أصبحنا نعيش في مجتمع مفكك إلى حد كبير، إذ ارتفعت نسبة الطلاق في عالمنا العربي وما زالت في ارتفاع يوميًا. وفي هذا الشأن أرغب في معرفة آرائكم حول أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الانفصال بين الأزواج من وجهة نظركم؟
ما هي أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الانفصال بين الأزواج؟
أتعلمين يا شيماء، ربما لا يكون ارتفاع هذه النسبة مؤشر لأسباب مستجدّة بقدر ما يكون مؤشر لتغيير ثقافة.
فقديماً كان الطلاق يشكّل عبئاً على المرأة بسبب نظرة المجتمع، وواقع الحياة الجديدة لها كمطلّقة، وأمور أخرى تكون سبب عدم إقدام المرأة على طلب الانفصال، وهي ذات الأسباب التي قد تدفع الرجل كذلك لعدم إنهاء العلاقة الزوجية رغم استحالة استمرارها.
أظن أنّ الثقافة تغيّرت اليوم، والمنظور للزوجين المنفصلين لم يعد يشكّل ذلك العبء الكبير على كاهليهما -رغم وجود بعض الإشكاليات في نظرة المجتمع- لكنها لم تعد كما السابق.
لذلك ربما أبرّر أسباب ارتفاع حالات الطلاق إلى عدم الاكتراث بنظرة المجتمع التي كانت سبب عدم القيام بذلك مسبقاً.
إدرك أن هنالك أسباباً كثيرة إضافية، أعلم أنّ الزملاء سيناقشونها هنا، رغبت بتسليط الضوء على هذه الفكرة التي قد تكون احد الأسباب.
أتفق معك إيناس، وأدرك أن العلاقات التي وصلت لنهاية الطريق لابد لها من الطلاق وهو الأمر الشائع حاليًا. ولكن هناك علاقات كثيرة وأزواج استسهلوا كلمة الطلاق بعد شيوعه في مجتمعهم. نجد الزوج وزوجته بينهما خلافات يمكن أن تحل ببعض المشورة أو الابتعاد قليلًا لتصفية الذهن ولكنهما يلجأن إلى الطلاق وكأنه الحل الوحيد لذلك. للأسف تغيير الثقافة أثر بالسلب على بعض الأشخاص المتسرعين.
هناك الكثير من الأسباب التي قد تقف وراء حالات الطلاق الكثيرة، ولكنني أعتقد أن استقلال المرأة الفكري والمادي يمنحاها القدرة على الإقدام على مثل هذه الخطوة، وهذا ما تغير فأنا أعتقد أن المشاكل موجودة في الماضي واليوم ولكن لا أحد كان يملك خيار في الطلاق سوا من بيده العصمة، وكان آخر حل يمكن أن تلجأ له المرأة
ولكنني أعتقد أن استقلال المرأة الفكري والمادي يمنحاها القدرة على الإقدام على مثل هذه الخطوة
ما استنتجته من حديثك زينة أن المرأة في السابق لم تكن قادرة على اتخاذ قرار الطلاق لمجرد حاجتها للمال ولمن ينفق عليها، ربما هذا جزء من الأسباب ولكن إن كان هذا الاستقلال يزيد من معدلات التفكك الأسري وحالات الانفصال، إذًا فإن تأثيره ليس بجيد خاصة وأن الطلاق ليس الحل الوحيد للمشاكل.
أرى أن الأزمة الحقيقية في هذا الأمر في مجتمعاتنا العربية تتمثّل في السياق المجتمعي للزواج، والذي جعل منه واجبًا وفرضًا اجتماعيًا لا يقوم على الحب أو التفاهم بين شخصين بقدر ما يقوم على الضرورة. فالضغط الهائل الذي يمارسه المجتمع على الأفراد هو الذي يدفعهم إلى الزواج والتعجّل بدون تفاهم أو بدون إيجاد الشخص الأنسب. وهو ما يضع على عواتق الشباب ضرورة القيام به كواجب مجتمعي ليس أكثر. ناهيك عن الضغوط التي تعانيها الإيناث في المجتمع العربي، والتي تجعلهم يتعاملون مع الأمر كطوق نجاة، ممّا لا يمنحهم القدرة على الهدوء عند اتخاذ القرار أو تفنيد جوانبه واختيار الشخص المناسب.
أعتقد أن نسبة الطلاق ارتفعت بسبب زيادة الوعي عند السيدات ؛ خاصة مع انتشار المنصات المعرفية التي توضح حقوق المرأة وواجباتها . بالإضافة لزيادة اعتماد المرأة على نفسها وتقلص دور الرجل التقليدي في حياتها . الأمر الذي بدل من أن يكون نعمة تحول لنقمة .
حيث لم يتقبل الرجل هذه الاستقلالية ، وتعامل معظم الأزواج مع زوجاتهن بطريقة تقلل من شأنهن .
كما انتشرت مؤخرًا موجة الحديث عن النرجسية ،والتي وضحت أن معظم الزوجات العربيات بدأن يطلقن على أزواجهن هذا الوصف و اكتشفن أن أزواجهن مرضى بذلك .
ولعل الموروثات الثقافية والعادات والتقاليد العربية جعلت الرجل ضحية ، حيث تحرمه من التعبير عن نفسه ومشاعره وتجعله يعيش بقلقٍ دائم خوفًا من نظرة المجتمع له ووصفه بأنه (محكوم) أو بكلمات أخرى درج استخدامها مؤخرًا ..
أعتقد أنه وبالمقام الأول يقع اللوم على الاختيار الخاطئ، فالاختيار الخاطئ منذ البداية سيؤول إلى زواج تعيس ينتهي بالطلاق، التسرع في الزواج وقصور التفاهم بين المرتبطين قبل الزواج، إضافة إلى ذلك عدم الصدق في فترة الخطوبة، حيث يحاول كل واحد منهما الظهور بشخصية مثالية بعيدة تماماً عن حقيقته ومحاولة اخفاء السلبيات والصفات السيئة ثم يصطدم الإثنان بعد الزواج بأنهما لا يعرفان بعضهما فعلاً.
أيضاً عندما لا يكون الزواج قائماً على الحب والإحترام والتفاهم تكون النتيجة هي الإنفصال في أغلب الأحيان، فزواج الرجل من امرأة فقط بسبب اعجابه بجمالها أو قبول الفتاة الزواج من شاب بسبب وضعه المادي دون وضع أي اعتبار لمدى التوافق الفكري و العاطفي بينهما، كل هذه عوامل تندرج تحت الاختيار الخاطئ والتسرع في اتخاذ القرار بالزواج .
ومع تزايد نسب الطلاق هذه اتجهت بعض الدول إلى استحداث مؤسسات وبرامج مختصة بتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، وعلى الرغم من أنها متوفرة في عدد من الدول العربية إلا أنني لاحظت أن الإقبال على مثل هذا النوع من البرامج ما زال ضعيفاً على أمل أن يصبح إجبارياً لأي اثنين مقبلين على الزواج .
إضافة إلى ذلك عدم الصدق في فترة الخطوبة، حيث يحاول كل واحد منهما الظهور بشخصية مثالية بعيدة تماماً عن حقيقته ومحاولة اخفاء السلبيات والصفات السيئة ثم يصطدم الإثنان بعد الزواج بأنهما لا يعرفان بعضهما فعلاً.
أرى هذا السبب من أكثر الأسباب التي عايشتها مع حالات الطلاق المحيطة بي، تحولت فترة الخطوبة من فترة تعارف إلى تمثيل واختلاق لصفات ليست موجودة لدى أحد الطرفين أو كلاهما. الإنسان لابد أن يبقى على عفويته في أغلب مواقفه وخاصة إن كان الأمر مرتبط بعلاقة مستمرة مثل الزواج. الأمر الذي لاحظته أن من يحاول إظهار جوانب لا يملكها في فترة الخطوبة هو شخص فاقد الثقة بنفسه وفي تصرفاته لدرجة تجعله يتحول إلى شخص آخر.
وعلى الرغم من أنها متوفرة في عدد من الدول العربية إلا أنني لاحظت أن الإقبال على مثل هذا النوع من البرامج ما زال ضعيفاً على أمل أن يصبح إجبارياً لأي اثنين مقبلين على الزواج .
للأسف بعض هذه المراكز تعتمد على الجزء النظري وكأنه تعليم أكاديمي، أرجو أن تتحسن وأن تلقى رواجًا أكبر من ذلك.
أحياناً يكون اللوم في الكذب أثناء فترة الخطوبة على الضغط الأسري، فبعض الأسر تضغط على الإبنة بكلام مثل : لا تفعلي ذلك حتى لا يهرب منك، قولي كذا و افعلي كذا حتى تحافظي على علاقتك، وافقيه في كل أمر يقوله ربما لا يأتي عريس بعده ! و الأمر عينه مع الشاب، فتجدهم يتجنبون الظهور بحقيقتهم حتى لا يتعرضوا للرفض من كل الجهات من جهة الشريك و من جهة الأسرة !
للأسف بعض هذه المراكز تعتمد على الجزء النظري وكأنه تعليم أكاديمي، أرجو أن تتحسن وأن تلقى رواجًا أكبر من ذلك.
أرجو أن يتم الإهتمام بها أكثر .
هناك العديد من الأسباب، وأعتقد أن من اهمها هو عدم النضج العقلي والتسرع والاختيار الخاطئ، فهناك أمثلة عديدة لزيجات تتم في سن مبكر جدًا ويكون الزوجان غير مؤهلين لتحمل المسؤولية ولهذا لا تستمر العلاقة طويلًا. أيضًا، مظاهر السعادة الخداعة أصبحت في كل مكان حولنا وهذا يسبب حالة انعدام رضا دائمة ومقارنات مستمرة تؤدي لتدمير العلاقات.
وأيضًا أعتقد أن ثقافة المرأة ونظرتها للطلاق بدأت تتغير كثيرًا، والصراحة أعتقد أن هذا شيء إيجابي وليس سلبي، فقديمًا كانت هناك العديد من السيدات ممن يتحملن مختلف أنواع الإهانة والتعنيف بسبب نظرة المجتمع الدونية للمرأة المطلقة، ولكن حاليًا أصبح عند المرأة شجاعة أكبر ولا تخاف المطالبة بحقوقها او الهروب من علاقة مؤذية.
اعتقد أن أكثر الاسباب انتشارا في مجتمعاتنا هي الاسباب الاقتصادية
يليها الاسباب التي لها علاقة باختلاف العادات والتقاليد.. كأن يكون احد الاطراف عنيدا بشكل لا يقبل التقويم، بالاضافة لتدخل الأهل في الحياة الزوجية سواء من طرف الزوج او الزوجة
ما هي اسباب الانفصال في رايك شيماء؟
مرحبًا محمد،
لقد أشار الزملاء إلى أغلب الأسباب وأتفق معهم في الكثير منها. وأحب أن أضيف سببًا آخر وهو عدم الاستقلال الفكري لكل من الزوجين، فتجدهما يذهبان مع التيار في أي موقف. وكذلك عدم الاستقلال المادي عن الأهل والاعتماد على الأهل في الإنفاق عليهما مما يجلب الكثير من المشاكل التي قد تنتهي بالانفصال.
هناك الكثير من الأسباب في هذا الموضوع مثل:
الزواج في سن مبكر حيث لايكون للزوج ولا الزوجة المسؤولية الكافية لاستمرار العلاقة.
عدم الاتفاق والتوضيح قبل الزواج, أعرف شخصا طلق زوجته فقط لأنها أصرت على أن تعمل وهو رفض هذه الفكرة وكل هذا حدث لأنهما لم يتفقا قبل الزواج.
اختلاف المستوى الثقافي وهذا غالبا يكون سببه الرجل قبل المرأة كأن تتزوج المرأة رجل أقل منها ثقافة فتحدث مشاكل.
عدم الصدق في فترة الخطوبة فالخطوبة هدفها تعرف الرجل على عقلية خطيبته والعكس ولكن نرى في دولنا العربية أن الخطوبة هي مرحلة التزييف وادعاء المثاليات وكل ذلك يكشف بعد الزواج.
أيضا نسبة النساء التي أصبحن يعملن أرتفعت بشكل كبير مما يجعلهن غير محتاجات لزوج يعيلهن ماديا كما في السابق.
الحملات التي تهدف لحماية حقوق المرأة وتوضيحها والتي أغلبها ينتهي باتهام الرجال والتعميم للأسف.
المشاكل الاقتصادية.
اختلاف المستوى الثقافي وهذا غالبا يكون سببه الرجل قبل المرأة كأن تتزوج المرأة رجل أقل منها ثقافة فتحدث مشاكل.
أشرت إلى سبب مهم جدًا ويغفل عنه الكثير من الناس، يعد المستوى الثقافي والفكري من الأمور الضرورية والتي يجب التفكير في توافقها قبل الارتباط بشخص ما. من خلال مشاهدتي لبعض التجارب فإن المرأة إن كانت أقل في المستوى الثقافي والفكري عن الرجل، فلا تحدث الكثير من المشاكل. وتقع المشكلة إن كان الرجل هو الأقل وبالأخص في المستوى التعليمي، كصيدلانية لم أكن أمانع الارتباط بشخص بعيد عن مجالي، ولكن بالنسبة للرجل فهو أمر صعب وخاصة إن كانت ثقته في نفسه قليلة جدًا.
أيضا نسبة النساء التي أصبحن يعملن أرتفعت بشكل كبير مما يجعلهن غير محتاجات لزوج يعيلهن ماديا كما في السابق.
ولكن المرأة لا تتزوج من أجل أن تجد من يعولها ماديًا فحسب، هناك الكثير من الأسباب التي تدعو الشخص إلى الزواج. وإن نظرنا للأمر من الجانب المادي فلن تنجح الكثير من الزيجات.
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انفصال الأزواج في المجتمع العربي، ومن بين هذه الأسباب:
1. اختلاف الشخصيات والأهداف: يمكن أن يؤدي عدم التوافق في الشخصية والأهداف إلى انفصال الأزواج، حيث يصبح من الصعب على الزوجين العيش معًا.
2. عدم التوافق الديني: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي عدم التوافق الديني إلى انفصال الأزواج، خاصة إذا كان الدين جزءًا مهمًا من حياة الزوجين.
3. العنف الأسري: قد يكون العنف الأسري سببًا رئيسيًا لانفصال الأزواج، خاصة إذا كان هناك عنف نفسي أو جسدي من أحد الزوجين.
4. الخيانة الزوجية: يمكن أن تؤدي الخيانة الزوجية إلى فقدان الثقة بين الزوجين وتدمير العلاقة بينهما.
5. عدم التفاهم والاتصال: قد يؤدي عدم التواصل والتفاهم إلى انفصال الأزواج، حيث يصبح من الصعب عليهم فهم بعضهم البعض وحل المشكلات المختلفة.
6. ضغوط الحياة: يمكن أن تؤدي ضغوط الحياة مثل الضغوط المالية والعملية والاجتماعية إلى انفصال الأزواج.
7. نقص الاحترام: يمكن أن يؤدي نقص الاحترام بين الزوجين إلى انفصالهم، حيث يصبح من الصعب عليهم العيش سويًا في جو من الاحترام والتقدير.
8. الثقافات المختلفة: يمكن أن تؤدي الثقافات المختلفة بين الزوجين إلى انفصالهم، حيث يصبح من الصعب عليهم فهم بعضهم البعض والتعايش معًا.
بشكل عام، عدم وجود التواصل الجيد والتفاهم بين الزوجين يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى انفصالهم. لذلك، يجب على الأزواج تحسين مهاراتهم في التواصل والتفاهم، والعمل على حل المشكلات المختلفة بطرق إيجابية وبناءة، وإظهار الاحترام والتقدير تجاه بعضهم البعض للحفاظ على علاقتهم.
التعليقات