بالطبع نهتم لما سيقوله الناس عنا في حياتنا، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بما سيقال عنا بعد وفاتنا؟
فما الشكل الذي تحب أن يذكرك الناس به بعد وفاتك؟
أتمنى أن أترك أثراً طيباً في قلوب كل من عرفتهم لدرجة تجعلهم يتذكروني بالخير دائماً ويدعون لي بالرحمة والمغفرة، ويقولون عاشت في سلام ورحلت في سلام دون أن تترك أذى في أي قلب.
ويقولون عاشت في سلام ورحلت في سلام دون أن تترك أذى في أي قلب.
هدف طيب. لكن مهما حاولنا سنكون سيئين في قصة أحدهم.. يعني إليكِ أنا على سبيل المثال هناك شخص مقتنعة تماما بأني لم أؤذه، وهو مقتنع بأني آذيته. مفاهميه تختلف عن مفاهيمي ومعاييرنا ليست نفسها لذا فأنا السيئة في قصته. هذا الشخص لن يتذكرني بخير على ما أعتقد ولكن ليس بيدي شيء أفعله. العلاقات البشرية أعقد مما نتخيل.
وهو مقتنع بأني آذيته. مفاهميه تختلف عن مفاهيمي ومعاييرنا ليست نفسها لذا فأنا السيئة في قصته. هذا الشخص لن يتذكرني بخير على ما أعتقد ولكن ليس بيدي شيء أفعله. العلاقات البشرية أعقد مما نتخيل.
إذا كنتِ لم تؤذه فعلًا، فهنا لا لوم عليكِ لأنكِ مهما حاولتِ تبرير موقفك، سيظل هو يرى الأمر بأسلوبه الشخصي وبالطريقة التي يمكنه بها تفسير أفعالك معه. لا أعتقد أن هناك شخص ما يجتمع عليه الجميع بكلمات طيبة، كل شخص يحكم من منظوره وافكاره فقط.
حتما لا بد أن أي إنسان سيُنسى مع مرور الزمن إلا إذا أثر في نفوس أو حياة الآخرين فإما أن يتذكروه بالسلب أو بالإيجاب.
فكلنا نتذكر الشيخ الشعراوي --رحمه الله-- لأنه أثّر ويؤثر فينا بعلمه وبتفسيره للقرآن، وأيضا نتذكر بلفور رئيس وزراء بريطانيا الأسبق لأنه وعد اليهود بقيام دولتهم في فلسطين؛ نتذكر السادات في مصر لأنه اتخذ قرار العبور في أكتوبر، ونتذكر الملك فيصل لأنه منع البترول عن الولايات المتحدة وحلفائها نُصرة لإخوانه وأشقائه.
فأنا شخصيا أهدف ولست أتمنى أن أكون سببا في تغييرات في نفوس من أعرفهم ويعرفونني أو لا أعرفهم ويعرفونني بأن أغير بعض مشاكلهم للأفضل من خلال معاملتي أو عملي أو نشاطي المجتمعي.
لا أحتاج من وجوههم شيء . ممازحة خفيفة، فكرة المساهمة رائعة في إدراك أن الطريقة التي تحيا بها هي التي ستشكل طريقة ذكرك.
بالنسبة لي أود أن يذكروني بالاستغفار لي والدعاء ومسامحة الحقوق
أنت من بدأت وقلت مسامحة الحقوق وكأنك تعرف أن هناك حقوق لم تؤدها إلى أهلها :)
عمومًا الاعتراف بالحق فضيلة عبد الرحمن، وأنا مسرورة لأنك اعترفت. هذا بالضبط هو الهدف من مساهمتي. تذكرة واعتراف. لا عليك. لا يزال معك وقت إن شاء الله. أطال الله بعمرك.
سأرغب في أن يذكرني الناس بما تركته من تأثير في نفوسهم، أي أنني أريد أن أبقى حاضرة بينهم بسيرة حسنة، أو مواقف أعنا فيها بعضنا البعض، أتمنى أنه بحلول وقت موتي، أكون قد استطعت أن أتفهم كل الرسائل التي تحثني بشكل أو آخر على تقديم مساعدة لشخص ما حتى لو كانت بمجرد كلمات مشجعة.
مواقف أعنا فيها بعضنا البعض
الناس نادرًا ما تتذكر المواقف. المواقف أسرع شيء يُمحى من الذاكرة. هناك بالطبع مواقف لا سبيل إلى نسيانها لأنها حفرت لها مكان بجهازنا العصبي، ولكن البشر يتذكرون الانطباعات التي تركناها لديهم. سأتذكر أن فلانا شخص محب للمساعدة، ولكن لماذا؟ لأنه ساعدني أو ساعد غيري بالطبع. لكن هل أتذكر المواقف بتفاصيلها؟ ربما. أشك في هذا.
أختلف معكِ هنا، كيف يمكنك نسيان مواقف مررتي بها مع المقربين لكِ مثلًا؟ وحتى لو سمعتِ بوفاة شخص ما لم تكن لك علاقة قوية به ولكن جمعتكما مواقف قوية، بالطبع ستتذكرينها، لا أتحدث هنا عن مواقف عابرة، أتحدث عن مواقف يصعب نسيانها.
الصورة التي أرغب في أن يتذكرني الناس عليها بعد وفاتي هي تلك التي تعكس الإيجابية والتأثير الإيجابي في حياة الآخرين. أود أن يتذكروني كشخص كان دائمًا داعمًا، مُلهمًا، ومتفهمًا. شخص يسعى لإفادة الآخرين سواء عبر تقديم النصائح، المعرفة، أو المساعدة في تجاوز تحدياتهم.
أريد أن يُذكرني الناس كمن عاش بقيم الإحترام، اللطف، والتعاطف، والذي ترك بصمة طيبة في قلوب من تعاملوا معه. أن تكون لي مساهمة، ولو صغيرة، في تحسين حياة الآخرين وجعل العالم مكانًا أفضل، هذه هي الصورة التي أتمنى أن تظل في أذهان الناس.
وأنت يارغدة؟ ماهي اجابتك على هذا السؤال الفلسفي؟
شخص يسعى لإفادة الآخرين سواء عبر تقديم النصائح، المعرفة، أو المساعدة في تجاوز تحدياتهم.
أول شيء الله يبارك بعمرك ويجعله عامرًا بالخير والصحة.
لأصدقك القول أشعر ببعض الغرابة حين أجد الناس يقولون إنهم يأملون أن يتذكرهم الآخرون بفعل الخير والمساعدة وما إلى ذلك من الصفات المتمثلة في العطاء بدون مقابل، ولكني قلما أرى ذلك بالحياة فعلًا. يعني أقول لنفسي: إذا كنا نريد أن يتذكرنا الناس على هذه الصورة، فهل على قدر أهميتها تلك نكرس من حياتنا جزءًا لتحقيقها بأن نعيش للناس؟
هل يوجد فعلا من يعيش لغيره؟
إذًا كيف سيتذكرنا الناس بهذا؟
وأنت يارغدة؟ ماهي اجابتك على هذا السؤال الفلسفي؟
أشكرك على سؤالي. حتى اللحظة وفي هذه المرحلة من عمري تحديدا أحب أن يتذكر الناس أنني كنت أحارب للحصول على الحياة والعيش بتفاؤل وأمل رغم كل ما واجهته وأنني لم أكن شكاءة بكاءة وكنت أخفي همي متوكلة على الله. القريبون مني يعرفون ذلك. هذا يكفيني.
إذا كنا نريد أن يتذكرنا الناس على هذه الصورة، فهل على قدر أهميتها تلك نكرس من حياتنا جزءًا لتحقيقها بأن نعيش للناس؟
الإجابة ببساطة هي نعم!
ولا أعتقد أنني وحدي من يقوم بهذا. أعرف واحدة تقوم بهذا أيضا اسمها رغدة جعفر 😅
أنت تذكرين طبعا الكثير من المواقف التي أنفقت فيها الوقت والجهد والمال، لمساعدة الأخرين وبدون مقابل.. والحقيقة أننا نردد كلمة (بدون مقابل) لكن هل هذه هي الحقيقة؟ في رأيي أن هذه المواقف بمثابة رصيد لدينا عند الله. تُرد لنا سواء في الدنيا أو الأخرة.
أنني كنت أحارب للحصول على الحياة والعيش بتفاؤل وأمل رغم كل ما واجهته
هل ستصدقيني اذا قلت لك أنني كنت واثق أن هذه ستكون إجابتك؟ سأزيدك من الشعر بيت وأقول لك أنك تمثلين نوعاً من البشر، لم يولد بملعقة ذهبية في فمة. وماحصل عليه الأخرين كحق مكتسب حصلت أنت عليه بالعمل المستمر والدراسة والجهد والعرق. ولم تسلمي حتى من الحسد والحقد على كل ما وصلت له في رحلتك
أتمنى لك العمر المديد والنجاح والتألق.. والأهم: السعادة وراحة البال
تحياتي
التعليقات