هل تخشى التقدم في العمر؟

سؤال مهم حقا و يتوجب التفكير.

أنا حاليا في عقدي الثاني أنتظر بفارغ الصبر أن أتقدم في العمر كحب اكتشاف لكنني في الآن ذاته خائفة من ذلك، لأنه مجهول. لذا أحاول أن أعيش مرحلتي بكامل تفاصيلها حتى لا أندم عليها عندما أكبر و أقول ليت الزمن يعود. و أنا هنا من مكاني هذا لا أشتاق إلى طفولتي لأنني عشتها و استمتعت بها كما يجب.

الآن التقدم في العمر يعي بالنسبة لي الشباب ليس إلا، لذا لست خائفة للغاية منه، لكن من يدري ردة فعلي عندما يصبح التقدم في العمر مرادفا للشيخوخة. ربما لن أخاف من ذلك إذا عشت شبابي و إذا كنت راضية عن حياتي.

عموما، الآن لست خائفة من التقدم في العمر إنما متلهفة له.

كنت أخاف التقدم في العمر وأنا في بداية العشرينات، لكن في فترة منتصف العشرينات أصبحت ألاحظ نضوجي، وتغييرات كثيرة في داخلي، وأصبحت أحب عمري واحتفل بعيد ميلادي بطريقة مختلفة وأرحب برقم أكبر يزداد كل سنة، واليوم سعيدة بعمري الحالي وأنتظر الثلاثينات بكل رضى وأنا ألاحظ تغيري للأفضل بفضل الله.

يبدو أنني سأعيد صياغة الجزء الثاني من السؤال وهو: هل أنت متصالح مع متطلبات العمر؟

اجابتنا عن هذا السؤال تأخذنا الى حقيقة أن أعظم ما يقوم به الفرد في حياته في انتقاله من مرحلة عمرية لأخرى أن يقف بين الحين والآخر يراجع حساباته ويراجع خطته ومسيرته ومواقفه من كثير من الأمور في الحياة. ففي سنوات ما من العمر ننظر للأمر بنوع من الكبرياء ونكون أقل مرونة ولكن مع مرور الزمن نصبح أكثر حكمة وقدرة على فهم أبعاد الأمور وهذا يعود لتجربتنا في الحياة وخبرنا بكثير من منعطفاتها السيئة والايجابية.

إن الانسان يجب الا يخشى تقدم العمر بل يخشى عدم وصوله للرشد والحكمة أو يفقد وقفات النظر والتدبر ويأخذ العبر والتذكرة.

الانسان يجب ألا يترك الأخطاء تتراكم كي لا يندم في حياته مع مرور السنين لأن تراكم الأخطاء يعني حجب الأفق والرؤية فيصعب التصحيح وتقويم الاعوجاج ان وجد.

عمري الان 22 عاما وعدة شهور، وعكس ما يقول الجميع أتمنى أن أتقدم في العمر لإيماني بأنني بعد أعوام سأكون أفضل بعون الله وأكثر تقدما، على كل أنا مؤمن بأن لك سن جماله الخاص لذلك لا أخشى التقدم في العمر، فقط أرجو من الله أن أظل طوال سنوات حياتي بصحة وعافية وسعادة.

في الحقيقة انا داخل عمر 31 سنة ولدي خوف من العمر ان لا أفعل شيء و ان كل شيء يفوتني وهناك قرارات اريد ان اقبل عليها كالهجرة الى اوروبا مثلا اقول بانها الى المجهول ومع هاد العمر وانا بدون زواج اصبحت اخاف من عمري واشتاق للرجوع الى الوراء بالسنين يا لو كان عام مضى انا لا اعرف ما ذا أفعل حائر

مسألة مهمة حقًا. ألاحظ أيضًا أن هذه النقطة منتشرة أكثر بين النساء لأسباب كثيرة

شخصيًا لا أخشى التقدم في العمر وإنما أهابه. أرى أنه كلما زاد العمر كبرت القوة وكبرت المسؤوليات. أشعر بالرهبة من أن أضيع الوقت أو اختار اختيارات خاطئة أندم عليها.

من ناحية أخرى أجد أننا نخاف المجهول فحسب. عندما أصل لذلك العمر الذي أخشاه سيكون واقعًا بالنسبة لي وسأكون قد قطعت مراحل كثيرة حتى وصلته فلن أشعر حينها بهذا الخوف من المجهول أو هذا ما أتطلع إليه.

ان كان هناك شيء يجب ان لا نفكر فيه هو الرغبة في البقاء بعمر ثابت، الا تعتقد انه من الافضل ان نفكر كيف نحافظ على تقدم وتطور يتناسب او يزيد كلما تقدمنا بعمرنا، بحيث تاتي اللحظة التي يكون فيها مقدار تفوقك اضعاف اضعاف ما يحققه اغلب الناجحين في نفس عمرك ؟

ما أخشاه أكثر هو عدم الإستفادة الكافية من العمر الحالي الذي أنا فيه، كل ما أتذكر بأنني في عمر العشرينات أدرك بأنني مسؤولة على كل خطوة أخطوها ولابد أن أستفيد وأجتهد أكثر في هذا العمر.

التقدم في العمر ليس مقلق بالنسبة للرجل، ولكن بالنسبة المرأة هو مقلق، الفتاة تدرس وتتخرج وتطمح لتوظيف وأيضا لابد أن تفكر ألا تتأخر في الزواج وإلا أعتبروا أن القطار فاتها، لذلك مسألة تقدم في العمر يشكل هاجسا بالنسبة لها.

و من لا يخشى التقدم في العمر،كل إنسان يتمنى أن يبقى شابا،كلما انقضت سنة من عمرك انقضى شبابك حتى ينتهي و اقتربت من توديع الحياة،لكن هذا من طبيعة الحياة و هو شعور طبيعي سواء أعجبك ذلك أم لم يعجبك