خلال الربع الثالث من العام، وصل التسرّب الوظيفي في العالم إلى مستويات مقلقة للغاية، حيث فقدت المسارات الوظيفية المختلفة أكثر من 40 مليون موظف، مما وضع سوق التوظيف بشكل عام في محل حرج للغاية.
في رأيكم، ما هي الحلول التي يحتاجها سوق التوظيف العالمي لتخطي هذه الأزمة وتقليل التسرّب؟
لإيجاد الحلول لمواجهة التسرب الوظيفي لابد أن نضع الأسباب في الحسبان ونحاول منعها يا علي، فكما نعلم التسرب الوظيفي إما أن يكون إجباري كما يحدث الآن في تويتر وفي تلك الحالة تتحمل الشركات مسئولية التسرب وتعرف كيف تواجهه. وإما أن يكون طوعًا ورغبة من الموظف في ترك الوظيفة، وهنا نسأل الموظف ما السبب الذي يدفعه لترك الوظيفة والبحث عن غيرها لتحاول الشركة عمل التحسينات التي تحافظ على الموظف، ومن ضمن تلك الأسباب:
وإن عددنا باقي الأسباب سنجد أن الحل يكمن في الاهتمام بمستوى رضا الموظفين عن العمل، ومحاولة خلق بيئة عملية صحية تجعل الموظف يحب ما يعمل دون شعوره بأي مشكلة.
في مثل هذه الحالات المشار إليها يا شيماء، وهو ما لا يدركه الكثيرون في الآونة الأخيرة، يكون الفصل تعسّفيًّا، حيث أن العديد من الموظّفين يعانون القرارات غير المأمونة لإدارات الشركات، وهو الأمر الذي لا يمكن لأي شخص تجاهله في الوقت الحالي. فقد اكتفت الكثير من الشركات بما لديها من موظّفين في ظل الأزمة الحالية في بدايتها، منهم من قلّص حركة التوظيف، ومنهم من أوقفها تمامًا، ومنهم من زاد الطين بلّةً وبدأ في التفريط في الموظّفين لتحقيق الإحصائيات الأكثر اعتدالًا وخفض التكلفة في بعض الجهات. مثل هذه الظروف لا دخل لبيئة العمل فيها، بالعكس، من الممكن أن يجد الموظّف نفسه خارج وظيفة كان يحلم بها ولم يكن مستاءً من أي التفاصيل حيالها.
أو ليس هذا يعتبر واحد من المؤشرات التي تدل على الاستغناء عن الموظف التقليدي يا علي اليوم أيضا ميتا تعلن عن استغنائها عن عدد كبير من الموظفين بعد تويتر, واعتقد أن سبب هذا هو العمل بذكاء الآن والبحث عن أقل عدد من الموظفين مقابل أعلى قدر من المهارة كما أنه الآن بسهولة يتم توفير أساليب تكنولوجية لتقوم بعمل العديد من الموظفين التقليدين الذين بالكاد يقدمون إبداع أو ابتكار بعملهم, مثلما حدث قديما بالمصانع حينما بداو بالاستغناء عن العمال واستبدلوها بالآلات, معظم الشركات والمنظمات المتقدمة لا تعتمد حاليا على عدد كبير من الموظفين بل تعتمد على التكنولوجيا والأنظمة بشكل أكبر لأنها توفر من وجهة نظرهم كفاءة أعلى, أخشى أن الاعتماد على التكنولوجيا سيجعل الكثير من الأفراد بلا عمل وبلا قيمة بنظر تلك الشركات وهو أمر مرعبو مقلق بسوق العمل.
ولا أعتقد أنه هناك حل لهذا الأمر فكرة استغناء عن الموظف لتحل محله التكنولوجيا والأنظمة لا أرى من نظري أنه هناك حل ألم نري دوما أن المستقبل سيعتمد علي الآلات والتكنولوجيا وهذا ما يحدث فعليا الآن.
*إجابتي بناء على أن كان التسرب الوظيفي برغبة المنشأة*
وأنا قصدتُ بذلك التسريحات التي تتم برغبة المنشأة في المجمل أيضًا يا رحمة لذلك لا مشكلة. نحن على المسار نفسه.
أما بالنسبة للمفهوم الخاص بإلقاء اللوم على الموظف في بعض الجوانب، فأنا معكِ بكل تأكيد. أنا لا أطالب الشركة بالتزام أخلاقي تجاه موظّف غير مناسب. لكن من جهة أخرى، نحن نعلم أن الشركات مع هذا الكم من التسرّب الوظيفي تعاني أشد معاناة، لأنها تفقد المزيد من الكوادر شيئًا فشيئًا، فما الذي يمكنها فعله حيال ذلك؟
إن كان التسرب الوظيفي بسبب الموظف نفسه في حالة أنه قام بتقديم استقالته فاعتقد أن هذا بسبب عدم تقدير الموظفين بشكل كافي ,عدم تقديم الدخل الكافي مقابل الوظيفة أو المجهود المبذول وهو ما نراه حاليا بالعديد من الشركات , بشكل واقعي يقع الموظف بدوامة العمل والالتزمات والمواعيد اللانهائية وبالكاد يكون له وقت لعائلته وحياته الاجتماعية ونفسه مما يصيبه بإرهاق نفسي وعصبي الكثير من الضغوطات وبالرغم من هذا لا تقدير كافي!
بالكاد تنظر المؤسات لراحة الموظف وجهوده ولكنها تركز وبشكل أساسي علي أرباحها والمكسب المادي وهو حتما سيكون سبب من أسباب فشل المؤسسة فيما بعد, تقدير الموظف وراحته وتوفير بيئة عملية سلسلة ومساعدة له ستزيد من إنتاجيته ولكن قليل من المؤسسات التي ترى ذلك.
يجب على الشركات والمؤسسات إدراك أهمية تقدير الموظفين وضرورة شعور الموظف بحقيقة انتمائه لكيان يعتمد عليه ليست وظيفة تعتمد على وقت حضور وانصراف معين فقط!
يجب على الشركات والمؤسسات إدراك أهمية تقدير الموظفين وضرورة شعور الموظف بحقيقة انتمائه لكيان يعتمد عليه ليست وظيفة تعتمد على وقت حضور وانصراف معين فقط!
إجابة رائعة يا رحمة، لذلك أرغب في التعمّق في المزيد من النقاط معكِ. إذا كانت الشركة تمتلك رؤية أكبر من الموظّفين أو أطقم العمل في الوقت الحالي، ولا تستطيع إيجاد الثغرة المناسبة للعمل عليها، في رأيك، كيف يمكنها إنجاح المشروع؟ كيف يمكنها تخطّي أزمة امتلاك موظّفين غير مناسبين ووجودهم سيؤثر على الشركة وأداءها؟ مع العلم أن المءسسة الاستثمارية في هذه الحالة تُلام بكل اللوم على التسرّب الوظيفي.
اللوم هنا يقع على الشركة بنسبة كبيرة لأنها من البداية قامت بتعيين واعتماد موظفين لا حاجة لهم ولم يكونوا بالمكان المناسب لهم لبذل المجهود ولكن مهما كان خطا المؤسسة من رأيي هذا أبدا لن يمنع الوصول لمرحلة النتائج الأخير وهي الاستغناء عن الموظف ما دام لا حاجة له , يجب أن تكن عملية اختيار الموظف عملية دقيقة ويقوم بها شخص مسؤول يدرك المتطلبات والمهارات التي تحتاجها الشركة حتى لا يقع علي الشركة عاتق خسارة ولوم فقدان موظفين لا حاجة لهم فيهم بعد.
فعلا الرقم مقلق جدا ولكن قبل أن ابدأ بقول الحلول التي أظن أن سوق العمل يحتاجها دعني أسرد ما أظن أنه سبب تلك المشكلة مع أنها تختلف من بلد إلى آخر ولكن الأسباب الرئيسية تشمل:
1- ارتفاع عدد السكان: يزداد الطلب على الوظائف مع ارتفاع عدد السكان.
2- تغير المناخ: جعل تغير المناخ من الصعب على الناس الاعتماد على الزراعة كمصدر للعمالة.
3- العولمة أو التكنولوجيا: والتي اعتبرها بنفسي السبب الرئيسي للبطالة فمع تحول العالم إلى شركات متعددة الجنسيات "تقتل" الشركات المحلية الصغيرة التي كانت مصدرًا للتوظيف. على سبيل المثال ، مع اعتياد الناس على التسوق عبر الإنترنت (على Amazon.com) ، تغلق معظم مراكز التسوق أبوابها.
4- تدهور اقتصاد الدولة
وبعد أن عرفنا الأسباب يمكننا الانتقال إلى الحلول وأظن أنه يمكن أن اجمعها في:
فعلا الرقم مقلق جدا
جدًا يا نجلا. وما أرعبني أكثر فيما يخص هذه الأمر أنني تذكّرت هذه المساهمة بالتحديد ونقاشنا عليه بعد أن نشرتها بيومين، حيث أنني صُدِمتُ بعدها بتقرير سقط أمامي مصادفةً. يتيح هذا التقرير دراسة مفصّلة عمّا يحدث في شركة Meta في الوقت الحالي، حيث انها من جهة تعاني حالة استثمارية شديدة الخطورة فيما يخص ما أنفقته حتى الآن على مشروع Metaverse، والمشكلات المتوقّعة في الآونة الأخيرة حول الفشل الذريع لهذا المشروع. ومن جهة أخرى، تناول التقرير تسرّبًا وظيفيًّا غير مسبوق المستويات في الشركة العملاقة، ممّا يضعها على خريطة الإنذار.
كمدير تنفيذي لشركة ناشئة سيكون هدفي لعالم 2023 زيادة الأرباح 100%
تحقيق هذا الهدف أنا بحاجة إما لزيادة العملاء أو لتقليل التكاليف أو كلاهما! هنا أنا مضطرة من اجل تحقيق هدفي أن أستغني عن جزء كبير من فريق العمل لدي واستبداله بتطبيق وبدلاً من أن يكون معي فريق مكون من 14 شخص فأنا سأقدر على تنفيذ ضعف أعمال بواسطة 4 أشخاص.
كيف اخترت هؤلاء الأربعة؟ لا يوجد مشاعر في عالم الأعمال من يستطيع أن يساعدني على زيادة أرباح الشركة، عليه أن يقدم لي: خطة وتصور ،وكيف يمكنه مساعدتي، ثم بعد ذلك تطبيق الآلية التي اختارها واختبار نتائجها..
من استطاع أن يثبت أنه متعدد المهارات ووجوده أفضل من غيره وسيكون إضافة للشركة استطاع البقاء مع اتفاق جديد بيننا ليصبح شريك بنسبة أرباح معينة، بينما من لا يملك فكرة انسحب دون أن يحاول او يجرب ..
المشكلة أن هناك فجوة بين الشركة والموظف من يعمل بعقلية الموظف لن ينتج ولن يفيد المشروع ويمكن للروبوت أن يكون أفضل حين يعمل الموظف كأنه صاحب مكان وبهدف زيادة المبيعات والأرباح سيجعل مالك المشروع متمسك به وراضخ لكل طلباته..
لذا السؤال قد يكون أفضل لو لو عكسناه ليصبح ، ماذا ينقصك من مهارات حتى تتهافت عليك الشركات لتوظيفك يأعلى أجر؟
لذا السؤال قد يكون أفضل لو لو عكسناه ليصبح ، ماذا ينقصك من مهارات حتى تتهافت عليك الشركات لتوظيفك يأعلى أجر؟
هذا حقيقي فعلًا، وأوافقك تمام الموافقة فيما يخص فكرة خلو المسار المهني من المشاعر. لكنني عنيتُ بذلك أهمية التوظيف والسوق الوظيفي للشركات نفسها يا ديما، بمنظور مهني واستثماري بحت حيث أن الشركات بكل تأكيد لا ترغب في أن تعكس حركة التوظيف نحو التقلّص، لأنها بهذه الكيفية تخسر كتلة بشرية لديها تنعكس على جودة كل مؤشّرات الإدارة. من هنا، يجب علينا تناول الأمر من جهة استثمارية أيضًا، لا عاطفية. ما هي الحلول التي تخرج بها الشركات من مأزق التسرّب الوظيفي؟
التعليقات