مسلسل أعلى نسبة مشاهدة: كيف نقنع أهلنا بأننا لا نريد الزواج في الوقت الحالي؟

ًعربيًا تحديدا هناك عمر معين للبنت إن تخطته ستجد الكل يسألها لماذا تأخرت بالزواج وليس العائلة فقط، لذا فكرة أن تكون متأخرة ولا تريد الزواج أو ترفض شخص بعينه وهي بقرب الثلاثين كما حدث مع بطلة المسلسل، لا يتقبلوه أبدا، لأن للأسف إن تخطت الفتاة عمر ال25 وبدأت في الخمس السنوات التالية خاصة عندما تقرب للثلاثين يبدأ المجتمع ينظر لها بأن بها مشكلة وتأخرت على الزواج، فحتى أم البطلة كانت ترى أنها غير كفؤ وغير جميلة وإن فرصة هذا العريس فرصة كبيرة لها، حتى أم العريس علقت على السن ولم تتقبله.

كيف نقنع أهلنا بأننا لا نريد الزواج في الوقت الحالي؟

إذا كان الوقت الحالي هذا هو زهرة عمر الفتاة يعني قبل أن يتأخر سنها بالزواج قد يقتعنوا إن بررت ذلك بدراسة أو بأن الشخص المتقدم غير مناسب، ما إن كبرت بالعمر لن يكون هناك مبرر مقبول أبدا لا للعائلة ولا للمجتمع، فموقف الفتاة عربيا معقد وليس هينا أبدا أما الرجل فالأمر مختلف ويمكنه إقناع أهله بسهولة، وحتى إن لم يقتنعوا فلن يجبروه، لأنه ببساطة لو حتى وصل للأربعين دون زواج وقرر يخطو الخطوة ستجده يخطب فتاة بالعشرين ويرى الفتاة بالثلاثين كبيرة ولا تناسبه، هكذا هو المجتمع والواقع

لا أرى أن فكرة الاقناع نفسها صحيحة من الأساس، ببساطة هي أو هو لا يريدان الزواج في الوقت الحالي أو ربما مطلقا، هذا قرارهما وهذه حياتهما، ولا يمكن اجبارهما على شيء، الزواج ليس حياة أو موت، ولا فرض علينا أو قانون، من يجد في نفسه القدرة على حمل مسؤولية تكوين أسرة ورعاية أطفال، ومن سيجد الشريك المناسب الذي يستطيع أن يتفاهم ويتوافق معه فليتزوج، هذا الأساس الذي يجب أن يتزوج المرء عليه، أما الأعباء النفسية التي يصدرها الأهل كالسن، ونخاف عليك، ونريد رؤية أحفادنا، هي مجرد وسائل ضغط أنانية من قبلهم، يقومون بزرعها في أبنائهم، ولا يدركون كم يأذونهم بها، وإذا أراد الإنسان أن يثبت لهم خطأ ما يفكرون، فليعمل على نفسه وتطويرها، فلينجح في عمله، ويؤمن مستقبله، ويؤسس لنفسه حياة مستقرة يعتمد فيها بشكل كامل على نفسه، ويريهم كم هو سعيد ومرتاح في حياته، وسيتزوج عندما يقابل من يزيد من السعادة والراحة في حياته، والأهل إن عاجلا أم آجلا يتقبلون، طالما يرون الابن ناجح وسعيد سيطمأن قلبهم ويتقبلون.

بالنسبة لي أنا مررت بنفس المشكلة ولكن هم من البداية مقتنعين بأني (مجنون) لذا لم يكن صعباً علي إقناعهم أنني لن أتزوج إلا في الوقت الذي إحدده فمثلاً أنا أكره فكرة الأرتباط وأنا لست مؤهلاً مادياً بما يكفي ويتنساب مع المجتمع الحالي بالأخص أنني رأيت الكثير من حالات الطلاق والانفصال بين الأقارب والأصدقاء والمعارف لنفس الأسباب التي أشرت لها هم بشكلاً ما يعتبروني معقداً لإصراري على الزوج بظروف مثالية أكثر من اللازم وبالنسبة لهم أن أطلب بزوجة مناسبة أرتاح لها وتكون مناسبة لأفكاري وأهلها متقبلين ما أقوم به والأهم أن أكون متأكد أنني أملك مستقبل واضح الملامح وليس مبهماً أو واعداً فقط ، أن هذه أمور مبالغ فيها حتى أن الكثير من الأصدقاء نصحوني ((بالكذب)) فيما يتعلق بمستقبلي أو المبالغة أو إخفاء بعض المعلومات في توصيف حالتي المادية حتى يطمئن الأهل فمن ضمن المشاكل أن كثير من العائلات تنظر بنظرة إنتقاص للعمل عبر الأنترنت ولا يرون أنه عمل حقيقي .. وهذا مضحك بالنسبة لي وغير مقبول.

إقناع الأهل بعدم الزواج حالياً ليست مسألة هينة في مجتمعاتنا، مع وجود استثناءات بالطبع. هناك مفاهيم مجتمعية معينة تجعل من الصعب على الفتاة تحديداً (رغم أن الشاب يتعرض للانتقادات أيضاً لكن بنسبة أقل) تبرير تأخير زواجها لسن يصنفه معظم أفراد المجتمع بأنه ضمن مرحلة العنوسة. أظن عموماً أن النجاح المهني والاستقلال المادي للشاب أو الفتاة (القوة الاقتصادية) هو أداة فعالة لتعزيز نسبة قبول الأهل فكرة تأخير الزواج للطرف المعني، مع أهمية توضيح الأسباب بطريقة لطيفة ومقنعة قدر الإمكان.

كيف نقنع أهلنا بأننا لا نريد الزواج في الوقت الحالي؟

هذه مشكلتنا بالضبط، أننا نسأل هذا السؤال، إذا أعطيت شخص مسدّس تأكّد أنه سيستخدمه عاجلاً أم آجلاً، فرصة إطلاق النار عنده أقوى ممن لا يملك هذا السلاح، وبالمثل الحرية حين تعطيها لغيرك وهنا لا أقول أننا يجب أن نتمرّد ونتخطّى حدود الأدب مع الأهل ولكن أقول أنّه من السيء جداً أنّ يعطينا الله خيار الحرية في عبوديته ولا يعطيني الأب مثلاً خيار الحرية في الاختيار، ما دام هناك تصوّرات لدينا أنّ الله يعطينا حريّة كاملة بالتصرّف إذاً من الخطأ أن نسمح لأب أو لأم بالتعنّت والإجبار، ولذلك ينتقل السؤال برأيي إلى كيف ننال حريّتنا الكاملة بكل أدب ممكن؟ هناك كثيرة للقيام بهذه الخطوة وعلينا أن ندرك قبل أن نسلكها أن هناك من سيوهموننا أنها طريق خاطئ وهنا يجب أن يكون مقياسنا سؤال واحد: هل أقصّر باحترام أبي إذا طالبت بحريّة إدارة حياتي الشخصية؟

انا ضد تدخل الأهل في الحياة الشخصية لأبنائهم، وانا من انصار الاستقلال المادي للأبناء، لانه سيسمح لهم لو زادت الضغوط النفسية بالسكن خارج المنزل او السفر للعمل بالخارج، والمشكلة ان الأهل تعودوا ان يتحكموا في حياة ابنائهم منذ ان كان ابنائهم أطفالا، وهم مستمرين علي ذلك حتي يقول لهم الأبناء:- كفي...

يجب ان يقول الأبناء نحن أكتفينا، نحن مستقلين ماديا وعقليا ونحن من سنقرر الأفضل لنا، ولو لم يتفهم الأهل ذلك، فالسفر او الابتعاد هو أفضل قرار، وربما تجدني شخص أميل الي الخيار الأسوأ، ولكن يجب ان يعرف الأهل ان حياتنا هي أمر شخصي، وكل الحلول مطروحة لتحقيق ما نراه الأفضل لنا