ما هي الأمور التي تخشى الندم عليها مستقبلًا؟

الوقت الذي لم أستغله

اختي شيماء

قد يبدو الخوف من المستقبل هو الجبل العملاق أمامنا فيحجب عنا حتى ضوء الشمس. هذا الخوف وهمي، وكي ننتظر عليه علينا ان نغير من أمور ما في واقعنا كي نكون أقرب لرؤية الشمس والتمتع بضوئها. وبل يمكننا تسلق الجبل العملاق لرؤية ما خلفه.

هل ترين لدينا فرص عظيمة يمكنها ان تمنحنا الشجاعة والقوة ونواجه المخاطر والتحديات. ولذلك الانسان يجب ان يتغير للافضل وان يحسن من أموره ويبعد عن الشكوك والهواجس. والأهم من كل ذلك فلتكن كل أعمالنا عبادة الله والا نثقل على انفسنا ولا نحملها ما لا طاقة لها بها. وخير الأمور الوسط.

جميعنا نخشى من المستقبل ولكن يجب الا يكون ذلك منعا للعبور له. بل نعبره بسلام الله آمنين مؤمنين بأن كل شيء بيد الله والحمد لله رب العالمين. ثقي بالله شيماء وفكري في حاضرك واجعليه اجود ما يكون فهو جزء من الماضي وجسر العبور للغد.

كنا دائمًا كجنس بشري نخاف من المجهول وهذا المجهول كان يتمثل لنا أحيانًا في مرض نعامله كأنه الطاعون فإذا عند فهمه يصبح تأثيره لا يتعدى دور انفلونزا صغيرًا! وللأسف فإن المستقبل سيكون دائمًا من الأشياء المجهولة والنقاط العمياء بالنسبة لنا.

ولكن الخوف منه لا يجب أن يوقفنا. ذكرتني بقصة كلاسيكية عن شخص عرف المستقبل ولم يعجبه فحاول بكافة الطرق تغييره ومضى في طرق جديدة إلى أخره ولكن في النهاية وصل إلى نفس المستقبل الذي كان يخشاه ولو كان عاش بدون تفكير في المستقبل ربما لم يكن ليصل إلى ما لا يعجبه أبدًا.

صدقيني يا شيماء، يكمن الكنز في الرحلة وليس الوصول فلا يخيفك المستقبل ولكن ركزي على الطريق الذي تمشينه وصولًا لهذا المستقبل. لا يتغير أحد للأسوأ فجأة ولكن الطريق يكمن به كل التغيير وهو ما علينا أن نعيره الاهتمام وليس المستقبل بحد ذاته.

فالمستقبل لا يأتي أبدًا! نحن دائمًا في الحاضر.

أما ما أخشى الندم عليه فهو أن يتملكني الخوف فاترك فرصًا قد أندم عليها، أؤمن أن الإنسان يندم عندما لا يجرب فقط وأتمنى أن أقضي عمرًا مليئًا بالتجارب والمغامرات.

اعظم الندم هو الندم على وقت ضائع أو قرار خاطىء

اكثر شئ اخشى منه هو الماضي، اعيش لاعوام اخرى واندم على امور لم افعلها او قرارات اتخذتها غلطا.

لذلك من اجمل الامور التي قراتها مرة، يقال اذا لم تستطع اتخاذ قرار ما وتهت بين اختياراتك، تذكر اذا كان ذلك القرار يؤثر على حياتك في المستقبل فلابد ان تجلس مع نفسك وتفكر لاكثر من ساعة قبل القرار الاخير، اما اذا كان ذلك القرار ليس له علاقة بالمستقبل ..فلابد الا تجهد نفسك في التفكير فيه ، مثلا اذا ارتبط الموضوع بإختيار ملابس او اكل...

وايضا اكثر ممكن ان اندم عليه في المستقل ، اخشى ان اخطا في حق احد او اظلمه ...

فكرة أن أتغير للأسوء بصراحة ترعبني أكثر من أي شيء آخر، صحيح أنني أخاف أن لا أحقق أهدافي وتكون حياتي عبثا، أو أن أخطئ في اختيار الأهداف لكن يبقى أكبر مخاوفي أن لا أكون على الشكل الذي يرضاه الله والله المستعان، كل شيء يمضي ويمكن تعويضه لكن تخيفني الانتكاسة، ويرهبني الضياع.