في طفولتي، كنت أخاف بشدة من الظلام. كانت الأفكار عن الوحوش والأشباح كثيرا ما تخيفني فكنت أشاهد الكرتون بكثرة. كل ليلة كانت معركة مع هذا الخوف، وكان الحل دائمًا إضاءة صغيرة تبقى مشتعلة طوال الليل. لكن الآن، أرى الظلام بطريقة مختلفة تمامًا؛ أصبح رمزًا للهدوء والسكينة، لحظة أستطيع فيها التأمل والتفكير بعيدا عن صخب الحياة.
أتساءل ما الشيء الذي كنت تخافه في طفولتك؟ وكيف ترى هذا الخوف الآن؟
في طفولتي، كان الخوف يتسلل إليّ من خلال ظلال الأشياء، وكأنها تختبئ في الزوايا المظلمة، تنتظر اللحظة المناسبة لتفزعني. وكانت خيالاتي تتسابق لتصور لى أنها تراقبني . كانت تلك الظلال تتخذ أشكالًا مخيفة في عقلي، كأنها وحوش أو أشباح.
تغيرت نظرتي لهذا الخوف. الآن، أرى الظلال كجزء من الطبيعة فهى الجزء الظاهرى الأصم من الأشياء .
اعتقد اطفال كثر كانوا يخافوا من الظل لانه يتحرك معنا، كيف تقنع طفلا الآن بأن هذا الشيء لا يخيف ليقتنع؟
الموت، كنت أخاف الموت لأني عاهدته وأنا ذات الأربع سنوات، توفى والدي بحادث، رغم أني لم أتذكر والدي ولكن حفر هذا اليوم بذهني، صراخ عائلتي والناس تجري بكل مكان، ؟أصبحت أخافه، أخاف الصوت المرتفع، حتى كبرت وأدركت أنه حقيقة لا مفر منها، وتقبلها درجة عالية من الإيمان، فنحن بدار اختبار وليس متعة، لكن الصوت العالي المرتفع مازلت أمقته ولا أتحمله ولكن لا أخاف منه
أعتقد أنني كنت أخاف البقاء بمفردي، كنت أحس الكون فسيحاً عليّ، وأشعر بغرابة الأشياء من حولي، كما كنت أصاب بالحيرة والقلق، بينما حالياً لا أمانع البقاء بمفردي، بالعكس أجد فرصة للتركيز وإنجاز الأعمال، وربما الابتكار والتخطيط، ولا أشعر بأي غرابة وأنا بمفردي.
كنت أخشى المهرجين بشدة كنت أشعر أنهم وحوش قادمون لأكلي، لكن بعد أن كبرت أصبحت أشعر بالشقة والحزن عليهم بشدة، كيف أوصلتهم الحياة لتلك المرحلة، هل هم حقًّا يشعرون بالسعادة التي يدعون أنهم يشعرون بها؟ كم هذا صعب مؤلم حقًّا، أعانهم الله
تغيّر شعورك تجاه المهرجين من الخوف إلى التعاطف يعكس نضجًا إنسانيًا وفهمًا أعمق للحياة. المهرجون يقدمون البهجة والترفيه، لكنهم بشر يحملون همومهم الخاصة مثل أي شخص آخر. قناع السعادة الذي يرتدونه ربما يخفي الكثير من الصراعات الداخلية. قد يكون عملهم في إسعاد الآخرين نوعًا من الهروب أو محاولة لإيجاد المعنى في حياتهم، لكنه بالتأكيد ليس خاليًا من الألم. الحياة قد تضعنا أحيانًا في مواقف تجعلنا نرتدي "أقنعة" لنبدو أقوى مما نحن عليه، والمهرجون مثال قوي على ذلك.
"هل تعتقد أن التظاهر بالسعادة يمكن أن يكون وسيلة للتغلب على الألم الشخصي، أم أنه يؤدي في النهاية إلى تضخيم الشعور بالوحدة؟"
أعرف شخصيًّا أناس لا يتخطون آلمهم إلا بالسخرية منها، يجعلهم المزاح والضحك والترفيه والاندماج مع الجماعة إلى نسيان الأمر المحزن، بل وتقبله وتفهمه ودراسة أبعاده بشكل أكثر يسرًا وسهولة مما يبدو عليه، ولكن تلك الطريقة لا تنفع مع كل المشكلات ولا كل الناس فطبائع البشر تختلف بكل حال من الأحوال
"كلام جميل جدًا، وأعتقد أن السخرية فعلاً قد تكون طريقة فعّالة لبعض الأشخاص لتخفيف ثقل المشاعر والتأقلم مع الألم، خاصة عندما يكون المزاح نابعًا من قلوب صادقة ومن وسط جماعة داعمة. لكن كما قلت، لكل شخص طريقته، وما ينفع أحدهم قد لا يكون مناسبًا للآخر. برأيك، كيف يمكننا التمييز بين السخرية التي تساعد فعلاً وبين تلك التي قد تكون مجرد هروب من مواجهة المشكلة؟"
التعليقات