ما الأسباب وراء عزوف الشباب عن الزواج؟

إرتفاع نسبة التمدرس أو التعليم العالي ...في وسط البيئات الجاهلة أغلب الناس متزوجين ،لأنهم يدخلون معترك الحياة مبكرا فيتزوجون مبكرا ...بينما نحن الجامعيين ،ما حدث لنا نوع من الإخصاء الإجتماعي ،فبعد تجاوز سن معين تصعب خياراتك و تصبح تطلعاتك كبيرة ...انا اشرف على تربية عدد كبير من أهلي و اقاربي ،من يدخل الجامعة و يعمل ،يصعب زواجه و من ينقطع من الفصل التاسع وقبل الباكالوريا ،حتما يتزوج بسهولة أو تتزوج بسهولة...طبعا هذا رأيي الخاص ...

أعد الأمر انعكاسًا لمشكلة اجتماعية في منتهى الخطورة، وهي انخفاض قدرات الأفراد في مجتماعتنا المعاصرة للقدرة على التواصل والتعبير عن الإعجاب والحب. وأضم هنا قائمة من أبرز أسباب ذلك في رأيي:

• المثالية المعروضة في كل لحظة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تدمّر حياتنا الاجتماعية الواقعية.
• انعدام قدرة الأشخاص على التعبير الحقيقي عن الحب.
• انخفاض الثقة بالنفس لدى أفراد المجتمع بشكل كبير، ممّا يدفعهم دائمًا للانعزال.
• تكلفة المظاهر الاجتماعية التي يعدّها العديد منّا ضرورات حياتية، ممّا يرفع من تكلفة الحياة اليومية مهما كان الوضع المادي للشخص مستقرًّا.

اعتقد اهم الأسباب لتأجيل الزواج في رأي هي أسباب اقتصادية مثل البطالة وعدم توفر سكن مستقل ومصاريف الزواج مثل المهر وتكلفة الزفاف اما من احوالهم المادية جيدة فالأسباب تكون الرغبة في الاستمتاع بالحرية و سهولة ربط العلاقات خارج اطار الزواج في هذا العصر

أرى أن السبب الحقيقي وراء استفحال هذه الظاهرة هو الإيمان بالمادية، ذلك أن جل الشباب اليوم يضعون لأنفسهم شروطا وأهدافا من الصعب تحقيقها في الوطن العربي، قبل أن يتزوجوا.

من بينها مثلا البيت والسيارة...، يضع هذه الشروط وهو لم يجد بعد عملا بعد.

الزواج مسؤولية، ومعضم الشباب يفضلون توفير شروط تحمل هذه المسؤولية قبل الخوض فيها.

عكس ما كان عليه الحال سابقا؛ يمكنك الزواج والعيش رفقة أبيك وأمك وإخوانك!

هذا بالنسبة للشباب والشابات يفصحن عن اختياراتهم؟

1. المثالية في كل شئ وتصدير وسائل الإعلام للمشاكل بنسبة أكبر من الإيجابيات.
2. تمادي الأهل في مطالباتهم المادية.
3. استهتار الكثير من الشباب بمعنى الزواج والبحث عن فتاة مناسبة تمام وعدم رغبته في التنازل عن بعض الشروط أو اعترافه بمشاكله التي لا تؤهله لنيل كل تلك الصفات.

ببساطة هم لا يرغبون في أن يتم تقييد حريتهم أو أن يتحملوا مسؤوليات هم بغنى عنها وربما يرون أنها ستثقل كاهلهم.

وربما يخشون الدخول في هذه التجرية، رأيت أيضًا شبابًا يضعون شروطًا في اختيارهم للجنس الآخر قد تكون صعبة وبالتالي هذا يؤخر سن الزواج وربما يعزفون عن الفكرة بشكل نهائي.

أختلف تماما مع من يرون الزواج مجرد مسؤوليات تثقل كاهلنا وغيرها من الأمور البعيدة تماما عن الواقع، وأعتقد أن السبب في هذه الصورة هي الدراما والسينما ومواقع التواصل الإجتماعي.

الزواج راحة نفسية واطمئنان وهدوء وسكن وبناء، وهو إن تم بالشكل الصحيح وإن أحسننا الاختيار فهو جنة الدنيا، أما ما يتم ترويجه في عقول الشباب فهو صورة سوداوية لا علاقة لها بالحقيقة.

وأعتقد أن هؤلاء العازفون عن الزواج لا يمتلكون الثقة الكافية بالنفس للتواصل مع الجنس الأخر

من وجهة نظري الأسباب هي أنه كلما زاد عمر الشاب زاد يأسه من الحصول على فتاة تناسبه، وأيضا يشعر أنه يحب حريته، ولا يستطيع التخلي عنها.

بعضهم لديه أسباب أنه مثلا تعرض لغدر من محبوبته، التي تزوجت رجلا آخر، أو لأسباب أخرى كأن يكون متعدد العلاقات ويرى أن الزواج سوف يقيده، ويحرمه من متعة اعتناء أكثر من فتاة به، وهو لا يحب المسؤوليات، بالتالي توفر له هذه العلاقات سعادة بدون إلتزام.

بعضهم يعرف أن الزواج مكلف ماديا، وأن كل ما ادخره سوف يدفعه من أجل ليلة العرس، بالتالي يخضع لفكرة أن يعيش وحيدا، أفضل من أن يلبي رغبات امرأة متطلبة.

البعض الآخر أيضا يريد نوع معين ويبحث عنه، ولديه شروط معينة، وكلما بحث عن هذه الشروط، عجز وأعجز معه الجميع، فشروطه غير واقعية.

هذا جزء مما أعرفه، وما خفي أعظم.

الزواج مسؤولية، إنّه كالقفص تماماً، ما إن تدخله حتى يُطبق بابه عليك، إنّهم يفضلون الحرية والانطلاق على ذلك القفص ربّما، أو أنّهم لا يجدون في أنفسهم القدرة على تهذيب أجنحتهم، وخاصّة في زمن تتثاقل به المسؤوليات وتثقل به الأعباء، إلا أنني أجد ذلك يتعارض مع فكرة إسلامنا الحنيف وقول رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج " .