قد يقف للإنساء في منتصف الطريق فجأة، ويشعر بأنه قطع كل المسافات السابقة دون جدوى. ماذا تفعلون لو شعرتم بالأمر نفسه مع الوظيفة؟
ماذا تفعل لو أدركت أنك لا تحب وظيفتك؟
لقد عانيتُ ذات مرّة على إثر قرارٍ مماثلٍ يا آسيا. لكن على الرغم من هذه المعاناة المادّية، فأنا لستُ نادمًا على الإطلاق. لقد عملتث في وظيفها لم أستطع تحمّلها بأي شكلٍ من الأشكال. في المقابل، قرّرتُ هجرها بشكل مفاجئ والعودة إلى مساري المهني في العمل الحر. وبالرغم من أنني نجحتُ في ذلك في النهاية، فقد عانيتُ على الصعيد المادي على إثر هجري للوظيفي بشكلٍ مفاجئٍ. لكنّني في المقابل لم يكن لديّ أي مسؤوليّات.
في هذا الحالة، لابد من التفكير في السبب الذي يجعلنا نكن الكره للوظيفة، هل لأننا نقضي نفس الروتين في كل مرة؟ هل لأن أصحاب العمل معاملتهم سيئة؟ هل بسبب زملاء العملاء؟ هل بسبب الراتب وعدم الحصول على تعويض عادل عن مقدار العمل الذي تقوم به؟ هل بسبب عدم وجود ترقيات في الشركة؟ هل لأن بيئة العمل تفتقد للشفافية؟
أيضًا هل تكره الوظيفة لفترات محددة ثم نعود إلى وضعنا الطبيعي؟ بمعنى أن نقييم الوضع بشكل دقيق.
وبناء على إجابة هذه التساؤلات، يمكنك تحديد ما ستفعله. أنصح بالتالي:
- التفكير بشكل إيجابي تجاه ما يدور في حياتك من منغصات .
- التنفيس عما يدور في داخلك حول الوظيفة، وهنا يفضل اللجوء للعائلة فقط. لا أنصح بإخبار زملاء في العمل أو اللجوء إلى وسائل التواصل.
- طلب المساعدة من مدير الموارد البشرية، ربما يساعدك في ذلك
- طلب النقل إلى منصب اخر في حال توافرت لديك مهارة للإشغال المنصب الجديد
- الاستعداد للبحث عن وظيفة، وعدم اخبار الاخرين عن ذلك
إن وصلت الأمور إلى طريق مسدود، يمكنك الاستقالة أفضل من البقاء في وظيفة تكرهها وبذلت مجهودًا كي تحبها ولكن لا جدوى. ولكن الاستقالة لابد أن تكون بلطف وإخطار المسؤولين في العمل قبل أسبوعين من تنحيك.
على الرغم من أن تناول هذه المحاور يساعدنا على فهم مسارنا الوظيفي ورغبتنا وطموحاتنا فيه، فإنني أجد أن الكثير من المشكلات قد تنضح عندما نستخدم هذه الاستراتيجيّة لإقناع أنفسنا بالمكوث في الوظيفة. وعليه، يجب أن نتناول هذه الاستراتيجيّة بالطبع بعين التنفيذ. لكن تكون قيد التنفيذ في هذا السياق بحجّة التعامل في الوظيفة المقبلة واختيارها. أمّا محاولات الإقناع بمسار مهني أو إجبار أنفسنا عليه، فأظن أن هذا القرار نهايته ستكون أسوأ.
لكن في المقابل، إذا ما عكسنا الاختيار، وأخبرتكِ أنكِ في وظيفة رائعة ترغبين في التمسّك بها، وتدركين أنها تناسبكِ بشكل أو بآخر، لكن بيئة العمل لا تناسبكِ على الإطلاق. ما هو خيارك بين هذه الخيارات؟
- أتهجرين الوظيفة إلى وظيفة أخرى في المنصب نفسه؟
- أم تحاولين التعامل مع بيئة العمل ومواجهة مشاكلها؟
- أم تهجرين المسار المهني بأكمله وتتوجّهين إلى مجال آخر؟
هذه من أكثر الأمور التي قد يواجهها أي شخص في حياته، أن نبدأ عمل وننتهي من عمل، نحب عمل ونكرهه بعد فترة، تتغير الأمور مع الزمن ولا أحد يضمن شيء ولكن هناك برأيي استراتيجية أفكّر بها دائماً وبتطويرها لتجعلني أتملّص من الأمور التي لن أحبّها فجأة وحتى لو لها علاقة بدخلي المادي، كيف يكون ذلك؟
أوّلاً: تحديد قيمة حقيقية ورقم حقيقي لمصروفي اليوم والشهري، هذا الأمر سأبني عليه لاحقاً بكل تأكيد، ما الذي سأبنيه على هذا الأمر؟ هو القيمة الحقيقية التي بالأرقام التي أحتاجها لأجلس مُتفرّغ لمدّة 4 أشهر بلا عمل، معرفة هذه القيمة ستجعلني أحسب بالضبط المدّة التي عليّ عملها في الشركة التي أكره العمل بها قبل أن أتركها.
بعد فترة سأقوم بجمع المال اللازم وأترك الوظيفة وبعد تركها سأخصص هذه الأربع أشهر للتقديم على وظائف أخرى بناءً على ما أحب فعلاً من أمور وسأراعي الشركات التي سأتقدّم لها، وانتقل انتقال سهل إليها.
هي خطّة إنقاذ بسيط ولكن غالباً الشُبّان يقعون في مآزق أثناء ذلك بسبب عدم تفكيرهم بواقعية، أما بالنسبة لتحديد الهدف والشغف بالحياة فصرت أشعر بأنّ هذا الأمر مُردّه إلى التجربة والملاحظة الدائمة ما يعني أنّهُ مشروع قائم طوال الحياة وقد يكون متغيّر أيضاً طوال الحياة، لذلك لا يمكن الجزم به بأيام وأشهر فقط.
في مثل هذه الحالة ، قد يكون من الصعب الحفاظ على الدافع والحماس للعمل. قد يكون من المفيد الرجوع خطوة إلى الوراء وتقييم جوانب الوظيفة التي تسبب عدم الرضا. هل هي المهام أو المشاريع المحددة أم ثقافة الشركة أم شيء آخر تمامًا؟
بمجرد تحديد السبب الجذري ، قد يكون من الممكن إجراء تغييرات أو تعديلات لتحسين الوضع. على سبيل المثال ، سوف ابحث عن مشاريع جديدة تتوافق بشكل وثيق مع الاهتمامات الشخصية ، أو العمل على تنمية علاقات جيدة مع الزملاء والمديرين في العمل من اجل الاستمرار فيه بفضل الدعم الذي يقدموه لنا. ولكن من المهم أن نتذكر بأن الرضا الوظيفي له تأثير كبير على الرفاهية العامة للانسان.
التعليقات