قالت العرب "لكل امرئ من اسمه نصيب"، هل تعتقد بأن اسم الشخص يؤثر على شخصيته وتصرفاته ؟ إذا اعتبرنا ذلك صحيحا فهل اختيار الاسم للطفل يعد أمرًا مهمًا لهذه الدرجة ويجب مراعاة عدة عوامل مثل المعنى والتراث والثقافة والتقاليد، ومنا منا اسمه مرتبطً بتراث أو ثقافة محددة، وكان له تأثير على تصرفاته سلوكياته؟
قالت العرب "لكل امرئ من اسمه نصيب"، هل تعتقد بأن اسم الشخص يؤثر على شخصيته وتصرفاته ؟
بالمناسبة قد يبدو الأمر غريباً ولكن مؤخراً صار الموضوع علمي بحت، هناك دراسة في الغرب تقول بأنّه من المرجح أن يُنظر إلى الأشخاص الذين يسمّون "جون" على أنهم حازمون وصارمون بشكل كبير جداً، في حين أن الأشخاص الذين يُطلق عليهم اسم "ماري" كانوا أكثر ميل لأن يُنظر إليهم على أنهم طيبون وعاطفيون وهم فعلاً أيضاً يكونون كذلك.
العرب منذ فترة طويلة وهم يعتنوا بالأسماء فيحاول الكثير منّا إعطاء الصفات على الأسماء، لا أسماء مجرّدة كالغرب، بل أسماء لها معنى، مثل اسمي مثلاً: ضياء، سامي، إباء، جميل، سعيد..إلخ.
وخاصّة إن تفنن الأهل أيضاً في التسمية ودمجوها بالكنية، أهلي فعلوا ذلك مثلاً: ضياء البصير. وللأمانة أنا دائماً أشعر بامتنان كبير لهذا الأسم وأحب اسمي جداً، على عكس قلة من أصدقائي، الاسم لعب دور في حياتي فعلاً بتحديد نفسيّتي، دور لا أنكر أهميّته ومن الواجب على كل أب وأم أن يولوا لهذا الأمر أهمية كبيرة عند تشريف عالمهم طفل صغير عليهم أن يسمّوه.
"ماري" كانوا أكثر ميل لأن يُنظر إليهم على أنهم طيبون وعاطفيون وهم فعلاً أيضاً يكونون كذلك.
بالفعل بمجرد سماع الاسم بدون النظر لشخصية من قريب نعتقد انه يتميز بالطيبة والحنانـ، المصيبة إذا كان الاسم لا يعكس شخصية الفرد.
وخاصّة إن تفنن الأهل أيضاً في التسمية ودمجوها بالكنية، أهلي فعلوا ذلك مثلاً: ضياء البصير.
القلة القليلة من تربط الاسم بالكنية ولكنها فكرو جيدة بصراحة، في عائلتنا هناك من اسمه حازم حمزة، ولهما دلالات متشابهة، الشخصية الحازمة والجدية مأخوذة من شخصية الصحابي حمزة بن عبد المطلب عم رسولنا الكريم.
القلة القليلة من تربط الاسم بالكنية ولكنها فكرو جيدة بصراحة، في عائلتنا هناك من اسمه حازم حمزة، ولهما دلالات متشابهة، الشخصية الحازمة والجدية مأخوذة من شخصية الصحابي حمزة بن عبد المطلب عم رسولنا الكريم.
أما الاسوء طبعاً هم من يدمجون اسم الشخص بكنيته بطريقة قد تبدو مضحكة للجميع إلا صاحب الاسم نفسه، فهناك مثلاً الكثير من الاشخاص الذين لديهم اسم: "ميلاد سعيد" وهذا أمر قد يبدو مضحكاً للوهلة الأولى ولكن بالتعمّق ندرك أن قد يكون سبباً لإزعاج متواصل من قبل الناس، خاصة مع التكرار، هناك من يسمّي أيضاً أسماء أكثر إزعاجاً مثل اسم صديقي: نضال والذي صادف أن يكون اسم أبوه: موفّق. نضال موفّق
أذكر أنّهُ كان يعاني فعلاً من هذا الاسم ويريد تغييره إلى عماد للتخلص من إزعاجه.
يؤكد علم النفس مراراً أن ما نسمعه يؤثر فينا بشكل أو بآخر. ولأن أسماءنا نسمعها كثيراً خلال حياتنا، فلا بد أنها تؤثر بنا. لهذا ينبغي اختيار اسم الطفل بعناية كبيرة، بما يعكس معان إيجابية لا سلبية.
بالفعل اسم الشخص قد يؤثر على شخصيته وتصرفاته ولكن بشكل غير مباشر، من خلال تأثيره على كيفية تعامل الآخرين معه، وكيفية تصوره لنفسه. فالاسم قد يحمل معاني أو دلالات أو تقاليد ترتبط بالثقافة أو التراث أو الدين، وقد تؤثر على التوقعات والانطباعات والتحيزات التي يكونها الناس عن صاحب الاسم. كما قد يؤثر الاسم على مستوى الثقة بالنفس والانتماء والتكيف للشخص، وقد يؤدي إلى تغييرات في سلوكه أو اختياراته.
فالاسم قد يحمل معاني أو دلالات أو تقاليد ترتبط بالثقافة أو التراث أو الدين
كثيرة هذه الأسماء التي تحمل معاني ودلالات مرتبطة بثقافة معينة، هل ممكن أن تشير لنا لاسم معين سمعت عنه ويعبر عن ثقافة بذاتها؟
إستحضرني موقف.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، يشكو إليه عقوق إبنه فأحضر عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إبن الرجل وأنبه على عقوقه لأبيه،
فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟
قال: بلى،
قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن).
فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً.
فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
و هذا يتضح بأن إختيار إسم الطفل من الأمور الواجب مراعاتها لحياته و مستقبله.
و هذا يتضح بأن إختيار إسم الطفل من الأمور الواجب مراعاتها لحياته و مستقبله.
بالفعل من الممكن تأثير الاسم على سلوك الطفل وطريقة تفكيره، لذلك ارى من المهم اختيار اسم يناسب شخصية الطفل ويعكس معاني إيجابية.ويخلق انطباعًا عن الأسرة أو الثقافة التي ينتمي إليها الطفل.
هذا بالفعل يا عفيفة المفروض إتباعه من الأسرة و لكن للأسف ليس كل الأشخاص يمتلكون الوعي و حسن التصرف مع أولادهم.
و لكن للأسف ليس كل الأشخاص يمتلكون الوعي و حسن التصرف مع أولادهم
مع الأسف الشديد، حتى انه مؤخرا تم تداول بعض الأسماء غير العربية ومفرغة الدلالة، عندكم في تونس مثلا، هل مازال هناك من يحافظ على الأسماء العربية الأصيلة والتي تعبر عن ثقافة تونس وتقاليدها، لانه في الجزائر القلة القليلة من مازالت تعي للأمر أهمية.
لربّما يكون هناك تأثير كبير للإسم فعلا على حياة الإنسان ولكن هناك ما هو مؤثر أكثر من إسمه مثل طريقة تعامل الآخرين معه. فهناك أسماء تكون محبوبة مجتمعيّا فيتم معاملة صاحبها على أساس الإسم الذي يحمله ( وإن كان في العقل الباطني) وهناك أسماء أخرى تكون غير مرغوبة فيتم بناء أحكام مسبقة على صاحبها من خلالها. الإسم بذاته لا يؤذي أو يفيد والدليل على ذلك أنّ الأفراد الذين يتم تسميتهم بأسماء عصرية لم نسمع عنها من قبل، نشعر باللاشعور لأن الإسم لا يعنينا سلبيّا ولا إيجابيا. وفي نفس الوقت أنا أعتقد أنّه يجب الإعتناء جيدا بانتقاء الأسماء لأنّ الأهل لن يحملوا تبعاتها ولا آثارها بل الإبن/ة وهو ما يحتّم عليهم البحث عن معنى الإسم مسبقا ورمزيته ثقافيا ومجتمعيّا.
الإسم بذاته لا يؤذي أو يفيد والدليل على ذلك أنّ الأفراد الذين يتم تسميتهم بأسماء عصرية لم نسمع عنها من قبل، نشعر باللاشعور لأن الإسم لا يعنينا سلبيّا ولا إيجابيا.
صدقيني يا فاطمة قد شهدت على أسماء قد تم تغييرها بالفعل من طرف الإبن ان اسمه قام باذائه خلال فترة طفولة، عنما كان زملاءهم في الصف يقومون بالتنمر عليه، قد اقسم في صغره عندما يكبر سوف يغيره وبل الفعل تم تغييره، لا اعرف ان كان هذا الشخص قد نسي ما تعرض له من تنمر، ولكن الأمر ليس بالسهل، ستبقى بعض الأثار السلبية والهموم العالقة في ذهنه ولا يمكن التخلص منها بسهولة.
"لكل امرئ من اسمه نصيب"
حينما يحمل المرء إسم خديجة مثلا، وتستلهم من إسمها أنها أم المؤمنين فتقتدي بأخلاقها، أو من يحمل إسم محمد مثلا، هذا يخلق نوعا من التأثير حول سلوكياتنا وحياتنا بشكل عام، لكن ليس الجميع بنفس الشكل، قد يحمل البعض أسماء مماثلة لكن ترين أفعالهم لا ترقى لأي شيء.
قد يحمل البعض أسماء مماثلة لكن ترين أفعالهم لا ترقى لأي شيء.
وقد نجد بأنه يمكن أن يكون هناك اختلاف كبير بين الأشخاص الذين يحملون نفس الاسم. يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص أفعال طيبة وأخرى سيئة، في حين أن البعض الآخر لديهم سلوك ممتاز في جميع الأحوال.
حتى نحن يجب علينا عدم الاعتماد فقط على الأسماء ودلالتها والبحث عن معلومات إضافية لتقييم شخص ما بشكل صحيح.
حتى نحن يجب علينا عدم الاعتماد فقط على الأسماء ودلالتها والبحث عن معلومات إضافية لتقييم شخص ما بشكل صحيح.
ذلك هو المطلوب يا عفيفة، لا يمكن أبدا أن نجعل هذا معيارا فهو غير منصف، والناس على أشكالها تختلف في التسمية والفعل، إنما هي صدف يسخرها الله لعباده، أن يكون الإنسان إسما على مسمى أمر نادر، لكنه ليس معيارا للتعميم بأي حال من اﻷحوال.
التعليقات