لكل شخص منا تجاربه الخاصة التي توضح له الطريق الأمثل للاستثمار سواء بالأموال، أو في أولاده كما يفعل البعض، ولكن يبقى أفضل استثمار من وجهة نظري هو استثمار الإنسان في نفسه، فكيف يستثمر الفرد منا في نفسه ويطور ذاته باستمرار؟
كيف يستثمر الإنسان في نفسه؟
لا يمكنني أن أجرد لائحة لما يجب وما لا يجب فعله لأن ما يصلح لي قد لا يصلح لغيري, حاجاتنا النفسية وأولوياتنا تختلف من شخص لآخر, كما أنني أشعر أن وضع النصائح به تضييق على الآخرين وحصر ما هو مثالي, لذا بالنسبة لي أن على المرء اكتشاف نفسه بنفسه وما يرغبه في حياته وتحديد أولوياته.
النصيحة الوحيدة التي يمكن أن أتطرق لها بهذا الخصوص هي محاولة الاطلاع الموسع ومحاولة البحث وتجريب الجديد في مجالات مختلفة, فبهذه الوسيلة يمكن للإنسان استكشاف نفسه والتعرف على ما يرغب ويحدد أولوياته بالحياة ليستثمر في نفسه ويطروها حسب أهدافه بالحياة وحاجاته النفسية.
سؤال مهم حقًا، بعيدًا عن الجانب الديني والروحانيات التي بالتأكيد تعد استثمارا حقيقيًا لنا، الاستثمار في أنفسنا قد يتمثل في الاستثمار في عقلنا، جسدنا، عاطفتنا، وحتى الاستثمار في المال يعد من ضمن الاستثمار في أنفسنا. عمومًا هناك طرق مهمة للتطوير من أنفسنا بشكل أفضل:
· بداية الاستثمار في صحتنا وجسمنا، حيث من الافضل التركيز على الغذاء الصحي الذي يحتوي على الفواكه والخضروات والمكملات الغذائية وتنال من لترين إلى 3من الماء يوميًا.، للأسف نجهل هذا الأمر كثيرًا وننسى أن العقل السليم في الجسم السليم.
- ممارسة الرياضة بشكل يومًا سواء من خلال رياضة المشي أو من الرياضات الأخرى المختلفة.
- تحديد أهدافنا من الحياة، ماذا نريد وماذا لا نريد.
- تعلم مهارات جديدة قد تفيدنا في الوقت الحاضر والمستقبل.
- تنمية المواهب التي نمتلكها. حتى لا يأتي يومًا ما ونندم على عدم ايلاءها اهتمامًا.
- تعلّم لغة أخرى غير لغة جديدة.
- ·توسيع دائرة معارفنا واصدقائنا.
- قراءة الكتب، ربما تعد من أكثر الأشياء التي يمكن من خلال أن نشعر بأن هناك فرق شخصيتنا وتفكيرنا وحديثنا.
- إداخرا الاموال أيضًا مهم، وربما نؤسس أيضًا مشروع خاص، ألا يعد هذا أيضًا من الطرق التي تساعد على التطوير من أنفسنا.
- الشعور بالامتنان لأنفسنا والتخلص من الأفكار السلبية.
- وأخيرًَا الحصول على دورات وتدريبات، حضور ندوات. حتى الجانب التعليمي والاستثمار به يعني أننا نطور من أنفسنا.
فقط أن لا يظن أنه اكتفى، أن يبقى واثقاً دوماً (مهما بلغ من الرفعة ومهما حصّل من المعرفة والمكتسبات) أنه لم يبدأ بعد.
شعورنا بأننا لم نرتوي هو ما يشجعنا دوماً على طلب المزيد للشرب،
ربما تكون القناعة جميلة في كلّ شئ إلا في تطوير الذات، فالطمع فيها -باعتقادي- حلال، لذلك أظن أنّ أكبر خطايا النفس يا شيماء أن نمنحها شعور الامتلاء والاكتفاء.
شعورنا بالحاجة للتطوير تجعلنا نبحث عن الوسائل الممكنة، سواء بالتعليم الذاتي أو من خلال مدرّبين مؤهلين.
شعورنا بالطمع للمزيد من المعرفة يجعلنا نبحث عن أبواب المعرفة الأفضل والقريبة من أنفسنا تلك التي تمنحنا شعور التميز وتزيدنا رغبة بالمزيد.
ربما علينا أن نعرف ماذا نريد أولاً، وماذا نحب؟ وما الذي يشدنا وأين نقاط ضعفنا لنسعى لتحسينها، وأخيراً أن نفهم إلى أين نحن ذاهبون وكيف نستثمر نقاط قوّتنا ونتجاوز عن ما نظنه ضعيف فينا إما بتحسينه أو بخلق نقاط قوّة جديدة.
وفي النهاية الاستثمار ليس أن نحصل على ما نرغب به فقط، بل أن نقدّم ما نمتلكه من خبرات لمن يبحث عنها، فكما نسعى لتطوير ذواتنا وإخضاعها للبرامج الكفيلة بتحسن نقاط قوّتها من الجميل أن نقدّم ما نملكه من قوّة في المعرفة لمن يبحث عنها.
فقط أن لا يظن أنه اكتفى، أن يبقى واثقاً دوماً (مهما بلغ من الرفعة ومهما حصّل من المعرفة والمكتسبات) أنه لم يبدأ بعد.
الشعور بالجهل بعد المعرفة شعور رائع، ودافع قوي للاستمرار، لأن تلك اللحظة التي تقول فيها: كل هذا موجود وأنا أجهل ذلك، إذن لابد أن أستمر في البحث ولا أتوقف.
مجرد إدراك فكرة الاستثمار في النفس، هو استثمار في حده ذاته، وإنه لمن الرائع أن يدرك الإنسان أنّ عليه ملئ هذه النفس وتعميرها بما ينفعها دنيا وجنة بإذن الله.
وأن يستحضر النية وأن يخلص النية في تطوير نفسه وتنميتها ماديا ومعنويا...
ومهما استثمر فيمن حوله، وحده الاستثمار في النفس هو الذي يوسع الحياة والخيارات في الدنيا ويرفع الدرجات في الآخرة.
دائما أحاول الاستثمار في نفسي، لكن ما يخيفني يا شيماء هو ضياع البوصلة، وانحراف النية وأن أتيه في بنيات الطريق.
سؤال مثير يجعلنا نراجع استثمارنا هل هو حقيقي، أم هو تقليد واتباع الترندات...
- الاطلاع المستمر كروتين يومي، حيث أنني رأيتُ أنها صفة مشتركة في الأشخاص الذين يتميّزون بالتفرّد أو الإبداع المختلف في أي مجال، حيث أن الاطلاع والقراءة يعدّان روتينًا يوميًا في حياتهم.
- التعلّم بشكل مستمر، بغض النظر عن السن، أو الحالة المهنية، أو الحالة الاجتماعية.
- ممارسة الأنشطة الحياتية المختلفة أحد أبرز الاستراتيجيات التي أود أن أدخلها إلى حياتي، مثل ممارسة الرياضة، وتعلّم العزف على آلة موسيقية معيّنة، أو اكتساب مهارة معيّنة في مجالٍ ما، كلّها أنشطة تعمل على صقل المنهج الفكري والإبداعي لدى الإنسان، وتكسبه المزيد من التجارب.
- عدم الخوف من التجربة والعمل على البحث عنها واكتساب الخبرات منها.
- الاهتمام بنسبة المخاطرة في الحياة، بعدم إهمال المخاطرة كنوع من أنواع التأمين المصمت، وعدم الصعود به إلى الحد الذي يعرّض الحياة لأزمة.
شخصيا أعتمد في التطوير الذاتي على:
●الكتب بشكل كبير (رغم انني لم أقرأ منذ مدة بسبب دراستي 😅)
●الدورات المجانية أو المدفوعة، غاليا أستعملها عندما أرغب التعمق في مجال ما، آخذ منها الأساسيات ثم أبدأ في قراءة كتب حول الأمر... وأحيانا كثيرة أفعل العكس.
●البودكاست : يفيدني في عدم إضاعة أوفات التنقل في المواصلات او إنتظار طلبية طعام خارجا مثلا، او الجلوس بدون هدف في الجامعة، أركب السماعات وأبحث عن محتوى هادف مسموع وأخوض فيه.
●البحث في youtube, google : أستعملها عادة عند البحث السريع عن المعلومات، فأقرأ مقالات كثيرة وأشاهد مقاطع ومحاضرات ثم أنتقي المعلومات التي أريد.
●الإستعانة بأهل العلم أو الإختصاص: إن تواجد، فأسعد كثيرا بالجلوس مع الناس اصحاب المجال وطرح أسئلتي على الطريقة القديمة، هذا مريح من ناحية تطوير مهارات التواصل، وبناء علاقات قوية بجانب التحصيل العلمي.
●الأفلام: أحيانا تفيدني الأفلام في فهم الكثير من الأمور، لكنني لا أعتمد عليها كثيرا إنما تكون معلوماتي منها ضعيفة وعشوائية.
يمكن القول إن الاستثمار في نفسك هو أهم خطوة أولى يمكنك القيام بها نحو تحسين مستقبلك. واقتنعت تماما بذلك فبدأت بتخصيص وقت يومي لرفع مستوى مهاراتي ومعرفتي بامور تساعدني في العمل الحر لم اكن اتقنها او اعرفها وكذلك السعي للمشاركة في دورات تطويرية وبعض هذه الدورات مدفوعة الثمن.
اعتقد دوما أن الاستثمار في النفس مكن أن يمنحنا الثقة اللازمة لتجربة أنشطة ومساعي جديدة.
التعليقات