العديد والعديد من الأفكار تجول في خواطرنا يوميًا، إلا أن فكرة واحدة من كل تلك الأفكار يمكنها تحويل مسار حياتنا للأفضل. فما هي إذًا الفكرة التي تبنيتها فغيرت حياتك؟
ما هي الفكرة التي تبنيتها فغيرت حياتك؟
هي آية قرآنية لا أمل تذكرها:
و لا تيأسوا من رَوْح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون
فأحب تذكر كل المواقف التي ظننت أن لا مخرج لي منها و دعوت الله فأنقذني. ما يشعرني براحة نفسية كبيرة و رغبة أكبر في العمل.
خطر هذا ببالي، لكن عن فكرة معينة فلا، هنالك الكثير من الأفكار كأنني لست مثالية، أن أقدم على ما أريده ببساطة شرط أن أتحمل مسؤولية قراراتي، أن لا أضيع وقتي في الندم ما حصل قد حصل و كفى... و الكثير الكثير.
لكل منّا آية لا تفارق ذهنه وتظل تشعّ في قلبه، ترافقه في حله وترحاله ويبني بها كل تفاصيل حياته، تربّت عليه بلطف في أوقات الشدة، وتذكره بالله في أوقات السعادة والنجاح .
لقد أنقذتني آية، ولن أنسى ذلك ما حييت .
ليس لدي أفكار محددة غيرت حياتي بل هي تراكمات عديدة من التجارب والمواقف والمعارف التي أنضجت مجموعة منها أتخذها سلوكا ومنهجا لحياتي, ومن بينها الإقدام على تعلم أي شيء بأي مجال, فكل المعارف والمهارات مفيدة في مسارات حياتنا مهما بدت للبعض تافهة أو سخيفة, أيضا عدم العيش داخل الإطار الذي خصصه المجتمع, أنا أفعل ما أؤمن به وأراه مناسبا وليس ما هو سائد كمفاهيم يجب النهج على خطاها...ومن بين الأمور التي أفادتني هي المغامرة في المسائل التي لا أخسر فيها شيئا.
لأنني أقرأ كثيرًا فدائمًا في محني كنت أجد في الكتب إجابات وعبارات تحفر في ذاكرتي وتتحول مع الوقت لمبدأ في حياتي
أولها "إن فن العيش بأسره يعني الانتفاع من الأشخاص اللذين نعاني بسببهم" وهذا منحني القدرة على تحويل آلامي التي كانت نقطة ضعف، لوقود أسير به دون أحقاد على المسيئيين.
"الوقت كفيل بكل شي" مهما حدث ومهما صعبت الأمور أمامي أعلم أن الوقت سيمضي وسيمضي معه الشعور والمشاكل، وهذا يجعلني أحافظ على هدوئي في الأزمات.
والمبدأ الأهم" ما تجي عحالك مشان حدا" بمعنى لا تمنح شيء لشخص في حال كان هذا سيؤخر عمل لك أو يمنحك شعور سيء أو يكون فيه أي عبء مضاف عليك.
سوف أختار الاختلاف. لقج تبنّيتُ فكرة واضحة في مراهقتي، وهي أنني أريد أن أكون مختلفًا. لا أريد أن أعمل في وظيفة واحدة طوال حياتي، وأن أقتل كل ما يمكنني إبداعه من أجل الالتزام بالمسار التعليمي والأكاديمي المرسوم لي. لذلك قرّرتُ أن أبحث عن موهبة أحب أن أمارسها، وبدأتُ رحلتي مع الكتابة منذ ذلك الحين، حيث أنني قمتُ بإحياء حلم الطفولة، وقرّرتُ أن أكون كاتبًا كما كنت أقرأ في القصص والروايات. ربما أرى أن هذا القرار هو الذي عيّر حياتي بالطبع. لا يمكنني أن أجزم أنه نفعني حتى الآن، لكنه على الأقل جعلني راضيًا عن الصورة التي أطمح إليها وأعمل على تحقيقها.
فما هي إذًا الفكرة التي تبنيتها فغيرت حياتك؟
هل تعلمين يا شيماء أنني استغرب من أولئك الذين يقولون فلم أو كتاب أو قصة أو فكرة غيرت حياتهم، لأن ذلك لم يحدث معي.
يحدث أحيانا أن أشعر أن الفكرة رائعة وستغير حياتي وو... لكنها لا تعدو الا فكرة مرحلية بمعنى تخص تلك الفترة وحسب ليس إلا وبعد فترة أنساها ربما.
أرى أن التغيير يحدث بالتراكم والتجارب والأفكار المتواصلة، وقد تأتي فكرة تملأ الكأس فيفيض بمعنى هي غيرت حياة الشخص إضافة إلى أفكار وتجارب سابقة وليست هي السبب الرئيسي.
أصدقك القول بأن مسار حياتنا لما استمر إذا لم نتخذ مبدأ واحد على الأقل لنسير عليه.. بالنسبة لي أن ما يثقل كاهل الإنسان هو تعلقنا بكل ما هو عزيز علينا، فلو تخلينا عليها لوجدنا أرواحنا خفيفة كريشة تحلق في الآفاق.. هذه المتعلقات هي ما تقيدنا وتكبل أيدينا ما حيينا.. فدائماً أعود نفسي على التخلي عن كل ما أحب كي لا يتخلى هو عني لأكون على أهبة الاستعداد للإنتقال.. فلو راجعنا أنفسنا لوجدنا أن كل ما نحتفظ به نحن الذي أعطيناه قيمة زائدة عما يجب.. من الممكن تطبيقها على الأفراد أيضاً ولكن أعتقد أن القليل منا من يحب أن يكون حراً بلا أهل ونسب وأصدقاء.. بالأحرى لا أحد غيري يحب التخلي..
أكثر الجمل التي تبنيتها وآمنت بها تكون من آيات الله عزوجل، واحدة منها:
وعسىٰ أن تكرهوا شیـٔا وهو خیر لكم وعسىٰ أن تحبوا شیـٔا وهو شر لكم وٱلله یعلم وأنتم لا تعلمون
عن كمبة السكينة والأمان والراحة لما تؤمن بجد إن ليس كل ما نتمناه ونحبه يكون في الأصل خيرًا لنا، وليس كلما يحدث لنا ونحن كارهون له يكون شرًا لنا، فالله وحده يعلم ما ظهر وخفي، ونحن ما علينا إلا أن نثق بالخالق المدبر ونسلم كل امورنا له.
لربما الفكرة التي تبنيتها وغيرت مسار حياتي كانت في العام 1999 حين وجدت نفسي وبعد حصولي على مزاولة مهنة الصيدلة انني بلا عمل وان مستقبل لابد وان ادخله بيت وزواج .. فما هو العمل؟ ما هي الفكرة التي يجب ان أعمل عليها؟
والدي تاجر كان يجب ان يعلمنا كونه كونه كان لا يعرف القراءة او الكتابة! لقد تشرت منه مهنة التجارة واحببتها منذ صغري. وبل كنت اشاركه في اعماله .. لقد كنت رياديا بلغة اليوم.
قررت في 1999 ان اتاجر في بيع الملايس ومواد التجميل .. بالفعل الفكرة نجحت واستطعت خلال عامين بناء شقتي والتقدم للزواج. ثم في بداية 2001 حصلت على وظيفة وتوقفت الفكرة لاسباب كثيرة . الشاهد هنا ان هذه الفكرة قد غيرت مسار حياتي .
التعليقات