يقول خبير البحث عن الحافز والمعنى آدم غرانت:
"إنّ الإبداع هو السماح لنفسك بارتكاب الأخطاء، والفن هو معرفة أيها يجب الاحتفاظ به".
رؤية الإبداع من هذه الزاوية تجعلنا نتقبل الأخطاء أكثر، ونستغلها لصالحنا، كيف تنظرون إلى ذلك؟
لا أرى للأمانة إبداعاً صفرياً ينشأ من عدم، إنما هو علمية ترابط عناصر وفقط، الترابط السيء بين العناصر نسمّيه قبحاً وفشل وأمور بلا قيمة والترابط الجيّد نسميه إبداع، أما المُمتاز منه فيرقى إلى مستوى فنز
ميز تورانس (1993) أحد الرواد الأوائل من الباحثين الذين كرسوا جهدهم لقياس وتدريب الإبداع بأن "الإبداع عملية تحسس للمشكلات والوعي بمواطن الضعف والثغرات وعدم الانسجام والنقص في المعلومات, والبحث عن حلول والتنبؤ, وصياغة فرضيات جديدة, واختبار الفرضيات وإعادة صياغتها أو تعديلها من أجل التوصل إلى حلول أو ارتباطات جديدة باستخدام المعطيات المتوافرة, ونقل أو توصيل النتائج للآخرين
أي أنّ الإبداع بأصله يحوم حول الخطأ وما القدرة فعلاً على الخوض فيه دون الخوف من الفشل، مما يجعل المُبدعين أكثر تقبلاً للخطّائين في الحياة، لإنّهم أكثرهم غلطاً في الأصل أو أقربهم لهذه الاحتمالية وهذا المحيط.
لكن من سياق ما نافشتَهُ لأحد الرواد أ.ضياء شعرتُ ويكأنّ الإبداع شيئٌ يدعو المثالية!
خصوصًا حينما ذكرتَ في التعريف فيما معناه أنه يبحثُ عن المنقوص في المعلومات، ويقوم بتعديل الخلل إن وُجد، وهذه بالطبع أشياء محمودة حينما تُلاحظ وتُهيأ، لكن أيجعلنا التعريف نوعًا ما ننساقُ للمثالية! وهل الإنسان لن يصل فعليًا لحالة الإبداع بعدما يستكمل كلّ منقوص ، ويعدّل كلّ خطأ، ويبحثُ في كلّ شيء مُبهم ؟
يبدو أنّ الإنسان يواجه دائماً صعوبة في تقبّل أنُهُ كائن مُبدع، يُطوّر ويتطوّر، ويفهم الإبداع على أنّهُ خلق من عدم، كُل تطوّر هو إبداع، بدعة جديدة في الأرض، كل تلافي لخطأ هو إحسان، جنس من أجناس الإبداع والتحسين.
ولا كمال في هذه العملية، لإنّ لا يمكن أن يوجد مسبقاً صورة كاملة مكتملة للإبداع في أي شيء، كل شيء قابل أن يكون أحسن دائماً
لا أرى للأمانة إبداعاً صفرياً ينشأ من عدم
طبعا يا ضياء، كل ما ننتجه من أفكار هو ليس جديد كليا، وإنما تجميع وربط لأفكار آخرين وربما اخطاءهم وأخطاءنا.
نقوم بجمع تلك الأفكار ويقوم العقل بفلترتها وإعادة تدويرها، لتظهر الفكرة وكأنها جديدة ونحن أصحابها وهي في الحقيقة نتيجة لتفاعلات الأفكار والتجارب إن صح القول.
التجربة يا دليلية وما تحتوية من صحة أو خطأ ومع المحاولات يتولد الإبداع، بكل تأكيد لست أرتكب الأخطاء عن قصد إنما ينتج بسبب محاولات عملية لإكتشاف الحلول ومن ثم التجربة وما تحتوية من عوامل قد تصيب وقد تخطئ، وأٌبدي توافقي مع هذه المقولة بل أزيد عليها إن محاولات التجربة وما تحتوية من نتائج هذا يزيد من حصيلتنا المعرفية ومع التنوع في الحلول يتشكل الإبداع.
دائماً ما أقول أن الخوف من الفشل يضمن لك الفشل، والإيمان بالمحاولة هو الطريق الأنسب للوصول إلى الأهداف، فنحن لا نصل إلى الأهداف بسهولة، وغالباً لا نصل من أول محاولة لذا التصالح مع الإخفاق في المحاولة هو ضامن قوي لنجاح مستقبلي.
بطبيعة عملي البرمجي يا عبدالرحمن أتعجب لولم يحدث مشكل في الإستخدام الاول للخوارزمية، فالمحاولة والتجربة كفيلة بالوصول إلي الحلول وبالتالي الوصول الي الحلول، ماذا لو كنت خائفاً او شخص تقليدي فكيف سأصل إلي الإبداع، طبعاً سيكون الأمر مستحيلاً بدون سيلاً من المحاولات والتجربة.
أزيد عليها إن محاولات التجربة وما تحتوية من نتائج هذا يزيد من حصيلتنا المعرفية ومع التنوع في الحلول يتشكل الإبداع.
ولعل من جماليات التجربة والوقوع في الخطأ أثناء رحلة الاكتشاف، أننا نحب تلك الأخطاء.
قبل فترة كنت أظن أنني أخطأت حين كنت في الجامعة أكتب للطالبات نصائح وإرشادات واقتباسات ملهمة وأعلقها على الجدران وأبواب الغرف.
وقلت لو أنني استثمرت وقتي في تخصصي لكان أفضل، لكن اليوم أستطيع تطوير نفسي في تخصصي، لكن فرصة العودة وفعل ما كنت أفعله لن تتكرر، هنا أدركت أهمية التجارب الجديدة حتى وإن كانت تبدو أفضل.
نيوتن أسقط التفاحة بالخطأ فاكشف قانون الجاذبية.
يمكن أن تحولي غضبك, حزنك إلى إبداع, حين أكون غاضبة تأتيني قوة غريبة فأقوم بالأعمال المنزلية وأحضر حلويات بطريقة مبدعة.
لذلك أعتقد أنه يجب أن تملكِ الآتي
كل إنسان يخطئ ، ببساطة علينا أن نتقبل هذه الأخطاء بأي شكل كان ، لا أن نغير و نزخرف معناها وما تحتويه من تفاصيل إلى مفهوم الإبداع ، فالخطأ خطأ بالنهاية وما أجمل هذه الأخطاء إذا كانت نتيجتها تعلم و حرص شديد منا على ألا نقع فيها مرة أخرى !
أرى الإبداع من منظور آخر ، هو الابتكار والتفكير خارج الصندوق ، بالإضافة إلى حب العمل ، و حب الاستطلاع والفضول العلمي و كثرة السؤال " لماذا " و " لمَ " ، فكل هذا سوف يسهم في حل كثير من المشاكل التي تزعجنا ، وسوف يساهم في ارتقاء المجتمعات والوصول لقمم النجاح .
أشرت إلى مفهوم مهم وهو مفهوم "تجميل الخطأ" ولكنني لا أرى مشكلة كبيرة من تحويله لنقطة مفيدة لنا إن كنا قد فعلنا ما قلته من تعلم وحرص.
لذلك فيمكنني أن أصيغ مثالك عن التفكير خارج الصندوق بطريقة أخرى. فكيف سأعرف حدود الصندوق إن لم أصطدم بحافته من قبل؟ المشكلة أن الإنسان يخاف من الخطأ ويحرص على عدم الوقوع فيه وبرأيي علينا أن نحرص على عدم الوقوع في نفس الخطأ وليس عدم الوقوع في الخطأ عمومًا.
لأن الخوف من الخطأ يعيقنا أما الاستعداد للخطأ ولتحويله إلى شيء إيجابي لنا هو الأهم. ما رأيك؟
نعم أ. أمنية أتفق معك بخصوص كل ما ذكرته ، كل طرق النجاح مليئة بالحواجز ولا بد من وقوعنا بالأخطاء ، و ولكن ما قصدته من قولي هو أن الإبداع يظهر نتيجة تصالحنا مع أخطائنا و التعلم منها ، كقولي بجملة صريحة : نعم، أنا أخطأت و تعلمت من خطأي فأبدعت ، أما الخطأ الذي لا يصاحبه تعلم لن يوصلنا للإبداع أبداً .
أرى الإبداع من منظور آخر ، هو الابتكار والتفكير خارج الصندوق
الجميع يدعو للتفكير خارج الصندوق، لكن السؤال هل يوجد صندوق واحد؟
أم أنّ لكل شخص حدود صندوق خاصة، فما ترينه أنت خارج الصندوق أراه أنا من أعماق الصندوق؟
الباحثة Brene Brown هي واحدة من المؤلفين المفضلين لدي ومرشدي TedTalk. وهي تؤكد بشكل قاطع أن الطريقة الوحيدة التي لا ترتكب بها الأخطاء هي إذا لم تكن "في الساحة أو في الواجهة". ستكون آمنًا لأنك أيضًا لا تخاطر بأي شيء. تقول برين أيضًا ، "لا يوجد إبداع بدون ضعف."
حتى أن أوبرا قالت "لم يكن الضعف مهمًا لنجاحي فحسب ، بل كان أهم شيء!"
أنا أؤمن بالمخاطرة بنقاط ضعفي ووضع كل شيء هناك . يقول إلبرت هوبارد"أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه في الحياة هو أن تخشى باستمرار أنك سترتكب أخطاء". ولعل أشهر قصة عن اختراع عظيم تم اكتشافه نتيجة خطأ هو اكتشاف البنسلين بواسطة ألكسندر فليمنغ.
الإبداع لا يتم إلا في وجود حرية تامة، والحرية تعني تقبل الأخطاء بصدر رحب دون أي تضييق على النفس أو لوم لها على ما تخطئ فيه، وهذا هو سر الإبداع، فلو تحفظ المبدعون لما خلقوا فنًا حقيقياً، ولما نجحوا في حياتهم.
والأمر ينطبق بصورة كبيرة على رواد الاعمال كذلك، ففي استطلاع رأي أجراه نابليون هيل لمئات رجال الأعمال الناجحين، تبين له أن النسبة الأعظم منهم مروا بتجارب فاشلة في بداية مشوارهم ولكنهم أكملوا بعدها ونجحوا نجاحاً باهراً.
فالفشل جزء من النجاح أو لنقل أنه الخطوة الأولى التي لا بد أن نخطوها كي نستمر في طريق ما، فالفشل مجرد تجربة نتعرف من خلالها على أخطاءنا.
والفشل في إتمام شئ ما له فوائده كذلك :
*فهو يجعلنا ندخل في المجال بشكل فعلي.
وفي هذا النقطة تتلخص أهمية التجربة، فالتجربة الفاشلة تضعنا على بداية الطريق، وبعدها نحن نقرر ما إذا نوينا الإكمال أم التراجع.
*يجعلنا نعرف نقاط الضعف والقوة فينا
*يمكننا من معرفة احتياجاتنا لنتمكن من النجاح فيما بعد
*الخطأ الذي وقعنا به اليوم لن ننساه ابداً، وهذا سيقلل جداً من إمكانية تكرره
*اكتساب بعض الخبرة التي لم نكن سنكتسبها إن لم نجرب
التعليقات