كتب جورج أورويل مرّةً في مقال له ٤ أسباب تدفعه للكتابة، واحد منها كان "لإنّهُ يحب أن يبدو ذكيّاً أمام الآخرين" وأنت ماذا عنك؟ لماذا تكتب؟
جورج أورويل يكتب لأنه يحب أن يبدو ذكياً أمام الأخرين، وأنت لماذا تكتب؟
ليس جورج فقط من يفعل ذلك كثير من الكتاب وأنا أقرأ كتاباتهم أشعر أنهم يكتبون لإثبات مدى قوة أفكارهم وخيالاتهم وهكذا.
عن نفسي لا اسمي نفسي كاتبة لأني أتحدث أكثر ما أكتب ولكن الأمران يتشبهان بعض الشيء . غالباً أريد إثبات افكاري ، أو التعبير عنها بطريقتي ، وأحياناُ أكون أريد إثبات أنني لدي خلفية قوية في بعض المواضيع . والفترة الأخيرة أكتب لأمرن قلمي وأعيد إحياءه . وماذا عنك لماذا تكتب ؟
أسكب ما بداخلى
أفترض دائمًا أن البشر تمامًا مثل الإناء، يلزم إفراغه بعد أن يمتلئ من حينٍ إلى حين، فالكتابة هي الوسيلة الأرق في الفضفضة، لا تحتاج لأذن صاغية، ولا عقل يحل المشكلة، ولا عين تراقب المشهد، ستكون الورقة هي الأذن والعقل والعين.
أتخيل ما لا يسعه الواقع
بالنسبة لي كمؤلفة إن حكيت لشخص ما يدور برأسي قد ينعتني بالغير واقعية، أو على الأقل لا يُصدقني، لكن الورقة لن تفعل ذلك أبدًا، الورقة هي الركن الذي لا يخون، تصدقك وتدعوك أن تُكمل المزيد دائمًا.
أكتب كي لا أُحدث ضجيجًا
يمتحن المعلم طلابه ورقيًا كي يسهل الأمر على نفسه ولا يسمع الكثير من الكلام، يكتب المُحب جوابًا لمحبوبته كي لا يُحدث ضجيجًا بين الناس ويفضح سِرَّهما، يكتب ذاهب العقل بكلام غير مرتب حتى لا يحدث ضجيجًا بين صمت العاقلين، هكذا تجد زاويةً دافئةً في صمت.
الكتابة هي مُتسع من لا مُتسع له.
وأنت ماذا عنك؟ لماذا تكتب؟
لأكون صريحة معك في البداية كنت أكتب لأتشافى وارخرج الأفكار التي في عقلي، لأتخلص من الضجيج وانعم براحة وسكينة ولو لبضع ساعات، لأخرج المكنونات التي تضيق عليا صدري.
بعدها بدأت أكتب لأكسب منها، أصبحت الكتابة مصدر الدخل الأول لي والحمد لله، اليوم لأشجع نفسي وأدعمها، أكتب لأطور مهارتي أكثر في المجال ولأكسب أكثر، أكتب حتى أكون الكاتبة التي بداخلي بفضل الله.
لأكون صريحة معك في البداية كنت أكتب لأتشافى وارخرج الأفكار التي في عقلي، لأتخلص من الضجيج وانعم براحة وسكينة ولو لبضع ساعات، لأخرج المكنونات التي تضيق عليا صدري.
يا لك من بخلية! (مجرد دعابة) أتشاركين الآخرين بمثار الضحيج لتنعمين أنت بشيء من الراحة والسكينة منها؟
أحسب أن الواحد ليشارك الآخرين بما يستمتع به هو من أفكار وأفهام يسشتعر جمال منطقها وقوة إحكامها.
أكتب حتى أكون الكاتبة التي بداخلي بفضل الله
بمعتقدي قدرات الإنسان الداخلية الكامنة لا حدود لها، فكلما وصلت لما تظنين مستوى من الكاتبة بداخلك غالبا أن الأمر أبعد من ذلك وستسمر رحلة التعقب هذه كـ"غرض لا يُنال ولكن يظل يسعى ورائه" ما شاء الله.
أتشاركين الآخرين بمثار الضحيج لتنعمين أنت بشيء من الراحة والسكينة منها؟
الصراحة في البداية كنت أكتب من نفسي ولنفسي الثانية، يعني أكتب دون أن يقرا لي أحد آخر، أكت وأمزق الورق، أكتب وفي بعض الأحيان أحتفظ بما كتبته المهم كان عندي افراغ الكوب.
بعدها أصبحت زميلة تقرأ لي كتاباتي التي لا أشاركها فنصحتني لماذا لا تدخلين معي قروب للنساء فقط، نعلمهن طريقة كتابة الافكار ونحفزهن على ذلك ونمنحهن الثقة للقيام بذلك، العديد يخاف أن يسمع الصوت الذي بداخله ويبقى يقاوم والارهاق يأتيه من المقاومة أكثر من فوضى الأفكار لكن عندما نكتبها نحن نسلم بوجودها ونراها في الواقع ونتعامل معها بطريقة مختلفة إما نغيرها أو نتقبلها أن نمحيها.
لقد كتبتُ كتابةً قبل سنتين على ما أذكر، أكتب فيها السّبب الذي يتركني أكتب، وكتبتُ حينها أنّي: "أكتب لأرتاح"، لأنّي كنت أكتب عن المشاكل والأفكار التي تدور في رأسي محاولا حلّها بطريقة أدبية منظّمة وبلغة سليمة، وحينما أفرغ من الكتابة أنشرها علة صفحتي الشخصية ثوان قليلة من النّشر أشعر بإرتياح نفسي كبير، ولا يهمّني من علّق عليها أو أُعجب أو لميُعجب بالكتابة، فالغاية منها كانت أن أنعم بالرّاحة النفسية وقد بلغت المطلوب.
أمّا بعد مدّة، أصبحت أقتنع أنّ الكتابة ليست محصورة في الإرتياح النفسي فقط، فهي وسيلة عظيمة لإيصال رسالتنا من نصح وتوجيه وإبداءٍ للرأي وأمر بالمعروف ونهيٍ عن المنكر، الكتابة فنّ عظيم لكنّ الكثيرين لا يعيرونها إهتماما في هذا الزّمن للأسف.
علي عكس إتجاهات جورج أورويل تماماً ، أشعر بأن الكتابة تمثل طاقة داخلية في عقلى ، ولذلك أسعى دائماً لإخراجها فذلك يشعرنى بالبهجة أن أنشر أفكارى وكتاباتى ، وأري ردود أفعال الأخرين عليها .
شيئاً أخر أكثر أهمية بالنسبة لي فيما يخص ردود الأفعال ، حيث أن ردود أفعال الأخرين على كتاباتى أتعلم منه باستمرار كتغذية راجعة وإفادة رائعة بالنسبة لي .
حيث فضلاً عن الشعور بالإفادة حين نشر شئ ذو قيمة يفيد المجتمع والناس .
لكن هل تشعر مثلى بإن اتجاهات جورج أورويل في الكتابة بسبب الذكاء ومظهره أمام الآخرين يعد أمرا غير مناسباً بعض الشئ ؟
لكن هل تشعر مثلى بإن اتجاهات جورج أورويل في الكتابة بسبب الذكاء ومظهره أمام الآخرين يعد أمرا غير مناسباً بعض الشئ ؟
لا أتفق تماماّ مع ذلك، أعتقد أن جورج لو لم يكن لديه مكنون في عقله يريد إخراجه والإفصاح عنه ما كان كتب. وربما لدينا جميعنا ذلك الشعور أن نبدو أذكياء أمام الأخرين وأن ينال ما كتبنا إعجابهم والحصول على إشادة منهم وشعورنا بالفخر مما يزيد كتابتنا لنحصل على المزيد من الإشادة وحتى ولم نصرح بذلك بصريح العبارة. وبما أن الكتابة هي إشباع لغرائزنا، وأهم الغرائز لديه ربما إرضاء غروره الذي لا أراه غروراّ يتجاوز الحد. أو ربما إرضاء لطموحة وتغذية لذكائه. إذا لماذا لا يكون مناسباّ؟
كتب جورج أورويل مرّةً في مقال له ٤ أسباب تدفعه للكتابة، واحد منها كان "لإنّهُ يحب أن يبدو ذكيّاً أمام الآخرين" وأنت ماذا عنك؟ لماذا تكتب؟
عندما يكون لدى الإنسان موهبة كتابة تجده يكتب من لا شيء أعني تجده يكتب بفراغه للحديث عن فراغه وصراعه للحديث عن صراعه وهكذا، فأحياناّ لا أعلم لماذا أكتب فقط أكتب لأنه مخرجي الوحيد ربما وأعد الكتابة حديثاّ بيني وبين نفسي. طبعاّ بعيداّ عن العمل والكتابة من أجل عمل ما.
التعليقات