في رحلتنا مع الكتابة نصادف أشخاص يشبهوننا في الميول والفكرة، وربما حتى في الأهداف.
وفي أحيانٍ كثيرة نكسب أصدقاء حقيقيين بفضل الكتابة، وأنتم يا أصدقاء حسوب:
- هل منحتكم الكتابة أصدقاء حقيقيين؟ وهل مازالوا معكم إلى الآن؟
الكتابة قبل أن تمنحك الأصدقاء، تساعدنا في الكشف عن ذواتنا ورغباتنا والأكثر نتعرف على ميولاتنا وتفكير الواعي الذي يساعدنا في التعامل مع أي مشكل قد يواجهنا في الحياة اليومية.
أما عن الأصدقاء، فحقا منحتني أصدقاء حقيقين بمواقفهم ومناقشتهم ومن بينهم أنت يا دليلة، وعائلة حسوبين كلها، أنا ممتنة لمعرفتكم حفا فردا فردا.
هل منحتكم الكتابة أصدقاء حقيقيين؟
أمتن للكتابة شديد الامتنان لأنها منحتني فعلًا أصدقاءً حقيقيين، يمتلكون من الصافت ما يشبهني بعض الشيء، وما يختلف عنّي ليضيف إليّ من جوانب أخرى، بالإضافة إلى أنني أمتن للغاية لكم الشخصيات وتنوّعها الذي دفعتني الكتابة نحوه قبل كل شيء.
وهل مازالوا معكم إلى الآن؟
نعم، وأتمنّى أن تتوطّد علاقتي بهم أكثر، وهذا بالتأكيد لا يعني أنني لم أتخلّص من علاقات أخرى كانت سامّة وغير مجدية.
نعم، وأتمنّى أن تتوطّد علاقتي بهم أكثر، وهذا بالتأكيد لا يعني أنني لم أتخلّص من علاقات أخرى كانت سامّة وغير مجدية.
هل نتجت علاقات سامة من وراء كتاباتك؟
بالتأكيد، فالكتابة مثلها كثمل سائر الأنشطة، سمحت لي بالحصول على أصدقاء رائعين ومعارف مثيرة للاهتمام، وعرّتني أيضًا لعلاقات سامّة وأشخاص لا أرغب في أن تربطني بهم أي علاقة. إن الاهتمام بشيء ما والحفاظ على علاقاتنا في داخله ومنحه نصيبًا من وقتنا يجعلنا بالتأكيد عرضة لكلا الاحتمالين، وهو أمر لا أبغضه إطلاقًا، ولو عاد بي الزمن سوف أقوم بنفس ما فعلته، وسوف أسلك الطرق نفسها.
بكل تاكيد اتذكر انه قبل 4 أعوام كنا نجتمع في نادي القراء بنادي وكان معنا فئات مختلفة من المدرسين والطلاب والأكاديميين وشخصيات اعتبارية كنا نقضي اكثر من ساعتين كل يومين ونقرأ ونناقش وندون ولقد تكونت لدي معرفة كبيرة سواء بالكتب والقراءة والنقاش او من خلال من كانوا يأتون الى نادي القراء وكانوا يتغيروا كل فترة وفي كورونا انتقلنا للاجتماع عن بعد وعدنا قبل فترة لنجد اننا قد وظفنا معرفتنا الشخصية في بناء صداقات حقيقية بيننا واشتياق للعودة كل مرة للحوار والقراءة والعصف الفكري والنقد الجذاب.
هل منحتكم الكتابة أصدقاء حقيقيين؟ وهل مازالوا معكم إلى الآن؟
الكتابة في حد ذاتها هي خير صديق؛ فكل المشاعر التي لا نستطيع التعبير عنها بمن خلال الحديث أو حتى إخبارها لأقرب المقربين، تكون الكتابة في أغلب الاوقات قادرة على تخليصنا من أعبائها بكل سهولة. وبالإضافة لهذا، فالكتابة بالفعل أنعمت عليّ بالكثير من الأصدقاء من حول العالم، وحتى الأن تجمعني بهم علاقات وطيدة. فمنذ عام 2016 وأنا أنشر قصصي وكتاباتي على أحد المنصات العالمية، ومنذ ذلك الوقت وانا اتواصل مع العديد من الكُتاب، وأستطيع القول بأنني استفدت منهم كثيرًا، ففي بداية الطريق كانت نصائحهم ونقدهم البناء عبارة عن المنارة التي قادتني للوصول للمستوى الذي أنا عليه الأن.
فمنذ عام 2016 وأنا أنشر قصصي وكتاباتي على أحد المنصات العالمية، ومنذ ذلك الوقت وانا اتواصل مع العديد من الكُتاب،
من الجميل أن نجد كتاب يقدمون النصائح، لكن برأيك هل يمكن أن تدوم العلاقات التي تنتج عن الكتاب أم أن الغيرة أحيانًا قد تمنع ذلك؟
أعتقد أن هذا يرجع لطبيعة الشخص نفسه وطريقة تفكيره، ثم إن لكل كاتب أسلوبه الخاص وقصته المميزة التي يرويها؛ لذا في رأيي لن يضرني أبدًا لو وصل لمستوى أعلى أو نجح عمله بقدر أكبر، فهذا يعني فقط أنني بحاجة لمعرفة أخطائي وبذل جهد أكبر حتى أُطور من مستوايّ. وأيضًا هناك مقولة أحبها جدًا ولكنني لا أعرف قائلها ألا وهي: "حتى يحين دوري، سأظل أصفق للأخرين."
لعلي أعتقد أن الكتابة والقراءة متصلان ببعضهما، ومعظم القراء كاتبين لذا فقد التقيت العديد من الأصدقاء منذ سنوات في مناقشات للكتب وأصبح هؤلاء الأشخاص من دائرة أصدقائي المقربين فيما بعد، كما أنني حظيت ببعض الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين يحبون أن يقرؤوا ما أكتب ويشاركزنني أفكارهم وآراءهم، وأسمي هؤلاء الأشخاص أصدقاء الفكر إذ إن ما جمعنا بهم هو الفكر الحر، وأجد صحبتهم دائمًا لها نكهة خاصة ومختلفة.
لستُ شخصاً حميمياً.. أو بالأحرى ربما أقول أنني شخص يرى كلمة صديق بشكل ضيّق جداً وذا بعد أكبر من عملية نقاش أو حديث أو تبادل معلومة..
حتى أنني أذكر شخصاً ما هنا بحسوب طلب استشارتي بأمر فراسلته (كوني لا أتيح خاصية التراسل)، وبعدها بات بشكل برئ يحاول أن نكون أصدقاء..
أذكر كم كنتُ فظّة (أكرهني بهذه الحالات)، حين أخبرته أنني هنا لأتنفس فقط وليس لبناء علاقات حتى لو كانت على مستوى الزمالة..
كان دمثاً وخلوقاً.. وللآن لا أعرف كيف تحمّل فظاظتي!!!
ربما لو سألتني هذا السؤال قبل سنوات خلت يا دليلة لقلت لك أجل.. هنالك مجموعة ما زلت لليوم على تواصل معهم..
لكنني اليوم سأجيبك بـ لا... ليس لأنهم ليسوا أصدقاء حقيقيون ومميزون.. بل لأنني شخص لا يجيد تكوين الصداقات أو الاستمرار بها.
ربما لو سألتني هذا السؤال قبل سنوات خلت يا دليلة لقلت لك أجل.. هنالك مجموعة ما زلت لليوم على تواصل معهم..
أما كنت من قبل هكذا، أبني الكثير من الزمالات هنا وهناك، وحتى لو كانوا غير مقربين إلا أن الأمر متعب في الحقيقة.
لكنني اليوم سأجيبك بـ لا... ليس لأنهم ليسوا أصدقاء حقيقيون ومميزون.. بل لأنني شخص لا يجيد تكوين الصداقات أو الاستمرار بها.
يعجبني فهمك ومعرفتك بنفسك وهذا شيء اكتسبتيه بالخبرة والانتباه وأنا مؤخرا بدأت المس ذلك في نفسي.
يعجبني فهمك ومعرفتك بنفسك وهذا شيء اكتسبتيه بالخبرة والانتباه
فعلياً أجل.. يكون الأمر مرهقاً.. حيث أحياناً أقول: هل أنا شخص لا يحترم الصداقة حتى لا يمكنني الاستمرار فيها؟
لكنني دوماً كلما شعرت بهذا الشعور تعاودني ذات الإجابة.. أولوياتي تغيّرت.. ما عاد هنالك متسع للرتوش أو لاحتمالات الخيبة والتناسي والتجاهل من طرفي أو طرفهم.. ولستُ حملاً للعتب واللوم، حيث أدرك أنني سأستمر هكذا لأنه ببساطة كما قلت منذ قليل أولوياتي تغيّرت..
راسلني على واتساب بالأمس صديق قديم عرفته من خلال الكتابة..
قال إنه يشتاق للحديث مع شخص من طينته، فتذكرني.. كم كنتُ لئيمة بالأمس وأنا أقول له عذراً مشاغلي تمنعني.. قال أريد أشخاص مثلي.. فما كان مني إلا أن أرسلت برسالة على واتساب برابط حسوب.. قلت له هنا ستجد مبتغاك..
شكرني ولا أعرف هل كرهني أم لا.. لكنه لن يكون الأول ولن يكون الأخير.. 😁 حيث لا يمكنني أن أجامل على حساب شخصيتي الحقيقية التي أنا عليها فعلاً وإلا ساكون مرائية وكاذبة.
وأنا مؤخرا بدأت المس ذلك في نفسي.
ما أتمناه أن يكون أمراً متصالحة أنتِ معه وأن لا يشكّل هوّة بين شخصيتك وبين ما تريدين فعلاً أن تكونينه.
التعليقات