هل تقبل بأنصاف الحلول؟
الحل الذي تُرك
أقبل بأرباع الحلول، بأعشارها، الصراحة عند أي عملية تفاوض، حين أقوم باستنزاف كل الفرص التي تجعلني أربح في مفاوضتي للشخص الآخر، لا أترك هذا التعب يذهب مجاناً، بل أجعل غريمي أو الشخص الذي أفاوضه ينجح في إنفاذ ما يريده، فأقبل بنصف حله، بربع حله، بعشر حلّه، أي شيء منه، لماذا؟ قد يكون شيء غريب ولكنّي أقوم بذلك لأعترف له بالخسارة، وفي الحقيقة أنا أعترف أمام نفسي الصراحة، هذا الأمر يحفّزني دائماً على التحصّل على الأمور التي تجعلني في المرّة القادمة أربح الحلول كاملة، لإنه برأيي الحياة هكذا تمشي، من يملك كروت القوة الأكثر يستطيع فرض رأيه وشروطه على الآخر، وأنا أحب أن أعترف للأقوى مني بأنّه فعلاً كان أقوى لأوصل رسالة لمخي، لدماغي بتقبّل هذا الأمر وابتلاعه والتعلّم منه، لا أحب أن أضحك على نفسي وأن أعيش دور المظلوم أو المنتصر الوهمي، بهذا أعلّم نفسي وبهذا أتطوّر وإن بدت طريقة غريبة أو قاسية في تنمية الذات.
أسوأ ما يمكن أن يفعله بنفسه هو القبول بأنصاف الحلول، يجب حسم المواقف أول بأول حتى لا نميع الأمور ويحدث سوء قهم بين الأطراف
ولماذا؟ أليس هناك مقولة مفادها ما لا يُدرك كله لا يترك جله؟
قضيت عمري كله متهمة أنني لا أملك المرونة الكافية في هذه النقطة، منذ أيام مقاعد الدراسة، كانت المدرسات يشتكين كيف أني أتأزم من نقطة أنصاف الحلول، وكم شرحن لي أن الافتقار للمرونة في قبول المواقف لن يعود بالسوء عليّ لوحدي بل على الأطراف الأخرى التي تتعامل معي.
يجب حسم المواقف أول بأول حتى لا نميع الأمور ويحدث سوء قهم بين الأطراف
مع الوقت ومع تكرار المواقف المؤلمة، فهمت أننا لن نملك دائمًا الوعي الكافي لحسم الأمور، ربما يكفي الالتقاء في نقطة تفاهم الآن على أن ننظر في الأمر لاحقًا.
التعليقات