ليس عليك أن تدعم، أو تؤيد، أو تفعل، ولكن بالتأكيد عليك أن تحترم اختلافات الآخرين عنك، فيكفي منع آذاك عنهم قولًا أو فعلًا. هذه رؤيتي بشأن فكرة الاختلاف عمومًا، ولكن بالتأكيد هي غير مطبقة على أرض الواقع، فنجد في النهاية أناس ينتحرون، يكتأبون، يتعرضون للتنمر يوميًا بسبب عدم ترك الآخرين لهم، فكيف نعزز من ثقافة تقبل الاختلاف في المجتمع؟
كيف نعزز ثقافة تقبل الاختلاف في المجتمع؟
فكرتي لا تختلف كثيرا عن فكرتك، ولكن بشأن السؤال الاخير.. تعزيز ثقافة تقبل الاختلاف في المجتمع يتطلب لاريب مواجهة واقعٍ مفاده أن الاختلافات، رغم أنها جزء من الطبيعة البشرية، غالبًا ما تُعتبر تهديدًا للآخرين بدلًا من فرصة للتنوع. وهذا الاستنتاج مأخوذ مما هو سائد بالنسبة للكثيرين،
قدرتنا على احترام الآخرين دون الحاجة لتأييد مواقفهم أو تقليدهم، والانفتاح على العقول، غالبا ما يتم تهميشه في عقول الاخرين عندما يصطدم الرأي الاخر بخط أحمر لديهم، فكرة من المسلمات لا يقبلون آراء مختلفة فيها..هذغ بحد ذاته يكون جيدا في بعض الحالات لكن غالبا ما يتم تطبيق بشكل سيء لغياب التعليم والتوعية، فتجد مثلا تصرف العالم الفلاني او الدكتور الفلاني مع المخالف يختلف عن تصرف شخص اخر مع نفس المخالف رغم ان قضية الاختلاف هي نفسها وهي بنفس الاهمية لكليهما!
غالبا هذا النوع من الاشخاص عندما يتلقى التوجيه المناسب والتوعية السليمة يتجاوز هذه المرحلة ويصبح اكثر تقبلا للاختلاف، أما من لا يتقبل الاختلاف حتى لاتفه الاسباب، كأن تجد من يسبك أو يقلل من احترامك فقط لأنك لا تحب فلمه المفضل! اههه وهذا موجود مع الاسف، وهؤلاء هم الاصعب لتعزيز ثقافة الاختلاف في عقولهم..
لكن علينا عموما أن نعمل على تعزيز احترام القيم الإنسانية المشتركة بيننا وبينهم على الاقل، مثل الحق في الحياة والكرامة، لعل هذا يجعلهم ألين في أخذ الرأي المخالف برحابة صدر
غالبًا ما تُعتبر تهديدًا للآخرين بدلًا من فرصة للتنوع. وهذا الاستنتاج مأخوذ مما هو سائد بالنسبة للكثيرين
ولكن هناك الكثير من أنواع الاختلافات ليس بها أي تهديد ومع هذا نجد المجتمع يرفضها أو يسيء إليها، نجد ذلك مثلا في الاختلافات الشكلية وشائعة في لون البشر ونوع الشعر والوزن كذلك، لا أفهم لماذا الناس هنا تعتبر هذا الاختلاف مشكلة يجب حلها أو على صاحبها أن يتحمل نتيجة تحليه بها!
تعزيز ثقافة تقبل الاختلاف يتطلب خطوات عملية على مستوى الأفراد والمجتمع ككل... من الأهمية بمكان أن نبدأ بالتعليم المبكر عن التنوع والاختلاف، ليكبر الجيل القادم على احترام الآخرين بدون النظر لاختلافاتهم. إضافة إلى ذلك، الإعلام يمكنه لعب دور كبير في نشر هذه الثقافة من خلال تقديم نماذج إيجابية من المجتمعات المتنوعة. لكن الأهم من ذلك هو التحلي بالإنسانية، أي أن نتعلم أن نكون أكثر تعاطفا مع بعضنا البعض، ونعبر عن رفضنا للتنمر أو أي شكل من أشكال العنف النفسي. هذا المزيج بين التعليم، الإعلام، والسلوك الشخصي يمكن أن يساهم في خلق مجتمع يقدر الاختلافات ويحتفل بها
التوعية هامة ولكن بدون اقترانها بنظام عقابي حازم يعاقب من يأذي أو يضر غيره بالقول أو الفعل لن تنجح بمفردها، للأسف بعض الناس لا تنفع معهم الأحاديث مهما كثرت لأن إنسانيتهم في ضياع، هم لن يتوقفوا ولا يكفوا أذاهم إلا بردع القانون، ربما تجربة كتجربة الولايات المتحدة في منع التمييز ضد الأقليات هي أنسب مثال كيف أن للتوعية مع الردع بالقوانين والتشريعات تفرض الاحترام وتساوي الفرص للجميع.
الإجابة بسيطة برأيي..(التربية، والتعليم) ..
لكنها على بساطتها صعبة المنال إلى حد كبير، فتضافر المؤسسات التربوية والتعليمية هو السبيل لغرس روح إحترام وتقبل الإختلافات داخل الأفراد، أيا كانت نسبة تلك الاختلافات وحدتها.
المشكلة أن من يقع على عاتقهم دور التربية والتعليم هم أول من لا يطبقون ثقافة قبول الاختلاف في المجتمع! هناك معلمين يتنمرون على فتيات لطبيعة شعرهم المجعد! أنا سمعت عن حالة استدعاء ولي أمر لطالبة لأنها ذهبت للمدرسة بشعرها الطبيعي بدون فرده! كيف نتعامل إذا مع هذه الحالات؟
أنا سمعت عن حالة استدعاء ولي أمر لطالبة لأنها ذهبت للمدرسة بشعرها الطبيعي بدون فرده
أنتي سمعتي فقط ولم تشاهدي بنفسك الحادث ولا تعرفين الحادثه ولا هي مسببتها ولا لماذا تم إستدعاء ولي أمر الطالبة . كل الأشياء هذه أنتي ماتعرفين عنها شيء ممكن فيه ضوابط لشعر , ممكن فيه ششيء أخر مرتبط بموضع الشعر .
من بعد إنتشار ثقافة التنمر أصبح الأطفال لا يتقبلون بعض ولا يستطعون اللعب مع بعض أدنى كلمة تتطلع منه على طول تنمر , أنا من صغري أنا يضحكون ويعلقون علي عشان صغير القامه وصل عمر 42 ومازلت أتذكره إلى اليوم ولا أتأثر منها ولم أشتكي أحد إلى اليوم والأن أذكر لأولادي و أخواني من باب الضحك . ليس كل شيء في الحياة تنمر . المدرسين أصبحٌ لا يستطعون التعامل مع الطلاب بسبب قضية التنمر لو تتطلب منه أنه يكون هادي أثناء الدراس ولا مسحة على راسه وطلبت منه الهدوء راح إشتكى أهله المدرس يتنمر .
لتعزيز ثقافة تقبل الاختلاف، يجب أن نعلم الأجيال احترام التنوع منذ الصغر من خلال التعليم والحوار المفتوح. تجربة شخصية مثلما واجهتُ في المدرسة، حيث كان هناك تباين في خلفياتنا الثقافية، ساعدتني مشاركة الأنشطة الجماعية والحديث عن اختلافاتنا على تقبل الآخر والتعلم منه. هذا النوع من التفاعل يخفف من العزلة ويقلل من التمييز، ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المجتمع ككل.
رنا، أختلف معك في بعض النقاط. ثقافة تقبل الاختلاف لا يجب أن تقتصر على احترام الآخرين فقط دون فعل أو دعم. احترام الاختلاف ضروري، لكن الفعل الفعلي هو ما يصنع الفرق. مجرد قول "لا تؤذهم" ليس كافيًا إذا لم نكن مستعدين لدعم الأشخاص المختلفين وتوفير بيئة آمنة لهم. الاختلاف ليس فقط عن التسامح مع الآخر، بل في تقبّل الإنسان له واستخدامه بشكل إيجابي.
لنكن صادقين، في الواقع نجد أن الاختلاف غالبًا ما يؤدي إلى التهميش والتمييز، وهو ما يخلق مشاكل حقيقية في المجتمع مثل التنمر والاكتئاب. لو كانت الثقافة التي نتحدث عنها فعلاً فاعلة، لما كان هناك من يشعرون بالحاجة للاختباء أو التراجع بسبب اختلافاتهم.
الخطوة الأولى لتعزيز هذه الثقافة يجب أن تكون في التوعية والتعليم منذ الصغر حول أهمية التنوع وكيف يمكن أن يعزز المجتمع. ولا يكفي أن نحترم الآخر، بل يجب أن نساعدهم ونقف بجانبهم لخلق بيئة تشجع على الابتكار والإبداع بدلاً من أن تقتصر على التسامح فقط.
ثقافة تقبل الاختلاف لا يجب أن تقتصر على احترام الآخرين فقط دون فعل أو دعم. احترام الاختلاف ضروري، لكن الفعل الفعلي هو ما يصنع الفرق. مجرد قول "لا تؤذهم" ليس كافيًا إذا لم نكن مستعدين لدعم الأشخاص المختلفين وتوفير بيئة آمنة لهم. الاختلاف ليس فقط عن التسامح مع الآخر، بل في تقبّل الإنسان له واستخدامه بشكل إيجابي.
واقعيا من المستحيل علينا دعم كل اختلاف لأنه قد يكون ضد عقائدنا أو مبادئنا، فهل يمكننا دعم المثليين؟ المتحولين جنسيا؟ من يقيمون علاقات خارج إطار الزواج؟ من تتشبه بالرجال من النساء أو من يتشبه بالنساء من الرجال؟ الملحدين؟ من يقولون أن الإنسان أصله قرد؟
كل هؤلاء أناس مختلفين عنا ولكن هل يمكننا أن ندعمهم ونؤيد اختلافهم؟! كل ما يمكننا فعله هو التعامل معهم على المستوى الإنساني بألا نتعرض لهم وألا نؤذيهم قولا أو فعلا لأن الحساب ليس لدينا.
رنا. نحن نتحدث عن التمييز بين احترام حقوق الآخرين وبين تأييد اختياراتهم التي قد تتعارض مع معتقداتنا. لا يمكننا، بالطبع، تأييد ممارسات قد تكون ضد قيمنا ومبادئنا الأساسية، مثل المثلية الجنسية أو التحول الجنسي، التعايش مع هذه الاختلافات لا يعني أننا نوافق عليها، بل أنه يعني أننا نؤمن بالحقوق الأساسية لكل إنسان في أن يعيش بحرية وكرامة بعيدًا عن الأذى.
التعليقات