هل يجب أن يتصف رجل الأعمال بالبخل والتقشف ليبني ثروة ضخمة؟

صحيح.

لا أفهم الكثير في الإقتصاد و إدارة المال، كلما أعرفه أن الجميع يحتاجه.

البخل له وصف اخر اي تشتري ماذا تحتاج مثلا تشتري كمية القهوة لشهر بدل ما تشتري كاس من القهوة من المقهى لان الكأس ثمنه يمكن ان يحضر لك 10 اكواب بدل كوب واحد هل فهمت قصدي

راسم قد لخصت كل شيء في هذه العبارة، وهذا هو المقصود، بوركت..

البخل لا يعني الموت، بل أن تعرف ما تحتاج، هناك من يستيقظ لشرب كأس الليمون، وبيض ولحم مقدد وخبز قمح، دون أن يشبع، ويكون أكثر ثمنا، لكن بإمكانه أكل خبزة صغيرة بها زيت زيتون تكفيه 6 ساعات وأكثر وأقل ثمناّ، بينهما تقشفت ومنعت شهوة بطنك وجمعتها عن الإسراف، بدل أن تكون عبدا لبطنك وإرادتك، هل هذا سيكون ثروة؟

لان الشخص الذي يحقق ثروة و يموت و لم يستفد منها و استفاد منها اهله و غيرو حياتهم هذا هو الافضل بدل ان يموت و لم يحقق شيء و ترك اهله في فقر مدقع ألم يأسس الناس شركات عملاقة من الصفر ليتركوها للجيل الجديد.

هذا ما يقوله والدي، لو منعتكم من الإسراف، فأنا أبني ما يظل لكم ويحمي رؤسكم، سأموت وتقولون رحمه الله، لاشيء يضيع، ربما عمر فهم الأمر عكسيا، نحن تحدثنا على البخل الذاتي، لا أن يحرم الأقربين

البخل له وصف اخر اي تشتري ماذا تحتاج مثلا تشتري كمية القهوة لشهر بدل ما تشتري كاس من القهوة من المقهى لان الكأس ثمنه يمكن ان يحضر لك 10 اكواب بدل كوب واحد هل فهمت قصدي

تعميم الوصف هكذا لا أراه صائبا، فبوصفك هذا ليس بخلا مطلقا لكنه اقتصاد، فهو يقتصد ويحصل على نفس الخدمة، لكن البخل هو أن يكون بحاجة ملحة لكوب القهوة بالخارج ويرفض شرائه رغم توافر المال معه لأنه يمكن أن يتناوله بالمنزل بأقل من ذلك بكثير.

لان الشخص الذي يحقق ثروة و يموت و لم يستفد منها و استفاد منها اهله و غيرو حياتهم هذا هو الافضل بدل ان يموت و لم يحقق شيء و ترك اهله في فقر مدقع ألم يأسس الناس شركات عملاقة من الصفر ليتركوها للجيل الجديد.

وهل يتعارض كون الشخص يجمع المال ويبني لأبنائه بأن يعيش ويتمتع بماله أيضا، هل يجب أن يعيش بفقر مدقع وهو لديه الملايين فقط ليترك لأولاده، هل ملايينه ستتأثر إن أنفق بعض المال على نفسه.

لم أقل أن الاعتدال أمر سهل، وربما من هذا المنطلق يتبين مدى جوهر قيمة الاعتدال، هل في رأيك أن طريق الحق أسهل من طريق الباطل؟

اعتقد أن فكرة المثالية ذاتها قد تكون فخًا للإنسان، نحن لا نسعى للكمال ولكن نأمل في غد أفضل، ونعمل بشكل يومي على تقويم عيوبنا، حتى نكون اليوم بشخصية و روح أفضل وأنقى من تلك التي كانت بالأمس.

أعتقد أنك حذفتي كلمة الإعتدال من قاموسك، حسنا سأعيد صياغة وجهة نظري.

الإعتدال هو التوسط، بمعنى أنني ليس علي شراء قهوة تساوي 50$ ولا واحدة تساوي نصف دولار، كلاهما خيار سيء، يمكنني شراء واحدة تساوي 5 دولار أو 10 دولار مثلا، على سبيل المثال الملابس، بمقدوري شراء ملابس متوسطة بكمية متوسطة بدلا من أن أتقشف أرتدي نفس الزي لمدة 10 أعوام، وأنا هنا لا أعني الفقراء الذين لا يملكون المال أصلا، بل أعني المتقشفين الذين يملكون الأموال ولكنهم لا ينفقونها حتى على الضروريات العادية مثل الملابس والطعام بدعوى أنني هكذا سأحقق ثروة.

الأن لنأتي لأصل الفكرة، وهو نقطة تكوين الثروة، لكي تكون ثروة عليك أن تقدم شيئا ما تتقاضى عليه أجر مرتفع، وهذا يأتي بعدة أمور كأن تنفق على عقلك ومهاراتك، تنفق لشراء الأدوات الأحدث التي قد تحتاجها، تنفق لشراء الملابس لتبدو بمظهر لائق أمام العملاء، وعوامل أخرى في النهاية هي من ستكون لك الثروة، أما فكرة اكتناز الأموال لتكوين الثروة فهي بالنسبة لي ليست منطقية على الإطلاق.

يمكنني أن أعدد لكي عشرات الامثلة لفقراء كونوا ثروات، لكن هل يمكنك إعطائي مثالا واحدا لشخص كان يتقشف ليكون الثروة؟ لا أظن

أعطني مثالا فيه ثري أنفق ماله، أو بالأحرى فقير أنفق وأسرف وكون ثروة، أم ربما أنت تمزح، لأني لم أستوعبها البتة

هناك قاعدة مشهورة يعرفها الجميع وهو أن الأموال كلما أطلت مدة الإحتفاظ بها كلما قلت قيمتها، ولهذا عليك اسثمارها إما في نفسك أو في عملك، وهذا مضاد تماما لفكرة التقشف، في النهاية هل الغاية جمع الأموال في حد ذاتها أم أن الأموال وسيلة لتحسين الحياة ورفع جودتها!

أنتي تطلبين مثالا لفقير مسرف، وهذا غير منطقي، كيف سيسرف وهو أصلا لا يملك الأموال، أما عن الأثرياء الذين ينفقون أموالهم فالقائمة تطول، أخرهم جيف بيزوس ورفاقه الذين دفعوا عشرات الملايين من أجل 10 دقائق في مركبة فضائية!

أثناء كتابتي هذا الرد تذكرت أية من القران تقول (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) وهذا ما نسميه بالإعتدال في الإنفاق.