مصطلح "اليوتيوبر" منتشر منذ فترة، وحسب ما هو شائع فالمعروفين منهم يحققون أرباحًا كبيرة، لكن ما يشغلني هو، هل يمكن اعتبارها وظيفة حقيقية؟
"اليوتيوبر" هل يمكن اعتبارها وظيفة؟
يعني حالياً هذه مهنة صعبة بعد كل هذه المنافسة وبالتالي هي وظيفة تحتاج مهارات ومسؤوليات مختلفة تشبه المهن التقليدية، وبالمناسبة يستثمر هؤلاء اليوتيوبرز الناجحون منهم على الأقل قدر كبير من الوقت والجهد في التخطيط وتصوير وتحرير وترويج مقاطع الفيديو الخاصة بهم، الأمر ليس سهل بالمرة، غالباً ما يحتاجون إلى فهم التسويق وإشراك الجمهور وفهم التحليلات لتنمية قنواتهم والحفاظ على اهتمام المشاهدين.
ثم أن مصادر الربح كثيرة منها، عائدات الإعلانات والرعاية ومبيعات البضائع واشتراكات العضوية أحياناً، وهي تدفقات أعلى ربحية من المهن التقليدية وبالتالي لماذا لا نعتبرها وظيفة حقيقية!
أعتقد أن اليوتيوب لا يختاره إلا من يمتلك شغفًا حقيقيًا فيه، وعندما نأتي للأرباح والعوائد وسرعة النجاح توجد منصات تحقق كل هذه الأمور بشكل أسهل وأكثر ضمانة من اليوتيوب مثل تيك توك وسناب شات، ولذلك حتى اليوتيوبرز الآن أصبحوا يتوجهون لاستغلال هذه المنصات بشكل أكبر ويتعاملون مع اليوتيوب كأنه مجرد التزام تجاه المتابعين.
نأتي للأرباح والعوائد وسرعة النجاح توجد منصات تحقق كل هذه الأمور بشكل أسهل وأكثر ضمانة من اليوتيوب مثل تيك توك وسناب شات،
الفكرة نفسها هنا تقوى، تقديم محتوى فيديوهات (بأي فكرة وعلى أي منصة) بغرض الربح وتحقيق عائد مادي قد يغني اليوتيوبر (او التيك توكر مثلًا) عن الإنضمام لوظيفة تقليدية، ويمكن ان تكون هناك وظيفة بهذا المسمى، وحاليًا تجدين دورات تتعلق بكيف تصبح يوتيوبر، كما ان نمط المعيشة الذي يظهره اليوتيوبرز يغري المتابعين بتلك المهنة، وتعطيهم تصور بأنها تحقق الملايين.
بالتأكيد يمكن اعتبارها مهنة حقيقة لكن لمن يملك الخبرة والهدف والرؤية، مثل بعض الأشخاص المؤثرين الذين يعتمدون على محتوى معين وأفكار مدروسة ويستحقون النجاح، ولكن لو نظرنا للأمر حالياً سنجد أن هناك دخلاء على هذا المجال لا يملكون الخبرة والوعي الكافي وربما يسببون حالة من التلوث بالمحتوى الذي نراه يومياً وأنا أرفض أن تكون مهنة يوتيوبر مهنة لمثل هؤلاء.
يسببون حالة من التلوث بالمحتوى الذي نراه يومياً وأنا أرفض أن تكون مهنة يوتيوبر مهنة لمثل هؤلاء.
أرى ان هؤلاء من يحققون نجاحات مادية وانتشار واسع على اليوتيوب وغيرها من المنصات، بينما أصحاب المحتوى القيم والهادف تتراجع أرباحهم كما أن حساباتهم لا تحظى بشعبية مماثلة لباقي القنوات، فكيف يمكنهم الاعتماد ماديًا على اليوتيوب؟
ماذا تتمنى أن تصبح عندما تكبر؟ يوتيوبر .. أمنية الجميع!
تسمية الوظيفة لا أعتقد أنها التسمية الأنسب لليوتيوبر، هي مصدر رزق نعم ولكن كوظيفة ثابتة بعوائد ثابتة هي ليست كذلك ولا يمكن أن تضمن ذلك، ولكن يمكننا اعتباره مشروع مثلًا، عمل حر مؤقت، لأن اليوتيوب خوارزمياته وتفضيلاته تتغير باستمرار، والصعود والثبات فيه قد لا يكون مضمونًا، كما أن العديد من اليوتيوبرز العرب أكدوا أن آلية وحجم الربح في اليوتيوب العربي تختلف عن اليوتيوب الأجنبي وهي أقل بكثير.
على الرغم من ذلك أجد عددًا من اليوتيوبرز يكتفون باليوتيوب إلى جانب حسابات التواصل الإجتماعي الأخرى ولا يعملون في مجالاتهم، وبعض اليوتيوبرز الآخرين الذين كانوا في القمة يومًا ما اختفوا تماماً عن اليوتيوب..
تسمية الوظيفة لا أعتقد أنها التسمية الأنسب لليوتيوبر، هي مصدر رزق نعم ولكن كوظيفة ثابتة بعوائد ثابتة هي ليست كذلك ولا يمكن أن تضمن ذلك،
لكن الكثير من اليوتيوبرز المشاهير في الوطن العربي قد تركوا وظائفهم بالفعل، واعتبروا اليوتيوب مصدر دخل أساسي سواء بالربح من اليوتيوب نفسه أوالإعلانات أو غيرها، وليس بالضرورة التواجد على اليوتيوب فقط لكن حتى باقي المنصات، المهم الفكرة نفسها صناعة الفيديوهات والربح منها، ولعل ابرزها هي الفيديوهات حول نمط الحياة، او التي تشبه تليفزيون الواقع، حيث يعرضون يومياتهم ومواقف داخل الأسرة بأسلوب يجذب المتابعين.
ولكن البعض منهم صرّح بالفعل أن عملهم في اليوتيوب لا يحقق لهم ذات الأمان الذي تحققه الوظيفة وأن متطلبات النجاح في اليوتيوب تتغير وتصعب بمرور الوقت، لذلك هم لا يعتمدون عليه هو بشكل أساسي بل يحاولون الإستفادة من شتى المنصات ومصادر الربح الأخرى.
ماذا لو استيقظت صباحًا ووجدت أن قناتك على يوتيوب قد حذفت من ادارة التطبيق بلا عودة؟ هذا السؤال الذي يؤرق كل يوتيوبر.
أظنها مرحلة، فبعد تحقيق النجاح منهم من تحول إلى مذيع، وآخر محلل رياضي، وممثل، وصانع إعلانات، وغيره، ومنهم من لم يعرف المرحلة التالية فسقط.
لكنها كوظيفة في ذاتها لا أراها مطلقًا نهاية المشوار.
لكن كثير منهم ما زالوا مستمرين، حتى بعد إنشائهم لمشروعات خاصة فما زال وجودهم على المنصة أساسي لتشغيل تلك المشروعات والترويج لها.
حتى انه في القانون المصري تُفرض ضرائب على اليوتيوبرز، يتم إدراجها ضمن ضريبة الدخل، فبالتالي يمكن اعتبارها وظيفة تدر دخل (ولو لم يكن ثابت) وينبغي دفع ضرائب لها.
التعليقات