قرأت في مساهمة هنا على حسوب من قبل، حول الأفكار الإبداعية التي تأتينا في الحمام وتم ذكر دراسات عن ذلك، وكتبت أيضا مقالا عن ذات الأمر.
لكن ماذا عنكم هل أجد لديكم طقوسا خاصة، تستفز ّ ابداعكم لتتدفق الأفكار كالسيل الجارف؟
التمشية. إنني ممّن يقدّسون نشاط التمشية، ولا أستطيع أن أفكّر بعمقٍ في أمرٍ ما إلّا أثناء التمشية، إمّا في الشارع، وإمّا بين أثاث البيت وزواياه. أحب الأمر جدًّا، ومرتبط لديّ ارتباط وثيق بالتفكير والشرود المفيد. المثير في الأمر هو أنني ظننتُ أنّي الوحيد. لكن بعد فترة من الوقت اكتشفتُ أن الأمر يتشاركه العديد والعديد من البشر حول العالم وعلى مر العصور، وقد اهتم به المحلّلون النفسيون بشكل كبير وأعزاه العديد منهم إلى العديد من التفسيرات السيكولوجية، وقد تميّز أحد المذاهب الفلسفية في اليونان القديمة بصفة التمشية المستمرّة التي ادّعوا أنها مصدر الأفكار الصحيحة، وأن التجوّل المستمرّ في الأروقة أثناء الشرح والتعليم والتفكير يساعدهم على الوصول إلى خير الأفكار الإنسانية وأندرها، وقد أطلق على هؤلاء المفكّرين أصحاب المذهب "الرواقي"، نسبةً لتحوّلهم المستمر في الأروقة.
بعد قراءتي لكلمة التمشية، زارتني الأفكار حول المشي وأهميته في تدفق الأفكار الإبداعية، وكم كنت مستمتعة لأنني أعرف هذه المعلومات الرائعة عن المشي، وحين كنت أواصل القراءة كان هناك بنات أفكار تتبلور في ذهني لكن بفضل ذكائك وإبداعك يا سيد عليّ تحدثت عن كل شيء يخص المشي باختصار ولم تترك لي شيء حتى المذهب الرواقي ذكرته.
بالنسبة لي فالأمر غريب قليلًا. أكثر الأفكار التي جاءتني جاءت قبل النوم في ذلك الوقت الذي تضع رأسك على المخدة وتبدأ في مراحل النوم الأولى ثم تأتي فكرة عابرة فأقوم بسرعة لتسجيل جملة تذكرني بها أو ربما حتى كتابتها بالكامل!
أخمن أن ذلك له علاقة بأن تلك الفترة تكون فيها تصفية أكبر للذهن من كل ما يشغلنا طوال اليوم لكن لا أعلم.
أتذكر أنني كنت في امتحان قريب لمادة ثانوية وانتهيت منها مبكرًا ففكرت في إراحة ذهني والشرود قليلًا وربما النوم وحينها جاءتني الكثير من الأفكار التي منعتني من النوم ودفعتني إلى تسجيلها ولم أندم على هذا كانت تجربة ممتعة.
في ذلك الوقت الذي تضع رأسك على المخدة وتبدأ في مراحل النوم الأولى ثم تأتي فكرة عابرة فأقوم بسرعة لتسجيل جملة تذكرني بها أو ربما حتى كتابتها بالكامل!
إلى جانب النوم أيضًا الذهاب في نزهة ورؤية الطبيعة، الجلوس في الباص ، حتى عندما أجلس بمفردي في الغرفة قد تاتيني الأفكار.
حقًا يكفي أن يكون الجو مناسبًا وبعيدًا عن الضغوط حتى تنساب الأفكار لتملأ هذا الفراغ بروح نابعة منا وليست متأثرة مما حولنا.
ابدأ في تعزيز مهارات التفكير الإبداعي لديك
قد يتطلب التفكير بشكل أكثر إبداعًا جهدًا ، لكن القليل من الممارسة يمكن أن تقدم الكثير من الفوائد.
إن شحذ مهاراتك للتعرف على الأنماط وإيجاد الحلول يغير منظورك ويوفر لك وجهة نظر جديدة لتستكشفها.
لا يقتصر دور التفكير الإبداعي على تحسين أدائك في العمل فحسب ، بل يمكنه أيضًا تحسين كل مجالات حياتك الأخرى أيضًا.
التدريب هو أداة قوية للمساعدة في تعزيز مهاراتك الإبداعية. هل أنت مستعد لتصبح أكثر إبداعًا؟
ابدأ العمل مع مدرب متخصص اليوم لتطوير مهارات التفكير الإبداعي الخاصة بك.
ومن طقوسي الخاصة الاستماع إلى أصوات انسيابية تحفز فيَّ الانتباه والتفكير.
تأتيني الأفكار طوال الوقت تقريبا، وبعضها يعود علي بالنفع فعلا في الكثير من الجوانب، لذلك أكتبها فور أن تأتيني، ثم أدرسها بعد ذلك وأضع لها خطط لأطبقها، في الواقع لقد أتتني فكرة العمل الحر منذ عام ونص بهذه الطريقة، ومن حينها وأنا أعمل كمستقل في مجال كتابة المحتوى.
أما بخصوص طقسي الخاص في التفكير، فهو الجلوس في الشرفة مع تناول كوب القهوة المفضل لي، والإمساك بالورقة والقلم وتأمل السماء، طبعا مع الابتعاد بشكل كامل عن الهاتف والضجيج.
لكن السؤال الأهم الذي نحتاج فعلا للإجابة عليه هو كيف نضع هذه الأفكار حيز التطبيق؟ فكما قال أحد خبراء الإدارة أن الأفكار كثيرة جدا، لذلك هي رخيصة، أما التنفيذ فهو نادر وغالي الثمن.
لكن السؤال الأهم الذي نحتاج فعلا للإجابة عليه هو كيف نضع هذه الأفكار حيز التطبيق؟ فكما قال أحد خبراء الإدارة أن الأفكار كثيرة جدا، لذلك هي رخيصة، أما التنفيذ فهو نادر وغالي الثمن.
سؤال ممتاز أحمد وهذا ما أعاني منه شخصيا، أحيانا أكتب أفكار في غاية الروعة ثم تخبت همتي وينطفئ حماسي، وتبقى تلك الفكرة جامدة حبيسة الورق.
هل لديك طريقة لعلاج ذلك؟
الأفكار الإبداعية تأتي في أكثر الأماكن الغريبة حقا، وكثيرا ما أترك تفكيري لحل مشكلة حتى أتواجد في الحمام لتفكير بأريحية وإستعادة تفاصيل المشكلة، وأيضا تأتيني أفكار ومواضيع خيالية للكتابة حينما أضع رأسي على لوسادة للنوم ليلا، وسرعان ما أنهض تذهب تلك التخمينات.
لكن ماذا عنكم هل أجد لديكم طقوسا خاصة، تستفز ّ ابداعكم لتتدفق الأفكار كالسيل الجارف؟
غالبا، إذا وددت أن أجب أفكار إبداعية اقوم بالنهوض والكتابة في لوحة الغرفة، أضع خارطة ذهنية وأتكلم وحدي، كأنني أشرح لشخص أخر الموضوع، وابدأ أجيب وأسأل، هذه الطريقة فعالة حقا.
الأفكار الإبداعية تأتي في أكثر الأماكن الغريبة حقا، وكثيرا ما أترك تفكيري لحل مشكلة حتى أتواجد في الحمام لتفكير بأريحية وإستعادة تفاصيل المشكلة، وأيضا تأتيني أفكار ومواضيع خيالية للكتابة حينما أضع رأسي على لوسادة للنوم ليلا، وسرعان ما أنهض تذهب تلك التخمينات
بالضبط تتدفق الأفكار في الأماكن التي يستقيل فيها العقل الواعي ويسلم زمام أموره للاواعي، فيتدفق كل ذلك الإبداع.
غالبا، إذا وددت أن أجب أفكار إبداعية اقوم بالنهوض والكتابة في لوحة الغرفة، أضع خارطة ذهنية وأتكلم وحدي، كأنني أشرح لشخص أخر الموضوع، وابدأ أجيب وأسأل، هذه الطريقة فعالة حقا.
إذن أنت تعتمدين الخرائط الذهنية والحديث مع الذات، أجمل مافي ذلك أن ما تعتمدينه لا يكلفك شيئا، وهذا حقا جميل وعملي.
قرأت سابقا عن آلية التدفق الذهني ، في كتاب العقل زينة لسائد دوزدار، وهي آلية تقوم على الجد والكد، كأن تقبل على مهارة ما فتقرأ فيها وتتدرب عليها، وتفهم أساسياتها، وكل مداخلها ومخارجها، ثم تعطي نفسك وقتا من الراحة، لتجعل دماغك يعيد ترتيب الكم الضخم الذي تم استقباله، ثم تقبل لتطبيق هذه المهارة بإداع خلاق.
وهذه حقيقة، يمكنك أن ترى كيف تتحسن قدرتك التعبيرية بعد كم ضخم من القراءة والاطلاع، اقبل على مجموعة من الكتب تقرا فيها ليل نهار لشهر كامل، ثم انظر ولاحظ كيف أن قدرتك على التحليل والتفكير تحسنت عما كانت عليه، وربما حتى تتفاجأ من نفسك.
تابعت في فترة سابقة المحتوى الذي يقدمه سائد دزدار، والصراحة هناك مواضيع أحفظها له أعود إليها، لأن طريقة إلقاءه تجعلني أتحمس وأستلهم مما يطرح.
والطريقة التي ذكرتها أظنني أمارسها لكن لا أعرف إذا كنت قد أخذتها منه أم بشكل طبيعي، فدائما ما أحيط نفسي بكل ما يخص الموضوع وبعد فترة أخرج بمادة مختلفة تماما، بناء على المدخلات التي تعامل معها عقلي وتخرج ببصمتي الخاصة.
أظن أن الإبداع سمة و موهبة مثلها مثل الصوت الجميل و الشكل الجميل و ليست أمرا يتم اعتصاره و احتلابه،و كل الدراسات و المقالات عن ذلك لم تقنعني و هي عبارة عن مقالات استثارية عاطفية تخديرية لا أكثر،من لم يرزق الإبداع لن يتمكن من فعل شيء و لو كان الإبداع بالاعتصار الذهني و بخطوات ستيب باي ستيب لأصبحت كل البشرية توماس أديسون و أينشتاين،و لأصبح كل القادة العسكريين خالد بن الوليد،هذا لا يعني ألا يسعى الإنسان بخطوات جادة لحل مشاكله طارقا كل الأبواب بل عليه أن يبذل كامل جهده
حول الأفكار الإبداعية التي تأتينا في الحمام
لماذا الحمام ؟
لقد لاحظت بعد تدقيقي في سير عملية التفكير لدي و مدى كفاءتها أن التفكير الإبداعي و الثري يتولد لدي عندما أكون في أعلى درجات الهدوء التي أستطيع الوصول إليها و في أكثر الأماكن التي أستطيع الوصول إليها هدوءاً .. الحمام تدخله بمفردك لا مشتتات ، لا تلفاز ، لا دردشات ، لا أصوات سوى صوت الماء الذي ينهمر فوقك ، لذا تستطيع التفكير بشكل متوازن و أكثر تركيزاً دون تداخل مع عوامل أخرى ، و ربما حصلت على فكرة لامعة أو توصلت الى قرار هام .
الأمر عينه يحدث معي عند الخلود إلى النوم مثلاً .. في تلك الدقائق الأكثر هدوءاً و التي أقوم فيها بمراجعة أحداث يومي بكل تروّي .. تخطر لي أحياناً بعض الأفكار التي تجعلني أهرع إلى أقرب دفتر ملاحظات لأدونها قبل أن تتوارى أو أنساها .. و أيضاً بعد الصلاة مثلاً ، فالصلاة كدقائق استرخاء للبدن و العقل ، لذلك أحياناً كثيرة أجد إجابات لأسئلة طال تفكيري بها بعد الصلاة ! و كأنني لما قرأت "اهدنا الصراط المستقيم" استجاب الرحمن لي .
أنا فرد أفضّل الهدوء كثيراً و أقدس اللحظات التي أحظى فيها بالسكون و إن كانت نادرة الحدوث في يومي ، و لا أنكر دور الطبيعة في تحفيز الإبداع و التأمل في الإنسان .. لذلك تنشط أفكاري و عاطفتي و مخيلتي أمام موجات البحر و تراقص الشجيرات مع سيمفونية النسيم فأبتدع قصصاً و نصوصاً و شعراً و أكتب و أصور .
أنا فرد أفضّل الهدوء كثيراً و أقدس اللحظات التي أحظى فيها بالسكون و إن كانت نادرة الحدوث في يومي ، و لا أنكر دور الطبيعة في تحفيز الإبداع و التأمل في الإنسان .. لذلك تنشط أفكاري و عاطفتي و مخيلتي أمام موجات البحر و تراقص الشجيرات مع سيمفونية النسيم فأبتدع قصصاً و نصوصاً و شعراً و أكتب و أصور .
الهدوء والسلام... هي تلك اللحظات التي يسكن فيها عقلنا الواعي ويسلم زمام أموره للاواعي.
ولاشك أن الماء أيضا مؤثر وأظن أنه لذلك كان الناس قديما يضعون نافورة وسط المنزل، لتجلب الهدوء وتدفق الإبداع.
التعليقات