أجد نفسي أبكي كثيرًا… أحيانًا على أشياء تافهة، أحيانًا على أمور تستحق الحزن، وأحيانًا حتى على ما لا يستحق. أبكي عند مشاهدة مشهد مؤثر في مسلسل، رغم أني أعلم أنه تمثيل، أو عند سماع موسيقى حزينة، أو قراءة نص يحمل ألمًا أو فقدًا. أحيانًا يكفي أن أتخيل موقفًا مؤلمًا في مخيلتي، وأنا أعلم أنه خيال، ومع ذلك تنتابني دموع لا أستطيع كبحها، كما لو أن قلبي يتسرب منه كل ما لم أستطع التعبير عنه بالكلمات.
عندما أرى شخصًا يبكي أمامي، أشعر بذبذبات حزنه داخلي، أشارك دموعه بصمت، وكأنها تفتح أبوابًا لمشاعري المخفية. وأحيانًا أشعر بالغرابة لأن دموعي تأتي في أصغر اللحظات، على كلمات، على مشاهد، على لحظات عابرة… وكلها تجعل قلبي مثقلاً بمزيج من الحزن والحنين والشفقة على نفسي والآخرين.
أما إذا جرحني أحدهم بكلمة أو موقف، فلا أبكي أمامه. أحتفظ بدموعي لنفسي، أؤجلها لوقت لاحق، أبدو قوية أمام العالم، بينما أنا أذوب في وحدتي وأسترجع كل لحظة مؤلمة وأبكي بحرية، دون قيود. أؤمن أن البكاء ليس ضعفًا، بل لغة للمشاعر، وسيلة للتواصل مع الذات، وسبيلاً لتفريغ ما يثقل القلب. ومع ذلك، كثير من الناس يسيئون فهم هذا، ويظنون أن من يبكي كثيرًا ضعيف أو حساسًا أكثر من اللازم، ولهذا أخفي دموعي عن أعينهم.
يُحيرني هذا البكاء المستمر… لماذا تأتي دموعي لكل شيء؟ لماذا لا تنتظر المواقف الكبيرة فقط؟ لماذا تتفاعل مع أصغر اللحظات وكأن قلبي يختصر كل مشاعري في دمعة واحدة؟ هل هذا جزء مني؟ أم أن هناك سببًا أعمق لم أفهمه بعد؟
أشارككم هذه الموجة من المشاعر لأسمع رأيكم : لماذا أبكي بهذه الطريقة؟ هل هي طبيعة إنسانية عميقة، أم علامة على شيء أجهله؟ أحيانًا أشعر أن دموعي وسيلتي لفهم نفسي، لكنها تتسلل إليّ بلا إنذار، وتجعلني أتساءل عن أعماق شعوري وعن السبب الحقيقي لما يحدث لي.
التعليقات