يمكن للتغيرات الصغيرة أن تحدث أشياءً كبيرة، موقف بسيط أو ظرف ما يمكنه تغيير حياة الإنسان ويغير مجريات الأمور تمامًا. وفي النظريات الفلسفية نجد اهتمامًا واضحًا بتلك الأمور البسيطة. فكما يمكن لرفرفة جناح الفراشة أن تؤثر في الظروف البيئية وتحدث تغيير بسيط، يمكن أيضًا لهذا التغيير أن يتحول إلى حدث كبير. فتلك الرفرفة تؤثر في نظام الطقس، وقد تكون سببًا في تغيير مسار إعصار على سبيل التوضيح.

والآن يمكننا تعريف تأثير الفراشة بأنه إمكانية تأثير الأشياء الصغيرة في الحياة بأكملها ودون أي توقع.

وقد شعرتُ بهذا التأثير على منطقة الشرق الأوسط ومجتمعنا العربي تحديدًا، وهنا أفضل الحديث عن لعبة PUBG MOBILE، اللعبة التي لا يمكنني إنكار مدى نجاحها وتأثيرها على الشباب العربي. جاءت اللعبة إلينا من الصين لتغير الحياة الاجتماعية ولكنه تغيير إيجابي نوعًا ما، ويتخلله بعض السلبيات بلا شك مثل الانعزال والعنف أحيانًا.

تعد لعبة PUBG وكأنها أثر الفراشة في الحياة الاجتماعية للكثير من الأسر والأصدقاء، إذ نجد فئة عمرية جديدة تتجه للألعاب الإلكترونية لتسلية الوقت أو للتأقلم مع الأجيال الجديدة وهو ما ساعدهم في التعرف على الحياة التقنية الجديدة تدريجيًا، كما أثرت اللعبة في اتجاه الفتيات لتلك الألعاب بعد أن كانت شبه مقتصرة على الأولاد. وأثرت كذلك في المسار الشخصي للترفيه، فبدلًا من لعب الشخص لعبة معينة بمفرده، بدأ الأصدقاء يجتمعون مجددًا ليلعبوا PUBG MOBILE. وأتذكر أنه في فترة انتشار جائحة كورونا والتباعد الاجتماعي المفروض علينا، كنا نجتمع أنا وأفراد عائلتي لنلعب PUBG ولكن كل واحد في منزله، وبذلك كنا نسهر لنتحدث ونخفف من القلق الناتج عن الجائحة ونزيد الروابط الأسرية فيما بيننا عبر بعض الأمور الترفيهية.

كما يتجه نسبة من الشباب إلى الربح من ممارسة PUBG، وإن كنت لا أفضل هذا النوع من الربح ولكنه موجود ويجتمع على حبه الكثير من الشباب والأطفال.

كانت PUBG إحدى الوسائل الإلكترونية المؤثرة في حياتنا اليومية، فهل تتفقون معي في كونها تشبه تأثير الفراشة على مجتمعنا، وهل هناك وسائل إلكترونية أخرى أثرت على مجتمعنا العربي؟