شاركنا بتجربة شخصية ناقشت فيها أحد، واتبعت خلال النقاش تكتيك معين بالنقاش ووجدت أنه كان غير فعال
شاركنا تكتيك مناقشة اتبعته، وكانت النتائج غير مثمرة بالنقاش
عندما كنت اتناقش مع المخالفين كان هدفي من النقاش ان اثبت ان الطرف الآخر على خطأ أما الآن أصبح هدفي هو إدخال الشك لعقل الطرف الآخر في أفكاره (اجعله متشكك في أفكاره)، لأني اقتنعت ان لا احد يغير فكرة من النقيض إلى النقيض دون المرور بحالة شك.
وأثناء النقاش قد وجدت ان الاستهزاء بالفكرة التي أناقشها فعل خاطئ مهما بدت لي الفكرة خاطئة او ساذجة، فمثلاً في السياسة يتم الاستهزاء بأفكار اليمين او اليسار كأسلوب لجذب من في الوسط، ولكن اكتشفت ان احترام الأفكار مع بيان عوارها سوف يجلب احترام الخصم العادل وسوف يزيد تقبل المخالفين لوجهة نظري.
إن تمكنت فعليا من أن تصل الطرف الآخر لأن يشك بأفكاره، فأنت تكون قد أوشكت على الانتهاء من النقاش، وهذا يتطلب نهجا طويلا بالنقاش وتكتيكات مناقشة مناسبة خاصة لو تحدثنا عن شخص مخالف لك تماما بالنقاش، كأن يناقش موضوع رياضي شخص أهلاوي وآخر زملكاوي بالضبط، لذا الفيصل هنا ليس أن يشك ولكن كيف سيشك.
وأثناء النقاش قد وجدت ان الاستهزاء بالفكرة التي أناقشها فعل خاطئ مهما
هذا منتشر جدا في النقاشات الاجتماعية مع الأشخاص بالشوارع، أتذكر أثناء ما كنت بالجامعة، كان هناك نقاش وقت ارتفاع سعر الأجرة رسميا والسائقين زادوا على الزيادة الرسمية مرتين، وكانوا يمنعوا الركاب من الركوب، ومن يركب يكون قد وافق على دفع الزيادة التي قاموا بوضعها هم، وفي مرة ركبنا وأثناء تجميع الأجرة طلب الزيادة، فهم أحدهم بالاعتراض وأنه ليس من حقه وهذا استغلال وغير قانوني، هاجمه راكب مثله واستهزء من فكرته وقال له هل كل شيء ببلدك قانوني، اذهب واعترض على شيء يستحق، وصار يكمل باستهزائه بالشاب للأسف، حتى توقف الشاب عن الرد
إن تمكنت فعليا من أن تصل الطرف الآخر لأن يشك بأفكاره، فأنت تكون قد أوشكت على الانتهاء من النقاش.
لا احد سيعترف انه بدأ يشك اثناء النقاش ولكن بعد التعود والتمكن من موضوع المناظرة سوف تحددي نقاط ضعف الخصم وكيف وأين ومتي وطريقة إداخال الشك في رأيه.
وللعلم في النقاشات السياسية والدينية انا افترض ان الذي اناظره صاحب غرض لو كان هناك جمهور يستمع إلينا، لأن الإنسان بسبب عجرفته يرفض الإعتراف بأن رأيه خاطئ، ويكون الهدف هنا هو إدخال الشك عند المستمع.
موضوع رياضي شخص أهلاوي وآخر زملكاوي بالضبط، لذا الفيصل هنا ليس أن يشك ولكن كيف سيشك
المواضيع الرياضيه والمواضيع الدينية تتميز بتغليب العاطفة بدرجة كبيرة، والمواضيع الرياضية أصعب من المواضيع الدينيه، فعلي الاقل في المواضيع الدينية من الممكن المناقشة بحكمة حول رأي مذهب معين او حول الادلة علي وجود الإله او امور من هذا القبيل، اما في المواضيع الرياضيه سيقول الشخص انا احب الأهلي لأنه الاهلي وليس لسبب معين، ولو ضربتي له مثال ببطولة حققها الأهلي بمجاملة الحكام سوف يحاول التبرير وسوف يبدأ بمغالطة وانت كذلك، ففي المواضيع الرياضية مثل الاهلي والزمالك اتجنب ذكر مثال بعينه ونبدأ بالأمور العامة المجردة مثل مجاملة المنظومة نفسها للنادي الاهلي لو كنت متقمص شخصية الزملكاوي، او ان الأهلي سبب نجاحه إدارته المتوازنة لو كنت متقمص شخصية الأهلاوي وهكذا....
وفي مواضيع الأهلي والزمالك حتي المستمع نادراً ما يكون عقلاني ويحكم المنطق.
هاجمه راكب مثله واستهزء من فكرته وقال له هل كل شيء ببلدك قانوني
انا لو كنت مكان هذا الشاب سابدأ بالشخصنة وسأقول انني ورثنا حال هذا البلد المعوج من جيلكم الذي ترك الأمور الخاطئة تستفحل، فدعني علي الأقل ابدء بإصلاح ما قمتم انتم بتدميره....
انا ضد الشخصنة في الغالب، ولكن في مثل هذا الموقف استدعيها ههههههه؛ وفي الحقيقة هي ليست شخصنة هي هجوم مضاد
وانا لم اقم أبداً بالإستهزاء مثل هذا الرجل، كنت استهزء بفكرة سياسية انا ضدها فقط، مثل الإستهزاء بأفكار اليسار
من أفشل المرات التي أتذكر أنني ناقشت فيها أحدًا كان شخص يتحاور معي من منطلق العاطفة، ولكني قررت عدم الالتفات لذلك ومحاولة إقناعه بالمنطق والعقل، فتحول النقاش إلى ساحة حرب واشتعل ووصل الأمر إلى قطيعة بيننا. هذا الأسلوب الذي اتبعته كان خطأي.. لذا تعلمت أن ألف باء نقاش ألا تحاور بالعاطفة شخصًا يتحدث بالمنطق، ولا تحاور بالمنطق شخصًا يتحدث بالعاطفة.
ليش شرطا الحقيقة، تعرضت للكثير من هذه النقاشات خاصة هنا بالمنصة ووجدت أنه لو تمكنت من إيصال رسالة أنا أفهمك لكن ويأتي بعدها المنطق، وقتها يستوعب الشخص ما نقول، فالشخص العاطفي غالبا يريد من يطبطب عليه قبل مواجهته، لذا الفيصل برأيي في الأسلوب المتبع وليس في استخدامك للمنطق
أنا أفهمك لكن ويأتي بعدها المنطق،
هذه أهم نقطة، أن تحدث نقطة التحول تلك بأن تعلميه (تحذيير: أنا أحول النقاش من العاطفة إلى المنطق أو العكس) وليس أن تسترسلي وكأنكِ لا تفهمين على أي أساس يتحدث هو. سيكون ذلك ظلمًا للطرف الآخر لو رددتِ عليه من الجهة الأخرى. ينبغي أن تأخذيه معكِ أولًا إلى مسارك لتبدأي في إقناعه بوجهة نظرك.
استعرضت الدلائل التي تؤيد نقاشي مباشرةً دون أن أراعي أن الشخص التاني لا يريد الحق من سؤاله بل يريد أصلاً أن يسيّر النقاش باتجاه هدفه، ولذلك صرت قبل أن أدخل بأي نقاش أحاول أن أجس نبض جدية الشخص الآخر فعلاً بالنقاش للوصول إلى حق يمكن استخدامه فعلاً وحتى أفعل ذلك مع نفسي، أعدّل أهدافي لو كانت تميل فقط لأمور أنانية بعيدة عن ما يجب أن يكون عليه النقاش، هذا الأمر ساعدني على اختصار أوقات كثيرة وعلى غربلة أحاديث لا معنى لها أصلاً ولا جدوى منها.
العملي هو أن نسأل أنفسنا في كل مرة ونسأل الطرف الآخر:
ما الذي تريده فعلاً من هذا النقاش؟ أن تصل للحقيقة بالدليل؟
في سياق النقاشات يكون مهم جدا فهم دوافع وأهداف الطرف الآخر من النقاش، لأن هذا يساعدنا على توجيه النقاش بشكل أفضل وفهم الجوانب الأساسية لرأي الآخرين، وهنا أجد أن الشخص الذي يرغب بأن يسير النقاش باتجاه هدفه دون مراعاة لأبعاد النقاش الموضوعية، سيسهل عليه الوقوع في مغالطات ونقاط يسهل نقدها وضحدها بالدلائل، يعني بدلا أن تبدأ أنت باستعراض الدلائل مباشرة، اترك له المساحة ليتحدث وستجد أنه تلقائيا يسهل نقاشه وانتقاده
في مناسبة عائلية، شاركت في نقاش مع أحد أفراد عائلتي حول موضوع ديني، وهذا الشخص يملك آراء منفتحة بشكل كبير، وقد يأدي إلى التنصل من الشرع المتفق عليه، حاولت خلال النقاش أن أكون محترمة ومنفتحة لفهم وجهة نظره بشكل أكبر، ولكن كانت التجربة تحديًا كبيرًا بالنسبة لي حقيقةً، وجدت أن التكتيكات التقليدية في الحوار لم تكن فعالة مع هذا الشخص، الذي كان متمسكًا برؤيته بشكل قوي والأفكار التي تبنتها حول الموضوع لم يكن يبديها بموضوعية بل يحاور بتهجمية مطلقة واطلاق ألفاظ كأنتم مازلتم تعيشون في القرون الوسطى، ولابد من تجاوز أفكاركم الحجرية وغيرها من الأساليب الحوارية البذيئة والسطحية، فبدلاً من التفهم ومحاولة تقريب وجهات النظر، اتخذت منهجًا أكثر حذرًا وتجنبًا للصدام، وحاولت تقديم وجهات نظري بشكل هادئ ومنطقي دون الدخول في جدال عقيم، لكن على الرغم من أن النقاش لم يؤدي إلى تغيير آراءه، إلا أنها كانت تجربة مفيدة لمعرفة كيفية اختيار النهج المناسب في الحوار بناء على شخصية الأخر وليس أفكاره فقط.
النقاشات الدينية تحديدا من النقاشات الصعبة خاصة عند الاختلاف على ثوابت نؤمن بها، وهنا النقاش يحتاج لضبط نفس كبير دون الانجراف للتعصب وتحويل النقاش لجدال وشخصنة أو اتهامات، والمفيد هنا برأيي إن اضررت لمثل هذه النقاشات أن يكون التركيز على الاستماع الفعال قبل الهجوم لفهم الطرف الآخر، ثم توجيه الحوار نحو الأسئلة المفتوحة، التي تساعد على فهم وجهة نظر الطرف الآخر أكثر، ةمن ثم تقديم الحجج بمنطقية، وأحيانا بمثل هذه النقاشات هدف تغيير الرأي ليس الهدف الأول، بل أن أحفز تفكيره واجعله يرى نظرة جديدة للموضوع بخلاف ما برمج فكره عليه.
المشكلة التي وقعت فيها في خضم النقاش هو أنني حاولت تفهم وجهة نظره أولا في بدأ الحوار، وتمحيصها وحتى التعاطف معه أراءه لاستدراجه إلى نقطة إتفاق بيننا، ولم أعطي لكيفية تفكيره ودراسة شخصيته مكانة من هذا التمحيص، لذلك وقعت في بؤرة جدال توسع ليطل شخصيتي ومقدستي والحكم على تفكيري بأنه حجري لا ينتسب لهذا العصر! وكان الأفضل لي أن أتوخى الحذر واستعمال الهجوم المبكر لأفكاره حتى يكون هو في منطقة الدفاع بدل أن أقع فيها أنا.
جرى في مخيلتي حقيقة ما جرى لك في النقاش
النقاشات الدينية عموما لها طابع مميز في مواجهة الاشخاص المشبعون بمثل هذه الافكار. اذ ان المعرفة الدينية وحدها غير كافية لاقناعهم لكن بالمجمل نعم هناك اساليب تناسبهم بشكل عام
لكن كقاعدة عامة وبالاخص في النقاشات الدينية، اطرحي الاسئلة اكثر من الاجابات. وستوقعينه في شرك تناقضات لايمكنه الاجابة عليها ثم بسهولة يمكنك الانقضاض عليه.
اطرحي الاسئلة اكثر من الاجابات
بالفعل تلك الاستراتيجية أرى أنه يتبعها معظم المناقشين في المناظرات الدينية، وتلك النقاشات تكون مفعمة بالاثارة والحماسة وثوران الدم لأنها تدفع بالعاطفة أولا قبل استخدام المنطق، وأننا نتبنى فكرة أن أفكارنا على صواب دائما لأنها مبنية على أسس متينة بالنسبة لنا ندافع عن أحكام الدين بأسس ديني عقائدي لكن الطرف الاخر يدفع عن أفكاره بدافع ثوري على أنظمة فاسدة ربطها بشكل مباشر بالدين وقيمه، فأصبح الدين بكل جوانبه هو السبب في كل ما يحدث حوله
هي ليست تجربة واحدة بالتحديد لكن من الأمور التي سببت في بعض الأحيان أن لا يفهم الشخص الآخر ما أقصده هي القياس الخاطئ أي أن أضرب مثلًا لا ينطبق تمامًا على الموضوع أو أشبه الموضوع بشيء آخر أو يكون الشرح غير واضح بالقدر الكافي للطرف الآخر بالنقاش. أتذكر نقاش دار بيني وبين أحد الزملاء عن حرية المرأة في اختيار ما يلبي رغبتها بخصوص العمل والحياة الزوجية، وكان ردي وهل يجب هنا أن يجلس الرجال في البيت؟، أوضح لي أنه لا ليس هذا ما أشير إليه، بل فقط ما أريد أن اوضحه أن النساء يجب أن يكون لديهم حرية الاختيار دون قيود، فرددت عليه، إذن أنت تريد أن يكون الرجل هو الطرف المضحي من أجل النساء، وبعد أن جلست مع نفسي وجدت أني كنت أستقبل الكلام وأفهمه بشكل خاطىء تماما وأن معنى أن يكون للمرأة حرية الاختيار هي لا تتعارض مع الرجل وحقوقه بحد ذاته
العلاج هنا بمثل هذه النقاشات هو التأني بالنقاش وعدم التسرع بالرد، مع استخدام لغة تواصل واضحة وأمثلة تنطبق كليا على الموضوع دون أن تحمل افتراضات خاطئة، يعني كان يمكنه أن يرد عليك بأمثلة توضح لك أن حرية المرأة بالاختيار لا تتعارض مع الرجل كرجل، وحفظ حقوقه، ويعطيك أمثلة لسيدات نجحت في العمل والمنزل سويا عندما اختارت ذلك، وأنت وقتها ستفكر بشكل أعمق بالمثال وتفهم أنه لا يوجد تعارض وبالتأكيد كان ردك سيختلف
وأمثلة تنطبق كليا على الموضوع دون أن تحمل افتراضات خاطئة
هذه هي المشكلة فلا يكون هذا متاح في كثير من الأحيان فعلى سبيل المثال إذا شبه احدهم ما يحدث الآن أو موقف دار بينه وبين شخص آخر بموقف حدث في عصر قديم مثلًا فقد لا ينطبق الأمر تمامًا نتيجة وجود متغيرات كثيرة متعلقة بالزمن واختلافه، وهنا أيضًا في بعض الأحيان أجد ان الطرف الآخر يكون لديه بعض ضيق الأفق في تقبل الأمثلة فقد يكون التشبيه او القياس لا ينطبق تمام الانطباق - ولا أعتقد انه مثل هذا التشبيه او القياس المثالي موجود اصلًا - لكنه يناقش جزء معين به تشابه كبير بين الإثنين فبخصوص موضوع المرأة مثلًا فعندما قال لي أحدهم أن المساواة الكاملة هي الحل فكما على المرأة ان تطبخ على الرجل أيضًا وهكذا فكان ردي إذا على المرأة أيضًا يجب أن تعمل بأعمال البناء وأن يكون انضمامها للجيش إجباري وألا يسمح لها بإجازة وضع مثلًا وما إلى ذلك وأرى ان هذا قياس صحيح يختبر صحة الإدعاء لكنه رفضه بحجة انه لا يمكن المقارنة بين الأمرين.
التعليقات