كالعادة، عند بدء شيء جديد، يكون له رهبة، وقد يدفع الإنسان للانسحاب، أو التراجع عن فعل شيء يعود عليه بالنفع. فكيف نتخطى هذا الشعور؟
الخوف من خوض تجربة جديدة، كيف تتخطاه؟
أظن أن كلما كان الإنسان واعي بنفسه أكثر وبماذا يريد سيكون الأمر بالنسبة له مفيد، لكن الخوف والإنسحاب يحدث بشكل كبير حينما نقبل على شئ مجهول لا نعلم عنه شئ ولانعلم ماذا نريد ولا أين نحن ولا إلى أين ذاهبين والسبب وراء هذه التجربة فى الأساس، ولكن إذا كان السبب واضح أنى سأخوض هذه التجربة من أجل كذا، وكذا لأنى أريد كذا سيكون الأمر واضح جداً، لكن ما يثير الخوف والقلق هو الخوف من المجهول + عدم معرفة ماذا نريد.
الخوف من المجهول + عدم معرفة ماذا نريد.
تقصد إذا كانت الإرادة أقوى، فستتخطى الخوف نفسه؟ ربما الحل إذا مراجعة الأسباب التي تدفعنا لاتخاذ هذا القرار، وجعلها أقوى وأقوى. أو النظر من طريق: ما التبعات السلبية لعدم اتخاذ هذه الخطوة؟ حتى تكون الرغبة والإرادة أكبر من الخوف أو الخوف من الوقوف أكبر من الخوف من المضي قدما.
ولكننا أحيانًا نضطر لخوض تجارب جديدة تمامًا وغالبًا نتيجتها مجهولة كليًا بالنسبة لنا، ولا نعرف أصلًا إذا كانت الأنسب لنا أم لا، ولكن نخوضها لأننا نرغب باكتشاف إمكانيات جديدة بالنسبة لنا، فهنا الحل الوحيد هو إجبار النفس على تقبل الخوف كجزء طبيعي جدًا من المعادلة، والخوف سيهدًا بمجرد أن نأخذ أولى الخطوات، لأن العقل سيركز هنا على الروتين الجديد أكثر من الخوف من المجهول.
بالإيمان بأن كل ما نمر عليه يزيدنا ولا ينقصنا...
فالخبرات تُكتسب ولا تُشترى، وكلما كانت التجربة سيئة كلما كانت الاستفادة أكبر وأعمق كما في المثل الشهير "ما لا يقتلني، يجعلني أقوي".
سواء كانت التجربة جيدة أم سيئة، فعلينا التعلم من كلاهما ومعالجة العيوب والنواقص التي نكتشفها فينا. من هذا المنظور سنجد أن كل التجارب مفيدة حيث لا ينبغي لنا أن نحصر أنفسنا في ما يسمى مناطق الراحة comfort zones.
بالفعل هاجر، كلما عزمنا على خوض تجربة جديدة ينتابنا الخوف، وهو أمر ضروري وإيجابي ويعتبر بمثابة محفز لنا، ما لم يتجاوز حدودا معينة، تجعل الفرد ينسحب ويتراجع عن التجربة ككل.
ولنتغلب على شعور الخوف السلبي، يجب علينا تهييء أنفسنا للتجربة المراد خوضها، بدراستها جيدا، وتحديد الهدف منها، وتقييم النتائج التي يمكن أن تسفر عنها، وبعدها نُقدم على خوض التجربة بثقة وتفاؤل.
بالنسبة لي، أضع أمامي قائمة بالسلبيات والإيجابيات من خوض التجربة، وأضع فيها كل مخاوفي، عندما أرى أفكاري واضحة ومكتوبة، يجعلني أتخطى فكرة العاطفية وأفكر في الأمر بأسلوب عقلاني، لأن الرهبة هي أمر طبيعي واتخاذ القرارات بناءً عليها فقط، يحرم الشخص من متعة خوض التجربة، ودائمًا أفكر في الأمر بهذه الطريقة، أنه لو نجحنا، فسنكون فخورين بأنفسنا، ولو فشلنا، هناك قصة وتجربة نتحدث عنها لاحقًا، وتكون هي نفسها الدرس الذي نلجأ له في التجارب اللاحقة.
أرى أن الخوف يمثل مصيدة تعيق تقدمنا في الحياة، فهو يمنعنا من الاستمتاع بتجاربها بحلوها ومُرها، لذلك يجب أن نتذكر دائماً أن الحياة عبارة عن سلسلة من التجارب التي نخوضها، وإذا خسرنا، فهذا درس جديد نتعلم منه، وإذا كسبنا، فهي مغامرة جديدة نتعلم منها ايضاً ونضيف بها شيئاً جديداً لحياتنا لكن إذا لم نحاول من الأساس، سنفوت فرصة التجربة وفرصة الانتصار، فالخوف هو قفص داخلي يجب أن نتحرر منه لنعيش حياتنا بشكل كامل
أعي ذلك عقليا، لكنه شعور قوي، خاصة إذا كان لدينا أسباب لهذا الخوف كتجارب سابقة فاشلة، أو قلة الخبرة، أو أن مخاطر الفشل عالية. كل هذا يقف حائلا دون فعل الشيء الذي تظن أنه سيحسن حياتك.
فكيف نتخطى هذا الشعور؟
بتصور السيناريو الأسوأ.
ما أسوأ شيء قد يحدث إذا أقدمت على تلك التجربة؟
هل ستفشل؟
حسنًا.. لو فشلت، هل ستنتهي الحياة؟
لا.
تمام. لا داعي للخوف.
فكرة جيدة، ربما توقع السيناريو الأسوأ قد يجعلنا أكثر استعدادا لتقبل حدوثه، لكن ماذا إن كان السيناريو الأسوأ سيئا جدا، والمخاطر عالية؟ هل الصحيح تجاهل ذلك على أنه قلق لا داعي له؟
تغافلي عن كل مخاوفك في كل الأحوال ماذا سيحدث؟
خوضي التجارب قبل فوات الوقت بعدها ستجدين أنك نبذتي حياتك لأجل المخاوف
هناك العديد من النظريات بعلم النفس التي تقر بأن النجاح له طريق واحد وهو التجربة والمحاولة والخطأ، أي أن التعلم والتقدم والنجاح لا يحدث إلا عندما نحاول ونخطأ ونحاول وهكذا.
وأنا أرى أن الأزمة هنا تكمن في نظرتنا للفشل والإخفاق، حيث يرى البعض أن الفشل في أمر ما هو وصمة عار وعيب في حقه، وهذه الفئة لا تحقق أي إنجاز، أما الفئة التي تلقي نفسها في خضم التجربة والمحاولة وتتقبل احتمالية الفشل تصبح فئة ناجحة للغاية.
ولذلك يجب أن نتقبل الشعور بالفشل ولا نخشى الخسارة، ونفكر بقدر الإمكان ثم نبدأ في الأمر.
التعليقات