يميل العديد من الأشخاص إلى إيجاد الشخص الأنسب للتعامل معه والارتباط به، سواء كان صديقا أو حبيبا، والذي يؤمن المعتقد السائد بأن هذا الارتباط يجب أن يتحقق من خلال التشابه بينهما، في حين أن البعض يرى أن الاختلاف بين الأشخاص هو سر التعلق والارتباط.
هل تساعد الاختلافات بين الأشخاص في زيادة الترابط بينهم أم العكس؟ وهل تنجذبون إلى مصادقة من يشبهونكم أم من يختلفون عنكم؟
أنا أومن أنه لا يوجد تشابه تام ولا اتفاق كامل
في حالة الصداقة :أميل عادة لمن يشبهونني حيث أجد مساحة كبيرة للنقاش والحوار حول المواضيع التي نهتم بها ولكن يبقى لكل منا رأيه الخاص؛ والذي قد يختلف كليًا عن الآخر، كما آخذ بعين الاعتبار التكافؤ الاجتماعي والعلمي من أجل بناء صداقات جديدة. مع ذلك أميل للنظرية التي تقول:" أن الناس تختلف اهتماماتها خلال دورة حياتها " فلا يوجد مسلمات ومن يكون أهم شخص بالنسبة لي قد تتراجع مكانته وكذلك مكانتي بالنسبة له .. طالما أن كل منا يعيش حياته وفقًا لتطلعات وأهداف معينة ستجعله ينغمس بمجالات تختلف عن الآخر من هنا ستحدث فجوة بين الاهتمامات، والتي ستؤثر قطعاً على طبيعة الحوار حتى ينعدم تمامًا.
أما في الحياة العملية: فلا أفرق بين أحد كان، سواء يشبهني أم يختلف عني. ومهما كانت درجة الاختلاف أشعر أن هناك شيئًا لابد أن أتعلمه منه وبالتالي يزداد الترابط العملي بيننا و المبني على وجود مصلحة أو هدف.
في الحياة الأسرية: كل منا له شخصيته المستقلة وعادته طباعه ومهما كان هناك اتفاقات إلا أن ذلك لا يمنع من وجود فروقات! و هنا تكون الفروقات حميدة لأننا نجتمع بالنهاية على مصلحة واحدة تجعل كل منا يستوعب الآخر ويستفيد من هذه الفروقات كنوع من التكامل فلا يمكن الاستفادة من السالب أو الموجب إلا إذا اتصلا ببعضهما البعض وإلا ستبقى الحياة ساكنة. و أشعر بذلك واضحًا حين انظر لعلاقة طفلاي ببعضهما البعض فعلى الرغم من أنهما توأم وتجمعهما العديد من الصفات التي لا تعد إلا أنهما مختلفين في تعاطيهما للامور وردود أفعالهما و حين لاحظت ذلك كانا فيمرحلة الروضة وعملت على تعزيز فكرة أن كل منكما يكمل الآخر فلا يوجد من هو على صواب كامل أو خطأ تام وكان لذلك أثره الإيجابي على تقوية العلاقة بينهما.
إذًا أنتِ ترين أن مسألة التشابه والاختلاف هي مسألة تبادلية يا ديما، فهل يمكننا أن نستنتج من ذلك أن المسألة برمّتها تعتمد على التشابه والاختلاف في نقاط معيّنة؟ أو بمعنًى آخر، هل توجد نقاط معيّنة يجب فيها الاختلاف ونقاط أخرى يجب فيها التشابه؟ أم أن الأمور تكون بدرجة من العفوية لا يمكن أن نحسبها بهذه الطريقة المفصّلة والدقيقة؟
لو سألتني هذا السؤال قبل عشر سنوات لأخبرتك أن العفوية أمر رائع، وأننا لسنا بحاجة إلى التعقيدات من أجل بناء علاقات ناجحة ولكن الآن وصلت لقناعة تامة بأنه من الضروري وضع شروط خاصة لكل من يدخل حياتك وان نقاط الاختلاف يجب ألا تتعدى حدود معينة. فمثلاً يمكنني أن أختلف مع صديقتي على كيفية التواصل مع الله، ولكني لن اقبل أن يكون الاختلاف على وجوده! يمكنني ان أختلف معها حول نقد كتاب لكن لايمكنني أن أستوعب انها لا تقرأ ..
فهناك معايير لا يمكن أن أتجاوز عنها في العلاقات القريبة بداعي أن لكل منا شخصيته وميوله وما إلى ذلك ولكنني أستوعب هذا الأمر مع الأشخاص الغرباء.
هل تساعد الاختلافات بين الأشخاص في زيادة الترابط بينهم أم العكس؟
قرأت أن ايناس كوهيان الأخصائية النفسية بجامعة «ايوا » قامت بدراسة على 391 زوجا وأكدت فيها أن تشابه الزوجين يضمن انسجامهما ويقرب من فرصة التفاهم بينهما ويساعدهما على اتخاذ قرارات يوافق عليها الاثنان عكس الاختلاف في الشخصية والقيم والذي يؤدي إلى وجود صراعات ومشاحنات يومية دائمة.
ومن رأيي أن الأمر نسبي، ويختلف بحسب طبيعة الشخص، ومدى تقبله لهذا الأختلاف، فغالباً ما نميل لمن يمتلكون أشياء ومهارات ليست لدينا ولكنها تتفق مع منظومتنا الفكرية، فتدفعنا للتعلم والنمو، على سبيل المثال العلاقة بين زوجين أحدهما رزين والآخر أهوج ستؤدي للعديد من المشاكل، وكمثال آخر، في حالة وجود زوجين كلاهما يعمل في وظائف ووجهات مختلفة، لكنهما ناجحان ويدفعان بعضهما، فنجاح أحدهما يدفع الآخر، وهذا مهم أن نكون متوافقين ومتفقين من جهة وفي الوقت نفسه تضمن علاقتنا الأختلاف حتى تكون هناك مساحة من التطوير والتعلم، والبعد عن الملل والرتابة.
وهل تنجذبون إلى مصادقة من يشبهونكم أم من يختلفون عنكم؟
أنجذب لمصادقة من يختلفون معي لأتعلم منهم، وتفقين مع مبادئي وقيمي.
على الرغم من أنني أتفهم جدًا مسألة الاختلاف كنوع من أنواع التعلّم، وأنني فعلًا أحرص على التعرّف على منهم يختلفون عني، فأنا أيضًا أحرص على معرفة من يختلفون عني حتى في القيم والمعايير، لأن هذه المسألة أرى أنها شخصية لا تؤثر على علاقتي بالآخر، بالإضافة إلى أنني لا أحبّب أن أصنف معرفتي للبشر تبعًا لمعاييرهم الأخلاقية، فأنا لا أعترف في هذا الصدد إلا بعلاقتي الإنسانية الخاصة بالشخص.
برأيي أن التشابة أو الإختلاف أمر نسبي بحت، فإن كان التشابه كبير جداً إلى درجة الملل تصبح العلاقة متوقعة جداً لا جديد فيها حتى وإن كانت صداقة، والإختلاف أيضاً إن كان إختلاف جذري تصبح العلاقة مهزوزة نظراً لعدم تقبل الآخر لهذا الإختلاف الكبير، وإذا تقبلت الآخر بكل إختلافاته التي لا تهدد إختلافاتي بإمكاننا التفاهم... بالنسبة لي أكون على وفاق مع من يتشابه معي في القليل من الإهتمامات ليتسنى لنا فيما بعد اكتشاف الميزات المختلفة لكينا...
قد يتسبب التشابه في العديد من مشكلات الملل والفتور بالتأكيد، ويسعدني أنك أشرت إلى هذه النقطة يا صديقي لأنها نقطة فاصلة بين العديد من الأشخاص في علاقاتهم الإنسانية، خصوصًا في إطار الزواج بين الرجل والمرأة، حيث أن التشابه إلى هذه الدرجة يجعل من الشخصين نسخةً واحدةً، مما قد يصل بواحد منهما إلى مرحلة غير مرغوبة من الفتور والملل، ومما قد يصل أيضًا إلى التنافر الشديد بينهما، تمامًا كما يحدث بين قطبي المغناطيس المتشابهين.
كما يحدث بين قطبي المغناطيس المتشابهين.
وهذا الذي لا يدركه الغالبية يا صديقي، فعندما تكون مختلف عن الطرف الآخر في البداية يكون اختلافك هاجس يصيبه، الخوف من الذي لم يعتاده والغريب عليه... فيميل البعض إلى من يشبهه و"اللي نعرفه أفضل من اللي منعرفوش" فيفضلون القريب من شخصهم الذي لن يفاجأهم يوماً بما لا يرضيهم..
هل تساعد الاختلافات بين الأشخاص في زيادة الترابط بينهم أم العكس؟ وهل تنجذبون إلى مصادقة من يشبهونكم أم من يختلفون عنكم؟
لا أستطيع التعامل مع من يختلف عني كلياً، وبالأخص أصحاب الصفات التي تعاكس صفاتي، فأميل بالعادة إلى الأشخاص الذين يشاركونني طريقة التفكير ومعالم الشخصية، لا أقول أنه يجب أن يكون الشخص نسخة مني ولكن يكون قريباً إلى شخصيتي حتى يحصل التوافق .
أرى أيضاً أن التوافق الفكري مهم جداً في مختلف العلاقات، فالبقاء مع شخص يختلف تفكيره عنك سيوقعك في المتاعب وستتكون لديكم علاقة ملتهبة طوال الوقت، فكيف تمضي حياتك مع شخص يرى أفكارك وطموحاتك بلا قيمة ولا معنى وأنت تبادله ذات الشعور، فتفقدوا احترامكما لبعضكما وبدون الإحترام تنهار العلاقات .
لا أستطيع التعامل مع من يختلف عني كلياً، وبالأخص أصحاب الصفات التي تعاكس صفاتي
هذه النقطة حساسة للغاية يا تقوى، فعلى الرغم من أنني قادر على التعامل مع من هم مختلفون عني اختلافًا تامًا، فهناك بعض الصفات التي نتفق على صعوبتها جميعًا لا يمكنني التعامل معها، فالأنانية والنرجسية والطمع وانعدام الأمانة هم جميعًا صفات يصعب العمل على تقبلها. وعلى الرغم من أنني أتقبّل الأمر على صعيد التعامل والسلام الخارجي، فهنالك حد من العمق لا أستطيع الوصول إليه مع أصحاب هذه الصفات.
أنا فقط أقوم بتجنبهم بقدر الإمكان، ولا أملك القدرة التي تملكها على التعامل معهم .
يبدو أن تأثير المغناطيس لا يعمل معي، فأنا أنفر ممن يختلف عني وأنجذب لمن يشابهني .
يجب التفريق اولاً بين التعامل مع الأشخاص، وبين الإرتباط العاطفى، فحين نتعامل مع الأخرين ليس بالضرورة التشابه فى الأفكار أو الشخصيات فالمهم هو الإحترام المتبادل، وتقبل وجهات النظر المختلفة بصدر رحب بدون أى انفعالات تتسبب فى تعقيد الأمور أكثر، والإستماع للطرف الأخر من أجل خلق لغة حوار وتفاهم بين جميع الأفراد، فالناس تميل لمن يشبها فى الأفكار أو الطباع حتى لو كان قليلاً، أما بالنسبة للإرتباط العاطفى فمن الضروريات وجود تشابه فى جزء كبير من الأفكار والشخصية لأن الموضوع متعلق بالمعيشة والتعايش سوياً تحت سقف واحد، ومن المعروف بأن التشابه يخلق تفاهم كبير الذى بدوره يساهم فى جعل الحياة أكثر وضوحاً وسعادة، ونحن هنا لا نقول بأن التشابه يكون بنسبة 100% لأنه شئ نادر الحصول بل يكاد يكون مستحيل وإنما على الأقل يكون بنسبة تتجاوز 60 % .
لا أفضل التشابه الكامل أو الاختلاف الكامل، وإنما أفضل كلًا منهما في جانب معين. فالتشابه لابد أن يتواجد في المبادئ والأخلاق الحميدة وكذلك هواية واحدة إن أمكن. فيما يجب الاختلاف في بعض الهوايات والصفات الشخصية، فمثلًا أنا شخصية سريعة الانفعال وسيكون من الأفضل التعامل مع شخصية هادئة يمكنها امتصاص غضبي. وكذلك يجب التقارب في بعض الأمور عند الارتباط تحديدًا وهي المستوى التعليمي والاجتماعي وربما المستوى المادي أيضًا.
طرحت فكرة مشابهة في مساهمة سابقة، واستنتج من كلا المساهمتين أن كل شخص فينا يفضل أمر ما، ولكن لا نعلم ما سيفرضه علينا الواقع.
أنا دائمًا أنجذب للاختلاف، وأرى أن الاختلاف يجعل أي علاقة سواء صداقة أو ارتباط تجعلها مثيرة للاهتمام دائمًا، لأن فضولك تجاه المقابل سيستمر لوقت أطول، ولن يغزو الملل علاقتكما بعد فترة قصيرة، ولكن الكثيرين قد يجدون مشاكل في المختلفين عنهم، ولا يفضلون تقريبهم منهم، وهذا أمر متوقع فنحن نرتاح للمألوف، ولكن الفضول والعقل المنفتح يطلب دائمًا الجديد، ويطلب ما يحرك عقله وفكره طوال الوقت في أصغر التفاصيل، الاختلاف بين أشخاص مدركين يصبح متعة وتعلم مستمر.
هذا حقيقي يا شفيقة. لكني أتبنى أيضًا وجهة نظر إضافية، وتتمثل في أن الاختلافات هي ملح العلاقات بالتأكيد، لكن التشابه على بعض الأصعدة مهم أيضًا، وقد يجعل من العلاقات في نوعيات بعض الأشخاص جحيمًا أو جنةً، تبعًا لنوعية الأشخاص من جانب، ومدى قدرتهم على تقبل الآخرين المختلفين عنهم من جانب آخر.
بطبيعة الحال بعض التشابه أمر مفروغ منه فاضلي,
لكن كلما زادت درجة التشابه كلما زادت الضغوطات, وهذا مايدفع الطرفين للعيش في حالة صراع لا متناهٍ.
هل تساعد الاختلافات بين الأشخاص في زيادة الترابط بينهم أم العكس؟
برأيي تساعد في زيادة الترابط في حالة كان الطرفان يستطيعان تقبل واستيعاب اختلاف بعضهما البعض والتعامل معه بشكل ايجابي وانهما مكملان لبعضهما .
وهل تنجذبون إلى مصادقة من يشبهونكم أم من يختلفون عنكم؟
لا احب الذين يشبهونني كثيرا لكن بالنسبه لي يجب ان يكون هناك بعض التوافق الفكري على الاقل لكي نستطيع الانسجام ومع ذلك اميل للاشخاص المختلفين هذا يجعلني اغوص في استكشاف شخصياتهم واطباعهم والتفكير في طريقة التعامل معهم
هل تساعد الاختلافات بين الأشخاص في زيادة الترابط بينهم أم العكس؟
بالتأكيد تساعد لكن أنا أرى أنّ الأشخاص إذا كانوا يرغبون في الاستمرار لن يؤثر اختلافهم أو تشابههم مادام قرارهم الاستمرار سواء صداقة أو زواج.
وهل تنجذبون إلى مصادقة من يشبهونكم أم من يختلفون عنكم؟
لماذا علينا أن نرى الأمر بهذه الطريقة، يا إما هذا أو ذاك، قد نتفق ونجد الخير في أشخاص يختلفون عنا تماما، وقد نجد السوء والاذى في أشخاص يشبهوننا تمامآ وهكذا، لا يمكننا الجزم في هكذا أمور.
بالنسبة لي لا أقيس الأمور بهذه الطريقة، فعلت ذلك مسبقا ولكنه غير مجدٍ لذلك معرفة الشخص في معترك الحياة تحدد اختلافه أو تشابهه معنا ومدى أحقيته بمصاحبتنا.
إذًا من البداية، هل يجب أن نقيس الأمر وفقًا لتشابهنا أو اختلافنا مع الشخص عند أول علاقتنا به؟ أم أن الأمر يختلف؟
أنا من أنصار العفوية، ولا أرى أي هدف من هذا الأمر إلا أنه يساعد في التحليل النفسي للعلاقات فقط. لكن من جهات أخرى، وعلى صعيد التعرف على الأشخاص، فأنا أحب التعرف عليهم كما هو الحال، دون أن ألتفت إلى ما يشبهني أو يختلف عني عن عمد.
الاختلاف سنة موجودة في هذه الحياة، وبالعكس لولا الاختلاف لما استطعنا ان نندفع للبحث والاكتشاف اكثر.
يقال كثيرا صاحب من يشبهك وصراحة اراها مقولة صائبة، عندما يكون رفيقك يعرف نواياك و يستطيع ان يقرأك بدون ان تتعب في الشرح او اخذ اعتقاد خاطئ عنك شئ جميل جدا.
ولكن في الان نفسه قد يكون الاختلاف يجذب و يزيد من الترابط عندما يكون هناك فضول وغموض يحمله الشخص فينجذب مؤقتا ولكن سرعان ما يزول ذلك الفضول يحدث تنافر.
أعتقد أن الأمر يختلف من شخص إلى آخر ، لكن أرى أن الإختلاف الكبير بين الأشخاص خصوصا الأزواج ليس جيدا ويسبب الكثير من المشاكل وستكون هناك خلافات دائمة عكس لو كانوا متشابهين من ناحية التفكير والشخصية ، أنا بالنسبة لي أفضل أن أصادق من يشبهونني
وستكون هناك خلافات دائمة عكس لو كانوا متشابهين من ناحية التفكير والشخصية
لماذا اخترتِ التفكير والشخصية تحديدا؟
يعني ما الضرر من كون أن يكن لكل فرد شخصيته المختلفة؟
التعليقات