يقول هرمان هيسه: "إذا كنت تكره شخصاً ما فأنت تكره شيئاً ما بداخلك تجده فيه، فما ليس بداخلنا لا يزعجنا" تتفق أم تختلف مع هذه المقولة؟
"إذا كنت تكره شخصاً ما فأنت تكره شيئاً ما بداخلك تجده فيه، فما ليس بداخلنا لا يزعجنا" ما رأيك في هذه المقولة؟
برأيي مبالغة في تبسيط تعقيد المشاعر والعلاقات الإنسانية، الاقتباسات وخاصة الأدبية منها يقعان في هذا النوع من الفخاخ، تبسيط ما هو معقد وتعقيد ما هو بسيط، أنا أرى أن الكراهية تنبع من مصادر مختلفة تتجاوز التفكير الذاتي الذي بيني وبين نفسي، بحيث يمكن للعوامل الخارجية مثل الاختلافات الثقافية أو القيم المتضاربة أو التجارب المؤلمة أن تثير مشاعر سلبية قوية تجاه الآخرين.
ما أريد أن أقوله وأصل له هو أن هذه الفكرة تتجاهل أهمية السياق وتأثير الخارج على الحالة العاطفية للفرد، بالنهاية لإنها عبارة تفشل بالاعتراف بتنوع مصادر الكراهية وأصولها المتنوعة
أوافق على مقولة هرمان هيسه لانني أعتقد أن مشاعرنا تجاه الآخرين غالباً ما تعكس جوانب من أنفسنا. عندما نكره شخصاً، قد يكون هذا لأننا نرى فيهم صفات تزعجنا لأننا نملكها في أنفسنا. بمعنى آخر، الكراهية تجاه الآخرين قد تكون علامة على أننا بحاجة لمواجهة أو تحسين بعض جوانبنا الداخلية. هذا الفهم يمكن أن يساعدنا في التعامل بشكل أفضل مع مشاعرنا وتعزيز قدرتنا على التفاهم والتسامح.
هذا الفهم يمكن أن يساعدنا في التعامل بشكل أفضل مع مشاعرنا وتعزيز قدرتنا على التفاهم والتسامح.
لم أجد ابدًا ان الكره قد يساعدنا على التفاهم والتسامح، لأننا إن كنا نكره أحدًا لصفة فينه تشبهه، فبالتأكيد لن نرى تلك الصفة ولو أخبرنا بها كل من نعرفهم، فالأصل أن من يطبق تلك النظرية لديه مشكلة نفسية وهي عدم الاعتراف بأنه يعاني من مشكلة بالأصل.
أعتقد فقط أن الكره الواقعي والمبرر يأتي من تجارب شخصية مؤلمة مع أشخاص محددين وليس مع التصرف نفسه بصفة عامة، مثل مثلًا شخص له تجربة سيئة بالزواج فإنه قد يكره شريكه السابق لأذيته له نفسيًا، هذا مبرر، لكن أن يكره الزواج عمومًا ويهاجم فكرة الزواج ويهاجم نوع الطرف الآخر بصفة عامة، فهذا غير مبرر لأن تجربته خاصه به فقط وليست حالة عامة.
لا أتفق مع المقولة، في الحقيقة أنا لا أكره شخصًا بعينه بقدر ما أنني فقط أكره سلوكًا معينًا يقوم به، وإذا امتنع عنه سيزول هذا الكره.
ربما ينمو هذا الأمر في الأشخاص غير المدركين لدواخلهم، أنا مثلًا أعلم ما هي الصفات التي لا أحبها في نفسي وأسعى إلى تحسينها، وعندما أراها في الآخرين تتولد لدي مشاعر مثل الشفقة، الإنزعاج، وأحيانًا التعاطف في حال كان الشخص نفسه يواجه ما أواجهه من صراعات، ولكن كره.. إطلاقًا!
مثلًا أنا أكره الطغاة جدًا، ولكن مهما حاولت أن أجد بداخلي شيئاً ما يشبهني بهم لا أجد، لا أتحدث من باب المثالية، بل حتى من لا يطيق وجودي في هذه الحياة لم يشبهني يومًا بهم أو يلمس فيني صفة الطغيان، الأمر أنني أكره الصفة لا الشخص بعينه فأكرهه كمتصف بها فقط.
التعليقات