هل تقبل العيش بذاكره جديده ؟
هل تقبل التخلي عن كل شئ في مقابل نقطه و صفحه جديده ؟
أُريد إجاباتكم
بالنسبه لي .. لم أبني يوماً ذكريات لأنساها و لكن أعتقد بعد كل ما تعلمته لا ، لا أُريد نسيان شئ ...
أعتقد لو أنني امتلكت هذا الخيار لقمت فعله دون تردد. ذاكرة جديدة تعني حياة جديدة، ولن أكذب بأنني لم أتمن كثيرا من قبل أن أعيش حياة مختلفة تماما عن ما عشتها وأعيشها الآن، ولكن ربما بالحفاظ على الأمل وعدم الاستسلام يمكن في النهاية أن أصل للحياة التي في مخيلتي، وعندها سأبني ذكريات جديدة تمحي أثر كل الذكريات السيئة التي تمنيت دائما لو أنساها.
أنت تتحدثين عن الأمل والحياة الجديدة وكأنك تعيشين في قصة خيالية. لا تدركين أن الذاكرة هي جزء من هويتك وشخصيتك، وأن محوها يعني محو نفسك. كيف تستطيعين أن تقبلي بأن تفقدي كل ما عشته وتعلمته وحببته في حياتك؟
أنا أفهم أن الحياة ليست سهلة وأن الذكريات السيئة قد تؤلمك، ولكن هذا لا يبرر أن تهربي منها. على العكس عليك أن تواجهيها وتتغلبي عليها بالقوة والإرادة. عليك أن تستخدمي الذكريات السيئة كدافع لتحسين نفسك وحياتك، وليس كعذر للانسحاب منها.
إذا كنت تظنين أن محو ذاكرتك سيجعلك سعيدة، فأنت مخطئة. فالسعادة لا تأتي من النسيان، بل من التذكر. التذكر بأن لديك هدف في الحياة، وأن لديك أشخاص يحبونك و يهتمون بك، وأن لديك قدرات ومواهب يمكنك استغلالها. التذكر بأن الحياة جميلة رغم صعوباتها، وأن الذاكرة هي ما يجعلها جميلة.
لا تدركين أن الذاكرة هي جزء من هويتك وشخصيتك، وأن محوها يعني محو نفسك. كيف تستطيعين أن تقبلي بأن تفقدي كل ما عشته وتعلمته وحببته في حياتك؟
إذا كنت أرى أنني لم أختاره ولا أتقبله ولا لم أكن أريد عيشه فسأختار محو كل ما سبق، وعيش حياة جديدة بشخصية جديدة، أختار فيها من أريده في حياتي ومن لا، وما أريد فعله وما لا أريده.
فنعم، لا أمانع فقد كل ما عشته سابقا، من أجل حياة مختلفة تماما، ولكن هذا الأمر على كل الأحوال مستحيل، هذا كان مجرد افتراض وأجبت في حدوده، ولكن واقعيا أعلم بأنني يجب على أن أتقبل ما حدث وأن أمضي قدما، وهذا ما أحاول بالفعل أن أقوم به، فأنا أكره دور الضحية وفي النهاية مشاكل الفرد تخصه وحتى إن لم يكن هو من تسبب بها.
ولكن ألا تعتقدين أن ذاكرة جديدة تعني شخصية جديدة تماماً عما أنت عليه الآن؟َ! ألا تعتقدين أن هذا يشير إلى حالة من عدم التماسك و السخط على شخصياتنا الحالية وطريقة تفكيرنا و نظرتنا إلى الامور. يقولون دوماً : من ليس له ماض فليس له حاضر! فكيف ترين أن نستقبل الآتي الجديد بغير ماضي فيه ذخيرة تجارب تسعفنا ونرى على ضوءه الأحداث اللاحقة؟!
أنا لا أمانع فكرة الشخصية الجديدة، حتى وإن لم نفقد ذاكرتنا، هل نحن اليوم كما كنا بالأمس؟ بالتأكيد لا، فنحن نتغير وتتغير معنا شخصياتنا كل يوم، أنا اليوم شخصية جديدة عما كنت عليه منذ سنوات، وهذه طبيعة الحياة، فلما التخوف من فكرة الشخصية الجديدة في حالة الافتراض الذي افترضته! الإنسان لا يولد وهو يعرف كل شيء، والأمر سيكون بمثابة ولادة جديدة، وفي كل الأحوال هذا افتراض خيالي.
قد تقبلين أنت ذلك ولا ضير ولكن ما أعلمه أنهم يقولون في المثل: غضب كل إنسان عند توزيع رزقه فكل إنسان لا يرضى برزقه ويمنى أن يكون له ما لغيره....أما عند توزيع العقول فقد أعجب كل إنسان بعقله!!
هذا ما أراه في الناس من حولي؛ راضون جداً عن شخصياتهم وعن ذواتهم ولا يريدون أن يستبدلوها. ولكن لنكن منصفي، انت محقة في أنً بعض القرارات نندم عليها ونتمنى أن نكون قد اتخذنا غيرها او عدلناها. هذا ما نتمناه أم أن نتمنى أن تمحى شخصياتنا بالكامل مقابل شخصية جديدة باحداث جديدة؟! فهذا ما لا أريده لأنني لا أضمن ما عساي أن أختار!! فقد أختار الخطأ كل الخطأ وقد اطون أسوأ مماكنت عليه.
فهذا ما لا أريده لأنني لا أضمن ما عساي أن أختار!! فقد أختار الخطأ كل الخطأ وقد اطون أسوأ مماكنت عليه.
عن نفسي، ليست لدي مشكلة مع قراراتي والخاطيء منها، مشكلتي في القرارات التي لم أتخذها عن إرادة ورغبة مني ولكن تم فرضها علي، فإذا ما كانت هناك فرصة أو خيار لتغيير حياتي بأخرى أستطيع التحكم فيها بمن حولي وبما أريد سأكون سعيدة بهذا، حتى وإن ارتكبت الأخطاء، فأنا في هذا الشأن متسامحة جدا مع نفسي، لأنني أرى الأخطاء فرصة للتعلم والنضج، وليس للوم والعقاب.
بالنسبه لي .. لم أبني يوماً ذكريات لأنساها و لكن أعتقد بعد كل ما تعلمته لا ، لا أُريد نسيان شئ ...
اتشارك معك نفس وجهة النظر، بدوري لا أود "فرمتة" ذاكرتي، ّأجل بالرغم من النقاط السوداء التي قد تتخللها من وفاة الأقارب رحيل من كانوا مقربين، فشل في عدة مناحي من الحياة..
إلا أن كل ذلك -حسب إيماني- قد مر علي كتجارب لحكمة ما قد تكون التعلم قد تكون التقيد قد تكون بناء شخصية على مسار معين ..الخ
“تعلمت أن أحتمل المشاق وأكتفي بالقليل، وأن أعمل بيدي وأن أنصرف إلى شأني وأترك ما لا يعنيني.”
بالنسبة لي أعمل دائما بمقولة ماركوس أوريليوس فكلما تفكرت فيها أجد أن العديد من الذكريات ربما كانت مؤلمة ولكنها أفادتني لذا تحملتها لأتعلم، وأكمل حياتي بدون التمسك بتلك الذكريات التي قد لا تفيد، أما الذكريات الجيدة فأيضا يكفيني تذكر روعتها وكفى.
هل تقبل العيش بذاكره جديده ؟
هل تقبل التخلي عن كل شئ في مقابل نقطه و صفحه جديده ؟
هل يوجد زر في الواقع يساعدني في ذلك، بالنسبة لي اتمنى ان امحي ذاكرتي واعود من جديد، الذكريات الأليمة وخيبات الأمل التي تعتصرني وتخالج صدري اتمنى لو يمكنني العودة إلى الوراء ومسح كل ما عشته، الخذلان التي تعرضت له وكل الآلام لم أتمكن من المضي قدما بسببها، اشعر أني مسجونة بين الماضي الأليم والمستقبل الغامض، خائفة من المستقبل وخائفة من الماضي في مفترق طرق لم أعرف إلى أين أمضي؟
قطعًا!
بغض النظر عن الذكريات التي مررت بها، وما مدى قسوتها، فأنا لا أتمنى ألا فقدها في يومِ ما، كونها هي من شكلتني، هي من شكلت شخصيتي القوية، هي من اوصلتني إلى ما إليه الآن. فكل تفصيلة صغيرة حدثت في الماضي قد تكون لها حكاية.
ناهيك بأنه بطبع الانسان نشتاق للماضي ويشعر بالحنين تجاهه، وهذا ما يسمى بالنوستولجيا.
في كل مرة أتذكر فيها شيء أشعر بالسعادة وأحيانًا ابكي، ولكن أحاول قدر المستطاع الا أبالغ في الامر ، كي لا يؤثر على كيفية اتخاذي لقراراتي.
التعليقات