نحن للأسف لا نعرف طباع الأشخاص إلا بعدما نعاشرهم ونعيش معهم تحت سقف واحد، وهذا ينطبق على الزواج تحديدًا، فماذا لو تغيرت طباع شريكك حياتك بعد الزواج وأصبح شخصًا لا تعرفه؟ ما الحل بالنسبة لك؟
تغيرت طباع شريكك وشخصيته بعد الزواج، ما الحل؟
العام الأول بعد الزواج تحدث فيه الكثير من الخلافات بسبب عدم تعود كل من الرجل والمرأة على طباع بعضهم بعضاً، ولكن عادة مع مرور الوقت تصبح الحياة أكثر استقراراً، لذلك أميل دائماً إلى إعطاء الكثير من الفرص لمحاولة الوصول لنقاط الاتفاق وتقبل الاختلاف، فلا يمكن أن يتم هدم حياة كاملة دون التفكير مراراً وتكراراً وتطبيق أكثر من حل لمنع حدوث الانفصال فهو أمر ليس بهين.
لكن أحيانا يكون التغير جذريا وواضحا حتى أن المحيطين بالزوجين يلاحظون أن ذلك الطرف لم تكن تلك هي طباعه من البداية. هل تستوعبين فكرة "ليس هذا الشخص الذي تزوجته".
مثلا، كان قبل الزواج شخصا طموحا ولديه تفاؤل بالحياة، وبعد الزواج صار مملًا وتقليديًا. هل يجب عليكِ أن تهجريه في حالة كهذه؟
كان قبل الزواج شخصا طموحا ولديه تفاؤل بالحياة، وبعد الزواج صار مملًا وتقليديًا
أي تغيير جذري يسبقه أحداث أدت له، بمعنى أن الأمر لا يحدث بين ليلة وضحاها، لذا الحل هنا هو التناقش بينهما وإعطاء فرصة حقيقية لهذا الطرف للتعبير عما يدور بداخله، أو عن أي مواقف في الفترة السابقة قد تكون أدت لهذا التغيير، وربما يكون السبب أصلًا هو إرهاق نفسي، فالتفاؤل والطموح المستمر لهما ضريبة كبيرة، وهي الشعور المفاجئ بعدم القدرة على الاستمرار، وكأن الشخص يريد أن يأخذ أجازة من حياته الشخصية، فيلجئ للحل الأسهل وهو التعامل برتابة وتقليدية دون بذل أي مجهود ذهني، لذا؛ أنا اتفهم أن التغيير الكامل للشخصية هو أمر صادم، ولكن يجب وضعه في الحسبان قبل الإقبال على الزواج، لأن استمرارية الشخص دون تغيير مدى حياته هو أمر شبه مستحيل.
بالتأكيد لن أفكر في الهجر بسبب كون شريك حياتي صار مملًا وتقليديًا! عادة ما تفرض الحياة الزوجية على الزوجين الكثير من الأشياء التي لا يرغبون فيها خاصة بعد الإنجاب، ومع مرور الوقت تتغير شخصياتهم ويصيبهم الملل ويختفي طموح ما قبل الزواج، وهذا الأمر طبيعيًا للغاية وهناك أمل في علاجه.
لا أؤيد الهجر أبدًا إلا إذا كان الأمر كارثي بمعنى الكلمة، أو كان الزوج لديه طباع تستحيل معها الحياة الزوجية.
عادة ما تفرض الحياة الزوجية على الزوجين الكثير من الأشياء التي لا يرغبون فيها،مع مرور الوقت تتغير شخصياتهم ويصيبهم الملل،هذا الأمر طبيعيًا للغاية
المنظور أو المعيار الذي ننظر من خلاله هو مايؤثر على حكمنا، لماذا نعتقد بأن هذا الطبيعي لأن المجتمع وضع تلك الضوابط لمناسبة الحالة ووقار الوضع والعمر!!
محمد نبي الاسلام ابتعد بزوجته عائشة عن أعين الناس ليتسابقا فيما بينهم ركضاً على الأقدام ويدخل المرح عليها؛ هذه الحادثة كانت عند عودتهم من معركة وكان عمره في اخر الخمسينيات ولا يحمل هم أسرة أو شركة أو دولة بل هم البشرية منذ عصره إلى قيام الساعة
التغيير هو شئٌ ضروري وإن تغيرت طباع شريك الحياة فهذا مثل الجرس أو المنبه الذى يشير إلى ضرورة أن تتغير أنت أيضاً، فلربما يتغير شريك الحياة للأسوأ - التغيير للأحسن هذا لايشكوا أحداً منه - قد يتغير شريك الحياة للأسوأ بسبب أن شريكه الأخر يكلفه ما لايطيق، مجملاً قد يكون شريكه الأخر هوا السبب، هذه تارة وتارة أخرى قد تحدث بسبب أنه لديه صحبة سيئة أو مر بموقف صعب فلو فهمنا أسباب التغيير لا يكون هناك عجب كما يقال بالمصري "إذا عرف السبب بَطُلَ العجب".
الحل إذا تغير أحداً فى تعامله معه فلابد أنا أيضاً أن أتغير، كي أواكب هذا التغيير وأتأقلم معه أو أجد له طريقة مناسبة فى التعامل معه.
وإن تغيرت طباع شريك الحياة فهذا مثل الجرس أو المنبه الذى يشير إلى ضرورة أن تتغير أنت أيضاً
أحسنت.
فعلًا، التغير هنا يصبح ضرورة، فالحياة بشكل عام لا تنتظر من يقف متجمدًا في مكانه.
فلربما يتغير شريك الحياة للأسوأ - التغيير للأحسن هذا لايشكوا أحداً منه
كيف تحكم إذا كان التغيير للأحسن أو للأسوأ؟ هذا الموضوع نسبي جدًا، ويتوقف على نظرة كل شخص.
على سبيل المثال، أنت وشريكك خلال فترة الخطوبة لم تكونا متدينين بالقدر الكافي. لكن بعد الزواج قررت شريكتك أنها ستلتزم جدًا حتى أنها صارت تميل إلى فكرة وضع النقاب. كيف سترى أنت التغيير حينها؟ سئ أم جيد؟
أعتقد أنك ستراه تغييرا سلبيا، وفي نظرها هي سيكون إيجابيا.
السلام عليكم
تحياتى لكل الحاضرين والغائبين
موضوع جميل ومهم
ولذا لدى سؤال بعد كام من السنوات حتى يتعود كلا من لزوجين على طباع الاخر
انا 12 سنه زواج ولسه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تحياتي إليك وأهلًا بك.
سأخبرك برأيي.. أنا لا أعتقد أنّ الحل سيكون في محاولة التأٌقلم الآن، فـ 12 سنة مدة طويلة إلى حد ما. من الأرجح البحث عن حلول أكثر عملية مثل "النقاش ومحاولة فهم الأسباب" وهذا النقاش إما سينتج عنه الاستمرار في العلاقة مع فهم أكبر أو الانفصال والتوقف عن تضييع المزيد من الوقت.
الأهم الآن أن تكون هناك دعوة من أحد الطرفين إلى"جلسة النقاش" وفيها يتم البحث فيما وراء الأسباب وبكل هدوء ويضع كل طرف نفسه في محل الآخر ليحاول تفهم مشاعره وظروفه. بالتأكيد هذه الجلسة ستسفر عن نتيجة ما.
أشكرك شكرا جزيلا على النصحيه
ولكن ما يوقفنى عن التفكير فى الانفصال ومحاولة التأقلم هو وجود أولاد أكيد سوف يتأثروا بالسلب وخاصه الابن الأكبر
الانفصال ليس حلا سهلا أبدا، ومكلف نفسيا للطرفين، ولا تتمكني من أخذه إلا بأن تكوني جاهزة مادية ونفسيا لتولي المسؤولية كاملة، لذا أنت الطرف الذي يمكنه موازنة الأمر، مميزاته وعيوبه، هل الأطفال مضرورين بوضعكما الحالي، أم لا، وأنت كطرف غير متقبل ما هي نسبة عدم تقبلك فربما تكونين أنت الطرف المثالي وتصعبين الأمر على نفسك بعدم تقبل طباع الطرف الآخر، فهناك طباع لا مساحة لتقبلها مثل الضرب والإهانة، البخل، وهناك طباع يمكن التأقلم معها وتقبلها دون محاولة لتغييرها، وبناء على هذا كله يمكنه اتخاذ قرارك
ولذا لدى سؤال بعد كام من السنوات حتى يتعود كلا من لزوجين على طباع الاخر
هناك طباع لن تتقبليها طوال حياتك، وهناك طباع تتقبليها كليا وهناك طباع بشكل متوسط، فلا أحد يتقبل طباع الآخر 100% لأننا بشر والاختلاف وارد، حتى أخوتك أو والديك ستجدي هناك اختلاف بينكما بالطباع وقد لا تتقبلين لهم أحد الطباع، لذا المطلوب ليس التقبل التام، ولكن على الأقل بنسبة 80% فيما أكثر يكون هناك تقبل وتوافق.
نحن للأسف لا نعرف طباع الأشخاص إلا بعدما نعاشرهم ونعيش معهم تحت سقف واحد.
أظن أن المشكلة تكمن في كيف نرى فترة ماقبل الزواج الخطبة أو التعارف وطريقة تعاملنا فيها والأغلب أن الطرفين يتعاملون فيها بالتفكير باللحظة الحالية دون النظر إليها كخطوة ينبني عليها القادم فيتشاركون أهدافهم وطرق تفكيرهم والتعامل الذي يفضله كل طرف في التعامل والحدود والمعايير .
إذا تم اصلاح هذا قبل الزواج يكون أسهل وإلا الافتراق والبحث عمن يتوافق مع طباعنا.
أما إذا كان وقع الفأس في الرأس وتم الزواج فيمكن النقاش المبني على تفهم الطرف الآخر قبل الحكم عليه وتعبير كل طرف عن نفسه
الزواج عندنا مبني على التوافق الخارجي، هذا حين يطرق أحدهم باب منزل ملائم به عروس ملائمة.
الخطبة أو التعارف وطريقة تعاملنا فيها والأغلب أن الطرفين يتعاملون فيها بالتفكير باللحظة الحالية دون النظر إليها كخطوة ينبني عليها القادم فيتشاركون أهدافهم وطرق تفكيرهم والتعامل الذي يفضله كل طرف في التعامل والحدود والمعايير .
لذا هنا من المفترض -كما ذكرت- أن تكون فترة الخطوبة للتفكير في مدى التوافق الداخلي، بإيجاد صيغة توافق عن التطلعات وأهداف المستقبل، وأسلوب تربية الأبناء. فغالبًا لا يخبر أحدهم الآخر بالتفاصيل في خياله التي تمنح أمثلة توضيحية عن أفكاره العميقة التي ربما لا يستطيع شرحها أو هو نفسه لم يفهمها بعد، فالخيالات والأحلام -اليقظة والنوم- هي ما تكشف الدواخل.
فالخيالات والأحلام -اليقظة والنوم- هي ما تكشف الدواخل.
فكرة الوضوح الكامل في مرحلة الخطوبة هي ضد الأفكار النمطية والمتوارثة بين الناس، بل تجد دائمًا الهدف الأساسي هو إتمام الزواج وأي مشكلة يمكن أن نحلها بعده، وتجد الجملة الشهيرة "هما هيحلوا مشاكلهم سوا بعد الجواز".. لو نظرنا لتلك الجملة، كيف سنحل مشكلات تخص أهدافنا ورؤيتنا للحياة؟ كيف سنطالب بتغييرات جذرية في الشخصية لم نكن حتى نعلم بوجودها قبل الزواج؟ والنتيجة في الأغلب تكون زواج مبني على فكرة "المسايسة" حتى تستمر الحياة بينهما وكأنها شركة ومصالح، لكنها غير مبنية على راحة ووضوح تام بين الطرفين.
أبصم بالعشرة.
لكن البعض لا يحسن التعبير عن ما بداخله جربت هذه الطريقة مع بعض الأصدقاء وكانت النتيجة إما عكس السؤال من البعض أو السكوت من البعض أو الملل من البعض الآخر ويخبرني أنه تعب من التفكير. والعجيب البعض قد يصفك بالمتفلسف
كيف يمكن معالجة تلك المشكلة أو التعامل معها ريثما يتم حلها ؟
أرى التغير ما هو إلا تطور، والتطور ينبع من المواقف والخبرات الحياتية بشكل عام، وإذا الزوجين كانا شريكين حقًا بما تحمله الكلمة من معنى؛ فالتطور حينها ولا بد أن يصيب كلاهما. أما إن تطور أحدهم ليبعد عن الآخر؛ فهذا يعني أن هنالك فجوة بينهما.
والحل إذًا يكون بملأ تلك الفجوة أولًا والاقتراب أكثر، للتعرف والوقوف على أسباب ذلك التطور المنفصل وتفهمها، ليجذب أحدهما الآخر، أو ليلتقيا في مكان وسط.
الحل لهذه المشكلة لا يتم بعد الزواج و الإنجاب لأن الأطفال يتضررون كثيرا من المشاكل و الاختلافات الزوجية بل يتم قبل ذلك في مرحلة الخطوبة و هي من المفترض أن تكون مرحلة تعارف رسمية بموافقة أسرة الزوجين عن طريق توظيف الذكاء في اختيار شريك الحياة المتوافق معك .. بحيث لا ينبغي عليك اختيار شريك حياة وفق رغبة أحادية متطرفة ( إما رغبة القلب فقط / أو رغبة العقل فقط ) .. و لكن العدل أن تختار وفق رغبتي ( القلب و العقل ) معا .. ببساطة لأنك إنسان لديه ( قلب و عقل ) .. و من العدل أن توازن و تعدل بينهما في حياتك و اختياراتك حتى لا تنصدم و تتفاجأ بأنك كنت متطرفا و منحازا لطرف دون الآخر ..
و لكن العدل أن تختار وفق رغبتي ( القلب و العقل ) معا .. ببساطة لأنك إنسان لديه ( قلب و عقل ) .
هذا ليس بالشيء البسيط، هو كلام نظري كيف يمكن تطبيقه على أرض الواقع، كيف يمكن تحقيق هذا التوازن؟ هل تظن أننا يجب أن نطرح أسئلة عميقة لتأكُد من اختياراتنا ومدى صلاحيتها للواقع وللحياة في المستقبل.
الأمر لا يحتاج إلى تعقيد و إلى عمق .. هناك الكثير من الكورسات التعليمية و حتى اللقاءات و الإجتماعات الحضورية عند معلمين أو معلمات يرتادها الكثير من الشباب رجالا و نساءا من المهتمين بتحقيق التوازن الحياتي في أنفسهم حتى يتمكنوا من ترقية شخصياتهم نحو الأفضل و بالتالي يجذبون شريك حياة منسجم و متوافق معهم و أيضا جذب شركاء عمل متوافقين كذلك .. و تلك الكورسات قيمة جدا لمن يعرف وزنها و لكنها تبدو مشنعة و تافهة لمن لا يعرفها لكونها تعنى بالخاصة و بالنخبة المثقفة من الناس .. و هي لا تبدو ذات نفع لمن لا يهتمون و لا يحتاجون إلى تحقيق التوازن في حياتهم و هم غالبا أولئك الأشخاص الذين لا ينظرون بجدية كبيرة ناحية الإرتباط و الزواج و تكوين العائلة و هم المتصالحون مع مشاكلهم التي ربما لا ينتبهون و لا يستشعرون كونها مشاكل لها تداعيات و تبعات ضارة بأطفالهم و ضارة بالمجتمع و الواقع بشكل مباشر أو غير مباشر و لذلك غالبا من يدرك أهمية ( التوافق و الانسجام في العلاقات الزوجية ) هم الأطفال الأذكياء الذين تضرروا سابقا و انصدموا في مراحل طفولتهم من حصول شجارات زوجية و جدالات حادة صاخبة بين ( الأب و الأم ) و التي انتهت في بعض الحالات بالطلاق و تشرذم الأسرة و تشرد الأطفال و حرمانهم من أحد الوالدين أو كلاهما .. و إحدى الأسباب الجذرية التي تقف وراء تشرد هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم هو ( سوء اختيار شريك(ة) الحياة ) ، و لذلك فالزواج التقليدي الذي يتم فيه جمع زوجين لا يعرفان عن بعضهما سوى الإسم يعتبر في رأيي هو من بين أسوء ما عرفته البشرية من أعراف بالية تسببت في تشريد و معاناة الملايين من الأطفال حول العالم ..
فالزواج التقليدي الذي يتم فيه جمع زوجين لا يعرفان عن بعضهما سوى الإسم يعتبر في رأيي هو من بين أسوء ما عرفته البشرية من أعراف بالية
لنقل أني أؤيد فكرتك هنا، واخترت شريك حياة أعرفه وأعرف طباعه بنسبة كبيرة،. بل اعرف عيوبه أكثر من ميزاته وأتقبلها، وتزوجنا، ولكنه بعد زواجنا تغير. على سبيل المثال، كان يدخن السجائر، وكنت أتقبل هذا لأن لديه على الجانب الآخر طباع أخرى جديدة مثل اهتمامه بي، وبعد الزواج ظل يدخن السجائر وتوقف عن الاهتمام بي. حينها ستراودني فكرة أنني لم أختره على هذا الأساس. سأشعر بأنه قد تم خداعي أو تضليلي. تخيل أنك اشتريت سترة زرقاء وحين فتجت الكيس بالمنزل أدركت أنها خضراء وأنت لا يناسبك اللون الأخضر!
ولكنه بعد زواجنا تغير
إذا تغير و سبب تغيره مفاجأة و ضرر معنوي لك كزوجة هذا يدل على أنك لم تعرفيه جيدا و لم تعرفي حقيقته حتى بعد أن أقنعك بالزواج لكن الخاطب الذي يحب مخطوبته و يخشى على مشاعرها سيخبرها عن جانبه المظلم قبل إعلان موعد الزفاف حتى لا تنصدم زوجته بعد الزواج من ظهور جانبه المظلم لأن الصراحة بين المخطوبين في فترة الخطوبة مهمة جدا حتى يكونا على بينة و على وضوح تام من أمرهما لأن الإعلان عن الزواج مباشرة من دون التفكير مسبقا في هذه الإحتمالات هو ما يعرض الزواج للفشل ( هي تقول له لماذا لم تخبرني بوجهك هذا قبل الزواج ؟ و هو يقول لها أنت لم تسأليني ) ! 😐 ..
التعليقات