لقد انتشر بشكل مفرط في الأعوام الأخيرة مسلسلات وأفلام أجنبية، وحتى عربية تتعرض لقصص السفاحين في الحقيقة، وتقدمهم كبطل أساسي يضع له المبرارات العاطفية للقيام بجرائمه، ومنهم مسلسل (you) متعدد الأجزاء الذي ينقل صورة سفاح مثقف ورومانسي بشكل معقد، يقع في قصص حب خيالية يرسم أغلب مسارتها في عقله ليحاول تحقيقها في الحقيقة مهما كانت الجرائم التي سيرتكبها من أجل تحقيق مبتغاه، وعندما تختلف تلك المسارات عما قام برسمه يثور، ويتجه لقتل من أحبه وإخفاء كل الجرائم بطريقة مبهرة ومخيفة في الوقت ذاته ((هذا هو المسار الخاص بالحبكة لكل جزء يستعرض المسلسل)).

لكن ما لفت نظري بشدة هو النجاح الفائق لتلك الأعمال التلفزيونية والدموية وانتشارها بكثرة في الفترة الأخيرة، بل أن هناك معجبين ومدافعين عن هؤلاء السفاحين، وعن جرائمهم بل يقومون بوضع صورهم كغلاف لملفاتهم الشخصية على مواقع التواصل مما يجعلني أتسائل هل هذا فقط تثيره قوة تلك الأعمال، وحب الاختلاف من متابعيها الشغوفين لفعل ما يفعله، أم أن هناك تصور أسوأ في أن لديهم أفكار حقيقية مظلمة ساعدت تلك الأعمال بالسلب بالتركيز عليها، وإظهارها لتنتشر بالفعل جرائم مشابهة مثل تلك الجرائم التي حدثت في مصر في السنوات الأخيرة.

فهل نحن بداخلنا ميول للجريمة حقاً وتساعد بعض الظروف لإطلاق وترسيخ وإظهار تلك الأفكار أم أننا نتأثر ونحب التقليد فيصبح العمل الفني هو جريمة بحد ذاتها لترسيخه بشكل (غالباُ مقصود) مثل تلك الأفكار أم إنه يطرحها لإثارة الجدل وعلاج تلك المشاكل؟ وما هي الحلول التي تراها لتجنب مثل تلك الأفكار والمشاكل؟