هل يجب أن تكون فقيرًا ضعيفًا حتى نتعاطف معك؟

ولو من نفس الطبقة الاجتماعية، فقد فشلت في أخذ حقها من المرة الاولى..

وهذا ما يؤكد وجهة نظري، كونها غنية ومن طبقة اجتماعية راقية لم يكفل لها أخذ حقها، وهذا ينفي فكرة أن الأغنياء أقوياء ولا يستحقون الدعم أو على الأقل لا يحتاجونه!

بغض النظر عن تغيير القصة الحقيقية، الم ينجح المسلسل لتحريك الرأي العام؟

أرى أنه لم يحرك التعاطف بقدر ما حرك مواطن ضعف الناس، فقد جعلهم يتعاطفون مع فقرهم وقلة حيلتهم لا مع الاعتداء نفسه، تعاطف قائم على المتشابهات

على كل حال سواء تواجدت القضية فعلًا على أرض الواقع أم لا، المقصود من المساهمة هو عدم جعل الفقر هو الكود الرسمي للتعاطف

ماذا ترى أنت بخصوص هذا؟

رغم قوتها فالجاني أكثر قوة، وهذا ما تسبب في ذلك التعقيد يا أسماء، إضافة لكونهم مجموعة من الجناة وليست حربا بين فردين، لذلك ستظل الطرف الأضعف بكل حال.

أحب أن أرى الحقيقة، لا ما يشبهني

الجمهور لا يحب ذلك، دار نقاش بيني وبين عفاف من قبل حول أسباب إختيار محمد رمضان لتسلسل معين في جميع مسلسلاته، شخص فقير مظلوم مغلوب على أمره يحاربه الجميع، يموت أبوه أو أمه، يزج به في السجن، ثم يخرج لينتقم من الجميع!

ورغم ذلك فهو ينجح في كل عام.

أدعوك للإطلاع على النقاش الذي دار بيننا في هذه المساهمة

بالطبع، لما سأتعاطف معك وانت قادر على اخذ حقك؟ أليس التعاطف مقرونا بالضعف؟

وهو بالضبط ما قصدته، ربط التعاطف في عقولنا بكون الشخص ضعيفًا، ماذا عن الذي عانته الفتاة من صدمة واعتداء، فحتى اخذ حقها لن يعود بها للوراء ولن يشفي غليلها بالكامل، لذا يجب أن نتعاطف مع الحادثة وليس مع فكرة أخذ الحق والاستضعاف

نتعاطف مع انجلينا جولي لانها فقدت جزءًا من جسدها المهدد بسرطان الثدي، كونها غنية لم ينفي فكرة تعاطفنا مع امرأة تقتص جزءًا من جسدها، نتعاطف من ديانا كونها أحبت رجلًا لم يحبها، مع كونها أميرة القلوب كما يقولون، هذه أمثلة على كوننا نتعاطف مع الحالة الانسانية لا مع مقدار السلطة والنفوذ

لو مثل محمد رمضان نفسه الغني القوي القادر على أخذ حقه بأمواله، هل كانت أعماله ستنجح؟

لا، وهذا ما أقوله، ترسيخ الاستضعاف وعقلية الضحية والفقر في أذهان الناس وجعلها قابلة للتعاطف بدون نقاش وليس الحالة الانسانية

إذا كان مسلسل الطاووس تجاريًا فتحويل شئ مهم كهذا مبررًا، لكن صناعه يفترض أنهم صنعوه بهدف إنساني، لا من أجل أن ينجح

أتفهم قصدك بتركيز الإهتمام على المشكلة الأصلية، ولكن هذا فني فادح.

المخرج يفكر دائما في جذب الجمهور، يتسائل كيف سيتمكن من جلب تعاطفهم؟!

أسهل تلك الطرق أن يتحدث بلسان حالهم، وهم الفئة الأكبر من المتابعين.

طيب يا أسماء يا عزيزتي، أولا من نظرك كيف الطرق الأخرى للتحايل؟

المؤلفون لديهم الكثير من الحيل، ما كانوا ليتوقفوا عقليًا هنا

وثانيا، ما هي الأوجه التي جعلتك تقررين أن المسلسل جعل الناس يصبحون حكاما حول من يستحقون التعاطف من عدمه..

الكثير من تعليقات الناس على فيس بوك تصدر حكًا على الفتاة بانها تستحق ما حدث لها لأنها بالأصل صديقتهم أو من معارفهم!

ولو عرض المسلسل بالقصة الحقيقة أظن لاتخذ الناس نفس الموقف، ربما لرأينا الكثير من الناس حول القول الشائع أن الأغنياء قليلو الحياء وقليلو الأدب، علاقتهم مفتوحة، لا حدود بينهم، لم نكن لنغضب للفتاة! ألا يعتبر هذا حكمًا بأنها لا تستحق التعاطف لمجرد أنها ولدت في دائرة غنية؟

كان يجب على صناع المسلسل عرض القصة بحقيقتها وتوجيه الناس لدعم الفتاة أيًا كانت خلفيتها، دينها، مظهرها، أخلاقيتها

ليس من حق النشال أن يسرق، السرقة أمر مرفوض؛ لكن على الإنسان أن يسير في الطرق الآمنة الممهدة

لماذا الا تستحق العقاب لانك تذهب في الطريق المظلم؟

الدعوى إلى عدم إصدار أحكام أخلاقية مطلقاً هكذا دعوى فاسدة.

الناس آمنون على حيواتهم واخلاقهم ما لم يعتدوا على أحد، ولا شأن لاحد باحد ما دام ليس هناك تجاوز في حقك، وإلا من حق البلاد الغربية أن تمنع المسلمين من الشعائر الإسلامية لأنها بالنسبة اليهم خروج عن الطبيعي، كما تحب ان يترك لاخوانك الحرية ليمارسوا دينهم، يجب ان تكفل الحرية للآخرين وليست الحرية التي يرتضيها عقلك، وبالنهاية الحرية ليست منحة، هي حق أصيل للإنسان

أيستوي التعاطف؟

يجب أن يستوي، لإن أخلاق الانسان لا تنتقص من حقوقه، سئ الخلق مجازًا لا ينبغي أن يحرم من ميراثه لأنه سئ الخلق، دميم الأخلاق لا ينبغي أن يتعرض للإهانة حتى تعيد إليه أخلاقه، ذاك درب من السيطرة في غير محلها