الشعور بالندم من الأمور التي تؤرق حياة الشخص وخاصة إن كان من الشخصيات الحساسة، وتجعله يفكر فيما أقدم على فعله وتبعات هذا الفعل وكيف أثرت على غيره. فكيف يمكن مواجهة الشعور بالندم، ومتى نترك الشعور بالندم ليأخذ وقته دون مواجهة؟
كيف نواجه الشعور بالندم؟
كيف نواجه الشعور بالندم؟
الطريقة الوحيدة لفعل هذا هو عن طيق تقبل ما فعلناه وتقبل فكرة أننا لسنا بملائكة ومن الطبيعي أن نخطئ من حين لأخر؛ فالندم لن يغير أي شيء، فكما يقال لا فائدة من البكاء على الحليب المسكوب، فالوقت لن يعود بنا للوراء أبدًا، وكل ما يمكنك فعله في الوقت الحالي هو محاولة ملء كوب جديد والمضيّ قدمًا.
من أصعب المشاعر التي نتمكن من التغلب عليها خاصةً لو ما زلنا نعيش داخل مسببات هذا الندم، ومن المهم جدا لنواجه الندم أن نقييم مشاعر الندم هذه، والتفكير حول الأسباب التي تدفعنا للندم، ولا تكون مجرد مبررات وهمية لأنفسنا أو نكون جلادين لأنفسنا دون داع.
وبالنسبة للمعالجة، يمكن من خلال تقديم الاعتذار إن كان ندمنا سببه الإساءة للطرف الآخر.
أيضا الندم المبالغ فيه على فرصة فائتة أو أي امور بالماضي، ما هي إلا تضييع للوقت، الأحرى هنا الالتفات للأمام، واتخاذ قرار صائب ناجم عن استفادتنا عن ما فوتناه وندمنا عليه بالماضي (باختصار نتعلم من أخطائنا بدلا من الندم عليها وجلد الذات).
وكوننا جميعا لابد أن نكون اختبرنا الندم، فكل منا وسائله ومن أكثر الوسائل فاعلية هي الامتنان، والتعلم من الأخطاء كما ذكرت والقدرة على تصويبها.
أحيانا يكون الندم مرضي، عندما يتعلق بالأنا عندما نشعر بفشلنا بمسئوليتنا تجاه الآخرين أو مثلا قرارات الزواج، قرارات اختيار التخصص، أو ارتكاب جريمة، كل هذه الحالات إن لم يتم دعم الفرد قد يؤثر سلبا على شعوره تجاه ذاته.
ومتى نترك الشعور بالندم ليأخذ وقته دون مواجهة؟
ترك الندم يأخذ وقته هو بالنسبة لي مواجهته، المهم أن لا نقاومه أو نهرب منه، نواجهه ساعة ثم نسمح له بالمغادرة شيئا فشيئا.
الندم شعور طبيعي، ولولاه لما عرفنا خطئنا ولما سعينا لتهذيب وتشذيب وتزكية وترقية أنفسنا، من أجل الوصول إلى نسخة أفضل منا، عندما نراه أنه يساعدنا في ذلك سيزول شبحه ويسهل تقبله.
ممممم. حسناً يا شيماء..
الندم لا يعني إلا القهر والضيق والاختناق.. هو شعور مؤلم موجع يثير الحنق في القلب كثيراً.
ربما مع نفسي لم أندم على أمر فعلته في حياتي.. ولو للحظة رافقني شعور جلد الذات أو التأنيب لا يأخذ الأمر مني الكثير لأتجاوزه.
لكن المربك حقاً حين تكون الأمر متعلق بمصير الآخرين يصبح الأمر قهراً لا يمكن تجاوزه.
كيف نواجه الندم؟ ربما لو كان الأمر متعلق بنا يمكننا تجاوزه سواء بالعلاج النفسي أو بطلب المساندة أو بالطريقة التي يراها صاحبها مناسبة ويستخدمها لتخفيف الحمل عن كاهله.
لكن حين يكون الندم ناشئاً عن قيامنا بأذية أحدهم أو الإضرار به أو إلحاق الشر أو الأذى به فلا أظن أنّ هنالك ما يعالج شعورنا بالندم والتأنيب عدا أن نراه ينهض مجدداً أو أن نملك غعادة تصويب الخطأ الذي اقترفناه بحقه -إن كان ذلك ممكناً، متقبلين أن ندفع الثمن والضريبة إن تطلّب الأمر ذلك.
لكن المربك حقاً حين تكون الأمر متعلق بمصير الآخرين يصبح الأمر قهراً لا يمكن تجاوزه.
في هذه صحيح لكن كيف نتجاوزه في هذه الحالة؟ انا اتمنى لو افقد الذاكرة في بعض المواضيع لأنها تكون مؤذية بسبب الندم، ليس الآن لكن فيما مضى حدث لي ذلك كثيرا.
أولاً لنقلل الإحتمالات، هناك مواقف للندم لكلاً منها تصرف وتعامل خاص، فمثلاً حين يكون الندم ندم تضييع فرصة عمل فرصة تعلم أو مكسب رزق أقول لنفسي" ما أصابك ما كان ليفوتك وما فاتك ما كان ليصيبك".
وإذا كان ندم معرفة شخص والله أى شخص يوجد في حياتك سواء جيد أو سئ له أسباب لا يعرفها إلا الله ليعلمك درساً من معرفته.
وإذا كان ندماً علي ذنب أرتكبته أياً كان أسمع في قوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]
لا أذكر شئ آخر الآن من أنواع الندم التي تمر عليّ شخصياً، ولكن أي قرار تتخذه هو تكوين لمستقبلك وحياتك وشخصيتك فلا تندم علي شئ كله في عِلم الله.
أكثر شئ لا أريد أن أشعر به هو الندم، أنبذه نبذا شديدا، لذلك قبل أي قرار أول شئ يخطر ببالي سؤالين: ماذا لو فعلت كذا وشعرت بالندم، وماذا لو لم أقدم على فعله وشعرت بالندم؟، ومع كل ذلك التخطيط والتنبؤ المسبق، أحيانا كثيرة أشعر بالندم لدرجة يصيبني الأرق ويخطف التفكير عقلي.
لذلك شخصيا لا أرى أن هناك نقاط عملية تصلح لمواجهة الندم، فهو ليس بخلطة سحرية إذا ما اضفنا شئ سنحصل على النتيجة، ولكن على كل حال أرى بأن الندم أمر يحصل ولابد منه ومهما حاولنا تفاديه سنصطدم به يوما، لذلك أفضل حل أن نتقبل ما عشناه و نؤمن بأن ما حدث واقع لايمكن تغييره، لذلك لابد ان نتدارك الأخطاء في المرات القادمة..
الشعور بالندم هو فخ بشري بالنسبة لي ويبنا غالبا على الأشياء التي تخرج عن سيطرتنا فأنا أدعوا كل من يشعر بالندم الشديد حول أي أمر أن يتخلص منه عن طريق إدراكه أنه لن يغير شيء مما فعل والأهم أن لا يكرر نفس العمل.
أما إن كان ما فعله بدون قصد فالندم هنا خطأ كبير فلا يمكن لك أن تندم على شيء لم تقصده حتى ولو كان القتل
التعليقات