مَن مِنا لم يزوره إحساس وإن فشلت؟أو و إن لم يُعجب أحد ؟
و ناهيك عن كون هل أنا فاشل! من أسئلة التعجب الشهيره
كيف نتخلص من شعور الخوف من الفشل ؟ و كيف نتجه ما بين القلب و العقل ؟
ذكرتيني بحالي كمستقل زمان، كان الخوف من الفشل رفيقي الدائم حرفياً، كنت أشعر أن كل مشروع جديد بمثابة اختبار وكل عميل بمثابة قاضي، كنت أنظر لهم على أنهم قضاة حرفياً، جاءت نقطة التحول عندي عندما أدركت أن الفشل ليس عدو بل معلم وتوقفت عن رؤية الأخطاء كدليل على أنني لست جيد بما يكفي وبدأت أراها كدروس وفرص حول كيفية أن أكون أفضل، سمعت هذا من شخصية معروفة بمجتمعي المحلي، كل انتكاسة وجهتني نحو النمو بعدها وأظهرت لي ما ينجح وما لا ينجح.
وبدأت قياس النجاح بعدها من خلال تطوري بدلاً من الكمال الغبي الذي كنت ألاحقه، الكمال الغير موجود، بمرور الوقت فقدت الخوف تماماً واستبدلته بالفضول.
أنا أيضًا مثلك، الخطأ بالنسبة لي لا يعني أننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية، بل هو ببساطة جزء من رحلة التعلم، و يجب النظر إلى هذه الأخطاء بعدسة تفتح لنا الباب لفهم عميق لكيفية تحسين أدائنا في المرات القادمة. لا يجب أن نقول "لقد فشلت"، بل "لقد تعلمت أن هذه الخطوة أو هذه الاستراتيجية لا تعمل، وسأعدل مساري بناءً على هذا الدرس".
يمكن بكل بساطة أن نتعامل مع الأمر بقبول الفشل كنتيجة واردة، رسبت في مادة ماذا حدث ؟ هناك محاولة أخرى، فشلت في الحصول على فرصة وظيفة هناك ألف فرصة، خسرت صديق هناك ألف ألف صديق، طالما الشئ قابل للتعويض لا تخشى خسارته، إلا شئ واحد وهو أن تخسر عملك لأن يوم القيامة لن تكون هناك فرصة أخرى، وخذها قاعدة أي خسارة بعيدة عن عبادتك عادية أما عبادتك فأقل خسارة بها يجب أن ترعبك لأنك لن تستطيع تعويضها.
هذا الأمر لاحظت أن التربية سبب من أسبابه، فمنذ الصغر عودني والدي على أن الفشل وارد، ولا بأس من درجة ضعيفة في مادة من المواد، أو حتى الرسوب بمقرر معين، بهذه الطريقة رأى إخوته أنه يشجعني على الفشل، ولكن رحمة الله عليه لم يشجعني فعله على الفشل ولله بل جعلني لا أخشى فشل أو تعثر ولليوم هذا سبب راحة كبيرة لي، وأظن أن الجميع لو تعامل مع الفشل كما علمني والدي لانتهت عقدته تماماً
مشاعر الخوف والفشل ينتج عنها الكثير من القلق والتوتر، وتحرمنا من أحلامنا نتيجة خوفنا من خوض التجارب المختلفة التي تعزز قدراتنا وتطور شحصياتنا، لذلك برأيي أنسب طريقة هي تحديد أهداف صغيرة قابلة للتحقيق، وتغيير طريقة تفكيرنا في الفشل بحيث نتعامل معه على أنه فرصة للتعلم وتحقيق أقصى استفادة، مع وضع في اعتبارنا أن الجميع يفشلون ولكن الاختلاف الوحيد يكمن في طريقة تعامل كل منا مع المشاعر السلبية.
التعليقات