فيسبوك تقيل عددًا كبيرًا من الموظفين، لماذا تنهار شركة ميتا ؟

 هل مستقبلًا سنشهد انهيارًا في حجم شركة ميتا بين العالم التقنية خاصة وأن بيان مارك لم يطمئن الكثير من المستثمرين ؟

لسنا بحاجة للتوقع، هذا ما يحدث منذ عام 2020 مع شركة ميتا، فهي أصبحت تركز على الميتا فيرس وفي تطويره وهذا يتسبب في حدوث خلل في المنصة كاملة. هل يعتقد زوكربيرغ انه جميع المستخدمين رواد أعمال أم أنه أصبح يستقطب هذه الفئة وغير مهتم بالمستخدم العادي؟

وللأسف الشديد أن الموظف دائمًا من يتحمل نتيجة خطأ المدير وهو من يتعرض للضرر في فقدانه لعمله. وغالبًا ما يسعى المالكين في تطوير المنصات فينتهي الامر بهم في مزيد من المشاكل.

تويتر حاليًا في حالة تخبط كبيرة بسبب قرارات إيلون ماسك لا أرى انها ستسفيد من وضع فيسبوك بأي حالة، فقد يقرر مستخدمي المنصتين الذهاب لمنصة أفضل في النهاية بسبب كل تلك الأعطال :)

تسريح مارك لحوالي 13% من موظفي الشركة هي خطوة متسرعة بالفعل، فقد صرح بأن هذا التسريح لابد أن يؤثر على مختبر أبحاث الميتافيرس، بالإضافة إلى الإنستقرام والفيسبوك. ولكن بنظرة واقعية ندرك اليوم بأن الركود الاقتصادي هو ما يدفع أصحاب الشركات الكبرى لمثل تلك التصرفات. المشكلة هنا في تسريح ذوي الخبرات محمود، فصدقني سيندم مارك على تسريح الكثير من هؤلاء وإعطائهم لمنافسيهم على طبق من فضة. ولدينا مثال على إيلون ماسك الذي سرح موظفين عن طريق الخطأ ويراسلهم تلك الأيام للعودة للعمل مرة أخرى بسبب خبرتهم الكبيرة واحتياجه لهم لبناء أسس الشركة مجددًا.

أرى أنها فرصة ذهبية لشركة مثل شركة تويتر، فهي في مرحلة جديدة وقد تستغل تخبط الفيسبوك من أجل المنافسة وتوسيع دائرة المستخدمين أكثر، ماذا تتوقعون ؟

ليس الآن فتويتر تعاني مثلما تعاني ميتا، ولكن يمكن لبعض المنصات الأخرى الأقل شهرة من هؤلاء أن تستغل تلك الأزمة وتسوق لنفسها وتصل إلى عدد أكبر من المستخدمين.

هل مستقبلًا سنشهد انهيارًا في حجم شركة ميتا بين العالم التقنية خاصة وأن بيان مارك لم يطمئن الكثير من المستثمرين ؟

لا يمكن نجزم بأن ما تتعرض له الشركة هو مؤشر لانهيارها، ربما هو بداية تجديد طاقتها، ومدام مارك بنفسه اعترف بالخطأ المتسرع الذي ارتكبه فالأكيد أن يحاول تصليح هذا الأمر وليس البقاء على نفس هذه الحالة، أتعلم متى يمكن أن نتوقع بأن ما سيحدث هو مؤشرا لإفلاس أو انهيار هو عندما تكون كل البيانات تشير إلى دق ناقوس الخطر ومع ذلك يتم نفي الأمر أو التغاضي عنه.

في الحقيقة ليست هذه أول مرة تتعرض الشركة لهذه الأزمات، مثلا قبل 4 سنوات خسرت الشركة نحو 16 مليار دولار من اسهماها واعتبرها البعض في ذلك الوقت بأنها أكبر خسارة في تاريخ البورصة الأمريكية.

اليوم يتم إقالة 11000 من إجمالي موظفيها أكثر من 87000 موظف العاملين بالشركة، يبدو أن رقم التسريح عادي جدا، فهدفها الذي دفعها للإقدام لهذا الفعل من أجل الحملة التي أطلقتها الشركة لخفض الإنفاق، متأكدة بأن الشركة ستعود أقوى مما كانت عليه، أما عن ملامح الانهيار لم ترتسم بعد للحديث عنها مدام المستخدم لم يتأثر ولم يشتك من تطبيقات ميتا.

ألم تقم تويتر أيضا بإقالة ما يقارب نص موظفينها يا محمود؟

اعتقد أنها سياسة جديدة بعيدا عن مشكلة فيسبوك بشكل عام وعدم ثبات سعر السهم الخاص بها بسبب النفقات الضخمة الموجهة للميتافايرس, ولكن قد تكون سياسة جديدة للاعتماد على عدد أقل من الموظفين الذين يكونون أكثر كفاءة وإنتاجا من غيرهم.

وبالفعل دوما تقع النتائج السلبية على عاتق الموظفين الذين يتحملون اللوم أو فقط يتم إقالتهم بسهولة, ولكن بعض اللوم يقع أيضا على الموظف الذي لم يبرع في إثبات مكانته ودوره المهم الذي قد ينشأ عنه فراغ أن تم التخلي عنه, اعتقد أنها سياسية جديدة بسوق العمل بين الشركات الضخمة الاعتماد على عدد أقل من الموظفين والاعتماد الأكبر يكون على التكنولوجيا والأدوات الحديثة التي قد تكون من وجهة نظرهم أكثر إفادة وأقل استهلاك مادي.

تخرج الشركات من السياق المتفق عليه لمختلف قوانين العمل، وهو الأمر الذي يجب أن يضعنا امام الواقع. لا مجال لإلقاء اللوم على الشركات في هذا الصدد وفي مثل هذه الظروف، ولا أعني بذلك تبرئتها، وإنما أعني به أنها المستفيد الأول، وبالتالي لا يمكننا إنكار رغبتها في تحسين صورتها، أو اتهامها بأنها ترغب في إسقاط نفسها. وإنما علينا أن نتناول الأمر من جهة أخرى، وهي جهة التعامل مع الوضع الاقتصادي الحالي. الأزمة أصبحت غير ممكنة التحسين، وتتحرك من السيء إلى الأسوأ، والإدارات الدولية تضع الشركات في مهب اللوم، على الرغم من أن الشركات تعتبر واحدة من الضحايا. وقد تناولتُ ما يحدث في السوق العالمي للتوظيف في مساهمة بالأمس تسعدني مشاركتها هنا:

هل مستقبلًا سنشهد انهيارًا في حجم شركة ميتا بين العالم التقنية خاصة وأن بيان مارك لم يطمئن الكثير من المستثمرين ؟

هذا ما نتوقعه حسب الإحصائيات الأخيرة وكل الأمور التي حصلت وقمت بذكرها في مشاركتك، بدأ انهيار شركة ميتا في سنة 2022 وفي الأيام الأخيرة حتى الشخص البسيط لا حظ هذا ملامح هذا الانهيار، العديد من زملائي الذين كانوا يعتمدون على إعلانات الفيسبوك وكانت تأتي بنتائج اشتكوا في الأيام السابقة من ارتفاع أسعار الإعلانات وقلة المبيعات أو النتائج المتوقعة من الميزانية، وبهذا أصبح البحث عن بديل أمر حتمي وبالنسبة لي هذا الأمر من أهم ملامح سقوط إمبراطورية فيسبوك.

أرى أنها فرصة ذهبية لشركة مثل شركة تويتر، فهي في مرحلة جديدة وقد تستغل تخبط الفيسبوك من أجل المنافسة وتوسيع دائرة المستخدمين أكثر، ماذا تتوقعون ؟

بالنسبة لي أراها أنها فرصة أما تويتر لإثبات ذاته ومكانته أكثر في ساحة منصات التواصل الاجتماعية المناسبة للأعمال التجارية في هذه الفترة، كذلك الفرصة مفتوحة أما سناب شات.

أظن أن الواقع كفيل ان يجيب على هذا أفضل مننا ففي 9 شهور فقط تناقصت قيمة ثروته من 125 مليار دولار إلى 55.3 مليار دولار يعني 70 مليار دولار في 9 أشهر وتتعد الأسباب من:

1- كلفت إعادة تسمية Facebook إلى Meta والتركيز على "metaverse" استثمارات قدرها 10 مليارات دولار في العام الماضي وحده ، وفقًا لصحيفة New York Post.

2- انخفاض في عدد مستخدمي Facebook

3- سرب فرانسيس هاوجين وثائق حول البحث الذي وجد أن Instagram أثر على اضطرابات الأكل والأفكار الانتحارية لدى الفتيات المراهقات وهو ما أدى إلى ترك البعض للمنصة

5- وفقًا لـ Fortune ، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ، خسرت Meta 2.96 مليار دولار، وأحد عوامل هذا الانخفاض في الإيرادات هو شفافية تتبع التطبيقات من Apple ، والتي تتيح لمستخدمي iPhone تحديد ما إذا كانوا يريدون تطبيقات ، مثل Facebook ، لتتبع الأنشطة عبر الإنترنت لاستهداف الإعلانات ، وفقًا لصحيفة New York Times.

لذلك أظن أنه يحاول الآن أن ينجح مقامرته التي بدأها ويوفر الأموال حتى يستطيع الانتهاء من metaverse في أسرع وقت ويكسب منه بعد بيعه، ولكن لا أظنه تفكير محافظ ففي تلك الحالة سيكون فريسة سهلة للشركات المنافسة كما ذكرت وهو ما يمكن أن ينهي الشركة بأكملها...

الخطوات الكبيرة أمر متوقع من الشركات الكبيرة، لا مكان للعواطف في بيئة رأسمالية جبارة كغوغل وتويتر بالتأكيد، بالعموم لا أعتقد أنّ مارك متخوّف جداً من هذه الحركات وقد قال مسبقاً أنه بينما ستحدث التسريحات في جميع أنحاء الشركة فإن الفريق سيتأثر بشكل غير متناسب وسيتم إعادة هيكلة فرق العمل "بشكل أكبر" يبدو أنّهُ يعد الشركة ويكيّفها للمرحلة القادمة، حتى من ناحية الإنفاق يعدّل مصروفاته، فقد ذكر أيضاً أن "ميتا" ستعمل على تقليل بصمتها العقارية ومراجعة إنفاقها على البنية التحتية.

خطوة متوقعة يا محمود فلا مكان العواطف والمشاعر في خضم المنافسة الشرسة تلك وتوجيه الإنفاق العام لديها.ولا أتوقع الإنهيار لميتا بل إعادة هيكلية إن صح التعبير.

أرى أنها فرصة ذهبية لشركة مثل شركة تويتر، فهي في مرحلة جديدة وقد تستغل تخبط الفيسبوك من أجل المنافسة وتوسيع دائرة المستخدمين أكثر، ماذا تتوقعون ؟

لا أعتقد أن تويتر أحسن حال من ميتا في الوقت الحالي فهي كذلك تعاني من تخبطات شديدة لديها، برأيك صديقي هل هذه الفرصة مناسبة لنمو متزايد لمنصات أخري مثل تيك توك وغيرها وإستغلال هذه الأزمة مع منافسيها.

هذا دليل واضح وكبير للذين يقولون بأن العمل ذو الدخل الثابت المتمثل في الراتب الشهري ضمان وأمان ومقتنعين بإعتقادهم الزائف بأن الأمان الوظيفي متمثلاً في القطاع العام أو الخاص سيضمن لهم ثبات معيشي أفضل من الذين يتجهون لتأسيس مشاريع وأعمال تجارية خاصة بهم، مع أن الواقع المرير لا شيء ثابت ومضمون من ناحية العمل خصوصاً مع التقدم التقني الذي بات يعزو ويسيطر على أركان كثيرة من جوانب العمل ويحل محل القوى العاملة البشرية، لا شيء بات مضمون بتاتاً فمع تقلب الأحداث العالمية بات التسريح من العمل أسهل الطرق لحل الأزمات.