هل مواقع التواصل هي المسئولة عن سلب أوقاتنا، أم أننا المسئولين على ترك أوقاتنا ملكها ؟! .. حلقة Smithereens من مسلسل Black Mirror

بداية فأنا أحب مسلسل black mirror وأراه عبقريّا فى أحيان كثيرة، ولكنّه يعرض الحالة ال extreme من كل موضوع حتى نعلم نهايتها ونخاف منها وأعتقد أن هذا هو هدف المسلسل.

قدمتُ العديد من المساهمات التي تُناقش حلقات مختلفة من المسلسل سلطت الضوء على قضايا نُعاصرها حاليًا، يُسعدني اطلاعك عليها طالما أنك من محبي المسلسل .

أما بالنسبة لمواقع التواصل فأجد اننا المتحكّم بها وأن كل شئ بأيدينا فبيدك أن تغلق الهاتف تماما وبيدك ان تمسكه طوال اليوم .

عندما أصبح هُناك ما يُسمى إدمان مواقع التواصل الإجتماعي بدأتُ أشك في مسألة السيطرة على الإستخدام من الأساس، فمثلًا هل من الممكن أن نقول أن الشخص يُمكنه السيطرة على تناول المخدرات حتى لا يقع تحت تأثير الإدمان؟!

نفس الفكرة إن كانت مواقع التواصل أصبحت تندرج تحت الإدمان .

الكثير ينتفعون من وراء مواقع التواصل الإجتماعي حتى أنا وأنت بالتأكيد أنك اعتمدت عليها فى أمور كثيرة فى حياتك وربما استخدمتيها فى عمل ما، وأنا اكتسبت أصدقاء جدد واكتسبت الكثير من المعلومات من خلالها.

لا أُنكر وجود مواقع تواصل مفيدة، ولكن في الوقت نفسه هناك مواقع تواصل لا أجد سوى أنها تُهدر الوقت ولا تعطي أي فائدة، مثل الفيسبوك مثلًا .. وحتى إن كنتَ تُكون صداقات عليها .. فهما هو معيارك أن هذه الصداقات حقيقية وصادقة ؟!

و افترضنا أن جميع البشر لا يمتلكون إلا الأخلاق الحميدة والنزعات الأصيلة وحب الخير والتعاطف وتقديم المساعدة إلى غيره من الصفات الجيدة في ظل هذا الانتشار الهائل من التكنولوجيا ماذا برأيكِ سيكون الحال؟

ولكن البشر يتظاهرون بذلك على مواقع التواصل، حيث نجد كل شخص يتدعي أنه الأفضل وان جميع من حوله سيئون، ومن هنا تكن بداية الخدعة !!

لكن البشر لا يمتلكون هذا وحسب بل إن هناك عالماً موازياً يكاد يكون مرعباً لو تم الكشف عنه خلف نفي هذه الصفات، وما ذكرتِه في الحلقة عن أولئك الجماعة التي اختطفت خطيبة الرجل، فهذه عينة بسيطة في العالم اليوم الذي يقوم على مصالح وأهداف ومساعي أخرى للأفراد والجماعات بل ويتعدى الدول.

سأتفقُ معك في فكرة وجود هذا العالم من الأساس وأن صفات البشر من البداية تحمل الجانب السيء، ولكن ألا تتفقين معي في أن التكنولوجيا ساعدت على تقريب هذه المساويء وتيسيير العمل بها ؟!

لذلك أجد أنه بالتأكيد أننا نحن المُسيئون في الأمر بدرجةٍ أولى وأن هناك اجتراراً كبيراً للبعض تجاه الآخرون ممن هم يفعلون ذلك للأسف، ولا أجد أنها مشكلة قابلة للحل طالما أننا كبشر مخيرون بين كوننا أشخاص جيدين أم العكس، فكل شيء نستطيع استخدامه وتوجيهه يخضع لذلك بالضرورة.

ولكن وسائل التواصل الإجتماعي أصبحت تنتدرج تحت الإدمان، فما رأيك في أن هذا يعني أننا نفقد تدريجيًا السيطرة عليها مثلها مثل المُخدرات وكافة صور الإدمان ؟

قد أختلف معك يا حفصة لأنّ كثير من الناس يظنون أنّ أنّ هذه الحلقة تدور حول الهواتف /وسائل التواصل الاجتماعي "التي تسيطر على حياتنا"، مما يجعلني أشعر وكأنهم قد فاتتهم هذه النقطة.

النقطة المهمة هي أننا استثمرنا ساعة ، كمشاهدين ، في مشاهدة هذا الموقف الدراماتيكي يتكشف. انتهت حياة شخص ما في النهاية بشكل رهيب - لا يهم حقًا أي شخصية. إنها أخبار العالم العاجلة.

ومع ذلك ، فإن هذه المأساة ، بالنسبة لمعظم الأشخاص السبعة بلايين منا الذين يتجولون على الأرض ، تتلخص في مجرد نظرة 3 ثوانٍ على الشاشة.

من مميزات مراجعات الأعمال الفنية أنها لا تحتمل صواب وخطأ، لذلك يكون تحليلي صحيح وتحليلك أيضًا صحيح، وبالتأكيد أنني إلتفتُ لهذه النقطة .. ولكنني ناقشتُ الحلقة من زاوية أخرى ألا وهي إدمان مواقع التواصل، وذلك لأنني قد تناولت الفكرة التي تتحدث عنها في مراجعة الحلقة الأولى من الموسم الأول من المسلسل، والتي كانت تتحدث عن جريمة اختطاف لأميرة بريطانية، ونتج عنها مطالبة الوزير بفعل فاضح حتى يتم اطلاق سراح الأميرة، فتجاهل الجمهور الجريمة الحقيقية وهي الإختطاف وتعريض حياتها للخطر وأصبح كل اهتمامهم هو متابعة الفضيحة .

لذلك تجاهلت مناقشة نفس الفكرة وتطرقتُ إلى فكرة أخرى لا تقل أهمية من وجهة نظري، ففي النهاية تجاهل الأشخاص للجرائم وفقد انسانيتهم في التعاطف معها هو أمر ناتج عن ادمان مواقع التواصل الذي يجعلك تتابع الخبر بكبسة زر وتتجاهله وتنساه بخبر اخر في لحظة بمجرد أن تشاهد غيره .

بشكل آهر في المشهد الأخير نرى بيلي يغلق عينيه، وهو يغلق عينيه على المشكلة. لم يتغير شيء ، لا يزال الناس يفحصون إشعاراتهم ، والعالم يظل على حاله ، كانت الرسالة تدور حول مدى صغر حجم الإشعارات قبل الشركات الضخمة وكيف تعتقد أنك تمر ولكن في الواقع أنت غير مهم.

تم تناول نفس الفكرة ولكن بشكل مختلف اخراجيًا، وهو تزايد نسب مشاهدة الفيديو والتفاعل معه ومع فكرة الفضيحة في الوقت الذي يُعاني رئيس الوزراء مع زوجته بسبب الفعل الفاضح المطلوب منه، وهو ما يبرز كيف أصبح الأشخاص يهتمون بمواقع التواصل والتفاعل عليها والانجذاب الى المشاهدات والاشعارات والمشاركات ونسيان ان هناك بشر تُعاني خلف تلك الاحداث التي لا تعني لنا سوى تريند

بمعنى أوضح أعتقد أن المخرج لم يرغب أبدًا في إعطاء النهاية التي ماتت لأنه يريد أن يظهر أنها غير ذات صلة بالناس. هناك مشهد في القائمة حيث يتلقى كل شخص في المدينة إشعارًا بشأن انتهاء الموقف ولكن الجميع يتجاهله ويختار أن يظل منغمسًا في الفروق الدقيقة اليومية. هذا بالضبط ما يريد المخرج إظهاره ، أنه لا يهم أي شخص قُتل في النهاية ، فلماذا حتى يعرضه للجمهور. سيتجاهلها الجمهور أيضًا وينساها كما فعل الآخرون ، وبالتالي لا أهمية لمن يموت. إنه جميل بشكل غريب

وهذا ما يحدث في الواقع، منذ فترة انتشرت قضية مقتل شاب في ال17 على يد زميله، واشتعلت عليها مواقع التواصل، ثم بانتهاء القضية صمت الجميع واتجه لتريند اخر !

أصبحت أشعر ان تفاعل الأشخاص مع الاحداث على مواقع التواصل ليس تفاعل انساني، بل انه تفاعل من اجل التريند والجميع يتسارع على الوصول الى البوست الافضل ثم ينسى القضية التي كان يُدافع عنها وينتقل الى غيرها ليظل في نفس المكانة !

يتم إجبار الاستثمار العاطفي على الضياع في النهاية. الهدف من الحلقة. كان هذا أحد أقوى العروض التي رأيتها. وفي النهاية ، لا تعرف أبدًا من قُتل ... لا يهم لأن الأمر يستغرق ثانيتين للتحقق من الإشعار ورفضه. كانت المرآة السوداء في الواقع هي المشاهدين.

هل لديك محاولات مسبقة او نصائح لإدارة الوقت والسيطرة على ادمان مواقع التواصل؟

الفكرة التي تدور في رأسي يا هيا، أن الإدمان أزمة لا يُمكن السيطرة عليها إلا بالإبتعاد التام عن سبب الإدمان، وليس مجرد التقليل أو التحكم في الجرعة التي يأخذها الإنسان يوميًا !

لذلك لو افترضنا أن منصات التواصل هي أحد مُسببات الإدمان بصورة مختلفة نسبيًا، إذًا فالمسألة ليس مجرد مسألة وقت بقدر ما هي مسألة الشيء نفسه، وفي تلك الحالة أليس من الأفضل الإبتعاد التام عن منصات التواصل بدلًا من محاولات التقليل التي تفشل عند الكثيرين ؟

عذرًا .. تم كتابة التعليق كمجهول بالخطأ

لا أبالغ حين أقول هذا المسلسل من أفضل المسلسلات التي رأيتها ، يطرح التأثيرات السوداء للتكنولوجيا على المستقبل ! رهيب بحق !

هل شاهدتُ أجزائه السابقة ؟!

فمنذ فترة وأنا أكتب مراجعات لأبرز الحلقات التي تناقش قضايا تلمس الحياة العصرية التي نعيشها الأن، يُمكنك الإطلاع عليها في نفس المجتمع مسلسلات .

هناك حلقة أخرى تتحدث عن تأثير الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي و تراتب الناس بناء على ذلك و هو أمر حقيقي الآن ، حيث يعتمد على تقسيم الناس وفق نقاط حسب شهرتهم !

سوف أشاهدها وأكتب عنها مُراجعة أيضًا .

فكرتها في إبقاء المستخدم و جذبه بمحتوى تافه بسيط لا تخرجها عن نطاق الضرر ، مضرة دون شك و مهما حاولنا لكن ينبغي علينا كعقلاء ندرك هذا الضرر أن نستفيد منها دون أن نمارسها.

هل ترى أن مواقع التواصل أصبحت تندرج تحت بند الإدمان؟ أي أنها مثل المواد المخدرة يصعب السيطرة عليها ؟!

كون ذلك بالتعريف بنا و بخدماتنا و جعلها عامل جذب بنفس التقنية التي تعمل بها عبر نشر المحتوى السخيف السهل ! ، مع تقنين استخدامنا لها لأقل فترة ممكنة و متابعة أشخاص مؤثرين مفيدين عليها و هناك الكثير من الأمور الأخرى لكن الفكرة تتلخص بمحاولة التفتيش على مواضع القوة بها

هناك مواقع تواصل مخصصة لذلك، أما مواقع التواصل الأخرى التي لا تُقدم نفس الفائدة فهي مع الأسف تسير خلف المحتوى الغير هادف وبالتالي لا تلتفت إلى المحتوى الهادف، لذلك أجد أنها في كل الأحوال مضيعة للوقت !

أي نعم هناك فائدة من تِلك الوسائل ، ولكن هي ذو حدين ، هناك من يستثمره وقته وعمره عليها ، وهناك من يلجأ إليها في حالات الضرورة لتعلم شيء ما ...الخ .

هل لك أن تُشاركينا بعض الفوائد التي حصلتِ عليها من استخدام مواقع التواصل؟ أو لو كانت لكِ تجربة في استثمار وقتك عليها فأتمنى أن تُشاركيها معنا ..

فأنا في الفترة الأخيرة أصبحتُ أكرهها بشدة وأرى أنها لا فائدة لها، وخاصة بسبب قضايا الإبتزاز والأذى التي يتعرض لها الأشخاص من خلالها .

نظرا لكوننا نتحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، كيف يمكن ان يكون استخدامها جيد وما هي النتائج المفيدة التي يمكن ان نحصل عليها منها؟