أتحفونا :)
ما أول وظيفة عملت بها؟ وماذا تعلمت منها؟
عندما كنت في عامي الجامعي الأول عملت كمسوقة إلكترونية لدى شركة توظيف مقابل عمولة على كل موظف يعمل لديهم من خلالي، وللأسف تعرضت للنصب، كنت أعمل بجد وفي النهاية لم استفد أي شيء، ومنذ ذلك الوقت قررت ألا أعمل لدى شركة أو عميل غير موثوق.
كانت أول وظيفة لي هي البقاء بجوار أحد عمال المصنع؛ لكي أجلب له أدوات العمل وأساعده في تنظيف المنتجات وما إلى ذلك، كانت هذه الوظيفة شاقة على طفل بسن العاشرة، ولكني كنت مضطراً لها لحاجتي للمال، والأن أنا فخور بنفسي؛ لأنني حاولت حتى وصلت لعمل مريح دون أن ينظر لي أحد نظرة شفقة أو عطف
برأيك هل يجب أن يكون هناك توجه من المجتمع لمنع الأطفال من العمل من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم، أم أن الجميع له حق التجربة ويجب عليه أن يتحمل ظروفه الخاصة؟
أذكر أن أحد رجال الأعمال روى تجربته مع والده الذي تركه له مهمة تسيير الأمور في فروع متجره أو شيء من هذا القبيل حيث كان يطلع على الأعمال اللوجستية ويوافق عليها وغيرها وكل ذلك وهو في عمر صغير وذكر أن ذلك ساهم بشكل كبير في صقل مهاراته وخبراته في مجال الأعمال وأعانه في المستقبل، ولكن ذلك لا يلغي حقيقة أن الأطفال ليسوا مهيئين للعمل والصرف على أنفسهم وأهل بيتهم، وينبغي منعهم من الإنخراط في بيئة العمل قدر الإمكان، أحد أهم الأسباب أن بيئة العمل قد تكون خطيرة عليهم ولا تضمن سلامتهم، وسهولة تعرضهم للإستغلال، وإعاقة تعليمهم والكثير من الأسباب الأخرى.
بالطبع لا يجب تحميل الأطفال مسئولية كهذه. الأطفال مسئوليتنا جميعا كمجتمع. لا بأس أن يعمل الأطفال في بيئات آمنة كنوع من التعليم، لكن، أن يكون مضطرا لذلك، فهذا غير مقبول. الفكرة أن بعض الأطفال قد يتخطى ذلك، والبعض الآخر قد يؤثر ذلك في نفسيته، ويصعب عليه تخطيه.
نعم، طالما المكان آمن، ولن بتأذوا مثلا من آلات أو غيره، ومعه شخص موثوق به بحيث الطفل يرافقه على مدار اليوم، فلا بأس. هكذا يتعلم الغالبية الصنعة، وتثبت طريقتها في أذهانهم، ويصبح عندهم موهبة لا يملكها غيرهم فيها. أهم شيء ألا يشعر أنه مجبر، ولا الضغط عليه بشكل يؤذيه نفسيا. لكن، في العموم، الأطفال يحبون التجربة، ورؤية كيفية عمل الأمر بأنفسهم، وعن قرب، وهم سريعو التعلم، والفهم.
التعليقات