منذ صغري ألاحظ في دوائر النساء المحيطة أنه توجد بعض النساء اللاتي يعملن في وظائف مختلفة ويعولن أسرهن، ولابد أن تجد منهم الفتاة التي تعيش في زيجة بائسة مع زوج عنيف أو مدمن أو لا يعمل أو كل هذه الصفات مجتمعة سويا، العجيب أنهن لا يختارن الإنفصال على الرغم من استقلالهن المادي. ربما الإجابة عن هذا السؤال لدى عبير إحدى بطلات مسلسل 80باكو، باختصار عبير التي تمر بنفس الظروف امرأة موهوبة تعمل وتكسب من كدها وتعيش مع زوج عنيف يضربها دائما، ولكنها لاتستطيع الانفصال لأنها اختارته. وكأننا يجب علينا أن نحتمل طوال حياتنا تبعات الاختيارات الخاطئة التي اتخذنها ونحن في أعمار أصغر ونسخ أقل وعيا من نسختنا الحالية، لذلك حتى الاستقلال المالي ليس وحده كافياً لكي تحيا المرأة في أمان، بالعكس هناك الكثيرات اللاتي يعملن ويكسبن المال ليأتي الزوج المسيئ ويسطو على أموالهن ولا يتخذن أي رد فعل. لذا سؤالي لماذا تقبل النساء هذه المعاملة رغم أن لديهم استقلال مادي يمكنهم من الانفصال بعيدا عن العنف؟
مسلسل 80باكو: لماذا الاستقلال المادي للنساء ليس كافياً؟
رغم أن الاستقلال المالي يمنح المرأة القدرة على التحرر من قيود اقتصادية معينة، إلا أن هناك أبعادا أخرى يجب أن تؤخذ في الحسبان، مثل الخوف من فقدان الاستقرار الاجتماعي أو الشعور بالوحدة، وقد تجد المرأة نفسها عالقة في دائرة من الاعتمادية العاطفية أو النفسية على الشريك، مما يجعل الانفصال أمرا صعبا.
الأمر ليس بالاعتماد العاطفي، لا أتوقع أن تكون المرأة مستقلة ماديا ولديها قدرة على العمل وتحقيق دخل لها ولن تتمكن من التخلص من اعتماد عاطفي مهين لها، الفكرة في المجتمع الذي يلوم المرأة بكل الحالات إن قررت الانفصال أو دفعها الزوج لذلك، تكون هي المسؤولة عن فشل العلاقة حتى لو كان الزوج خائنا، معنفًا، يضرب أو يهين، حتى من أقرب المقربين، منذ شهر تقريبا ولدي زميلة تعرضت للإهانة والضرب والسب بشرفها من زوجها دون أي داع، أوشكت على الانتحار وعندما سألتها لماذا لا تنفصلين بهدوء لأنه من الواضح أن تصرفاته هذه بغرض أن تنفصل عنه ويدفعها لذلك لأنه مربتط بامرأة أخرى ويقول لها أنه يحبها ولا يريد أن يستمر بهذا الزواج، قالت لي أمي تقول لي تحملي من أجل أولادك، وإن المرأة المطلقة لن يرحب بها المجتمع، متخيل هذا من أقرب المقربين والدتها ما بالك المحيطين والمجتمع ككل
كلامك صحيح وحقيقي المجتمع يحمل المرأة مسئولية العلاقة، إذا فشلت تصبح مرأة فاشلة و تنصب لها المشانق، المطلقات في مجتمعنا حتى صديقاتهن يغلقن أبوابهن خوفاً منهن على الأزواج، مجتمع يطبع مع العنف ويطلب من الضحية التحمل والصمت والصبر، ولنا عبرة في قصة آية الفتاة المصرية التي قتلها زوجها في الاردن، لماذا تحملت كل ماحدث لها؟! الموضوع ليس بالسهولة التي نتوقعها.
جميلة المراجعات التي تنشريها هنا
هل شاهدت هذه الاعمال حديثا ؟ ام في السابق
هل تخططين للاستمرار في نشر مراجعات الافلام و المسلسلات في الفترة المقبلة بشكل اكبر تفصيلا بدلا من التركيز على فكرة محددة او سؤال مرتبط بالعمل ؟
مع تحياتي
هذه النماذج أصبحت منتشرة في المجتمع بشكل مرعب في الحقيقة وأعتقد انه لا يوجد سبب مطلق لجميع الحالات، لكن هناك جانب معين أود ان أطرحه بالذات وهو كون بعض النساء يفضلن العيش في دور الضحية لبقية حياتهن، فتتبنى أي سبب سواء كان أن هذا هو اختيارها أو أنها لا تريد تفكيك الأسرة أو غيره وتتحمل حياة لا تطاق لكي تشعر أنها البطلة المضحية بكل شيء، وهذا سلوك يؤدي إلى عائلة قد تبدو من الخارج متماسكة ومترابطة إلا أنها في غاية التفكك والهشاشة من الداخل
ليس الأمرأن المرأة تهوى عيس دور الضحية، بالعكس من يجد أن في إمكانه التحرر من كل المتاعب ويظل عالق في وضع مهين؟! اعرف صديقة زوجها عنيف ومسيئ ولكنها تخشى الطلاق نظرا لما تتعرض له المطلقات من متاعب من أول النظرة الدونية لهم من بعض الناس ونظرة الطمع من البعض الآخر، فالطلاق تكلفته عالية خاصة على المرأة، ومع أني من المؤيدين لفكرة أن عيش الأطفال مع آباء منفصلين لكن محترمين وبينهم ود افضل من عيشهم في ظل عائلة بينهم خلافات ومشاجرات.
النساء يبكينَ على القيود وهنَّ مَن صنعْنَها بأيديهنَّ!
تتحدثين عن استقلال مالي لكنكنَّ ترفضنَ تحرير أنفسكنَّ عاطفيًّا.. تختارنَ رجالًا فاشلين ثم تلومنَّ "المجتمع" عندما يُسئُ معاملتكنَّ!
الضعيفة تقول أنا ضحية، أما القوية فتقول هذا كان خطئي وسأصححه. المال لا يُحرركِ إذا كنتِ عقلية العبد لا تزال تسيطر عليكِ.
الرجل القوي لا يحترم إلا مَن تحترم نفسها.. فمتى ستتعلمين؟
التعليقات