اصعب سؤال قد يواجهه هو من أنا ، خصوصا عندما يوضع أمام الامر الواقع بأن عليه معرفة ذاته من أجل تحقيق حلمه والوصول للنجاح والسعادة.
فكيف يعرف الإنسان نفسه؟ هل تعرف من أنت؟
تتمثّل هذه التجربة في إحدى النقاشات التي طرحتها مع صديق لي في فترة منصرمة، حيث تناولنا واحدة من اللحظات التي مرّت علينا جميعًا دون استثناء. وهي لحظة نصل إليها بشكلٍ أو بآخر أمام المرآة، فإذا ما تعلّق الإنسان بالنظر في المرآة لبعض الوقت بشكل مبالغ فيه قليلًا، وبدأ في التركيز على معرفة ماهيّته، سيجد أن أفكاره تتشتّت بشكل غريب، وسوف يبتعد في النهاية بعينيه بشكلٍ عفويٍّ عن المرآة. وقد وجدنا ان العديد من الأشخاص قد تناولوا هذه الظاهرة بالنقاش في أكثر من مجتمع على الإنترنت.
في ضوء هذا المنظور، أجد أن الإنسان أسهل عليه أن يطرح تصوّرًا عن نفسه في أفكاره. أمّا المواجهة الفعلية أمام هذا السؤال، وفكرة إدراك الإنسان لكنيته بعيدًا عن غرائزه وسماته الفطرية، فأنا أظن أن ذلك بعيد كل البعد عن قدراتنا العقلية والبيولوجية، لأنه يدفعنا إلى طرح تساؤلات لن نستطيع الإجابة عليها.
فإذا ما تعلّق الإنسان بالنظر في المرآة لبعض الوقت بشكل مبالغ فيه قليلًا، وبدأ في التركيز على معرفة ماهيّته، سيجد أن أفكاره تتشتّت بشكل غريب
أجد هذا الأمر بدهيا إلى حد بعيد فالأمر ببساطة ماهيتك ليستك في جسدك المادي الماثل أمام المرآة (فطبيعي أن يتشتت الذهن ويأخذك النظر بعيدا عنه هكذا)
والجميل أنك أنت نفسك أخدت بالك بهذا الاستنتاج الرائع منك هكذا وبشكل مباشر: في ضوء هذا المنظور، أجد أن الإنسان أسهل عليه أن يطرح تصوّرًا عن نفسه في أفكاره.
أنت روح جوهر وباطن لجسد بشري مادي. روح عاقلة حرة مختارة (تفعل ما تشاء وكما تريد وكما تستطيع) روح لها وعي وإدراك وبصر وسمع وفؤاد وحياة وحركة وقلب وعقل وذاكرة تزن الأمور وتفهمها وتحسب العواقب وتشعر بالأحاسيس ومن ثم يتولد داخلها القرارات وعزائم الأمور لمقاصد ونيات. كائن مخلوق ومسخر له ما في الكون يفعل ويعمل وينتج ويرى ثمرة سعيه وجهده وعواقب أمره.
فكيف يعرف الإنسان نفسه؟ هل تعرف من أنت؟
سؤال محير أو بالآحرى غالبًا لا يوجد إجابة ثابتة لدى الإنسان حيث انه يمكن أن يضع إجابة بناء على نظرته لسؤال في حين سماعه .
مررت بمراحل نفسية صعبة وكنت أجلس لوحدي ساعات طويلة وفي أثناء هذا الوقت كنت أنظر لنفسي وأقول من أنا ؟ لماذا أنا هنا؟ هل أنا مجبرة على أن أكون شخص غير ما أنا عليه ؟ ومن هنا يتأتى سؤال من أنا
فالشخص المواقف هي تحرك به حس البحث عن نفسه فمثلاً في قصتي ، كنت دائمًا تلك الفتاة محبة للحياة والضحك طموحة لأبعد الحدود .. ولكن حديثاً لا أرى نفسي بتلك الموصفات بسبب الضغوط التي تعرضت لها فأنا لست أنا .
ولكن بما أن السؤال جاء فيمكن الإجابة المجازية الآن ..
هل تعرف من أنت ؟ لا أنا لا أعرف من أنا عليه الأن وأتمنى أن أصل لإجابة لهذا السؤال ..
أو يمكنك مساعدتي في كيفية الحصول على أفضل إجابة لسؤال كهذا لو تم طرحه عليا مرة أخرى
الصراحة السؤال محير ومربك جدا، في احدى جلساتي مع مستشارة أسرية طرحت هذا السؤال عليا فارتبكت جدا، في البداية أول ما خطر لي أن اذكر اسمي لكن بعدها قررت ان ـكون اجابتي تعبر عن الفترة التي كنت فيها: أنا الصدق الذي لم يجد مكان في هذه الحياة بين الافراد، الأجابة لا أعرف كيف خطرت على بالي لكنها بقيت مترسخة في ذهني، المستشارة فهمت قصدي ووجهتني في تلك الفترة والحمد لله بعدما كنت في صراع بين الحقيقة والوهم استرجعت ذاتي وتمكن من الأخذ بيدها إلى بر الأمان.
: أنا الصدق الذي لم يجد مكان في هذه الحياة بين الافراد، الأجابة لا أعرف كيف خطرت على بالي لكنها بقيت مترسخة في ذهني
برأيك يا مريم، لماذا كل البشر يصفون أنفسهم بالصدق- لا شك في صدقك وصدق تعبيرك عن نفسك طبعا- في مرحلة الانتكاس او التعريف بالنفس او في حالة الاستشعار العميقة للذات، ومقارنتها بالاخرين ؟ ومع ان العديد من الناس جارحين واشراغر لكنهم يصفون انفيسهم العميقة بالخيرية ؟
هل هذا يعني ان تلك حقيقتهم بالفعل التي لم نتمكن من معرفتها؟ هل يتعمدون ابداء شكل اخر للناس غير تلك التي في انفسهم العميقة لسبب ما؟
هل هذا يعني ان تلك حقيقتهم بالفعل التي لم نتمكن من معرفتها؟ هل يتعمدون ابداء شكل اخر للناس غير تلك التي في انفسهم العميقة لسبب ما؟
الحقيقة سؤالك جعلني أفكر بعمق شديد وتضاربت الأفكار في رأسي، كل شخص فينا به صدق كبيرن اختفى هذا الصدق بالعوامل والظروف التي نعيش فيها حتى أصبحنا لا ندرك الصدق فعلا ما هو وكيف نكون صادقين، أصبح كل شخص يصف هذه الصفة ويطبقها بطريقته الخاصة هو.
فكيف يعرف الإنسان نفسه؟ هل تعرف من أنت؟
منذ الاف السنين والمحاولات مستمرة لتمكين الإنسان من معرفة نفسه، فكثيرا ما أسمع مقولة سقراط "اعرف نفسك بنفسك" لكني لم أحاول من قبل الوقوف عندها أو تحليلها..
لكن طالما وجدت هنا فرصة للتعمق بها؛ فدعيني أفرق بين جانبين من الشخصية الإنسانية، الجانب التطوري الواعي، والجانب الغريزي اللاواعي، طبعا إن صح هذا التفريق.
فاذا حاولت معرفة نفسي، سأجد أنني قد أعرف طريقة تفكيري، وعاداتي، وأحيانا أتوقع طريقة سلوكي وتعاملي ببعض المواقف.
أما الجانب اللاواعي القائم على النظم النفسية والعقلية الباطنية، فأعتقد أن ذلك لم يتمكن معظم البشر من إدراكه حتى الآن.
منذ الاف السنين والمحاولات مستمرة لتمكين الإنسان من معرفة نفسه، فكثيرا ما أسمع مقولة سقراط "اعرف نفسك بنفسك" لكني لم أحاول من قبل الوقوف عندها أو تحليلها..
لكن طالما وجدت هنا فرصة للتعمق بها؛ فدعيني أفرق بين جانبين من الشخصية الإنسانية، الجانب التطوري الواعي، والجانب الغريزي اللاواعي، طبعا إن صح هذا التفريق.
فاذا حاولت معرفة نفسي، سأجد أنني قد أعرف طريقة تفكيري، وعاداتي، وأحيانا أتوقع طريقة سلوكي وتعاملي ببعض المواقف.
أما الجانب اللاواعي القائم على النظم النفسية والعقلية الباطنية، فأعتقد أن ذلك لم يتمكن معظم البشر من إدراكه حتى الآن.
هذه فرصة جيدة بالفعل، ليس فقط لمناقشة هذه الفكرة بل لاعادة فهم علاقة العبارة بمعارفنا السابقة وتوقعاتنا عنها.
الحقيقة ان اعرف نفسك بنفسك هي جملة لم تقل في معرفة النفس حقيقة بل في منهج المعرفة ، فسقراط لم يقصد بها ان يعرف الانسان ذاته بل أن المعرفة موجودة فينا وانها لا توجد في عوالم اخرى وليس علينا الا استبطان انفسنا لمعرفة الحقائق الممكن معرفتها.
اما معرفة النفس بالمفهوم الذثي جاءت به التنمية البشرية فهو في رأيي واحد من التعجيزات التي يريد البشر ان يخلقوها لانفسهم، ودائما ما اسأل، هل البشر السعداء الناجحون في قرون خلت كلهم عرفوا أنفسهم؟ قطعا لا ، لكنهم عرفوا الحياة بحق وهذا الاكيد .
وماهي النقاط التي حقا عليك ان تعرفها في نفسك ؟ هل الشغف كاف لتحكم على معرفة نفسك؟ ماذا لوقلنا ان هذا الشغف متغيير؟ هل نقاط القوة والضعف هي من تعرفك بنفسك؟ هي أيضا متغيرة ؟ اين الحل اذن؟ ماهي معرفة النفس على الحقيقة إذا كانت الذات نفسها في تغير مستمر ودائم؟
نقاط القوة والضعف هي من تعرفك بنفسك؟ هي أيضا متغيرة ؟
برأيي معرفتها ستفيدنا حقا؛ فعندما أعرف نقاط ضعفي سأعمل على تقويتها، أو على الأقل اجتناب ما يؤثر عليها.. كذلك معرفتي بنقاط قوتي، ستلزمني للتقدم بثقة نحو ما اجيده، سواء عمل أو غيره..
وفيما يخص التغير المستمر لطبيعة وشخصية الإنسان؛ فيمكننا أن نحاول دراسة معرفة أنفسنا بشكل متجد، لمواكبة ذلك التغير.
فكيف يعرف الإنسان نفسه؟ هل تعرف من أنت؟
الحياةُ وحدها كفيلة بأن تُرينا أنفسنا وحقيقتنا، لكنّي مؤمن بأنّ من عرفَ اللّه حقَّ المعرفة سوف يعرف نفسه لا محالة، لأنّ وجودنا في هذا الحياة ما هو إلاّ لغرض عبادته سبحانه وتعالى، لقوله "وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون"، شخصيا وفي بعض الأحيان أحسُّ أنّي لا أعرف نفسي، وأعتقد أنّ هذا الأمر طبيعي للغاية، فالإنسان يمرُّ بنزلاتٍ ومحطّات منها الحسنُ ومنها الشيِّن والسيّء وما الحياة إلّا عقبات تعرّفنا على أنفسنا وكأنّا مرآةٌ تعكس تجاربنا الشّخصية وردود فعلنا تُجاهها، أصبرنا على الإبتلاء أم كنّا من القانطين أو شكرنا النّعمة أم كنّا من الجاحدين.
في زعمي لهو أسهل الأسئلة قد يعز أن يجد المرء أو يواجه ما هو أكثر سهولة من ذلك.
أنا أنا نفسي ذاتي لا عدو ولا صديق.
ولوجود عالمة نفس مثل خلوود بيننا فعلي بمبادرة توضيح disclaimer هنا: أنا لست مَن أو مع مَن يؤمن ويعتقد أن النفس كيان مغاير مختلف داخل الإنسان فتتم وضع الخطط والمخططات ووضع الأهبة والاستعداد لمواجهته كما عند كثير من الفرق الإسلامية وغيرها طبعا، وقطعا وأكيد أنا من المعارضين لكلام فرويد ومدرسته التي تتكلم عن كيانات متعددة داخل النفس الإنسانية (وبالمناسبة فالفريق الإسلامي الذي عنيت هو عنده النفس 5 مراتب كذلك) فأنا ضد كل هذا قولا واقعا.
النفس الإنسانية أو الروح من "أمر ربي" وقد جعلها سبحانه "غيبا" لتكون أقوى وأقرب الحجج على كونه هو نفسه غيبا ("يخشى ويعبد بالغيب") تبارك وتعالى. النفس أو الروح الإنسانية هي محل التكريم بالإنسان وهي مناط التكليف: "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين".
وقدرا بالمصادفة فقد تطرقت بأحد مناقشات اليوم عن "الروح" ولا محدوديتها لا تهرم ولا تشيخ ولا تمرض ولا تقتل (الذي يقتل ويموت الجسد المادي) ولا حتى تخدش "فلا يستطيع إليها سبيلا". هي من الله ولله وإلى الله وحتى في المنام ترجع لبارئها وكأننا نسلم العهدة بشكل يومي (ليس "وكأننا" بل هو هذا الحال بالفعل) ثم نأخذها سليمة معافة بكامل نشاطها ثاني يوم في الصباح. (وكأن النفس والروح لا ترتاح إلا مع بارئها بأعلى خدوا بالكم من المعاني وهي كثيرة ولا أريد الإطالة عليكم بارك الله فيكم)
علم الطب التشريحي لأعضاء الجسد البشري المادي قد يسير باتجاه معرفة تكوين الدماغ وتشريح المخ والأعصاب والعين والأذن ولكن..
"السمع والبصر والعقل والفؤاد" من عالم الروح أصلا. (العين والأذن والمخ والأعصاب هذه أجهزة "مادية" hardware هي أجهزة صماء مطفأة بحد ذاتها لا يشغلها إلا الروح بالجسم حيث الوعي والإدراك والأحاسيس والفكر (software أقرب تشبيه وتمثيل). والأمر لا يحتاج إلى دليل ولكن لما تغيب الروح عن الجسد بنوم أو بغيبوية أو بموت فلا بصر ولا سمع ولا عقل ولا إحزانون.
إن من أعظم العلوم يا خلود معرفة الذات و معرفة الرب، نجد أن معرفة الذات تقودنا في نهاية الأمر لمعرفة الله إيمانًا و يقينًا!
ماذا عن الذات و النفس، هل النضج هو ما يجعلنا نمثل ذاتنا؟ هذا ما أجده، أرى أن كل عام أخرج للعام الآخر بعقل مختلف، و نفس أزكى و روح أكثر إبداعًا و ابتكارًا. أجد أن المواقف هي التي تعلمنا من نكون، و أفكارنا لا يجدر بها وصفنا بالفعل، فوصف النفس أمام المرآة لا يكون عقليًا كما كما نجده في التقييم السيكولوجي، و لا نستطيع القول عن انفسنا أنفس طيبة لعدم وجود مخالب للإيذاء، فقط غياب الفرص يوحي لنا بوصف مختلف. كذلك الشر المكمون و الأنانية و الغيرة أو التكبر و حتى التواضع و اللين و الزهد و البشاشة.
الأهم من هذا كله، كونك نقية لا تكمنين الشر و لا الحسد لغيرك، الظاهر المادي لنا أما الباطني فللعالم و ملكه و هم من يتحكمون به.
إن من أعظم العلوم يا خلود معرفة الذات و معرفة الرب، نجد أن معرفة الذات تقودنا في نهاية الأمر لمعرفة الله إيمانًا و يقينًا!
ماذا عن الذات و النفس، هل النضج هو ما يجعلنا نمثل ذاتنا؟ هذا ما أجده، أرى أن كل عام أخرج للعام الآخر بعقل مختلف، و نفس أزكى و روح أكثر إبداعًا و ابتكارًا. أجد أن المواقف هي التي تعلمنا من نكون، و أفكارنا لا يجدر بها وصفنا بالفعل، فوصف النفس أمام المرآة لا يكون عقليًا كما كما نجده في التقييم السيكولوجي، و لا نستطيع القول عن انفسنا أنفس طيبة لعدم وجود مخالب للإيذاء، فقط غياب الفرص يوحي لنا بوصف مختلف. كذلك الشر المكمون و الأنانية و الغيرة أو التكبر و حتى التواضع و اللين و الزهد و البشاشة.
هذا سؤال فلسفي يا رهف، يراد له اجابة او مقاربة فلسفية او على الاقل تأملا منطقيا وتحليلا جديا بعيدا عن المعرف المسبقة والدين والافكار السطحية، لذلك نريد تحيليك الفلسفي حول فكرة معرفة الذات؟
التعليقات