في مسلسل ما تراه ليس كما يبدو الذي أشتهرت فيه قصة يوسف الرجل الدنجوان (النسونجي) الذي يتلاعب بحرفية شديدة بالنساء ويدغدغ أحاسيسهم الرومانسية ويشعل رغباتهم ، وهو نموذج شائع في الأفلام والمسلسلات منذ ظهور رشدي أباظة في أفلامه أشهرهم الزوجة 13 ، وصولاً لعادل إمام بجملته الشهيرة (أنا مفيش مرا مبتحبنيش) هذا النموذج هو نموذج شائع للغاية بالحقيقة يبدو مرفوض السلوك ظاهرياً ،ولكن بالحقيقة النساء تحب هذا النموذج (وبحكم التجربة الشخصية لنماذج رأيتها بعيني) وجدت أن معظم النساء تميل إلى هذا الرجل لكونه غامض وجذاب ويستطيع مخاطبة الجانب الأنوثي فيها بعكس الرجل المهذب الذي يبدو مملاً لها في علاقته وأشهر تلك العلاقات انفصال اللاعب البرزيلي الغني والوسيم والمحترم (كاكا) وعندما سألت زوجته عن سبب رغبتها بالانفصال عنه قالت (مثالي أكثر مما يجب) أتذكر برنامج سعودي أو خليجي أشتهر أحد مقاطعه تحاول السيدة التي تحاور المذيع أن تقول له مثل يعزز رفضها التحرش : هل تحب أن أقوم بالتحرش بك بالشارع طوال اليوم ليجب الرجل بنظرة ولهجة (ذات مغذى منحرف) بقوله : جداً .. يظهر أبتسامة خفية على وجهها تختفي سريعاً وتقول بجدية نفس السؤال ، فيكرر نفس الإجابة بوضوح ومغازلة أكبر فتبتسم رغماً عنها، ويتم مشاركة الفيديو الذي يحصد إعجاب العديد من الرجال .. والنساء أيضاً ، لذا بناءاً على كل ذلك الرجل الدنجوان هو حلم معظم النساء أليس كذلك؟
الرجل الدنجوان هو حلم معظم النساء أليس كذلك؟ مسلسل ما تراه ليس كما يبدو
رغم أنني أيضا شاهدت الكثير من النماذج التي تفضل فيها النساء النموذج الذي تطرحه، لكن أعتقد انه لا يمكن وضع كل النساء في قالب واحد، فكل شخص لديه تفضيلات في من ينجذب له عاطفيا، وبصراحة فالرجل الوسيم الغامض بالطبع اكثر جاذبية من الرجل المهذب الطيب عند النظر للوهلة الأولى، وبالتالي فمن الطبيعي أن تنخدع كثير من النساء بمظهر "الرجل الدنجوان"
لا أحد يعمم هنا صديقي، ولكن شريحة كبيرة جداً جداً من النساء تفكر بتلك الطريقة، ولكن يخشى معظمهم الاعتراف الصريح بتلك الطريقة من التفكير، ولكن سرعان ما ستلاحظها من الطريقة التي يتعاملوا بها من رجل من هذا الطراز فور ظهوره، ربما تجدهم يسبونه أمامك مثلاً أو يستنكرون أفعاله، لكنهم يحيطون به ، يبتسمون له ، يحاولون بكل الطرق لفت انتباهه نظراً لتلك الجاذبية والغموض (الظاهري) الذي يتسم به والقدرة على الاقتراب والابتعاد عن المرأة في الوقت الذي يجعلها لا تعرف حقيقتاً ما إذا كان منجذب لها أو يتلاعب بها .. وهذا يجعلهم يلتصقوا به أكثر فأكثر .. على أمل الحصول على قلبه والتفرد به .. بمنطق ( أنا المرأة الوحيدة التي فازت بقلبه وفضلني عن كل النساء وأنا التي سأعمل على تهذيبه).
هل تحب أن أقوم بالتحرش بك بالشارع طوال اليوم ليجب الرجل بنظرة ولهجة (ذات مغذى منحرف) بقوله : جداً .. يظهر أبتسامة خفية على وجهها تختفي سريعاً وتقول بجدية نفس السؤال ، فيكرر نفس الإجابة بوضوح ومغازلة أكبر فتبتسم رغماً عنها،
أتعلم، في سياق أخر، سيقول أحدهم أنها طريقة مغازلة إعلامية لحصد المتابعات ليس إلا، وأن المرأة تحب من يجيد مغازلتها وما إلى ذلك، ولكن بذكرك قصة اللاعب البرازيلي، ألا تجد أيضًا أن المثالية (أعلم أن قصته مختلفة) إذا زادت عن حدودها تقتل التلقائية بين الشريكين؟ وأقصد هنا لو الأمر أشبه باللي هو "واقفلك على الغلطة" ألا يثير ذلك النزاعات، ولا سيما لو لم يكن هناك تواصل جيد بين الشريكين وفهم احتياجات كلا منهما؟
بالتأكيد أنا أدعم وجهة نظرك تلك، بل أن الرجل الاعتيادي في تصرفاته طوال الوقت يكون سبباً في خلق بعض الملل في العلاقة وربما إذا استمر في سلوكه يصبح غير مطلوب أو محبب (فأين الإثارة) المرأة بوجه عام بحكم تجربتي هي كائن سريع الملل سريع الحماس سريع الحب سريع الانفعال (معظمهم) لذا إذا كانت العلاقة ثابتة وروتينية ستبحث المرأة عن بعض المغامرة فإن لم تتوفر في من تحب ستبحث عنها في مكان ثاني، أتذكر في وقت من الأوقات كنت مرتبط بفتاة قمت بمغازلتها بطريقة معينة بالحديث الجريء ، ولكن أتى في سياق تلقائي (غير متعمد) وليس الهدف منه إثارة قلقها أنني قد أتصرف معها بروعونة ، في الحقيقة أنا لم أعرف لما فعلت ذلك حينها ربما بدافع الحب، الغريب أنني فوجئت إنها أحبت ذلك بشدة بل قامت لاحقاً بحكي تصرفي لصديقتها المقربة .. لأكتشاف أن صديقتها تحاول التواصل معي للتعرف علي، ولكن بطريقة مهذبة رفضت لتقول لي لاحقاً أن هذا كان أختبار من صديقتي وقد نججت فيه!
لا أعلم هنا لو يختلف معي الكثيرين ولكنها حقيقة، إذا لم يغازل الرجل المرأة عمومًا (مغازلات جيدة طبعًا)، فغالبًا ستشعر بعدم انجذابه لها، فكرة موافقتها على الزواج منه أم لا، هي مسألة شخصية وتتبع اهداف كل سيدة على حدة. أما بخصوص الإثارة في العلاقات، من الطبيعي أن يكون هناك ملل من الطرفين، وما يبقى بينهما هو الاحترام والتقدير والاهتمامات المشتركة، والإثارة قد تتجدد بقضاء وقت بسيط بعيدًا عن بعضهما، هذا طبيعي في كل العلاقات. أما ما ذكرته من موضوع الاختبارات، فمع احترامي لعلاقتك طبعًا، لديَّ تحسسات من هذا النوع من الاختبارات، واعتبرها علامات غير جيدة عمومًا.
نعم هذا بالطبع حقيقي لأنه ببساطة تلك العلاقات غير مبنية على الثقة والتفاهم ، وهي طبيعي تنتهي ، وهو ما حدث بالفعل، ونعم العلاقات يجب أن يتخللها تلك المغازلة التي تشعر فيها المرأة بجمالها وقوة تأثيرها ويزيد بطبيعة الحال بثقتها في نفسها، والرجل العادي ليس بالضرورة مخطئ ، فقد يتخذ قرار بأنه لا يصح مغازلة بتلك الطريقة المرأة إلا عندما تكون زوجته، بالأخص في الدين الإسلامي لذا قد يكون في هذا القالب الثابت الممل في علاقته ، ولكن المرأة غالباً ما تجد نفسها بالأخص في الأعمار الصغيرة منجذبة أكثر للرجل الذي لا يضع لنفسه أي حدود للتواصل معها بشكل يشعل شغفها.
أعتقد أن الدنجوان فعلاً حلم الفتيات، لكن في مرحلة مبكرة من حياتهن، مرحلة المراهقة مثلاً، حين يكون للغموض والجاذبية والتحدي بريق خاص، لكن ما إن تنضج المرأة وتفهم ذاتها واحتياجاتها العاطفية الحقيقية، حتى تدرك أن الأمان والاحترام والصدق هم أكثر جاذبية على المدى الطويل، وأن اللمعة الخاطفة لا تغني عن دفء الاحتواء.
وبصراحة ألاحظ أن النساء اللواتي تنجذب لهذا النوع من الرجال قلة، وغالباً ما ينتمين لثقافة غربية مختلفة عن مجتمعنا، أما في بيئتنا العربية، فالصورة أكثر توازناً وعمقاً مما يُشاع.
هذا غير صحي في اعتقادي، الدنجوان هو نموذج الرجل الذي تحبه نوع معين من النساء وفي مرحلة معينة، وهي المرأة التي التي تنعدم ثقتها في نفسها والتي تفتقد إلى الخبرة الكافية فتجد نفسها ضحية دائمة للمتلاعبين ، أما المرأة التي تصل والنضج والإستقلالية النفسية فهذا النوع جيعلها تشعر بالإشمئزاز والقرف .
أختلف مع بسمة قليلًا، الانجذاب للدنجون غير مرتبط بالثقافة الغربية فقط، ولكنه منتشر في العربية والسبب بسيط جدًا، هو معبّر ويعرف كيف يُسمع المرأة ما تريد، بعكس الرجل الذي يعتبر التعبير عن المشاعر تفاهة أو لا يجيد أي نوع من النقاشات، وصحيح -كما ذكرت خلود- أن الدنجوان هو مرحلة بدائية، أو لقليلة الخبرة، ولكن حتى نكون واقعيين، بعض النساء، لا يبحثن أصلًا عن استقرار، هم يحبون العلاقات العابرة، لا يجيدون تحمّل مشقات علاقة على المدى الطويل، تضحيات والتزامات وغيرها، ولذلك هن النوع المناسب للرجل الدنجوان.
أنا أقترب كثيراً من رأي صديقتي Eriny Nabil ، وأنا أرى أن معظم النساء (ليس فقط المراهقات قليلة الخبرة) بل حتى النساء الناضجات تحب الاندماج في علاقة مثل تلك ، وإن كانت لا تعترف بذلك ضمنياً أو تتظاهر بالرفض لأسباب دينية أو أخلاقية، ولكن الرجل الدنجوان يعرف كيف يحطم تلك الحواجز بسرعة، والنموذج هذا ينطبق على معظم نساء العالم باختلاف الثقافات ، ولكن قد يبدو لهم فقط نزوة سريعة، وبالنظر لنسب الخيانة مثلاً في ألمانيا ستجدي مثلاً أن : نحو 68% من المستجيبين أقرّوا بالخيانة، المملكة المتحدة: نسبة الخيانة تقارب 66%، أما بالنسبة للدنمارك، فرنسا، إيطاليا: نسب الخيانة بين المتزوجين تتراوح بين 40% إلى 46% ،وبالطبع يمكنني تضمين إحصائيات رسمية أكثر ، بالطبع الخيانة تأتي لزوجات معظمهم وصل لمرحلة النضج لأن متوسط العمر الذي تبدأ منه الخيانة هو سن الـ 40 وحتى سن الـ 70 ! للنساء لذا يمكن القول إن الخيانات تأتي من التورط في علاقات عابرة ، وهي كما تشير المرحلة العمرية ليست في أول العلاقات بالطبع أو تقتصر على المراهقات ، وبالنسبة للإحصائيات العربية لم أجد دراسة حقيقية نظراً لحساسية البيانات.
بالضبط، الموضوع مرتبط بالقرار الشخصي والنضج العقلي فقط، وليس السن بمفرده (حتى لو كان عامل جوهري)، ولكن حتى نكون واقعيين فعلا كما ذكرت، سيدة في منتصف الأربعينيات تعاني جفاء في العلاقة مع زوجها، وليست ضمن الملتزمين بضرورة حجب أي نوع من التواصل بنوع قد يؤدي إلى الخيانة، من البديهي أن تجد في الدنجوان كل ما تفتقده في زوجها، حتى وهي تعلم أن هذا الرجل لن يستمر معها في علاقة سوى شهرين على الأكثر، ولما نذهب بعيدًا، أليس شائعًا الآن فكرة زواج ال Weekend وغالبًا هي للاستمتاع فقط دون أي التزامات أخرى، وبالتأكيد المرشح لها هو الرجل الشوجر دادي والدنجوان.
التعليقات