يقال:"احذر أن يعميك توهُج البدايات" والسؤال لماذا نرى أن البدايات أجمل مرحلة من أي علاقة؟
لماذا البدايات أجمل؟؟
لربما البدايات لها علاقة بالطاقة الكبيرة التي نبدا فيها والتي تعتبر محرك لنشاطنا وتمدنا بالطاقة الايجابية .
ولأن البدايات تخلو من السلبيات ومن تعقيدات العمل وعثرات الطريق فإننا ننظر لها بتفاءل كبير وحرص على ان تكون حافز لنا تتلاقى مع الشغف الداخلي .
لهذا البدايات في كل الامور هي الافضل .. ومثال حي هو العلاقة بين شخصين تكون في بداياتها في أوجها وتنتابها الكثير من الامور الايجابية والسعادة ومثال حتى المخطوبين الذي تكون اولى بدايات تعارفهم مليئة بالود والذكريات والجمال.
وهنا علينا في البدايات ان نستمر حتى تبقى الخطوات اللاحقة جميلة ان نحتمل كل ما فيها لتستمر كالبدايات ونسعد بها.
لأن ما يهمنا يا زينة هو أن نظهر الجانب المضي لدينا، فنحن نرتأي أن نترك صورة جيدة عنا لدى الآخرين. و بمجرد تكوين هذه العلاقة والتي نعتبرها كهدف تحقق، قد يبدأ الجمال في التراجع. ناهيك أنّنا قد لا نحمل سوء الظن في علاقتنا مع الآخرين.
لأن كل شيء بالبداية يكون له رونقه وله هيبته وغرابته، فيثير فضولنا لنغوص في أعماقه لنكتشف المزيد والمزيد، فننسج الآمال حوله...نتعلق به إلى أن نمل منه، ككتاب يحمسك عنوانه فتبدأ به بكل حماسة ولكن بعد وقت معين تكون ألفته واعتدت عليه فلن يكونهناك المزيد بجعبته يفاجأك، كتجربة جديدة كانت بالبداية مميزة فتحفزك لتتعلم أكثر وأكثر عما تتضمنه... الأمور تصبح مع الوقت باهتة تافهة بلا قيمة لمعرفتك الكبيرة بها.
يقال: البدايات للجميع والثبات للصادقين، وحتى نتجنب الوقوع في فخ ذلك التوهج علينا أن لا نقترب حين نرى التوهج بل حين نطمئن حين نطمئن فقط
لماذا نرى أن البدايات أجمل مرحلة من أي علاقة؟
غالبا ما تكون تلك البدايات هي تجربة جديدة لنا، مهما كانت لذلك نجدها شيئا رائعا ونشعر بالنشوة، بسبب جرعات دوبامين و افرارزات المخ المختلفة فتؤثر تلك الكيمياء علينا فنرى كل جميل فقط ونعيش في ظل تلك الفقاعة الوردية
ما إن تنتهي تلك الكيمياء حتى يلتفت كل شخص للآخر ويسأل نفسه كيف تحمّله كل هذه المدة
لذلك من الأفضل أن يبقى الانسان مستيقظا من البداية وأن لا يتشتت بسبب إفرازات المخ ويتوهم العشق والهيام ويغمض عينيه عن حقائق قد تكون قاتلة
التفسير العلمي دائمًا يمنح صاحبه أفضلية، فأحكامنا في معظمها و تصوراتنا عاطفية ومبنية على تجاربنا الخاصة والتي نحن تحت تأثيرها شئنا أم أبينا، فالعلم يأتي ليكون الفيصل، إن إدراك ماهية ما يحدث في البدايات والحماس الذي يشتعل في البداية فيعكر حكمنا المنطقي على الأمور، إدراكه يساعد في تجاوز هذه البدايات إن كانت مخيبة جدًا ويساعد في تفهمها عوضًا عن لوم الطرف المقابل.
الطبيعة البشرية بشكل عام عندما ترغب بشيء في بداية الأمر لاترى سوى الأشياء الجميلة السطحية يكون الشخص متحمس ولديه الرغبة أن يكمل بدون أن يرى النقاط السيئة أو الغير محبذة لديه لأنه منشغل بالأشياء المحببة
مع مرور الوقت يبدأ يتعمق بالعلاقة ويكتشف أشياء ليست مفضلة لديه هيي بالأصل موجودة ولكن حماس البداية غطى عليها
لذلك يجب على كل شخص التروي ودراسة الطرف الأخر قبل البدء بأي علاقة
هناك مقولة: "الضباب وحده هو ما يجعل الأشياء تبدو ساحرة" حيث أن الضباب يخفي تفاصيل المدن وكلما اقتربت من جدار ما بدت تفاصيله اكثر وضوحًا.
فالأشياء والأشخاص من بعيد يبدوون أكثر جمالاً، وعند اقترابك منهم والتعمق في شخصياتهم والانخراط في تفاصيلهم تبدأ العيوب بالظهور للعيان.
تماما مع الأخذ بالاعتبار لكل قاعدة شواذ
والا لن تبنى علاقات بين البشر لو بقينا بعيدين خوفا من تغير الصورة الجميلة التى نراها
البدايات تكون هي ذروة الإشتعال في كل شيء، في المشاعر والعطاء والحماسة والرغبة والإندفاع، ثم يبدأ كل ذلك بالإنطفاء شيئاً فشيئاً ويفقد كل يوم جزءاً من فاعليته ما إن يلقي التعود بظلاله عليه، وهي فطرة الإنسان مع كل شيء، يباغته التعود والملل تجاه كل شيء ولو ملك نعيم الدنيا، لذلك لابد للإنسان أن ينظم مشاعره ولا يستنزفها في البدايات بل يوزعها ويعمل على تجديدها من فترة لفترة حتى لا يفقد شغفه تجاه الأشياء والأشخاص .
التعليقات