قد يكون الامر مستغرب لدى البعض، ولكن هذه الحقيقة. المستبد، الديكتاتوري، المتغطرس والاناني كلها صفات يفضلها بعض الناس في قادتهم سواء في العمل أو في حياتهم الطبيعة، لكن لماذا؟ ما هي الاسباب المنطقية التي تجعل البعض يميل إلى القائد المستبد ويفضله على غيره؟
لماذا بعضنا يفضل القادة المستبدين؟
لكن لماذا؟ ما هي الاسباب المنطقية التي تجعل البعض يفضل القائد المستبد؟
أختلف تماما مع هذا التوجّه، فالصّفات التي ذكرتها لا يمكن أن أحبّها في أيِّ شخصٍ كان، لكونها صفات دنيئة كالغطرسة والأنانية، وصفاتٍ شرّيرة كالإستبداد والديكتاتورية فمن سيحبُّ قائدا بمثل هذه الصّفات!
ربّما أخطأت التّقدير، فالقوّة لا تعني أن تكون ديكتاتوريا فأن تكون قائدا قويا، أي أ،ّك تعرف متى تستعمل تلك القوة، وكيف، وضدّ من تستعملها، إن كان هنالك شخص يحبّ قادة أنانيين ومتغطرسين وديكتاتوريين ومستبدّين فهو حتما إمّا أنّه يعاني من إضطرابات نفسية تستدعي منه التوجه لأخصّائي للعلاج، أو أنّه متغطرس وأناني ومستبدٌّ ديكتاتوري ويحبُّ أمثالَهُ من النّاس، وإمّا أنّه متأثّر بالثقافات الغربية، والأفلام والمسلسلات التي تعكس هذا الواقع الأليم، أو أنّه متأثّرٌ بأحد الديكتاتوريين ومعجبٌ بهم، مع ذلك لا يمكن تبرير من يحبُّ أن يتّصف بهذه الصفات أو من يحبُّ من يتّصف بها ويمجّده، الخطأ خطأ وإن تعدّدت الأسباب وإختلفت.
ا لا يمكن أن أحبّها في أيِّ شخصٍ كان، لكونها صفات دنيئة كالغطرسة والأنانية، وصفاتٍ شرّيرة كالإستبداد والديكتاتورية فمن سيحبُّ قائدا بمثل هذه الصّفات!
إن كنت لا تحب مثل هؤلاء الأشخاص، في المقابل هنالك من ينجذب إليهم كونهم يعتقدون بأنّ هؤلاء القادة سيحموهم.
إن كان هنالك شخص يحبّ قادة أنانيين ومتغطرسين وديكتاتوريين ومستبدّين فهو حتما إمّا أنّه يعاني من إضطرابات نفسية تستدعي منه التوجه لأخصّائي للعلاج، أو أنّه متغطرس وأناني ومستبدٌّ ديكتاتوري ويحبُّ أمثالَهُ من النّاس، وإمّا أنّه متأثّر بالثقافات الغربية، والأفلام والمسلسلات التي تعكس هذا الواقع الأليم، أو أنّه متأثّرٌ بأحد الديكتاتوريين ومعجبٌ بهم، فضلا هل يمكنك التفريق لي بين الشخص المتغطرس والقوي؟
وماذا إن كانوا يعتقدون بأن مثل هؤلاء القادة سيحموهم؟ ماذا إن شعروا بمثل هؤلاء القادة قد يصنعون ما لا يصنعهم غير من القادة الغير مستبدين؟
وماذا إن كانوا يعتقدون بأن مثل هؤلاء القادة سيحموهم؟ ماذا إن شعروا بمثل هؤلاء القادة قد يصنعون ما لا يصنعهم غير من القادة الغير مستبدين؟
المستبد لا يحمي لغرض الحماية ، المستبد لا يحمي من يتعارض مع مصالحه الشخصية ، المستبد لا يتخذ قرارات من أجل تحقيق العدالة المُجتمعية .
إذن كيف يُمكن لمثل هؤلاء الأشخاص أن يحمونهم ؟
هل يُحب المساكين الشخص الذي يأكل حقوقهم ؟ هل سيثقون في الشخص الذي سيستغنى عنهم في أي لحظة من أجل مطامعه ؟
صراحةً لا أعتقد ذلك أبدًا !
لحسن حظك أنني قرأت هذه المساهمة فكنت منذ مدة في ورشة عمل بخوص الأمر ... الفائد المتغطرس او الدكتاتوري غالباً هو شخص نرجسي والنرجسي غني عن تعريف بصفاته الغير محببة في تعامل ..
يفسر علم النفس انجذاب البعض لهذه الشخصية لعقده الشخصية فالشخص الذي يمتلك عقدة الخضوع يتلذذ بخضوعه في الحياة يحب من يعامله بقسوة وهذا مرجوعه نفسي
ومن ناحية أخرى هناك النرجسي ويقابله العاطفي المتعاون وغالبا ينجذب الأشخاص لشخص الذي يعاندهم او يجدوه قوي الشخصية ويثبت قيمته وهذا تفسير علم النفس لخضوع البعض للقادة الدكتاتورين
فلماذا يفضلونه أو ينجذبون إليه (على هذه الصفات) حسب تفسير علم النفس هكذا؟ (لم أفهم نقطتك بعد رجاء التوضيح)
إليك التفسير بناء على ما ورد في منهج التحليل النفسي العلمي .. يفسر العلم أن الشخص ينجذب لشخص الذي يتقابل مع عقده النفسية
كأن نقول شخص تعرض للخضوع بطفولته وأب متسلط وأم خاضعة فالأمر يشكل عقد لديه ويبقى تأثيرها حتى عندما يكبر ... ... فنجده بناء ع عقده ينجذب لأ شخص متسلط لان عقله الباطني يتجاوب مع هذا النوع من العلاقات ..
اما بالنسبة لتفسير الثاني القائد الدكتاتوري غالبا يكون قاسي في وضع حدوده .. وعلم يفسر كلما كنت خدودك الشخصية مرسومة بخطوط عريضة هذا يضيف قيمة لشخصك فرغم من سلطويته إلا إنه مصدر جاذبية ..
تماماً كما يحدث بالعلاقات لو أعجبت بفتاة ووجدت أنها قاسية في وضع الحدود وجادية ولا تعطيك أي قيمة الطبيعة بشرية تميل للإنجذاب أكثر من لو كانت تتجاوب بطريقة سريعة (مثال لكيف تجري الأمور بشكلها العام)
هذا كان نفسي لقادة تحليل علم النفس الحديث ..
لا يمكننا الإشارة طبعًا إلى أن الموضوع يتمحور حول التفضيل والحب بطريقة مباشرة. أجد أن المسألة أشد تعقيدًا من هذا التفسير، حيث أن الكثير من الأشياء قد تكون تفسيرًا منطقيًا لهذا الأمر. من أبرزها:
- سهولة تعامل فئة من الأشخاص مع هذه النوعية، حيث أنها تجدد في التودّد لمثل هؤلاء الأشخاص طموحًا.
- ضعف الشخصيات يؤدّي إلى الانبهار المضر بنماذج معيّنة، منها الشخصيات المتغطرسة، والمغرورة، والظالمة.. إلخ.
- الامتيازات التي يحصل عليها أشخاص معيّنين في أيديهم قرارات ما أو سلطة ما من خلال وجود أشخاص مستبدّين.
ما رأيكم؟
ما هي الاسباب المنطقية التي تجعل البعض يفضل القائد المستبد؟
لا اعرف على اي اساس افترضت هذا الأمر، لكن بالنسبة لي لا يمكنني البقاء لبعض الوقت مع شخص بهذه الصفات سواء في العمل أو في المنزل حتى لو كان أحد والدي بهذه الصفات فليس عليا البقاء معه أو تحدث أمور لا تحمد عقباها.
القائد السلس البهي الطلعة يساهم في تطور فريقه في العمل أو في المنزلن تحبه الناس وتتعلم منه حبا وليس خوفا، تجدهم يقلدونه ويريدون أن يكونوا مثله دون حتى أن يطلب، طلباته مستجابة قبل أن يطلبها.
كل من يحب أن يعامل بهذه الصفات وهذه الطريقة ويبقى راض وخانع بالنسبة لي مريض نفسي ولديه العديد من العقد النفسية عليه المعالجة منها والتعرف على النقائص في نفسه ومعالجتها.
كيف بنيت هذه الفرضية؟
يعني لا نفسيا ولا سلوكيًا يمكن أن نقول أن احتمالية ما قولت صحيحة بل يمكن أن نقول قلة من الناس يفضلون وليس بعض، لأن هذه ليست القاعدة بل شواذ القاعدة، فالقاعدة أن الموظفين يحبون القائد القوي المحترم والودود، وقد نخرج عن القاعدة لنصل لما تقوله وهنا هناك احتمالين
إما أنهم يخافونه وهذا هو الأغلب فالقائد الديكتاتوري أو المستبد ستجد البعض يقدمون له فروض الطاعة لكن من ورائه يلعنون فيه، وإن فقد منصبه لن يكون له أي أهمية بينهم.
الحالة الثانية أن يكون بعضهم مرضى نفسيين يرتبطون أكثر بمن يستبدهم ويهينهم وللأسف هذه النوعية موجودة رغم قلتها
كيف بنيت هذه الفرضية؟
لم أبنيها من عندي!
للأسف ما قلته كان بناء على دراسة نشرت مؤخرا في مجلة Business Ethics للمؤلفة Agata Mirowska
وللاسف أيضًا لو ذهبنا للمجال السياسي ستجد أن 52 دولة يحكمها قائد سلطوي
وفقًا للموقع التالي:
فالقاعدة أن الموظفين يحبون القائد القوي المحترم والودود، وقد نخرج عن القاعدة لنصل لما تقوله وهنا هناك احتمالين
أحيانا كبشر بعضنا قد يخلط بين مصطلح الشخصية المتغطرسة والقوية
بالنسبة للدراسة لقد وضحت أن فكرة التفضيل هذه منتشرة بين الذكور اكثر من النساء، واستعانوا بنموذجين عاملين اثنين فقط للدراسة، يعني ليست نسبة يمكن الاعتماد عليها، لكن الملفت للنظر أنهم وجدوا علاقة سلبية بين النظرية الأخلاقية والتبعية للقادة المستبدين.
بالنسبة للقادة على مستوى العالم وفكرة أن هناك قادة سلطويين وهناك من يتبعهم فكما أوضحت بتعليقي النوعية الاولى وهي الخوف، وفعليا لو نظرنا في بلادنا سنجد سبب الرضوخ لمثل هؤلاء القادة هو الخوف وليس الحب أبدًا او التفضيل
والسبب الثاني هو المرض النفسي سواء القادة النرجسيون وأتباعهم ممن يحبون الرضوخ
يعني الدراسات لم تغير مما استنتجته بتعليقي، والسؤال رغم أهميته لكن يعكس حالات شاذة
لا أعتقد أن أحد سوي النفسية يحب ذلك أو يدعمه ولكن لو كان هناك من يفعل فهم أناس أقل ما نصفهم به أنهم ماسوشيين (masochist) يحبون التسيًد فوقهم و يتلذذون بالألم الواقع عليهم من غيرهم. بالطبع تلك الفئة مرضى نفسيون أجدر بنا أن نعالجهم و لا نتخذهم كقاعدة. فهم الاستثناء الذي لا يجب أن يُقاس عليه.
بالطبع تلك الفئة مرضى نفسيون
هل كل من يجب قائد قوي ومتغطرس، سنقول عنهم بمريض نفسي؟! ألا يوجد اسباب أخرى؟
هل كل من يجب قائد قوي ومتغطرس، سنقول عنهم بمريض نفسي؟! ألا يوجد اسباب أخرى؟
لا يمكن أن ننفي أن هذا الخلل وارد، لكني أتفق معك بأن هناك أسباب أخرى قد تكون أبسط من ذلك مثل:
- الأهداف المشتركة : فحين يكون هناك أهداف مشتركة بين القائد واتباعه سيناصره المؤمنون بذات الهدف مهما كانت الطريقة والوسيلة.
- الخبرة والمعرفة: هناك توقع مسبق بأن صاحب هذه الشخصية ذو خبرة ومعرفة ويمكن السير خلفه بشكل مريح لأنه لن يملي عليهم ما يجب فعله ويتحمل النتائج.
- الثقة: الناس عادة يثقون بأصحاب النفوذ والمتسلطين ويشعرون أنهم قدوة
- الموروثات الثقافية : قد يشعر الناس بالاعتماد على القادة المستبدين لأنهم أعجبوا بأبطال قصص التاريخ
في الحقيقة فإن ما تقدتم به هو فعلا ملاحظة حقيقية و معبرة عن واقع الحال في الكثير من الأحيان. ولكن قبل التطرق لموضوع الأسباب ثمة أمر أود أن أسلط الضوء عليه وهو أنواع الشخصيات. ففي العالم المادي هناك الشخصية الحسية والسمعية والبصرية. وبحسب علم النفس فإن الشخصية التي تجمع بين كل هذه الصفات هي شخصية قيادية قد تميل أحيانا للتحكم وفرض السلوك الديكتاتوري. في هذه الحالة نحن لا نتحدث عن حالة مرضية ولكن عن طبيعة بشرية بالفطرة. وإنما عندما يكون السلوك الناجم عن الشخصية الديكتاتورية فوضويا ومؤذيا فإنها هنا تصبح مرضا.
أما عن الأسباب التي قد تدفع البعض إلى تفضيل هذا السلوك فقد يكون وفقا لمقولة نجيب محفوظ ": فاقد الشيء يتحدث عنه كثيرا" ولكنني أضيف لمقولته " أو يبحث عنه في الأخرين". ومن هنا فإن الإفتقار إلى القدرة على إتخاذ القرارات وإلى شخصية صلبة وقوية تجعل الفرد ربما باحثا عما يفتقره في الآخرين على أمل أن يجد سلوانه. وعندما يبحث عنه فلا تكون عملية البحث بشكل نمطي وممنهج وإنما بطريقة مفرطة ومتطرفة في الكثير من الأحيان.
في رأيي هذه الصفات الاستبداد والديكتاتورية والغطرسة والأنانية، لايفضلونها بعض الناس في قادتهم، بقدر ما ينبهرون بها، ويخلطون بين بالقوة والعظمة وبين هذه الصفات السيئة للغاية. التي توحي لهم بالثقة بالنفس، والثبات، وامتلاك الحقيقة، ولكن سرعان ما يكتشفون أنهم انخدعوا في قادتهم، الذين هم ليسوا سوى مرضى نفسيين مهووسين بالسلطة لايهمهم إلا تبعية الكل لهم وما يحققونه لأنفسهم من إنجازات شخصية على حساب المرءوسين ومهما كانت النتائج كارثية.
ولكن سرعان ما يكتشفون أنهم انخدعوا في قادتهم، الذين هم ليسوا سوى مرضى نفسيين مهووسين بالسلطة لايهمهم إلا تبعية الكل لهم وما يحققونه لأنفسهم من إنجازات شخصية على حساب المرءوسين ومهما كانت النتائج كارثية.
برأيك أمينة، كيف يمكننا أن نميز الشخص المتغطرس عن القوي، أو بمعنى أخرى ماهي الصفات التي تنذر بأننا نتعامل مع شخص متغطرس؟
أولا أعترض على وصف شخص بهذه الصفات بكلمة "قائد" فالقائد ليس مستبدا بل نهجه هو الشورى، وليس متغطرسا أو أنانيا، قد يجمع مدير بين هذه الصفات ولكن بالتأكيد ليس القائد.
أما عن سبب تفضيل الناس لهذه الشخصية فتفسيري للموضوع هو أنها تشعرهم بما ينقصهم، أعني أن ثقته المفرطة في نفسه وحبه لذاته يشعرهم وكأنه يمتلك شيئا غير قادرين هم على امتلاكه.
وسبب آخر، أنه من الممكن أن يكون صاحب خبرة وقادر على تحقيق نتائج جيدة مع فريقه وبالتالي فإن حبهم للنجاح الذي يحققه يفوق كرههم لنظام إدارته، ولو سألتهم لقالوا: على الرغم من سياسته المستبدة إنه الأفضل.
التعليقات