لماذا نشعر بالتهديد من "الآخر" المختلف عنا ديناً أو طائفةً أو جنسية أو حتى رأياً؟
اختلاف
الشعور بالتهديد من "الآخر" المختلف يعود في جزء كبير منه إلى غريزة الحفاظ على الهوية والقبيلة. عندما يختلف شخص ما عنا، سواء في الدين أو الثقافة أو الرأي، قد نشعر بعدم الأمان، لأن ذلك يتحدى القيم والمعتقدات التي نشأنا عليها. الأفراد يميلون إلى الدفاع عن هويتهم والتأكيد عليها من خلال تجنب أو رفض أي اختلاف يمكن أن يعرض هذه الهوية للخطر.
ومع ذلك، من المفيد أن نفكر في أن الاختلاف لا يعني بالضرورة تهديدًا، بل يمكن أن يكون مصدرًا للإثراء والتعلم. فعندما نتعلم من اختلافاتنا، نفتح أمام أنفسنا فرصًا لفهم أعمق للعالم من حولنا
يمكن أن يكون ذلك بسبب عقل لا واعي جمعي ضارب في القدم، حيث كانت الجماعات المختلفة تتنافس على مصادر الحياة مثل المأكل والمشرب والأراضي الصالحة للزراعة، كما أن بشكل عام من لا يوافقنا في آرائنا معنى ذلك أنه ليس منا، بل من الآخرين، ودوماً كان الآخرين مصدر مقارنة ومنافسة وغيرة وخلاف.
قد يظن البعض أن ذلك النفور من الآخر يعني إخلاصنا لجماعتنا، أو تعبير عن شدة انتماءنا لقضية أو رأي، لكن ذلك لم يعد صحيح، حيث أصبح بإمكان البشر الاختلاف في الفكر والرأي والعيش بسلام في نفس الوقت، يكفينا إذا أزعجتنا آراء شخص أو أفكاره أن نتجنبه، دون الحاجة لمهاجمته.
ولكن التعميم ليس منطقي هنا بقولك نشعر لأن أغلبنا ليس كذلك، نحن الآن أكثر انفتاحاً وتقبلاً لكل اختلاف في الثقافة والجنسية واللغة والدين وكل ثابت، وربما وصل الانفتاح والتقبل لدرجة نخشاها الآن لأنها تلاعبت بالثوابت والهوية.
ولو ركزت ستجد التقبل ظاهر أكثر في تعاملات وتفاعلات الأجيال الحديثة لدرجة أن فئة منهم لا تميل للتعامل إلا مع المختلف عنهم
التعليقات