالتأكيد بدون نتيجة تذكر، ولليتسم هذا النهج بالفعالية يجب البقاء مركزة على الموضوع الأساسي وتجنب الانحراف إلى مواضيع غير مرتبطة به، وذلك لضمان تحقيق أهداف النقاش وتبادل الأفكار بشكل فعّال وعلاج الموضوع من جوانبه التي يتم دراستها، ويمكن تحقيق هذه الاستراتيجية من خلال تحديد الهدف الرئيسي للنقاش، والاستماع بانتباه لآراء الآخرين، وأتجنب المناقشات الجانبية التي تشعب الموضوع وتبعده عن مغزاه الأصلي، والتركيز على الأهداف المشتركة في النقاش، وأربط بين الأفكار التي أطرحها بالموضوع الأساسي دائما.
جميلٌ جداً أن يكون لى هدف من المناقشات، ولكن كيف عن المناقشات العابرة؟ كيف نتقن فتح مناقشات عابرة مفيدة ؟!
كيف نتقن فتح مناقشات عابرة مفيدة ؟!
لا بد من إثارة الجدل أولًا، لينبق منه جدالًا يثري الموضوع ويحقق الهدف بفتح نقاش.
ربما من أجل فتح المناقشات العابرة قد نذكر وجهة نظر غريبة، غريبة لكن في نفس الوقت لا تصنع خلافًا، كالرأي في ذوق عام محل اختلاف، كالأطعمة أو الموسيقى أو خلافه، فنعطي للآخر فرصة لعرض رأيه أيضًا أو اعتراضه، لكني ذكرت أن لا بد أن تكون وجهة نظر غريبة، لأنها لو كانت مألوفة فمن الممكن أن يرد ب"أتفق معك"، وينتهي الحوار وهو لم يبدأ.
إستراتيجية الإستماع أكثر، فى مرحلة من عمرى كنت لا أحب الإستماع لأمور الناس الشخصية ولا أحب الدخول فى التفاصيل، ولكن مع الوقت وبالتعلم من خبرات الحياة وجدت أن الإستماع هو النقطة الفارقة فى أى مناقشة، فى تطوير شخصيتي وقدراتى في التحدث والتعامل مع الناس وفى أمور كثيرة، صرت أستمع أكثر للناس بدأت أفهمهم وبالتالى أناقشهم بسهولة على عكس النقاشات الحادة التى كنت أخوضها وأنا صغير وتكون غالبا بسبب أن كلاً منا يريد أن يبدي رأيه فقط ولا يسمع كلاً منا للأخر.
طبعاً تحسين النقاشات الكتابية لا يكون إلا بالقرأة الكثيرة لمناقشات أناس أخرين والتعلم منهم كيف نتناقش، ولكن عندي سؤال هل عدم وجود عامل السماع فى النقاشات الكتابية يسبب ضعف المناقشات؟!
طبعاً تحسين النقاشات الكتابية لا يكون إلا بالقرأة الكثيرة لمناقشات أناس أخرين والتعلم منهم كيف نتناقش، ولكن عندي سؤال هل عدم وجود عامل السماع فى النقاشات الكتابية يسبب ضعف المناقشات؟!
لا إطلاقا بل أجد أن النقاشات الكتابية لا تحتاج لنفس درجة المهارة بالاستماع لأننا يمكنني الآن قراءة تعليقك مرة واثنين قبل الرد، على عكس لو نحن نتناقش صوتيا الآن لن أقول لك عد مرة أخرى سأركز للاستماع لك أكثر بكثير، ولكن ما يعيب النقاشات الكتابية عدم رؤية الشخص الذي تناقشه، تعابير وجهه ولغة جسده وهذه الأشياء تفسر الكثير عن الشخص، أحيانا تجد صعوبة في فهم هل هذا الشخص يمزح أم عصبي وغاضب
أن أقوم بتحويل الحديث لسؤال، عندي مهارة أستخدمها للمراوغة عندي وبالفعل استخدمتها عديد المرّات وأعتقد أنّها قد أفادتني فعلاً بنقاشاتي وهي أنّه إذا سألني شخص مثلاً سؤال أو أوجّه لي جملة لم أستطيع فعلاً الرد عليها أحوّلها مباشرةً إلى سؤال له، عبر هذه الطريقة أتفادى سؤال يحرج معلوماتي أو يحرج عواطفي، وصار كسلاح استخدمه لرد أذى بعض الأسئلة، هذا لإنني أعتاد دائماً أن أدعم كل نقاشاتي بالدلائل من الأسباب والأمور والمعلومات التي تؤيّد فعلاً ما وصلت إلى في نقاشي، وهذا الأمر لا يفلح عادةً معي بدون مهارات استماع عالية للطرف الأخر تمنحني الوقت للتفكير بالرد أو للتفكير بالتملّص وطريقة فعل ذلك.
إذا سألني شخص مثلاً سؤال أو أوجّه لي جملة لم أستطيع فعلاً الرد عليها أحوّلها مباشرةً إلى سؤال له، عبر هذه الطريقة أتفادى سؤال يحرج معلوماتي أو يحرج عواطفي
هذا يراه كثيرون مراوغة مكشوفة، فما أسهل أن نجيب عن السؤال بالسؤال، لكن اعتماد هذا كاستراتيجية نقاش يخلق دائرة مفرغة القيمة، ولا أعرف ما المشكلة في أن ينكشف نقص معلوماتنا في نقطة ما، فليس بالضرورة أن نظهر بمظهر العارفين لكل شاردة وواردة.
أتفادى سؤال يحرج معلوماتي أو يحرج عواطفي، وصار كسلاح استخدمه لرد أذى بعض الأسئلة
في الأخير صار هذا هروبا سيدركه الحكيم، وحينها يكون الاحراج أكثر.
بل أعتقد إن أردنا التحدث عن استراتيجية أو سلاح؛ فليكن الجواب على سؤاله "أخبرني أنت، إذ لدي منظور مختلف للغاية إن طرحته سيتشعب موضوعنا إلى مواضيع جانبية، فلأسمع منك أولًا لعلك تتفق معي"، هنا ظهر المتحدث بأنه بئر عميق، وأحرج السائل، وترك لنفسه فرصة لاستنباط رد. طبعا هذا أسلوب أيضًا غير سليم، لكني فقط أردت طرح سلاح بديل.
زاوية الرؤية.
لا بد أن أضع نفسي في موقف الآخر، أتخيل ظروفه وبيئته وتعليمه، وقوة شخصيته، أسأل نفسي: أهو ناقل للأفكار متأثِّر، أم توصل لها بنفسه بعد تفكير؟، وتُرى ممن استنبع رأيه أو مما استقى معلوماته؟
حين أفهم -ولو بعض الشيء- من أخاطب، يمكنني استعمال لغته كوسيلة للتحدث بها من أجل تحقيق غايتي في إيصال أفكاري بوضوح.
التعليقات