مسلسل حالة خاصة : كيف يمكننا دمج الحالات الخاصة ضمن بيئة العمل؟

فهذا أمر لابد أن يدركه الأنسان العادي و هو من يبدأ بتعرف عليه و لايحسسه بمرضه لأن الشخص المتوحد 

كلامك منطقي في الحقيقة وبالتأكيد نحاول جميعنا بشكل أو بأخر أن نفعل بالمثل وأن نكون ودودين ومتفهيمن إلى آخره، ولكن هذا في الحياة العادية وليس مع زملائنا في العمل لا لشيء إلا لأن أغلبنا في العمل يكون مهتم بنفسه ليس بدافع الأنانية ولكن بدافع المسؤلية الواقعة على كل فرد منا فبيئة العمل مهما كانت صحية وجيدة وينتشر فيها الحب والمودة ولكن في أوقات كثيرة سيكون الجميع مضغوط ولديه مهام يجب عليه الانتهاء منها فلا أجد أن الإنسان العادي في بيئة العمل يمكنه بشكل دائم ومستمر التعامل والتوجيه والاهتمام بزملائه من الحالات الخاصة ولكن الدور سيكون من قبل مختصين واضحين بالشركة هم الذين يحاولون الاهتمام بشكل واضح بالحالات الخاصة وبالانسان العادي وتوعيته بشكل مستمر عن طرق التعامل الجيدة في أغلب الظروف فالأمر ليس فقط أن نتقبل الحالات الخاصة بل في تقبل أننا لا يمكننا أن نتعامل معهم بشكل صحيح في كل مرة لأننا لسنا متخصصين.

علميني أزاي أتكلم قدام القاضي

ولكن ألا تجد أن الأمر يكون مجهدا ويستنزف من طاقة المدراء أو المسؤولين أن يقوموا بتعليم أساسيات أي وظيفة لموظف جديد، فأنا أرى أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الجهة التعليمية أي الجامعة، فمن المفترض أن توفر الكليات نظاما يتناسب مع وضع الحالات الخاصة فلا يكون مقتصرا على تعليمهم الجوانب النظرية والعملية في مجالهم ولكن يساعدهم على حل المشاكل التي تقابلهم أثناء التواصل مع الاخرين، ففي حالة المحاماة يجب أن يتعلم الطالب كيف يتحدث امام القاضي وامام النائب وامام الضابط وكل من يتعامل معهم باختلاف وضعهم وشخصياتهم.

إمكانية التواصل عن تقديم طرق اتصال بديلة مثل البريد الإلكتروني أو التعليمات المكتوبة أو برامج تحويل النص إلى كلام، أي شيء غير مباشر، هذا مهم برأيي لحل هذه المشكلة بشكل جذري.

ولكن استخدام هذه الطرق كبدائل للتواصل المباشر لا يناسب كل بيئات العمل ومتطلباتها المختلفة، ربما لو الشخص يعمل في شركة ولديه مساحة محدودة يعمل بها وهي داخل الشركة فقط ويتعامل فقط مع مديره وزملائه، ولكن في مجال عمل كالمحاماة وهو المثال الخاص بالمسلسل، فهذا الشخص هنا سيتحدث مع قضاة ومستشارين و نواب وضباط و ومحامين آخرين من خارج مكتبه فضلا عن المتهمين وعائلاتهم، دائرة واسعة جدا من التعاملات ستجعل من الصعب بل ومن المستحيل استخدام هذه الطرق، هنا لا يكفي مهارة الشخص نفسه في المجال والمامه بالقوانين وحل القضايا، بل مهارات التواصل والحديث امام الاخرين والقدرة على فهمهم هامة جدا، بل وأيضا التلاعب بالالفاظ والمعاني مهارة يحتاجها المحامين وهذه تعتبر الأكثر الأشياء صعوبة للحالات الخاصة، فهم لا يفهمون الإيماءات ولا الإشارات، يحتاجون الوضوح والمباشرة، وهذا ما يجعل من الصعب دمجمهم في مجالات بعينها.

ليس جميعهم بالطبع، ولكن خصصت في كلامي الحالات التي تتمتع بمعدلات ذكاء عالية ومهارات تجعلهم يحترفون اي مجال لأنني أجد صعوبة في عدم الاستفادة من مهاراتهم وذكائهم الذي يفوق غيرهم بسبب عدم قدرتهم على الاندماج وسط بيئة العمل، ولهذا كان الحديث عن دمج هذه الفئة خصيصا وكيف يمكن مساعدتهم على إزالة الصعوبات التي تقابلهم.

لكن أعتقد أن الجزء المتعلق بتعامل الافراد مع المصابين بالتوحد كل على حد والتواصل معهم بطريقة ودودة هي مهارة لايتملكها أغلب الأفراد لأسباب أن المصابين بالتوحد لايوجهون المجتمع ويفضل اهلهم ابقائهم في محيط مغلق أم للخوف عليهم أو لأنهم لايريدون تعرضهم لمواقف محرجة، لذا اعتقد ان مهارة التعامل مع المصابين بالتوحد هي مفقودة في المجتمع ككل وبالتالي في بئات العمل هي مطروحة بشكل أقل

لن يتقبل الجميع التعامل مع شخص مصاب بالتوحد، وبمعنى أصح لن يتسيطعوا معاملته،

وهنا يأتي دور المجتمع والحكومات والأهل ايضا، مجهودات كل هذه الأطراف هي ما ستؤدي لزيادة الوعي عن الحالات الخاصة وفهمهم وبالتالي سنعرف كيف نتعامل معهم ونساعدهم وهو ما سيسهل من اندماجهم وسط المجتمع وفي مختلف البيئات سواء في المدرسة أو العمل أو أي مكان، فهم مظلومين حقا في هذا الشأن، أغلب العائلات تبعدهم عن العالم والمحيط خوفا عليهم فيزيدوا من تعميق مخاوفهم واستمرار مشاكلهم، وأنظمة الدول لا تضمن توفير مختصين في التعامل مع هذه الحالات في القطاعات المختلفة، مما يصعب عليهم الحصول على مختلف الخدمات مثلهم كسائر أفراد المجتمع!