موعد تسليم لوظيفة حالية تعارض مع موعد اختبار وظيفة جديدة براتب أعلى.. أيهما ستختار ولماذا؟
موعد تسليم لوظيفة حالية تعارض مع موعد اختبار وظيفة جديدة براتب أعلى.. أيهما ستختار ولماذا؟
لا يمكن الإجابة على هذا السؤال دون عيش التجربة والإحاطة بكل المؤشرات المرافقة لها, فإذا كانت الوظيفة المضمونة لا تلبي الطموحات مثلا ولست في ضائقة مالية ولم يكن من المستحيل العثور على وظيفة أخرى, مقابل وجود بعض المؤشرات على تمكني من اجتياز اختبار الوظيفة الجديدة بنجاح فقد أختار اختبار وظيفة جديدة, وإن كان العكس فسأختار الوظيفة المضمونة.
أوافقك الرّأي، فدون إحاطةٍ بكامل الظّروف ودون خوض التّجربة لا يمكن التّوفيق في الإختيار الصّائب، لكنّي مع أنصار ألتشبّث بالوظيفة المضمونة دونما تسرّع أو تهوّر، لكن في بعض الأحيان المغامرة والمخاطرة تجلب فرصا أكبر وأفضل لكن الفيصل في الأمر هو عدم مضمونيتها، شخصيا لا أحبّ المخاطرة، ولو وقعت في نفس المشكلة لارتأيتُ أن أبحث عن حلول أو تأجيل موعد الإختبار بحجّة أو بأخرى، ومصارحة من أعمل عندهم حاليا بتعذّر تواجدي لظروف شخصية، ولست مطالبا بذكر التّفاصيل كاملة! لا أدري كيف ستكون التّجربة لكنّها تستحقّ الإهتمام.
لكنّي مع أنصار ألتشبّث بالوظيفة المضمونة دونما تسرّع أو تهوّر
يدفعنا هذا الأمر أحيانًا يا عبد الوهاب إلى بذل مجهود مضاعف. لكنه أمر ضروري في الكثير من المواقف. أنا على سبيل المثال، وفي إطار تجربتي الشخصية، عانيتُ ذات مرة عندما هجرتُ وظيفتي بين ليلة وضحاها بسبب العمل الحر، حيث أنني قررتُ العودة سريعًا إلى العمل الحر. وأغفلتُ وقتها ان هذا الأمر قد يعرّضني لخطر مالي كبير. وعلى الرغم من أنني تخطّيتُ المرحلة وأعدتُ لمساري المهني في العمل الحر انتعاشه وقتها، فقد تعّضتُ لأزمة مالية شديدة بسبب هذا القرار، لأنني هجرت الوظيفة دون وضع الموقف المالي وقتها في الحسبان.
فقد تعّضتُ لأزمة مالية شديدة بسبب هذا القرار، لأنني هجرت الوظيفة دون وضع الموقف المالي وقتها في الحسبان.
وهذا ما قصدته بأنّ هكذا قرارات تحتاج لمغامرة ولمخاطرة، وقبل ذلك هي بحاجة إلى تخطيط ودراسة، شخصيا لست مستعدّا للقيام بما قمتَ به أخي علي، مع أنّي أشجّع فيك روح المغامرة والشّجاعة في إتخاذ قرار كذلك، لكنّي أرفض ذلك ليس لكوني لا أملك حسّ المغامرة والمخاطرة فأنا لست موظّفا بعد، وقد يتغيّر رأيي مع مرور الوقت، أنا الآن طالب جامعي أرى أنّ ترك الوظيفة قد يسبّب أزمات مالية مثل التي ذكرتها وخصوصا أني لا أملك دخلا مرتفعا من العمل الحر حاليا، مع ذلك فسأقرّر ترك الوظيفة في حالة تيقّني في ذلك الوقت بأن العمل الحر سيضمن لي حياة كريمة لو اهتممت به أكثر وتحررّت من الوظيفة.
موعد تسليم لوظيفة حالية تعارض مع موعد اختبار وظيفة جديدة براتب أعلى.. أيهما ستختار ولماذا؟
اذا لم يكن من الامر بُد فعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.
وإن كان في المقدور تأجيل الأولى لحضور الثانية فبها.
فعلًا يا خلود، أوّل خطوة أفكّر فيها عند تعرّض أحد لهذه المواقف هو الجمع بين كلا الأمرين. لكن هذا الجمع لا يكون مضمونًا في جميع الأحيان للأسف، وبالتالي يضطر المرء إلى الاختيار فيما بين كلا المسارين.
ويترتّب الخيار أيضًا على عدد كبير من الاحتمالات، لذلك لا نريد أن نتسبّب في تخبّط أنفسنا، أو التنازل عن اختيارات من أجل تصوّرات غير مدروسة. لذلك فالعناية بالتفاصيل قدر الإمكان يجب أن تكون حاضرة دائمًا.
ماذا لو مات العصفور الذي في اليد؟! سأكون خسرت العشرة مرة واحدة.
أرى أن القرارات تبنى على القناعات، ولا تبنى على حسابات بسيطة، فلِم أحسب الأمر بهذه الطريقة بدلاً من عقد مقارنة بين التصرفين وآثارهما ؟
ربما يكون العصفور أفضل من العشرة! ليس فقط لأنه أصبح مضمون ولكن لأن هناك فرصة للتطور داخل هذا العمل أو فرصة لبناء شبكة علاقات جيدة، ربما يكون أقرب إلى بيتي وهذا يجعلني أوفر الأموال التي سأنفقها في المواصلات.. لعل طبيعة الدوام بها ميزات أو هناك تأمين صحي للموظف وعائلته أو بطاقات خصم فكل هذه الميزات تحسب على الراتب..
ربما ذلك الراتب الأعلى أنا بحاجته لأمر ملح أو لظروف قاهرة ، لكني هنا سأكون شخص غير ملتزم ! هل أفضل أن أكون ملتزمًا ، أم أكون مرتاحاً؟ برأيي الصراحة هي الأفضل مع الجميع ولكن برأيك ما هي نتائج الصراحة بهكذا موقف؟
عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة فعلًا!
الواجبات تؤدى أولًا إن لم تستطع التأجيل، و ذلك لأن الأولى هو العمل الواقعي الموجود كما أن الحصول على الوظيفة الأخرى ليس مضمونًا إلى حد ما. اجعل قدمك على أرض صلبة و توكل على الله و قم بتسليم المشروع الخاص بك ثم قم بالتقديم على الوظيفة الأخرى، وفق الله.
ويعتمد الأمر أيضًا على فكرة الاحتياطات الواجبة يا رهف، وذلك في إطار الظروف الحياتية الخارجة عن سياق العمل المهني. على سبيل المثال، تعد ظروف مثل الأقساط والإيجارات والالتزامات الشهرية عاملًا أساسيًّا في اتخاذ قرار مثل هذا. أمّا إذا كانت هذه الالتزامات غائبة أو غير مطلوبة، فالأمر قد يختلف، وهو ما لا يجعلنا نتسرّع في وضع المعضلة في سياقها المهني فقط، بل في سياقها الحياتي حيال تأثيرها على حياتنا وقدراتنا المادية وقتها.
اختلف معك في هذه يا علي، واتفق تماما مع رهف ومن زاوية محددة بعينها وهو "الالتزام" فالعمل الحالي فيه كلمة وعليه اتفاق وقد قارب النفاذ فكيف أفرط في حقه هكذا؟
وعلى العموم فأظن أن الأمر فيه سعة في المعتاد (وإنما سؤالك نظريا افتراضيا لا أكثر)
لأنك قد تستطيع الاعتذار وطلب التأجيل من العمل الحالي (فماذا كنت لتفعل ويفعلون إذا داهمك مرض أو ظرف طارئ إلا التأجيل المقبول والمتفهم من جميع الأطراف عادي؟)
بيئة العمل بيئة العمل ولا شئ غير بيئة العمل، هو اول ما سأدرسه في هذه الحاله.
من تجربة شخصية تجاوزت العقد، لا شئ في الوظيفة يعادل بيئة العمل التي تتوافق مع شخصيّتك. ولا اتحدث هنا عن امر بعينه في البيئة، بل كل ما تراه انت ايجابياً - حتى ولو كان عند غيرك امراً سلبياً - هو ما ينبغي التركيز عليه في هذه الحاله.
تفصيلة أكثر من رائعة يا أحمد. يسعدني دائمًا مشاركات الأصدقاء الجدد في مثل هذه النقاشات، فهي عادةً ما تنجب هذه الآراء الخارجة عن القالب المعتاد. بالفعل تمثّل بيئة العمل جزءًا مهمًّا للغاية من قرارنا الصحيح، حيث أن تناول بيئة العمل كعامل أساسي يعتمد عليه أكثر من سبب.
وفي هذا الإطار، يرى بعض الأشخاص أن فكرة بيئة العمل تقتصر على المواجهة وقوّة الشخص نفسه فقط. لكن هنالك بعض الأنواع من بيئات العمل قد تكون ضارّة بالمهنيّة نفسها، حيث أن القدرات الإدارية للمؤسّسة لا تسيطر على المناوشات داخل بيئة العمل بالقدر الكافي، وهو ما يوجب علينا وضحه في الحسبان دائمًا قبل اتخاذ مثل هذه القرارات.
قد مريت بنفس هذا الموقف وأكثر، أتذكر في أحد الأيام صادف يوم اختباري للوظيفة مع امتحان الشفوي مصيري في الجامعة وتسليمي لعمل للعميل، قبل ليلة بدأت أفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق، بدون إهمال كل من تلك المهام، وبالفعل قد اجتزت الأمر بسلام، بعد ضبط بعض المواعيد والعمل المستمر ، و الشئ المهم الذي حرصت عليه هو شحن الأنترنت في هاتفي حتى أستطيع متابعة تطورات العميل واستغلال وقت الذهاب والرجوع للعمل على المشروع وفي حال وصلني رسالة من الوظيفة الجديدة، ولكن مع كل ذلك نجحت في اختبار الجامعة وسلمت المشروع في الموعد، ولكن النجاح في الوظيفة لم أحصل عليه، ليس بسبب تقاعسي ولكن الأمر لم يكن مكتوبا لي، المهم المحاولة والتجربة حتى لا يأتي الندم بعدها.
لذلك يمكنك أن تختار كلهما ولكن الأمر كله مرتبط بـ إدارتك للوقت ومدى إلتزامك في موعد التسليم والإختبار.
التعليقات