الانتقام هو أحد المحاور الدرامية التي تحظى بجاذبية كبيرة لدى المشاهدين، حيث تقدم شخصيات تسعى للثأر بعد التعرض للظلم، فيجعل المشاهدين يتعاطفون معهم ويبررون سلوكياتهم السلبية. لكن تكرار نفس القالب الدرامي، كما نراه في كثير من الأعمال، يجعلنا نتسائل ما إذا كانت هذه الشخصيات تعكس رغبة حقيقية لدينا كجمهور أم أنها مجرد محتوى يُفرض علينا لتحقيق المشاهدات.
على سبيل المثال، عندما يقدم أحمد العوضي شخصية البطل المنتقم كل عام، ويبرر ذلك بأن الجمهور يحبها وتحقق نسب مشاهدة عالية، فهل هذا يعني أن المشاهدين يفضلون هذه الشخصيات فعلًا، أم أن صناعة الدراما تكرس نمطًا معينًا يدفع الجمهور لتقبله دون تقديم بدائل أكثر تنوعًا وإبداعًا؟
الإبداع الحقيقي لا يقتصر على تلبية رغباتنا كمجهور فحسب، بل يجب أن يحمل رؤية جديدة تعيد تقديم الأفكار بطرق أكثر عمقًا وإبداعًا. إن استسهال إعادة إنتاج قصص الانتقام بنفس النمط التقليدي، دون تطوير أو معالجة جديدة، قد يؤدي إلى ترسيخ أنماط سلوكية غير واقعية أو سلبية.
التعليقات