أراقب على الانترنت كيف نحكم بشكل غريب كبشر في كثير من المسائل الصعبة وخاصة مسألة السرقة الفكرية، وكيف أن المنظر عادي عندنا، عادي تسرق كتاب PDF وغير عادي سرقة تفاحة، على أي أسس فكرية بنيت هذه السلوكيات برأيكم؟
عادي تسرق كتاب PDF وغير عادي سرقة تفاحة، على أي أسس فكرية بنيت هذه السلوكيات برأيكم؟
الاعتقاد بأحقية هذه الأشياء والتي عند نسخها لا تنقص في كثير من الأحيان، فالكثير من الأشخاص الذين ينسخون مواد رقمية يعتقدون أنهم يفعلون ذلك بدافع "الاستحقاق" أو لأنهم لا يستطيعون تحمل التكلفة المادية لهذه المواد. بينما السرقة المادية تظل محظورة في معظم المجتمعات، فإن البعض يرى أن الوصول إلى المعرفة والمعلومات يجب أن يكون مجانيًا، وبالتالي قد يبررون نسخ الكتب أو البرامج. خاصة بالنسبة لطلبة الدراسات العليا، كانت اغلب الأبحاث مغلقة وتطلب الدفع والاسعار بالدولار، وقد تحتاج لميزانية لا يمكن تحصيلها بحياتك، وكانوا يحصلون عليها من أحد المواقع التي تفك هذا وتتيحه مجانا لأن هذه الأبحاث تكون مدفوعة للعرب لكن متوفرة مجانا للأجانب، فهل هؤلاء الطلبة سارقون هنا؟
لأن هذه الأبحاث تكون مدفوعة للعرب لكن متوفرة مجانا للأجانب
أحب ذكر مثال عن موقع يمارس هذا الأمر، بحيث يكون للعرب مدفوع ومجاني للأجانب، لا يكفي توزيع الاتهامات بدون أن تؤشري لي على موقع بعينه لأتأكد من ذلك لإنه أول مرة أسمع هذا الكلام ولم أصادفه بعمري رغم أنني قضيت أكثر من ٤ سنوات في البحث العلمي.
ثم غلاء سعر الأمر لا يبرر سرقته، وإلا نحن سنقول أنه يحق لنا كعرب سرقة أي شيء فكل شيء صار أغلى من مستوى دخلنا بأضعاف.
ثم غلاء سعر الأمر لا يبرر سرقته، وإلا نحن سنقول أنه يحق لنا كعرب سرقة أي شيء فكل شيء صار أغلى من مستوى دخلنا بأضعاف.
أولا الأخ قدم المبررات الفكرية والأخلاقية التي قد يُبنى عليها مثل هذه السلوكيات.
ثانيا، الأخ لم يقل أن غلاء الأسعار مبررا للسرقة، بل قدم جحتين جيدتين؛ الأولى هي عدم نفاذ النسخ الرقمية على خلاف ما يحدث مع المخزون المادي.
الثانية، والأهم، هي ضرورة مجانية العلم، كحق مكتسب للجميع، لا يحق لفئة من البشر، الأغنى مثلا، الاحتفاظ به لنفسها!.
لا يكفي توزيع الاتهامات بدون أن تؤشري لي على موقع بعينه لأتأكد من ذلك لإنه أول مرة أسمع هذا الكلام ولم أصادفه بعمري رغم أنني قضيت أكثر من ٤ سنوات في البحث العلمي.
لست مضطر لتوزيع الاتهامات، هذا واقع عاصرته خلال دراستي البحثية، وكنا نرسل روابط الأبحاث المدفوعة لأصدقاء بدول اوروبية ويرسلون لنا البحث نسخة محملة حملوها مجانا، وبالنسبة للموقع لن أضع رابطه حتى لا يكون ترويج لشيء مخالف.
للأسف هذا السلوك موجود ومنتشر، الكتب والدورات، وكل ما هو غير ملموس، فالمبدأ لا يتجزأ لكن اجد ان البعض لديه جهل بحقوق الملكية ويخيل له طالما موجودين على الانترنت في من حق كل طرف ان يستخدمه
لا أفهم كيف يخيّل إليه ذلك، أشعر أننا نحاول تجاهل هذا الحق والقفز فوقه بهذه التصرفات الأنانية الغير صحيحة، لإنه لو افترضنا مثلاً أننا نمشي بالشارع ورأينا حقيبة حلوة في الشارع، هل سنفترض أنها لم تكن لأحد وأنها متاحة للشخص الذي وجدها وأن لا صاحب لها؟ شيء غريب هذه السلوكيات التي تؤكد أن الشخص يحاول خديعة نفسه والآخرين بهذا.
ربما بطريقة ما حسرنا السرقة في السرقة المادية فقط كتفاحة أو مال أو جهاز، أما كتاب إلكتروني أو واي فاي الجيران أو فكرة زميل العمل لا نعتبرها كذلك، كما تم الأمر في الأذى التعدي اللفظي أصبح تنمر وليس جريمة بينما الأذى الجسدي لأنه ملموس وواضح نقول عليه جرم، بدأنا نحكم بموضوعية الأشياء لا بقيمتها، وهذا سبب انحراف سلوكي كبير، ولكن لو لم نحاسب عليه هنا فحسابه عند من لا يغفل ولا ينام.
بالمناسبة حتى بالنسبة لربنا يعتقدون أنه يتجاهل هذه الحقوق لإنها بسيطة ولا يعرفون أن ما يعتبرونه بسيط ليس بسيط نهائياً وفيه شراكة فريق كامل وأسرهم لإنجاز ما يسرق الآن بسهولة، فكل كتاب يحتاج لكاتب ومترجم ومدقق وراسم غلاف ومطبعة ودار نشر تشرف..الخ الكثير من الناس يقفز فوقهم ويسمي جهدهم بسيط، يبخس الجهد والثمن معاً!
أظن أن الجميع يعرف أن كلتا الحالتين سرقة و لا إختلاف في ذلك، أما عن لماذا نبرر سرقة الكتب تحديدًا سأجيب من تجربتي مع الكتب الأكاديمية، فمثلها مثل برامج أدوبي مثلًا سعرها عال و لا يقدر عليها الكثير في وطننا العربي بجانب أن من الممكن أن يكون شراءها بالدولار لعد توافرها في السوق بالعملة المحلية مما قد يمنع بعض الناس من الدفع لشراءها حتى لو أرادو نتيجة المشاكل التي تواجهها البنوك. فأعتقد أن هذا السبب الذي يبرر الناس قرصنة هذه الكتب فلا سبيل لذلك، و لكن بالنهاية أتفق معك بأن هذه التصرفات خاطئة و يجب توعية الناس بحرمانية هذا الفعل.
إذاً لماذا لا نفكر بحلول لنتخلص من هذا العبئ الأخلاقي، لسنا سارقين ولن نكون وهذا سيكون له حساب أخروي وأصلاً مهانة دنيوية، الشخص المعتاد على السرقة لا يمكن أن يكون عزيز وحل الأمر يكمن بأن يكون هذا الأمر الذي أخذته بشكل غير قانوني دين برقبتي، أجمع لأجله أو أبحث عن طريقة لايصال الأموال بلا كلل ولو استمريت بهذا سنة وأكثر، سأجد طريقة لكي تحصل الشركة على المبلغ الذي أخذته منها، هذا دين.
الموضوع متأصل بالمجتمع و أصبح شئ عادي و طبيعي لا يفكر به الكثيرون أثناء القيام به، ستجد حتى المحاضرين في الجامعات يشاركون هذه الكتب مع الطلبة للدراسة بها. لذلك أرى أن الحل الحقيقي لمثل هذه المشكلة هي حملات توعوية بميزانيات عملاقة مثلها مثل الحملات التوعوية بالزيادة السكانية و الأمراض و لأن مشكلة قرصنة الكتب ليست بالمشكلة التي تؤثر على المجتمع بشكل سلبي كبير فلن يهتم أحد بتنفيذ بهذه الحملات فهناك مشاكل أكبر للتركيز عليها. أعتقد أن ما يمكن للفرد القيام به تجاه هذه المشكلة هو نصح الأشخاص القريبين منه و الحرص على أن لا يقع في مثل هذه الخطأ و حسب، عدا ذلك أراه مستحيلًا للأسف.
هذا يعود إلى اختلاف نظرتنا للسرقة الفكرية والسرقة المادية، أي أن عقولنا تراها بطريقة غريبة نوعًا ما، على سبيل المثال إذا قمنا بسرقة تفاحة سيدرك العقل الباطن بأن خسارة تلك التفاحة تسبب خسارة فورية لصاحبها، وبالطبع نظرتنا لسرقة كتاب PDF تختلف تمامًا عن ذلك لأن عقولنا لا تلاحظ أي خسارة مباشرة لأننا لا نستهلك الكتاب وإنما هي مجرد نسخة منه لن تضر صاحبها بنفس مقدار الضرر الواقع عند سرقة تفاحة، هذا بالضبط ما يفكر فيه العقل عند سرقة الكتب.
ولذلك يجب أن تحرص دور النشر على التكاتف بحملات توعية توضّح كمية التعب الذي يتعبونه لانتاج هذا الكتاب الورقي الذي يراه السارق بلا قيمة عالية ويمكن القفز فوق قيمته، لدينا في الكتاب مترجم وكاتب ومدقق وصانع غلاف ومشرف من الدار هذا إذ لم يكن لنا موزّع وبائع ومنسق معارض وموظف فيها..الخ عائلات كثيرة تعتاش منه وبذلك جهد بانتاجه والسارق يقفز فوق ذلك بكل سهولة!
أعتقد من يفعل ذلك ويسرق الفكرة الأدبية، يعتقد أنه غير مراقب فهو خلف الشاشات لا أحد يستطيع أن يراه.
لذا الضمير بكل شخص منا هو الذي يحكمنا، فهل هذا حرام أم حلال؟ وكيف نحلل السرقة الأدبيه؟
هو يسرق مجهود الناس وتعبهم، وليس شخص أو اثنين لا، بل فريق كامل يتأمل أن يعتاش من منتجه، والأنكى أن هذا السارق نفسه تجده أحياناً يحاضر بالأمة العربية لماذا لا تهتم بعلمائها وتكرمهم! وهو يبخل أن يدفع لهم ثمن الكتاب الذي وضعوا فيه حياتهم ويسرقه! شيء غريب هذا الغياب الفكري بتحليل المسألة وأعتقد أن فيها الكثير من الاستكبار بالسلوك وتجاهل الناس، لانه لو وجد حذاء بالشارع بلا أصحاب لن يقترب منه ولكن كتاب بموقع عادي نسرقه.
انا من سوريا و عاصرت دخول اول جهاز كومبيوتر و اول قرص مدمج CD و اول خط انترنت...
العقوبات الامريكية منعت بشكل قاطع البيع لسوريا ... هارد وير او سوفتوير ...
لذالك ١٠٠% من نسخ الويندوز و التطبيقات كانت مقرصنة. اما المعالجات فمستحيل شرائها بشكل مباشر من معامل امريكا ولكن عبر وسيط امراتي او لبناني ...
السرقة الفكرية كانت الحل لتجاوز العقوبات ... لها ايجابياتها ... كسر الحصار و توفر تطبيقات تناسب دخلنا المنخفض. نسخة ويندوز او اوتوكاد او لعبة كله بربع دولار .
ولكنني اعترف ان كان لها دور سلبي ... وهو اننا لم نجتهد لصناعة أي برنامج ... كله متوفر مجانا ...
ملاحظة: فقط برامج محاسبة صناعة سورية تمكنت من الانتشار بشكل مدفوع وغير مقرصن ... لأنه لن تجد شركة امريكية ستستثمر بتطبيق متوافق مع القانون السوري. ههه. وايضا لأنهم عملو بشكل محترف لمنع القرصنة.
بالفعل يحدث ذلك مثل ايضاً فك شفرات القنوات الفضائية
هذا يرجع انه لا يوجد ثقافة حقوق الملكية الفكرية والتي لا نعي الضرر الذي يقع على صاحب تلك الملكية
او على الشركة التي تقدم الخدمة
فمفهوم الحصول على الخدمة الغير مادية مثل كتاب رقمي أو قنوات فضائية وغيره أمر يبدو في ظاهره مباح
لأن الغرض منه القراءة والدراسة أو التسلية وغير ذلك ولا يتم التفكير في حرمة الملكية الفكرية
المخدّر الحقيقي للضمير في هذه الحالة أن من قام بالسرقة الأولى هو شخص آخر، فهو الذي صوّر الكتاب وهو الذي نشره. جوهر الاختلاف عن سرقة التفاحة أن الكتاب سُرق وجُهّز لك لتأخذه "لتكمل السرقة بمصطلح أدق" أما التفاحة فلن يسرقها لك أحد!
في كلتا الحالتين هي سرقة لكن في سرقة الكتاب وجد المجتمع مبرر ليخدّر بيه ضميره.
التعليقات