بعد نقاش عائلي بسيط في الأمر أظهر الكل تعصبه لهذه المسألة، اريد أن أعرف ماذا عنك، لو انك اردت ان تتبرع بأعضاءك بعد وفاتك ولكن أهلك رفضوا ذلك، هل تكتب وصية سرية لأحدهم؟ من تختار لتنفيذها؟
لو انك اردت ان تتبرع بأعضاءك بعد وفاتك ولكن أهلك رفضوا ذلك، هل تكتب وصية سرية لأحدهم؟ من تختار لتنفيذها؟
برأيي التبرع في الأعضاء قرار يخص صاحبه فقط، حتى لو الأهل رافضين للفكرة عليهم احترام رغبة الشخص في تنفيذه. ما أفكر به الآن ما السبب الذي يجعل الاهل يرفضون فكرة التبرع بالأعضاء، الشخص توفى ووفاته ستساعد وتحيي غيره وتعطيه السعادة، هذا اكثر عمل نبيل، ويستمر حتى بعد وفاة الشخص بأن تكون اجزاء منه حية داخل آخرين.
عمومًا لو وضعت في هذا الموقف سأكتب وصية وأوثقها داخل المستشفى لتنفيذها.
ما أفكر به الآن ما السبب الذي يجعل الاهل يرفضون فكرة التبرع بالأعضاء، الشخص توفى ووفاته ستساعد وتحيي غيره وتعطيه السعادة، هذا اكثر عمل نبيل، ويستمر حتى بعد وفاة الشخص بأن تكون اجزاء منه حية داخل آخرين.
المسألة لها ارتباط وثيق بالفهم الديني للمجتمع، وتطور علاقة الجسد بالخلاص والسعادة الاخروية، والمسألة ليست عقدية فقط، وليست حكرا على الديانات التوحيدية ، بل هي طبيعة بشرية خالصة، وهي الخوف من الغامض والمجهول، ولاننا لا نعرف ماهو الموت وماذا بعده، تنتابنا هذه المخاوف من الوقوع في تصرفات خاطئة تمنعنا من الموت بسلام، ودائما السؤال يبقى هو، هل نحتاج لنكون كاملين حتى بعد الموت!
يعتبر هذا الأمر شخصي ولكل معتقداته، ربما رفض الأهل يعود لأسباب معينة كان لابد من مناقشة تلك الأسباب إذا كانت مقنعة لك فانتهى الموضوع وإن لم تقتنع فما عليك الا بوصية سرية ، لأن الميت قد مات فمذا يفعل بأعضائه بعد موته!!
ماذا إن كان كل الاهل يرفضون ذلك، وليس هناك شخص مقرب يدعم الفكرة هل ستقدمين على ذلك؟ انت تعلمين حجم الاستغلال واللانسانية التي تملأ العالم اليوم، يمكن ان تضعي وصيتك في يد الشخص الخطأ، فتنقلب المسألة تماما، ويصبح الموضوع تجارة وانتهاك بدلا من ان يكون خير ومساعدة انسانية .
اليوم توجد دول كثيرة تدعم فكرة تنفيذ هذه الوصية، ما عليك هو ان تكتبها وتضعها على مستوى المحكمة وسوف تنفذ الوصية فور وفاتك، لكن في ظل الفساد الاداري لدولنا، هل نأمن فعلا على انفسنا معها؟
إنها معضلة ذات الكثير من الجدل فعلًا يا خلود. قد أرى أن الوصّية القانونية على يد محامٍ معتمدٍ تمثّل القرار الأصحّ. لأننا في هذه الحالة لا نقاتل ونحن أحياء، وإنما نحاول تطبيق رغبةٍ ما بعد موتنا. وبالتالي فإن المسار القانوني هو المسار الأفضل.
أمّا من الناحية العقائدية والأخلاقية، يمكننا أن نرصد بمنتهى السهولة مدى الاختلاف والأزمة التي يسبّبها قرار مثل هذا. لذلك علينا أن نكون حذرين أيضًا، وأن نضع في الحسبان كلّ ما نفهمه ونعرفه عن ذوينا قبل اتخاذ قرار مماثل.
أرى أن الوصّية القانونية على يد محامٍ معتمدٍ تمثّل القرار الأصحّ. لأننا في هذه الحالة لا نقاتل ونحن أحياء، وإنما نحاول تطبيق رغبةٍ ما بعد موتنا. وبالتالي فإن المسار القانوني هو المسار الأفضل.
هذا هو السؤال الذي طرحته مع الصديقة سارة اعلاه يا علي، وهو ما مدى جدوى هروبنا الى قانون في دول لا يؤتمن فيها القانون في كثير ، وفي دول تنهشها الفساد وتنخرها العصابات، تعلم جيدا ان اغلى التجارات اليوم هي تجارة الأعضاء، واكثر الدول متاجرة بالاعضاء هي الدول المتخلفة ،رغم ان نسب التبرع فيها بالاعضاء متدنية جدا مقارنة بالدول الغربية، لكن مع ذلك هي من الدول الرائدة في تصدير الاعضاء .
إذا تجاوزنا العوائق الدينية، والاجتماعية، سيكون علينا أن نأمن على أنفسنا وأهالينا أولا من هذا الأمر، فكيف السبيل الى ذلك ؟
هل تكتب وصية سرية لأحدهم؟ من تختار لتنفيذها؟
نعم أنا من الناس التي تريد التبرع بأعضائها بعد الوفاة، في حال لم يوافق الأهل وفي العموم سأترك الوصية للمحامي إذا كان هذا ممكن، المحامي أكثر شخص أثق فيه حتى يوصل الوصية بعد وفاتي للمسؤولين عن عملية التبرع أو للمحكمة.
المحامي أكثر شخص أثق فيه حتى يوصل الوصية بعد وفاتي للمسؤولين عن عملية التبرع أو للمحكمة.
مالذي يجعله اكثر ثقة من غيره،ألا يمكن أن يكون المحامي نفسه شخص فاسد، ويستغل وصيتك في منافعه الخاصة، وإذا كان المحامي داخل مؤسسة فاسدة او دولة فاسدة، سيكون احتمال وقوع هذا اكبر، فكيف السبيل الى الحماية في هذه الحالة؟
هل تكتب وصية سرية لأحدهم؟ من تختار لتنفيذها؟
حسب علمي فالأطبّاءُ لا يقومون بإستئصال أيّ عضو حيوي للإنسان ولو كانت حالته خطيرة تستدعي ذلك في الجراحة، إلا بموافقة المعني، فإن كان في غيبوبة فعليهم أن يوقظوه لإخباره بالأمر، وإن لم يستطيعوا تركوا الفكرة من رؤوسهم.
ولا أظنّ أن للأهل دخلا في الموضوع إلا إن كان الإنسان المعني قاصرا، ففي هاته الحالة وليُّ أمره هو المعني، أمّا في حالة التبرّع بالأعضاء وترك وصية لا أظنُّها مجزية، يمكنُ للمعني قبل وفاته التوجُّه للمستشفى أو المصلحة المعنية والتّصريح بالأمر وعقد إتفاق يُثبت ذلك. أظنّث في هاته الحالة الأهل لا يمكنهم فعلُ شيء لأ،ّ كلّ شيء سيكون موثّقا بالقانون.
اردنا معرفة موقفك يا عبد الوهاب من التبرع بالاعضاء اولا، ورأيك في رفض الاهل لفكرة للتبرع بالاعضاء وفكرة الوصية ، فهل تتبرع؟ واذا لم يقبل الاهل تنفيذ وصيتك من هو الشخص الذي ستكلفه بهذه المهمة سرا؟
بصراحة أرفضُ الفكرة إن كانت التبرُّع بعد الموت، لا أريدُ لأيٍّ كان أن يلمِسَ أيَّ عضوٍ أو يسرِقهُ أو حتّى أن يفكّر بالإقتراب من جثّتي، أمّا بالنسبة للتبرُّع بالأعضاء حيّا والتي لا تؤثّر على المتبرِّع فأنا موافق لكن على حسب من سأتبرّع له، ولا ننسى أنّ العملية ليست بتلك السّهولة فتوجدُ إجراءات معيّنة والتثبُّت من نسبة التوافق بين المتبرّع والمتبرّع له.
أمّا عن رفض الأهل، فأراه أمرا غير صائب إن كان الشّخص واعيا عاقلا وبالغا، يدرك ما يفعل، فأنا ضد، أمّا إن قاصرا أو مختلّا أو مريضا نفسيّا فأنا مع الرّفض، لن أكلّف أيّ شخص، سأذهب إلى المستشفى وأطلب وثائق لتوقيعها إن وجدت وإنتهى الأمر، حينما يكون القانون معك فلا أحد سيستطيع منعك من فعل أي شيء تريد، بكل بساطة!
بعض الدول صارت تضيف هذه الخدمة والتعاقد عليها مسبقاً، بمجرّد وفاتك تقوم المستشفى بفحص سجلّك الطبي عندها وتقوم باستخراج العقد وإبرازه لذويه ومن ثمّ مباشرة العمل مباشرةً، الجسد ملك خاص، لا أحد يملك من العائلة والمُحبّين جسدي الخاص، هذا لي، ومعنى كلمة لي أي أنني قادر على التصرّف به أنّى شئت وكيفما شئت، هذا بديهي وطبيعي،كيف يمكن أن ينفّذ في دول ليست لديها هذا النوع من التعاقد المُسبق؟ وصيّة لقريب خاص يؤتمن فعلاً عليها، وصية مكتوبة بخط اليد ومبصوم عليها، ثم يترك الامر على الشخص الذي حمل الوصية وعلى ردّة فعل المحيط ومقدار مقاومتهم للأمر، ففكرة التبرّع لا تزال غير ناضجة في البلدان العربية بعد.
تعليقك يضيء على نقطة مهمة جدا وغاية في الالحاح يا ضياء وهي ملكية الجسد وحرية التصرف فيه.
الامر مختلف عليه دينيا وعرفيا واجتماعيا، ولن نخوض في هذه الجدالات، لكن يهمنا ان نشير الى الناحية الثقافية في اللحظة الراهنة على الأقل، وهي علاقة الذكورة بمفهوم الجسد ، فالذكر في العرف والثقافة المحلية، هو مالك نفسه وجسده وله الحق فيه وكامل الحرية في استعماله في هذه الحالة، لكن المرأة لا!
يفرض اي تعامل مع جسد المرأة لانه عورة من جهة ، ولانها لا تمتلكه ولا حق لها فيه من جهة اخرى..فما تحليلك لهذه المسألة يا ضياء؟؟؟
أعتقد أنّ التاريخ بتقدّمه البطيء (تاريخ المجتمعات) يتجاوز تدريجياً كل ما يعرقل التطوّر الإنساني وبناء منظومات اجتماعية أكثر تطوّراً، واحدة من هذه الأمور "الحرية" كل المواضيع التي نطرحها الأن في مجتمعنا تدور حول ذلك وقريباً سترسوا مرساة هذه المواضيع في اللاوعي الجمعي ليصبح الأمر تلقائياً، ونعتبر أنّ الفرد حرّ بنفسه بشكل كلّي ما لم يتعدّى حدود وحرية الأخرين، مهما فعل وأيمنا فعل، قريباً سيتشعب القانون في كل بلدان العالم ليشمل كل شيء وأول الأمور حقوق الملكية للأنثى من ناحية الجسد والنفس والشخصية والقرارات والورث والملكية، كل هذا الزمن سينصفه تدريجياً، وما نقوم به كقاعدة شعبية أيضاً مفيد جداً ولكنّه مفيد في أنّهُ يسرّع حلول هذا الوقت والإصلاح تدريجياً.
اتساءل، هل سأكون ناقصة في آخرتي إن تبرعت بقلبي بعد موتي؟ الامر نبيل جدًا... ولكنه مجهول
حقيقةً اتعصب ضد العوائل الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم، النصح فعل لا يختلف عليه اثنان لكن حماقة القمع والتسلط تُدمر حتى انقى النوايا الحسنة! حتى إن كانت النتائج غير مؤكدة فلكل شخصٍ اختياراته...
سأكتُب الوصية بحرص، وسأختار اكثر شخص أمين او وفي لتحقيقها... فضميره الحي سيمنعه من ان يخالفها
يبدو هذا شريرًا قليلًا ان استغل نُبله، لكن فعلًا لا يمكنني الاعتماد على اي شخص في قصة كهذه، فقد لا تحقق رغبتي ان وُضعت في ايدي غير مبالية
هل سأكون ناقصة في آخرتي إن تبرعت بقلبي بعد موتي؟
هذا سؤال مشروع جدا، خصوصا مع الخلفيات الثقافية التي جئنا منها، لذلك يجب ان تضعي له جوابا يقنعك قبل ذلك، اذا كنت شخص مرجعي تهتمين بالدين والعرف، فسيكون لك توجه محدد معروف حول هذا، وان كنت شخص لك توجه علمي فسيكون لذيك قرار مختلف تماما، ولا يهم اي القرارات أصح... المهم ان تقتنعي به وترتاحي معه، فمايريحك اكثر؟
التعليقات