هناك العديد من المقولات المألوفة التي نسمعها في كثير من الأحيان، البعض منها يكون صحيحًا والبعض الآخر قد يكون مجرد تداول وليس حقيقة. ومن بين هذه المقولات التي تقول "صديق الجميع ليس صديقًا لأحد"، فهل توافق على صحة هذه المقولة؟ وهل يمكن أن يكون هناك استثناءات؟
«صديق الجميع ليس صديقاً لأحد»، ما رأيك في هذه المقولة؟
هذه المقولة تعبر عن فكرة أن الشخص الذي يكون صديقًا للجميع قد يفتقر إلى التمييز والعمق في علاقاته. قد يفهم هذا المثل بأنه يتعين على الأصدقاء أن يكونوا مختارين وأن يكون لديهم معايير صارمة لاختيار صديق مقرب وحقيقي.
ومن الصحيح أنه في بعض الأحيان يكون لدينا شبكة واسعة من المعارف والمعارف الاجتماعية، ويمكن أن نكون متعاونين ومتواصلين مع العديد من الأشخاص في حياتنا اليومية. ولكن فيما يتعلق بالصداقة الحميمة والعلاقات القوية، فقد يكون هناك حاجة إلى اختيار صديق أو مجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين يتمتعون بالثقة والتواصل العميق.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هناك استثناءات دائمًا لأي قاعدة عامة. قد يكون هناك بعض الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة فريدة على التواصل والتفاعل مع الجميع بشكل إيجابي ويمكن الاعتماد عليهم. قد يكون لديهم موهبة في إيجاد التوازن بين العلاقات المتعددة والاحتفاظ بمستوى من العمق في تلك العلاقات.
بالتالي، يمكننا قبول المقولة بشكل عام كتذكير بأهمية التواصل العميق واختيار الأصدقاء بحكمة، ولكن ينبغي أن نكون مفتوحين للاستثناءات والتجارب المختلفة. فبعض الأشخاص قد يكونون قادرين على الصداقة مع الجميع والمحافظة على علاقات مميزة في الوقت نفسه.
قد يفهم هذا المثل بأنه يتعين على الأصدقاء أن يكونوا مختارين وأن يكون لديهم معايير صارمة لاختيار صديق مقرب وحقيقي.
بالفعل الصداقة ليست شيئا يمكن الحصول عليه بسهولة، فالصداقة تحتاج إلى الكثير من العناية والاهتمام، والتفاعل المستمر بين الأصدقاء. يمكن أن يكون لدى الشخص العديد من المعارف والأصدقاء، لكن العلاقة التي تربطه بصديق حقيقي تعتبر مميزة وفريدة من نوعها.
من الصعب الحفاظ على صداقات عميقة فعلاً مع عدد كبير من الناس، هذه بديهيات يدّعي الكثير من الناس الآن بطلانها، ما الذي تغيّر! تسمية فيسبوك لقائمة معارفك بقائمة أصدقائك لا يعني أنّهم أصدقائك فعلاً، يستغرق بناء الصداقات والحفاظ عليها وقت ووقت طويل أيضاً وجهد كبير لإنجاح العلاقة، ليس من الممكن منح الجميع نفس القدر من الوقت والاهتمام. بالعموم لدى الناس احتياجات وتوقعات مختلفة في الصداقات، ما قد يعتبره شخص ما صداقة حميمة قد يعتبره شخص آخر معرفة غير رسمية. إذا حاولت أن تكون صديق للجميع فسوف ينتهي بك الأمر بخيبة أمل بعض الناس لأنك لن تكون قادر على تلبية احتياجاتهم. في نهاية الأمر لا أنكر الأمر، طبعاً هناك فوائد أيضاً من وجود دائرة واسعة من الأصدقاء وقد ينجح الأمر ولو لفترة قصيرة، يمكن أن يمنحك وجود الكثير من الأصدقاء شعوراً بالانتماء والدعم.
يستغرق بناء الصداقات والحفاظ عليها وقت ووقت طويل أيضاً وجهد كبير لإنجاح العلاقة، ليس من الممكن منح الجميع نفس القدر من الوقت والاهتمام
قد يستغرق ذلك وقت بالفعل ربما راجع الأمر لكون بعض الأصدقاء قد يكونون مشغولين بأعمالهم أو أنشطتهم الشخصية، وعل بعد المسافة بيننا إلا أنهم لا يتغيرون ويسألون عنا والآخرون قد يكونون في حالات صعبة أو يحتاجون إلى دعم إضافي. لذلك من المهم أن نحاول نحن أيضا بذل المزيد من الجهد والوقت للحفاظ على علاقاتنا وتعزيزها.
لذلك من المهم أن نحاول نحن أيضا بذل المزيد من الجهد والوقت للحفاظ على علاقاتنا وتعزيزها.
لتقليل هذا الوقت والجهد قدر الإمكان مع الحفاظ على جودة العلاقة نفسها وأفضل أيضاً أحاول أن أنصحك بتقديم هدايا إلى الشخص، هذه تجربتي الشخصية، الهدايا تفعل مفعول السحر مع صاحبها، الهدايا تخلق أحاديث لم تكن موجودة، الهدايا تجدد اللهفة وتدخل مزاج رائع إلى العلاقة بين الأصدقاء، خاصة تلك الهدايا التي لا تأتي على موعدها وبدون سبب، أحب أن أسميها هدايا الفجأة.
بالفعل الهدايا تحمل مفعولاً كبيراً عندما يتم إهداؤها بصدق، فهي تعكس المودة والتقدير والاهتمام بالآخرين. وقد صدق رسولنا الكريم عندما قال تهادوا تحابوا، فالتبادل الدائم للهدايا يعزز العلاقات الاجتماعية ويقرب الناس من بعضهم البعض. وهي ليست مجرد أشياء مادية، بل هي تعبير عن مشاعرنا وعواطفنا تجاه الآخرين.
أصدق هذه المقولة، نعم الصديق للجميع هو تظاهر بمحبة الجميع أو السعي لإرضاء الحميع. هذا الشخص ليس من الضرورة أن يكون سيء فربما يكون طيب جدا و لكن يفتقر إلى معرفة بأن محاولة إرضاء الحميع هي عملية حرق و إستنذاف لقدراته و مشاعره بصفة مستمرة .
إذا إلتزم بشخصيته و طريقته و بالطبع تكون صحيحة و طيبة ، سيجد من يتوافق معه و يتقبله.
لأن الصديق هو من يتقبلك و يقبل عليك بالنصيحة و المساندة و إرشادك للطريق الصحيح و يصدق معك بالقول و الفعل.
لأن الصديق هو من يتقبلك و يقبل عليك بالنصيحة و المساندة و إرشادك للطريق الصحيح و يصدق معك بالقول و الفعل.
قلة من يجعلون صداقتهم تتحدث عنهم بالفعل، مجرد أقاويل لا تغني ولا تسمن من جوع، ومن الجيد أن يكون لدينا شخص يمكننا الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة وأن يكون هناك شخص يمكننا الحديث معه بحرية دون أن نشعر بالحرج.
صراحة فأنا أشكّك بصحّة هذه المقولة لأنني من هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على علاقات محبّبة مع الجميع. ولكنّ ذلك لا يعني أنّني لستُ صديقة لأحد بل على العكس يعني أنّني أمتلك مهارات عالية في التواصل لا أكثر. ولكن من جهة أخرى هناك أشخاص منافقون يسعون إلى اكتساب ود الجميع لكي يظهروا بصورة حسنة.
لكنّ ذلك لا يعني أنّني لستُ صديقة لأحد بل على العكس يعني أنّني أمتلك مهارات عالية في التواصل لا أكثر
اعدت قراءة هذه العبارة مرتين من اجل فهم مقصودك يا فاطمة، فلم أفهمه حقا، هل رابطة الصداقة تؤسس من خلال المهارات العالية في التواصل؟ اين المواقف وطيبة الشخص أليست هي من تعزز رابطة الصداقة وتجعلها قوية؟
أحب دائما أن أضع المقولات في سياقها, هذه مقولة لأرسطو جاءت في أحد كتبه عن الأخلاق وقد كان يشرح فيها مفهوم الصداقة, له فيها وجهة نظر وجيهة فقد قال ما معناه أن الإنسان يتقاسم الحياة مع أصدقائه وهذه العلاقة تمتاز بعاطفة الحب ولا يستطيع الإنسان أن يحب ويتقاسم الحياة بحلوها ومرها إلا مع عدد محدود من البشر, وهكذا فإن ذلك الذي يصادق الجميع هو في واقع الأمر ليس صديقا حقيقيا لأحد بل مجرد إنسان مجامل.
وأنا أتفق مع أرسطو في هذا, ولا أرى أن هناك استثناءات, لا أظن أن هناك من يمتلك مئات الأصدقاء الذين يحبهم ويحبونه ويتشارك معهم الحياة ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم, سيكونون في دائرة المعارف فقط وليس دائرة الأصدقاء.
المقولة تعود بالفعل لأرسطو، لم أحب ذكر اسمه، لأن هناك من سيربط هذه المقولة بالمنظور الفلسفي وأنها غير واقعية بالمرة.
يجب أن نركز على تطوير علاقاتنا الودية بشكل مستمر لتحسين نوعية علاقاتنا الشخصية، لا نجعل الصداقة مجرد تسمية فقط مثل تحسين مهارات التواصل الخاصة بنا من خلال الاستماع بعناية وصدق للآخرين والتحدث بصراحة واحترام، وتقديم المساعدة والدعم في الأوقات التي يحتاجون فيها إلينا. مارأيك في هذه المقولة جواد : "قلي من تصاحب اقول لك من انت.." في اعتقادك هل هي صحيحة؟
أرى المقولة صحيحة في حالات الصداقة الوطيدة, فالصداقة علاقة اختيارية عكس العلاقات الأسرية, إننا ننفر ممن يحمل قيما وشخصيات مخالفة لنا تماما, ونميل لمن يشبهنا في الحد الأدنى منها, وأحيانا عندما يتغير الأصدقاء ونتغير معهم مع مرور السنوات نجد أنفسنا نتخلى عن بعضنا تدريجيا, لذا عندما يصادق الإنسان مثلا لصا أو نصابا فهذا سيخبرنا الكثير عن شخصيته حتى وإن لم يكن راضيا عن صنيع صديقه, على الأقل يمكن أن نستنتج أنه لا يجد مشكلة أخلاقية في مصادقته, لأن شخصا آخر غيره سينفر منه..
, فالصداقة علاقة اختيارية عكس العلاقات الأسرية,
هي إختيارية بالفعل ولكن من الأفضل أن تتأسس على الثقة، والاحترام، والتفاهم بين الأصدقاء. ولا أجد أفضل من أن تتشكل الصداقة بين الأشخاص الذين يتقاسمون نفس الاهتمامات والأفكار، أو بين الأشخاص الذين يواجهون نفس الصعاب في الحياة. والتي يمكن أن نتعلم الكثير من تجاربهم.
لدي ملاحظة بخصوص الموضوع
أن لااحد بإمكانه أن يجعل الجميع صديقه
هذا مبدأ مستحيل أولا
ثم اذا كان المعنى ان الشخص المكثر من اصدقائه يصعب ان تتخده صديق
فهذا صحيح
ثم اذا كان المعنى ان الشخص المكثر من اصدقائه يصعب ان تتخده صديق
لم يكن المقصود بهذا الشكل يا عماد، ولكن أشرت إلى نقطة مهمة، أن الشخص كثير العلاقات لا يمكن فهم نيته وشخصيته بسهولة، سنجده مع كل صديق يتخد اسلوب محدد في التعامل، وأحيانا نجده متسرع ومتناقض في أفعاله وأقواله.
صديقتي العزيزة عفيفه، لا يمكننا أن نطلق الأحكام على أي شخص معين من خلال كثرة علاقاته، فالقلوب لا يعلم ما بداخلها إلا الله سبحانه وتعالى، قد يكون الإنسان محبوباً حقاُ، ومن أحبه الله أحبب عباده به.
ولكنك لا تعلمين خفايا القلوب ربما صديق الجميع، يفضل شخصاً عمن سواه، أو عدة أشخاص، ربما يحب الناس جميعها، إن خفايا النفس الإنسانية علمها عند الله، وسامحيني إذا اختلفت معك، ولكنني ضد إطلاق الأحكام أمام صفة معينة.
، وسامحيني إذا اختلفت معك، ولكنني ضد إطلاق الأحكام أمام صفة معينة.
هذه المقولة لم اسندها لنفسي، لذلك لم أطلق حكما مطلق، بل المقولة تعود لأرسطو، ولتوضيح أكثر يقول أرسطو فينصه الكامل من خلال كتابه "أخلاق نيقوماخوس": "يجب أن يكون لدى الإنسان أصدقاء، ولكن صديق الجميع لا يمكن أن يكون صديقًا حميمًا لأحد". ويعني ذلك أنه يمكن أن يكون لدى الإنسان العديد من المعارف والأصدقاء، ولكن الصداقات الحميمية تتطلب العمق والتفاعل والتواصل المستمر. لذلك أردت معرفة أرائك انطلاقا من تجاربك الحياتية.
علينا أن نفهم معنى الصداقة و متطلباتها أولا لكي نقرر إن كان يمكن أن نصطلح عليها صداقة أو مجرد صحبة فقط .. فالصداقة من لفظها تدرك أنها مشتقة من الصدق بمعنى ( قول الحقيقة ) .. و قول الصدق عملة نادرة بين الناس لذلك من الصعب القول أن لي صديق .. بل الأصح أن نقول لي رفيق أو رفقاء .
هناك بالفعل من يعتبر الصداقة أمر مقدس، ولكن برأيك في زمن الذي يصطلح عليه الكثير اسم المصلحة، هل يوجد صداقة حقيقية بالفعل موجودة في محيطك؟
في محيطي يوجد أشخاص طيبون و أصدقاء لديهم رغبة في أن يتحسنوا نحو الأفضل و أنا لست استثناءا فلا شك أنني متأثر بهم و بجمالهم الداخلي المخفي تحت الندبات .. و لكن التنشئة الاجتماعية التي تربينا عليها جعلتنا نخسر الكثير من عفويتنا و مرحنا الطبيعي .. و لكن مع ذلك لا أزال مؤمن بأنّهم لا يزالون يستحقون مكانة الأصدقاء الحقيقيين رغم كل الفروقات و الحواجز ..
التعليقات