الوظيفة الأولى من المراحل المهنية المهمة جدا، فمن خلالها نتعلم مهارات عملية مهمة جدا مثل إدارة الوقت والعمل ضمن فريق، وحل المشكلات، وهي مهارات تبقى معنا طوال مسيرتنا المهنية، كذلك من خلالها نتأكد إن كنا نسير بالاتجاه الصحيح أم نحن بحاجة لتغيير اهتماماتنا واولوياتنا، لذا أريد أن نتشارك التجارب وماذا أضافت لك أو كيف أثرت عليك وظيفتك الأولى؟
كيف أثرت وظيفتك الأولى عليك؟
أول وظيفة بالنسبة لي تعلمت منها الكثير جدا، كنت بالقسم الإداري لأحد الشركات، وكان فريق العمل كله من الرجال، تعلمت كيف أضع الحدود الصحية في علاقاتها العمل، وكيف أدير الخلافات بطريقة عملية مفيدة، تعلمت كيف اتعامل مع النقد، تعلمت مهارة مهمة جدا برأيي وهي تعدد المهام وتفوقت فيها وكانت سبب ترقيتي بعد ذلك
وكان فريق العمل كله من الرجال
طبيعة العمل بهذه الظروف به تحدي كبير خاصة لو كانت أول تجربة لك واول احتكاك بسوق العمل فعليا، لكن لدي سؤال هل وضعتِ الحدود كضرورة لطبيعة الزملاء بمكان العمل أم بيئة العمل بشكل عام؟ فأحيانا قد تكون الثقافة التنظيمية هي التي تحتاج إلى تحسين وليس فقط طريقة تعامل الأفراد
هل وضعتِ الحدود كضرورة لطبيعة الزملاء بمكان العمل أم بيئة العمل بشكل عام؟
بالنسبة لي، لم أواجه مشكلة مباشرة مع الزملاء، لكن طبيعة بيئة العمل وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض جعلتني أدرك مبكرًا أهمية وضع حدود واضحة جدًا لتجنب أي مشكلات مستقبلية. أخذت هذه القناعة معي إلى جميع بيئات العمل اللاحقة وطبقتها كأمر مسلّم به لا مجال للنقاش فيه، والحمد لله، أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها بالنسبة لي.
فغالبًا، لا يمكن ملاحظة الخلل في بيئة العمل منذ البداية، بل يتضح مع مرور الوقت. لذلك، وضع الحدود الصارمة في البداية ثم تخفيفها تدريجيًا يكون أسهل وأقل خطورة من التساهل في البداية ثم محاولة إصلاح الوضع لاحقًا.
وظيفتي الأولى كانت بمثابة اختبار عملي لكل ما كنت أعتقد أنني أعرفه عن العمل. تعلمت أن الالتزام بالمواعيد والتعامل مع ضغط المهام أهم بكثير من مجرد امتلاك المهارات. كما أدركت أن بيئة العمل لها تأثير كبير على الأداء، فليس كل مكان مناسب لكل شخص. والأهم، جعلتني أفهم ما أريده حقاً في مسيرتي المهنية، وما لا أرغب في تكراره.
تعلمت أن الالتزام بالمواعيد والتعامل مع ضغط المهام أهم بكثير من مجرد امتلاك المهارات
ما هي طبيعة وظيفتك؟ فمن المنطقي أن هذه الشخصية مهمة ولكن ليست أهم من المهارات التقنية، فالجمع بين الاثنين بطريقة بها انضبطا وتوازن هو الحل الأمثل بالتأكيد.
كما أدركت أن بيئة العمل لها تأثير كبير على الأداء، فليس كل مكان مناسب لكل شخص
كيف قررتي ذلك؟ لأنه أحيانا النجاح يكمن بالتكيف مع الظروف المختلفة خاصة في بداية مسيرتنا المهنية
ربما اول وظيفة لي رسمية بعد التخرج هي ممارسة التدريس، ربما أكثر درس تعلمت منها، هو كيفية التعامل مع الطلاب والقدرة على إدارتهم، هذه أكثر ميزة أثرت في شخصيتي، فتخيلي أن تتعاملي مع شخصيات مختلفة لديهم أنماط مختلفة، سلوكهم مختلف. أيضًا مهارتي التعاطف وضبط النفس، هاتين المهارتين لولا ممارسة التدريس لما تعلمتهما.
دخلت وظيفتي الأولى بثقة كبيرة، لكن سرعان ما أدركت أن التحديات الحقيقية لا تتعلق بالثقة بقدر ما تتعلق بقدرتي على التأقلم. وجدت نفسي أمام مسؤوليات جديدة، أخطاء غير متوقعة، وشعور بأن الجميع أكثر خبرة مني. ما تعلّمته لم يكن مجرد مهارات عملية، بل فهم أعمق لأن الخطأ ليس نهاية العالم، بل خطوة نحو التطور. لم تكن الوظيفة الأولى ما منحني الثقة، بل التجارب التي دفعتني لبنائها بنفسي.
اول وظيفه لي كانت تحديًا حقيقيًا شكل شخصيتي المهنية. تعلمت أن الاجتهاد وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى ذكاء وصبر. أخطائي كانت أكبر معلم لي، وجعلتني أكثر دقة وثقة. أدركت أهمية الاستقلالية، وتحمل المسؤولية، وبناء سمعة مهنية قائمة على الاحترام والاحترافية. رغم الصعوبات، خرجت منها أقوى، وأكثر وعيًا بمساري المهني، وأكثر استعدادًا لمواجهة التحديات بثقة.
وانتِ يا نورا كيف أثرت عليك وظيفتك الأولى؟
واضح أنك تعلمت الكثير، ماذا كانت هذه الوظيفة؟
وانتِ يا نورا كيف أثرت عليك وظيفتك الأولى؟
أول وظيفة لم تكن أول مكان أعمل به، فلقد تدربت بالصيدليات ومارست المهام كاملة لسنوات قبل الوظيفة، لذا عندما التحقت بالوظيفة كان لدي مهارات شخصية متنوعة من كثرة الممارسة أهمها الانضباط وحسن التواصل مع المرضى، وبناء علاقة قوية معهم مبنية على الثقة والعمل تحت ضغط وكخبرات تقنية كنت بمستوى أهلني للترقية بالوظيفة خلال عام واحد، هذه الخبرة التي اكتسبتها خلال سنوات التدريب والتي كنت أقوم بها بمهام الموظف والتي أحيانا أتسائل لماذا لم أطلب أجرا وقتها ههههه، جعلتني متمكنة من الوظيفة الثانية بكل إريحية ولكن ما اكتسبته بالوظيفة كان مختلفا من الناحية الإدارية فبعد تسلمي مهام المدير كان علي أن أتعلم ماذا يعني إدارة فريق، ماذا يعني أن تدير أشخاص كانت ضعف عمري حينها، ماذا يعني أن تتخذ قرار وتتحدى به الجميع ويكون صائبا، وهذا لم أكن أصل له إلا بدعم صاحب المكان وهو كان صيدلي ولكن رائد أعمال وهذا أفادني جدا وكان بمثابة معلم وداعم بنفس الوقت، مدينة له بالكثير
تجربتك ملهمة جدًا يا نورا ... من الواضح أن تدريبك الطويل لم يكن مجرد ممارسة، بل كان بمثابة تأسيس قوي لكل النجاحات التي حققتها لاحقًا. انتقالك من العمل الفني إلى الإدارة بهذا الشكل السريع يثبت أنكِ كنتِ مستعدة حتى دون أن تدركي ذلك. والأجمل أنكِ وجدتِ من يدعمكِ في رحلتكِ. هل هناك لحظة معينة شعرتِ فيها أنكِ أصبحتِ قائدة حقيقية؟
وظيفتي الاولي كانت علي موقع مستقل مررت بفترة على الموقع دون قبول أي مشروع، وبعد تقديم العديد من المشاريع ومرور بفترة من الصعوبات، تم قبول أول مشروع لي. قمت بإنشاء حملة باسم "Teach me"، وكان هدف الحملة هو ربط شخص يقدم خدمة معينة مثل تعليم لغة أو برمجة أو موسيقى للأطفال. تواصلت مع كل شخص بلغته الخاصة!
قمت بتحويل المحتوى إلى لغة الأكواد لكي أتواصل مع المبرمجين الذين يمكنهم الاستفادة من المحتوى وتعليم الأطفال البرمجة. كما حولت المحتوى إلى اللغة الصينية لجذب انتباه معلمي اللغة الصينية وتعليم الأطفال الصينية، وهكذا. حققت الحملة نجاحًا كبيرًا، وكان العميل سعيدًا جدًا. وقعت أول عقد في حياتي وأنا لم أكن قد أكملت العشرين من عمري، وكنت في غاية السعادة، جعلتني اثق بنفسي و اشعر اني قادر علي فعل شئ مختلف عن دراستي بالإضافه إلي اقامه اصدقاء و علاقات من دول آخري.
كانت تجربتي مع أول وظيفة صعبة للغاية، فقد كنت في الرابعة عشرة من عمري وكنت ضعيف البنية، بينما كانت تتطلب جهدا جسديا كبيرا. لكن رغم الصعوبة، كانت تجربة تعليمية مهمة، فقد علمتني الصبر وقوة التحمل في مواجهة التحديات، كما غرست في الالتزام، فمنذ ذلك الوقت لم أعتد التغيب عن العمل أبدا.
أيضا، تعلمت منها أهمية التنظيم وإدارة الوقت، فكان علي الموازنة بين العمل وحياتي الشخصية رغم صغر سني. كما أدركت قيمة المسؤولية والاعتماد على النفس، حيث كنت مضطرا لمواجهة المواقف المختلفة بمفردي والتصرف بحكمة. في النهاية، رغم قسوتها، كانت تجربة شكلت جزءا أساسيا من شخصيتي اليوم.
التعليقات